سعادة عبدالله بن خميس امبوسعيدي وكيل الوزارة للتعليم:
أكد جلالة السلطان المعظم على الاهتمام بقضية التعليم حيث تم الإعلان عن هذا العام ليكون عام التعليم المدمج، ولأجل ذلك فقد تم تحديد موعد بدء الدراسة مراعاة للوضع الصحي ولإعطاء الوزارة الوقت الكافي للاستعداد للتعليم المدمج، حيث نعمل على إيجاد تعليم مدمج مستدام، ولأن التعليم المدمج نظام جديد على المستوى الوطني رغم وجود عدد من المبادرات التقنية؛ فإنه من المؤكد أنه ستظهر لنا العديد من التحديات التي سنتعامل معها في حينها.
إن جهود الوزارة كبيرة في الاستعداد للتعليم المدمج والشوط المقطوع كبير جدا ، والاستبانة التي طرحتها الوزارة توضح مدى الشراكة الفاعلة بين الوزارة والمجتمع الذي تجاوب معنا بشكل كبير، فالوزارة معنية بتطوير التعليم المدرسي من خلال ربطه بالتقانة والتكنولوجيا تماشيا مع رؤية عمان2040 وظروف انتشار كوفيد19، ولذلك فقد عملت الوزارة على تطبيق المنهج التكميلي وهو منهج يركز على تزويد الطلبة بالمهارات والمعارف اللازمة التي لم يدرسوها بسبب انقطاعهم عن الدراسة.
كما أعدت الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة بروتوكولا صحيا يوضح أسس تعامل الطلبة مع العديد من المواقف المختلفة، بحيث تطبق في الصفوف فكرة التباعد الاجتماعي بأن يبعد الطالب مترا ونصف المتر عن زميله. كما تعمل الوزارة على توفير لجان إشرافية تساعد على تحقيق التعلم المدمج الذي تتوافر فيه الجوانب الصحية التي أشار إليها البروتوكول الصحي؛ عليه فإنه من الأفضل أن يعود طلبة الحلقة الأولى للمدرسة مع تقليل زمن التعلم لهم، كما ستعتمد الوزارة نظام الساعات عوضا عن نظام الحصص، كما سيتم غلق الصف الدراسي عند اكتشاف حالة مصابة به وينتقل الطلبة إلى التعلم الإلكتروني
لقد أقرت اللجنة العليا الدمج بين التعليم المباشر الذي يجمع الطالب بالمعلم في الفصل الدراسي وبين توظيف التقانة الحديثة والتعليم عن بعد وتعمل الوزارة حاليا على وضع تصور شامل يوضح طريقة عمل التعليم المدمج داخل مدارسنا؛ بحيث تم تقسيم المدارس إلى ثلاثة أقسام حسب كثافة الطلبة في الفصل الواحد( المدارس ذات الكثافة القليلة أقل من 16طالبا في الفصل الواحد، والمدارس ذات الكثافة المتوسطة 32طالبا في الفصل الواحد، والمدارس ذات الكثافة العالية التي يزيد فيها عدد الطلبة عن 32 طالبا في الفصل الدراسي الواحد) وسيكون التعليم في المدارس قليلة الكثافة داخل الغرف الصفية بشكل طبيعي مع تخفيض مدة الدراسة بهدف تقليل التواصل لمباشر بين الطلبة والمعلمين ومع ذلك سيقدم لهؤلا الطلبة التعليم الإلكتروني بطريقة أو أخرى.
أما المدارس متوسطة الكثافة فسيكون التعليم فيها بتقليل الطلبة في الصف الواحد إلى ما لا يزيد عن 16 طالبا وهذا يعني أنه سيتم تقسيم دوام الطلبة أسبوعا بأسبوع أي تعليم الطلبة الذين يحضرون إلى المدرسة من خلال التعليم المباشر وتعليم الطلبة الذين في بيوتهم من خلال التعليم عن بعد
وسيكون التعليم في المدارس عالية الكثافة من خلال تقسيم الطلبة إلى ثلاثة أقسام كل قسم يتعلم أسبوعا تعليما مباشرا ويتعلم في أسبوعين تعليما عن بعد وتلجأ إليه المديريات التعليمية في حالة الضرورة فقط بحيث يتم تدريس المواد الأساسية داخل الغرفة الصفية مع أخذ الاحترازات الصحية ويتم تدريس المواد غير الأساسية من خلال التعلم عن بعد. والوزارة حريصة على العدالة في موضوع تقويم الطلبة ولذلك يختبر الطلبة في المعلومات التي تم تدريسهم إياها داخل الغرف الصفية، كما حرصت الوزارة على المحافظة على زمن التعلم الفعلي وهو180 يوما دراسيا ولا مساس بذلك، محددةً المعارف والمهارات التي لابد أن يكتسبها الطالب.
وهنا نشكر المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص التي دعمت منصات التعلم وندعو بقية المؤسسات والشركات إلى تقديم الدعم الذي يساعد على تسهيل عملية التعلم، فمن جهتها ستوفر الوزارة للطلبة عددا من المنصات التعلمية المقسمة حسب الحلقات الدراسية وتتيح هذه المنصات عددا من الأنشطة التفاعلية والعروض المرئية. كما توفر الوزارة منصة لمكتبة إلكترونية متكاملة ومنصة أخرى للتحضير الإلكتروني كما تسعى من خلال شركات الاتصال العاملة في السلطنة إلى تقوية الشبكة في المدارس وتغطية المدارس التي بحاجة إلى توفر شبكة الإنترنت، وتوفير الدعم اللازم للأسر المعسرة بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى.
إن أبناء عمان فيهم الخير ونحن نفتح المجال لهم لتقديم الدعم الذي يستطيعونه لأبنائنا الطلبة من باب الشراكة المجتمعية، وستبقى أوضاع المدارس الصباحية والمسائية كما هو الحال عليه ولن نحمل ولي الأمر فوق طاقته وسنقدم له دليلا يوضح طريقة مساعدته لابنه في التعلم الإلكتروني. كما أشكر المعلمين على تعاونهم مع الوزرة وتسجيلهم مجموعة من الدروس للمنصات التعليمية ولبرنامج درس على الهواء الذي تم بثه في تلفزيون سلطنة عمان، وقد وضعنا خطة لتدريب المعلمين بحيث يبدأ بتاريخ 27/9/2020م ويستمر لمدة أسبوعين على يبدأ العام الدراسي لبعض المدارس قبل الموعد المحدد استثناء من الوزارة لهذه المدارس لارتباطها بالتعليم في بلدانها مثل مدارس الجاليات، ولتطبيقها البرامج الدولية مثل المدارس العالمية.