الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار


تاريخ نشر الخبر :24/01/2024

تعد المناسبات الدولية والعالمية فرصة لحشد الإرادة السياسية والموارد اللازمة لمعالجة المشكلات العالمية، وهي في الوقت نفسه فرصة لتثقيف الجمهور العام بشأن القضايا العالمية ذات الاهتمام المشترك. فمنذ أن قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعون عام 2018م إعلان 24 يناير يوماًعالمياً للتعليم، تحتفي دول العالم بهذا اليوم تقديرا لدور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز السلام واحترام حقوق الانسان، وإسهامه في القضاء على الفقر والجوع، وتعزيزهلقدرات وإمكانات الأفراد على التسامح وتجنب النزاعاتوإيجاد الحلول لإدارتها.

المواثيق والأعراف الدولية لأهمية التعليم

شددت المواثيق والأعراف الدولية على ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع حتى في أصعب الظروف، فالتعليم يحمي الأطفال من النزاعات ويخلق لهم بيئات آمنة ويشعرهمبالحياة الطبيعية. وجاء احتفال العالم - 24 يناير- باليوم العالمي للتعليم هذا العام تحت شعار "التعليم من أجل سلام دائم"احتفاءً بالدور الذي يضطلع به التعليم في تحقيق السلام والتنمية، وتحقيقاً للمهام الأساسية التي تعمل اليونسكو عليها؛فمنذ ما يقرب من (50) عاماً حثت وثيقة "1974 للأمم المتحدة؛ بشأن التربية من أجل التفاهم والتعاون والسلام على الصعيد الدولي والتربية في مجال حقوق الإنسان وحرياته الأساسية" الدول الأعضاء على وضع التعليم كمحرك أساسي للسلام والتفاهم الدولي.

أهداف "التعليم من أجل سلام دائم"

جاء شعار اليوم الدولي للتعليم هذا العام لتحقيق عدة أهداف رئيسية وهي: الاستمرار في جعل التعليم من ضمن أوليات الأجندة السياسية لتحقيق التزامات قمة تحويل التعليم وأهداف التنمية المستدامة 2030؛ وتوليد الزخم على المستويين المحلي والدولي بشأن أهمية التعليم في تعزيز واستدامة السلام، على النحو المبين في الغاية 4.7 من الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة وغيرها من الجهود الدولية في مجال التعليم؛ وكذلك الدعوة إلى تعزيز تمويل التعليم محلياً ودولياً بشكل عام، والتعليم من أجل السلام بشكل خاص خصوصا عبر آليات وشراكات مبتكرة ومتعددة الأطراف؛ وتسليط الضوء على دور الشباب والتربويين في صنع السلام عبر التعليم نحو مجتمعات منصفة وشاملة وسلمية؛ وإيجاد منصة لمناقشة أولويات وتحديات التعليم من أجل السلام ضمن سياق تفاقم الأزمات العالمية؛ وحشد المؤثرين والمجتمع المدني لدفع التقدم نحو جعل التعليم محور جهود بناء السلام المحلية والوطنية والدولية؛ وإلى رفع مستوى الوعي بالمنهجيات الفعالة للتعليم من أجل السلام وتعزيز الالتزامبتفعيلها.

التعليم في سلطنة عمان وتحقيق السلام 

أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه- منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد على "إن الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله ستمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة." لذا إن غرس قيم التسامح والسلام لدى أبنائنا الطلبة هو نهج أساسي لوزارة التربية والتعليم، إتباعاً لنهج السياسة الوطنية ومستلهمة بذلك من رؤية عمان 2040، ومضمنة لهذه المفاهيم والقيم في السياسات والوثائق التربوية كوثيقة فلسفة التعليم، ووثيقة المفاهيم العامة والمناهج الدراسية. إضافة إلى ذلك، واهتماماً بالقضايا الإنسانية المشتركة والمواطنة العالمية، أصدرت الوزارة عدة وثائق خاصة كوثيقة التربية على المواطنة. وكذا الحال بالنسبة لوثيقة إدماج مفاهيم حقوق الطفل في المناهج الدراسية وغير ذلك من السياسات الداعمة لنشر السلام والتسامح عبر التعليم.

 

وختاما، إن الاحتفال بهذا اليوم يبرز الدور الهام للتعليم في مواجهة التحديات العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مما يجعله ضمن أولويات الحكومات والمنظمات الدولية لبناء عالم يسوده السلام والتقدم لأهميته ودوره الحيوي في بناء مجتمعات متقدمة، وآمنة، ومستدامة.