الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

في الذكرى العالمية الخمسينية للغة العربية جهود تربوية تبذلها وزارة التربية والتعليم للنهوض باللغة العربية تعليمًا وتعلمًا

تاريخ نشر الخبر :17/12/2023

*يأتي الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية تحت شعار: "اللغة العربية لغة الشعر والفنون".

* مناهج تعليمية مطورة لرفع أداء الطلبة في مهارات اللغة العربية تواكب متغيرات المرحلة وخصائص أعمارهم.

* (40) قصة شائقة في "سلسلة المنار" لدعم القراءة الحرة لدى الطلبة.

* مشاركات محلية وإقليمية ودولية للاعتزاز باللغة العربية كهوية لغوية وثقافية.

 

تفردت اللغة العربية بمسميات تسامت بها، ومن هذه المسميات: لغة "الضاد" لتفردها بحرف الضاد عن بقية اللغات وسهولة نطقه وقراءته فيها، وهي لغة القرآن الكريم الذي تكفل الله بحفظه، فحُفظت به وخُلّدت، وهي اللغة الأم لكثرة انتشارها واستخدامها في أنحاء العالم، فلا عجب من تمجيدها واعتراف وإعلان منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بها كلغة رسمية سادسة للتواصل والتفاهم العالمي، وذلك في 18/12/1973، وتخصيص يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يوما عالميا للغة العربية.

لغة العقول والقلوب

وتزامنا مع الاحتفال بالذكرى الخمسين على تخصيص يوم الثامن عشر من ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، يأتي الاحتفال هذا العام تحت شعار: "اللغة العربية.. لغة الشعر والفنون"؛ لما تقدمه فنونها الشعرية والنثرية، ومختلف خطوطها وأشكالها وأساليبها الشفهية والمكتوبة الفصيحة منها والعامية من صور جمالية رائعة تبهر العقول والقلوب على حد سواء.

وتشارك سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم دول العالم الاحتفال بهذا اليوم، بالتعاون مع العديد من المؤسسات الأكاديمية والحكومية التي تعنى باللغة العربية، بإقامة الندوات والكثير من المناشط والفعاليات للنهوض والاعتزاز بها، كما أن علاقة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومراكزها ومعاهدها الاقليمية والعربية والإسلامية تتيح لها تبادل الخبرات وبناء القدرات في مجال علوم اللغة العربية وتعلمها.

برامج مهنية لمعلمي اللغة العربية

 وتبذل وزارة التربية والتعليم جهودًا جبارة في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها انطلاقًا من تنمية كفايات معلمي اللغة العربية، وترسيخها في نفوس الطلبة كإرث ديني وهوية لغوية وثقافية، كمشاركة سلطنة عمان في الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS26) تأكيدًا لاهتمام الوزارة في رفع مستوى أداء طلبة سلطنة عمان في مهارات القراءة، وفهم المقروء، ومهارات التفكير العليا، وذلك من خلال تنفيذ المشاغل والدورات التدريبية والزيارات الميدانية للحقل التربوي.

كما أولت الوزارة ممثلة بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين اهتمامًا خاصًا بمعلمي اللغة العربية، من خلال تنفيذ (5) برامج تدريبية لهم، منها :"برنامج اللغة العربية الموجه" لمعلمات المجال الأول وهو برنامج استراتيجي مدته عامان، وتم اعتماده بناء على نتائج الطلبة في الدراسة الدولية (PIRIS2011)، بهدف تنمية الكفايات المهنية لمعلمات اللغة العربية مركزًا على طرق تدريس حديثة مواكبة للعصر المعلوماتي للمهارات اللغوية الأربع ( الاستماع ، التحدث ، القراءة، والكتابة)، وبناء متعلم متسلح بمهارات القرن الحادي والعشرين، وفي عام 2020 تم تنفيذ البرنامج التدريبي في الفهم القرائي، والذي صُمم لتمكين المعلمات من توظيف طرق واستراتيجيات مبتكرة وحديثة لتدريس فهم المقروء.

  أما في عام 2022م فقد دشن المعهد البرنامج الاستراتيجي "خبراء اللغة العربية"، الذي استهدف معلمي اللغة العربية للصفوف (5-12)، ومدته عام ونصف؛ لسد الاحتياجات التدريبية الفعلية لهم، وتقديم أحدث الممارسات التعليمية في مجال تدريس اللغة العربية في كافة فنونها وفروعها، إضافة إلى تقديم برامج قصيرة لهؤلاء المعلمين وفق ما يحتاجه الحقل التربوي، وبعد جائحة كورونا قدم المعهد برنامجًا لعلاج الفاقد التعليمي في تدريس اللغة العربية، وتوظيف مهارات التفكير العليا، بينما يعمل حاليًا على دراسة بحثية استراتيجية لمعالجة الفاقد التعليمي في اللغة العربية.

ندوة علمية للغة العربية

ولتحقيق التنمية المهنية لمعلمي ومعلمات اللغة العربية واطلاعهم على المستجدات في الساحة التربوية تعمل الوزارة في العام  الدراسي الحالي على التحضير لندوة علمية للغة العربية، وذلك استكمالًا لسلسلة الندوات السابقة التي تناولت موضوعات مهمة في مجال اللغة العربية، كما ستركز هذه الندوة على جوانب تتماشى مع رؤية عمان 2040 في مجال التقانة والذكاء الاصطناعي، وسيتم فيها تسليط الضوء على أحدث التطورات التقنية وخاصة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن تطبيقها بفعالية في تعليم اللغة العربية؟، ودور الاستراتيجيات القرائية في تنمية المهارات اللغوية المختلفة، وفهم النصوص، إلى جانب تبادل الخبرات والتجارب بين المختصين؛ لتعزيز أفضل الممارسات في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها.

تطوير مناهج اللغة العربية

وتعمل الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لتطوير المناهج على تطوير مستوى أداء الطلبة في مهارات اللغة العربية، من خلال بناء مناهج تعليمية مطورة تتواكب ومتغيرات المرحلة وتتلاءم مع خصائص عمر الطلبة؛ ليكون رفيقه وأنيسه في رحلته العلمية المليئة بالمغامرات والتشويق بتقديم نصوص علمية وأدبية منتقاة بعناية كبيرة، تمثلت في نصوص (شعرية، وقصصية، وسير ذاتية، ومسرحيات، ومذكرات، ويوميات، ونصوص إقناعية، وإيعازية، وتفسيرية، وغيرها..) التي راعت المستوى المعرفي واللغوي والخصوصية الثقافية للمجتمع؛ لأجل تنويع خبراتهم وإكسابهم مهارات التفكير الناقد والإبداع والتواصل اللغوي وغيرها من المهارات، ومن جانب آخر اعتنت مناهج اللغة العربية المطوّرة بتكامل المهارات اللغوية الأربع: (استماع وتحدث وقراءة وكتابة) سواء في المحور الواحد أو الوحدة التعليمية؛ فما يتعلمه هؤلاء الطلبة من نمط في القراءة، أو الوصف، أو التحدث سيتدربون على محاكاته، وهنا سيتمكن هؤلاء الطلبة من اكتساب هذه المهارات وإنتاجها في الوقت ذاته.

مجموعة قصصية مصنفة

كما تبنت الوزارة العديد من المبادرات لدعم تعلم الطلبة في اللغة العربية، وفي القراءة الحرة، منها: "مبادرة تطبيق مجموعة قصصية مصنفة تصنيفًا علميًا: كـ(تصنيف عربي (21)، وسلسلة أصالة)؛ بهدف تحسين مستوياتهم في مهارتي القراءة والكتابة بأسلوب شائق وجاذب عن طريق سلسلة من قصص الخيال والواقع، بما يسمح بتطوير مهارات اللغة ومفرداتها، وبما يحقق المخرجات الواردة في وثيقة معايير اللغة العربية لصفوف (1-4)، إذ تنفّذ تلك القصص تحت إشراف معلمات المجال الأول، وذلك ضمن الحصص المخصصة للقراءة الحرة الواردة في جدول توزيع حصص مناهج اللغة العربية، ووفق نشرة توجيهية خاصة بها.

وكذلك مبادرة مشروع "بناء سلاسل قصصية" للمطالعة الحرة والإثرائية، وقد حققت هذه المبادرة أهدافًا عدة، منها: بناء وصقل مواهب وقدرات المعلمين والمعلمات من الحقل التربوي في كتابة قصص للأطفال وفق معايير أدب الطفل، ورسم قصص الأطفال، كما أتاحت هذه المبادرة للمعلمين بعد رسمهم قصص سلسة المنار فرصة المشاركة في المسابقات العالمية في مجال الرسم للطفل.

سلسلة منار

ومن هذه  المبادرات أيضًا إنتاج قصص "سلسلة المنار" المكونة من (40) قصة شائقة وجاذبة للطفل تنثر بين ثنايا الحكاية قيمًا، وسلوكيات مهمة في احترام الآخر، وتقبله، وحب الوطن والانتماء إليه، ومراعاة ذوي الإعاقات المختلفة، كما تتضمن نصائح مهمة للوالدين والمعلم في كيفية التعامل مع الطفل، وإشعاره بالأمان وتشجيعه، واكتشاف مواهبه، وتعمل الوزارة على  إخراج هذه السلسلة القصصية إلى قصص متحركة ومرئية بشكل شائق للطفل لمشاهدتها، وقراءتها، كما صممت هذه القصص بلغة الإشارات؛ ليتمكن الطلبة ذوي الإعاقة السمعية من فهم مضمونها، واستكمالًا لهذه المبادرة تعمل الوزارة في الوقت الحالي على بناء ما يقارب (60) قصة جديدة لا تقل أهمية وقيمة وجمالا وجاذبية من قصص "سلسلة المنار"، سيتم إخراجها في شكل مجموعات قصصية مكونة من (10) كتب تحمل عناوين شائقة.

 

مسابقة التحدث بالفصحى

      وأبرزت الوزارة ممثلة بدائرة الأنشطة التربوية بمركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي اهتمامًا جليًا باللغة العربية، من خلال توجيه المختصين  في المديريات التعليمية بالمحافظات بتنفيذ برامج إذاعية متنوعة في المدارس للاحتفال بالذكرى السنوية  لليوم العالمي للغة العربية، وإدراج محاضرات وحلقات تدريبية للطلبة ضمن خطة البرامج العامة والخاصة للأنشطة في المدارس تعنى بفنون الكتابة الإبداعية ومهارات اللغة العربية، وتوجيه المشرفين في هذه المديريات التعليمية  بتنفيذ مسابقات على مستوى المديريات التعليمية في المحافظات ذات العلاقة بتطوير مهارات اللغة العربية، وإعداد تقارير آلية التفعيل والنتائج المتحققة، وتطوير مهارات الخطابة والإلقاء عبر تنفيذ مجموعة من المسابقات على المستوى المركزي، وترشيح الطلبة المجيدين للمشاركة في العديد من المسابقات الإقليمية والدولية، والتي أظهرت نتائج واضحة في مجال التطوير والنهوض باللغة العربية الفصحى، وبروز أعداد كبيرة من المواهب الطلابية في مجال الشعر والأدب والفنون المختلفة، وحصدهم مراكز متقدمة في مختلف مجالات اللغة العربية من خلال مشاركاتهم في المسابقات على المستوى المحلي والإقليمي والخليجي والدولي، ومن هذه المشاركات: مسابقة "التحدث باللغة العربية الفصحى وفن الخطابة والإلقاء الشعري وتعميق دراسة النحو"   التي تقام  على مستوى جامعة الدول العربية بجمهورية مصر العربية الشقيقة ، فحصل طلبة سلطنة عمان على المراكز الأولى عربيًا عبر تاريخ المسابقة ،وآخرها في العام الدراسي المنصرم2022/2023م، وفي العام الدراسي الحالي سيشارك في نفس المسابقة طالبة من الصف العاشر وطالبة من الصف الحادي عشر.

مناهزات اللغة العربية

وينظم هذه المسابقة مكتب التربية العربي لدول الخليج، والتي تقام كل سنتين بإمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وحصل طلبة سلطنة عمان في جميع النسخ الأربع على الميدالية الذهبية إلى جانب الميداليات الفضية والبرونزية، كما حصل أحد الطلبة في النسخة الأولى منها على جائزة (شاعر المناهزات) إلى جانب الميدالية الذهبية، وخلال العام الدراسي الحالي2023/ 2024م  سيشارك (3) من طلبة سلطنة عمان في المسابقة نفسها في دورتها الخامسة، والتي ستقام بالإمارة نفسها في شهر فبراير المقبل.

المناظرات الطلابية

وعلى الرغم من تأثر العالم بأسره بجائحة كورونا في عام 2021م إلا أن الفريق الوطني لطلبة سلطنة عمان كان لهم حضورًا لافتَا في البطولة الدولية الخامسة "المناظرات الطلابية" الافتراضية، والتي أقيمت بدولة قطر الشقيقة، إذ تأهل هذا الفريق للمباراة النهائية، كما حصلت إحدى طالبات الفريق على جائزة "أفضل متحدث" وذلك ضمن مجموعة مختارة على مستوى البطولة.

اللغة العربية لغة الشعر والفنون

وكثيرًا ما ألهمت اللغة العربية حذاقة الفنون الأدبية المكتوبة والشعرية والعروض المسرحية والموسيقى، فسعت الوزارة إلى الاهتمام أيضًا بالمسرح المدرسي، شريطة أن تكون نصوص جميع العروض المقدمة فيه مكتوبة باللغة العربية الفصحى، وذلك بإقامة مهرجان المسرح المدرسي على المستوى المحلي، وإشراك الطلبة في مهرجانات إقليمية للفنون: كمهرجان الفنون الخليجي الذي نظمه مكتب التربية العربي لدول الخليج عام 2023م بدولة الكويت الشقيقة، والذي أبدع فيه طلبة سلطنة عمان وحصدوا فيه العديد من الجوائز والمراكز المتقدمة سواء على مستوى التمثيل، أو العروض المسرحية، أو خط الرقعة، وحتى الرسم بالظلال باستخدام أقلام الرصاص.

هذا إلى جانب المشاركة في مسابقات المنظمات الإقليمية والدولية في مجال تطوير الكتابة الإبداعية للطلبة، إذ حصلت الطالبة نضال الرواحية في عام 2022على المركز الثاني على مستوى العالم لدى مشاركتها في مسابقة " كتابة الرسائل للشباب" التي نظمها الاتحاد البريدي العالمي، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات.