تاريخ نشر الخبر :08/11/2023
ألقت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ـ رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة سلطنة عُمان أمام الجلسات العامة للدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، وذلك خلال ترؤس معاليها وفد سلطنة عُمان المشارك في أعمالِ هذه الدورة والمنعقدة حالياً خلال الفترة من 7 ـ 22 نوفمبر الجاري في مقر المنظمةِ بالعاصمة الفرنسية باريس. بمشاركة وفود الدول الأعضاء بالمنظمة وممثلي عدد من المنظمات الدولية والأهلية ومنظمات المجتمع المدني. حيث استهلت كلمتها بنقل تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ للمشاركين، وتمنياته لأعمال هذه الدورة بالتوفيق والنجاح.
إيقاف الحرب غير المشروعة
ونوهت معالي وزيرة التربية والتعليم في بداية كلمتها، بأن سلطنة عُمان تشاطر دول العالم دعواتها في إيقاف الحرب غير المشروعة، واللاإنسانية التي تشنها إسرائيل على المدنيين، والأبرياء العزّل في قطاع غزة بفلسطين؛ هذه الحرب التي أزهقت حتى الآن أرواح ما يزيد عن عشرة آلاف إنسان، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وإصابة ما يزيد عن عشرين ألفا من المدنيين. علاوة على تدمير البنية الأساسية والآلاف من الوحدات السكنية، والمدارس والمؤسسات الصحية، إلى جانب المواقع الأثرية والمتاحف، والمساجد، والكنائس، ومن ضمنها كنيسة القديس بورفيريوس (Porphyrius) التاريخية، التي اتخذها المدنيون من مسيحين ومسلمين ملاذا آمنا لهم.
الكارثة الإنسانية
وأضافت معالي رئيسة وفد سلطنة عُمان: " إننا ونحن نشاهد - بكل حزن وأسى - الكارثة الإنسانية التي تلحق بالشعب الفلسطيني جراء هذا العدوان، فإن دعواتنا وقلوبنا مع أولئك الذين يعانون من تبعات هذه الحرب. لذا فإنه يتعين على منظمتنا القيام بواجبها الأخلاقي والتزامها الإنساني في الدعوة للوقف الفوري لشلال الدماء، وحماية المدنيين، وتمكين دخول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة. كما يجب مناشدة العالم الحر، لحماية المدارس، والجامعات، ودور العبادة، والمواقع التاريخية، والثقافية للشعب الفلسطيني، والبدء فوراً في التخطيط للدور الذي يمكن أن تقوم به اليونسكو في مساعدة الشعب الفلسطيني، وتمكينه في برامج التنمية المستدامة، ومكافحة الفقر، وترميم وصيانة المعالم التراثية، والثقافية والتاريخية".
تحكيم العقل والحكمة
وأشارت في كلمتها إلى أن هذا التصعيد الخطيريتطلب تحكيم العقل والحكمة، وتغليب البعد الإنساني، وتعزيز ثقافة السلام والحوار، ونبذ العنف والتطرف، وخطاب الكراهية، ونشر الفهم العام حول القانون الدولي الإنساني، والالتزامات القانونية، التي تقع على عاتق الدول أثناء الحروب، والصراعات المسلحة.وفي هذا الصدد، فإن سلطنة عُمان تحرص على تغليب سياسة التسامح والحوار، ونبذ العنف ومعالجة أسباب الصراع، ومن ضمن جهودها؛ نقل تجربتها الحضارية في التسامح والتعايش والتفاهم، من خلال معرض "رسالة السلام من سلطنة عمان" الذي بلغت عدد محطاته أكثر من 600 محطة حول العالم، كان آخرها في منظمة اليونسكو خلال شهر يوليو المنصرم.
مبادرات بيئية
وفيما يتعلق بارتفاع وتيرة الكوارث الطبيعية، أكدت معالي رئيسة اللجنة الوطنية العمانية بأن ذلك يستدعي استمرار الجهود الجماعية لصون التنوع البيولوجي والنظم البيئية. وفي هذا الصدد أطلقت سلطنة عُمان منذ عام 1989 "جائزة اليونسكو-السلطان قابوس لصون البيئة"، كما انضمت لمبادرة "تخضير التعليم" Greening education، وتوجهت نحو الاستثمار في الطاقات المتجددة؛ تماشيا مع الخطة الوطنية لتحقيق الحياد الصفري الكربوني بحلول عام 2050م. ومواكبةً لما يواجهه التراث الثقافي حول العالم من تحديات؛ اهتمت بلادي بالاستثمار في التراث الأخضر؛ لاستدامته وتوظيفه في الاقتصاد الوطني، وأطلقت برامج لبناء القدرات في صون التراث الثقافي بما فيها الصناعات الإبداعية، كما تم تسجيل عدد من العناصر الثقافية في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، وكان آخرها "الخنجر العماني" في عام 2022م.
دعم فئة الشباب
وانطلاقا مع اهتمام اليونسكو بدعم فئة الشبابوانسجامه مع رؤية سلطنة عُمان 2040، قالت معاليها: "يمثل الشباب نصف عدد السكان في سلطنة عُمان، ويحظون بالرعاية والاهتمام في المجالات المختلفة المتصلة بشؤونهم، وكذلك من خلال المراكز والحاضنات المتنوعة، مثل "مركز الشباب" الذي يدار كليا من قبلهم. وفي إطار التحولات التكنولوجية والرقمية فإننا نثمن جهود اليونسكو المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وفي هذا السياق، أطلقت بلادي البرنامج التنفيذي لـ "الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة"؛ لرفع مستوى الجاهزية الرقمية الشاملة".
التزام سلطنة عُمان بتحقيق أهداف التنمية المستدامة
وفي ختام كلمتها أكدّت التزام سلطنة عُمان بتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وخاصة الهدف الرابع المعني بالتعليم، وتعزيز التحول للاستثمار في تنمية المهارات، وتجويد التعليم، والتوسع في مساراته؛ بما يتواءم وسوق العمل، مع التأكيد على الدور المحوري للمعلم، وتوفير الممكنات الداعمة له. وثّمنت دور منظمة اليونسكو في قيادة العمل العالمي فإننا ندعوها للاستمرار في دعم جهود تنفيذ جدول الأعمال العالمي للتنمية المستدامة 2030م، وفي قوتها الناعمة في التصدي للتحديات الراهنة، مؤكدين تمسك سلطنة عمان بمبادئ اليونسكو، وتعاونها الدائم في كافة المجالات.
الجدير بالذكر بأن وفد سلطنة عُمان ضم كلاً من سعادة السفير الدكتور حمد بن سيف الهمامي مندوب سلطنة عُمان الدائم لدى منظمة اليونسكو، وسعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العُمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، وآمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، كما يشارك في أعمال الدورة ممثلين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وهيئة البيئة، وجامعة السلطان قابوس؛ وذلك لحضور أعمال عدد من اللجان المتخصصة المنبثقة عن المؤتمر العام في مجالات التربية، والثقافة، والعلوم والاتصال والمعلومات.
يتضمن برنامج افتتاح أعمال الدورة، كلمة للمديرة العامة للمنظمة، وكلمة لرئيسة المجلس التنفيذي، واعتماد جدول أعمال الدورة، وانتخاب رئيس المؤتمر العام ونواب الرئيس، ورؤساء اللجان، ونواب الرؤساء،والمقررين. ومناقشة تقرير المديرة العامة عن أنشطة المنظمة في الفترة (2018 ـ 2021)، وكذلك تقرير عن أنشطة المجلس التنفيذي للمنظمة وبرامجه، وفي نهاية أعمال الدورة سيتم انتخاب أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة.