الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

مباركةٌ للمعلم العماني

تاريخ نشر الخبر :24/02/2024

في رحاب العلم وعلى ضفاف الإبداع، يقف المعلمون العمانيون كحراس مرمى لمستقبل زاهر ينشدون العُلا والتميز في رحلة التعليم والتعلم، وفي إطار التقدير والعرفان بالجميل، يأتي يوم المعلم العماني كلحن من ألحان الوفاء، معزَزاً بإقرار مجلس الوزراء منح المعلمين والوظائف المساندة في المدارس الحكومية والخاصة إجازة رسمية، تكريماً لجهودهم الجبارة في بناء أجيال المستقبل.

هذه المبادرة ليست مجرد إجازة في سجل الزمن، بل هي رسالة محملة بالمعاني والدلالات، تؤكد على مكانة المعلم ودوره الريادي في المجتمع، وهي تقديراً عميقاً للعطاء اللامحدود الذي يبذله المعلمون، وتشكل حافزاً لهم لمواصلة مسيرتهم التعليمية بكل شغف وإخلاص، هذه الخطوة تعكس فهماً عميقاً لأهمية التعليم كأساس لتقدم الأمم ورقيها، وترسيخاً لمبدأ الاحتفاء بالمعرفة وصانعيها، كما تعكس بوضوح تقدير السلطنة العميق للمعلمين واعترافها بدورهم المحوري في المجتمع، فالمعلم مرساة العلم في بحر الجهل، ومنارة تهدي سفن الأجيال إلى شواطئ النجاح.

تتجلى في الرابع والعشرين من فبراير صور الشكر والعرفان في قلوب أبناء عمان، حيث يعبرون عن تقديرهم لمعلميهم بكلمات معطرة بالمحبة والاحترام، مؤكدين على الدور النبيل الذي يلعبه المعلمون في صقل شخصياتهم وبناء مستقبلهم، ليس فقط من خلال الدروس التي تُعقد داخل جدران الفصول، بل من خلال القيم والمبادئ التي يغرسونها في نفوس الطلاب، مشيدين بأهمية العلم وضرورته في بناء مجتمع معرفي قوي ومتماسك ، كما يعتبر هذا اليوم محطة تأملية تُبرز الإسهامات الجليلة للمعلمين في تحقيق النهضة التربوية و التعليمية .

 

إن احتفاء وزارة التربية والتعليم بيوم المعلم العماني يعكس تقديراً عالياً للرسالة التعليمية، ويؤكد على أن التعليم ليس مجرد وظيفة، بل هو رسالة سامية ومهنة نبيلة تتطلب التفاني والإخلاص، كما يبرز ايمان الوزارة بعطاء وجهود المعلمين في تطوير العقول الشابة، فهي الأساس الذي يبني عليه مستقبل الأمة، وتؤكد الوزارة دائماً على دعمها المتواصل للمعلمين والتزامها بتحسين ظروف عملهم وتقديرهم، ونشجعهم على مواصلة هذا المسار بحماس وإخلاص.

وليكن إحتفالنا اليوم نقطة انطلاق لمزيد من الإبداع والابتكار في التعليم مضاعفين العطاء بما يعود بالنفع على طلابنا ويسهم في بناء مجتمع معرفي مزدهر.

وتشير تقارير المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إلى تأثير التعليم على النمو الاقتصادي فكل عام إضافي في متوسط سنوات التعليم يرتبط بزيادة في النمو الاقتصادي السنوي للفرد بنسبة تقريبًا 0.37%.، كما أن التعليم يقلل من معدلات الوفيات ويحسن الصحة العامة، حيث أن كل سنة إضافية من التعليم تُقلل من معدل وفيات الأطفال دون الخمس سنوات بنسبة تصل إلى 10%.، وبأن المعلمين يلعبون دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة الهدف الرابع الذي يتعلق بضمان التعليم الجيد وتعزيز فرص التعلم المتساوية للجميع بحلول عام 2030، كما تشير إلى أن المعلمين من خلال دمج مفاهيم التنمية المستدامة في المناهج الدراسية، يلعبون دورًا محوريًا في تشكيل وعي الجيل الجديد نحو مستقبل أكثر استدامة، كذلك أثبتت تقارير البنك الدولي أن التعليم الجيد يُسهم في تحسين القدرة التنافسية للدولة على المستوى العالمي.

من خلال هذه الحقائق والإحصائيات، يتضح أن المعلمين يلعبون دورًا أساسيًا ليس فقط في تحقيق التنمية المستدامة للدول من خلال التعليم الجيد، بل وفي تشكيل مستقبل مجتمعاتهم بشكل إيجابي ومستدام، فالاستثمار في المعلمين وتمكينهم يُعد من أهم الاستثمارات في مستقبل الأمم.

 

وفي أفق رؤية عمان 2040، يبرز دور المعلمين كحجر زاوية في بناء مستقبل الوطن، فهم رسل العلم وبناة الأجيال، يحملون على عاتقهم مسؤولية عظيمة في تشكيل ملامح مستقبل عمان، مستقبل ينبض بالابتكار والمعرفة حيث يتم تنشئة جيل يتمتع بالمهارات والقيم اللازمة لدفع عجلة التنمية الشاملة والمستدامة، ويتم بهم غرس حب الوطن والإخلاص له في نفوس الطلاب ليكونوا الأدوات الفعّالة في تحقيق رؤية عمان 2040؛ فدور المعلم ليس داخل الفصل الدراسي فحسب، بل يتعداه إلى تكوين شخصيات قادرة على التفكير النقدي، ومواجهة التحديات بكل شجاعة واقتدار، كما ويزرعون في الأجيال المستقبلية روح الابتكار، والتشجيع على الإسهام في بناء وطن يتسم بالتنافسية والعدالة الاجتماعية.

إن رؤية عمان 2040 ليست مجرد خطة استراتيجية، بل هي حلم يجمعنا جميعاً، وأنتم المعلمون، القوة الدافعة لتحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس بإخلاصكم وجهودكم سنبني معاً عمان الغد، عمان التي نفخر بها، عمان التي تعانق السماء بطموحاتها وآمالها.

 

ويعد التوجه الاستراتيجي نحو تمهين التعليم ذو أثر بالغ الأهمية أثبتته التجارب الدولية فقد ساهم في: تحسين جودة التعليم ، وتعزيز الاحترافية بين المعلمين من خلال تطوير معايير مهنية واضحة وبرامج تدريب مستمرة، وتعزيز الاعتراف بمهنة التعليم، وتحسين النتائج التعليمية مثل معدلات النجاح الأعلى وتحسن مستويات القراءة والرياضيات بين الطلاب، وتحسين العلاقات داخل المجتمع التعليمي بين المعلمين، الطلاب، وأولياء الأمور، مما يخلق بيئة تعليمية أكثر تعاوناً وفعالية، من ذلك يتجلى أن تمهين التعليم يعد استثماراً مهماً في المستقبل، ليس فقط لتحسين جودة التعليم ولكن أيضاً لدعم التنمية المستدامة .

 

ختاماً... يبقى يوم المعلم العماني رمزاً للعرفان والتقدير، وتظل الإجازة الرسمية التي منحها مجلس الوزراء بمباركة سامية من صاحب الجلالة هيثم بن طارق –حفظه الله- للمعلمين دليلاً على الاعتراف بقيمة المعلم ودوره المحوري في تشكيل المستقبل؛ فلنجعل من هذا اليوم بداية لتجديد العهد مع التعليم والمعلمين، مؤكدين على أهمية الدور الذي يلعبونه في رفعة الأمم وتقدمها.

أيها المعلمون الأفاضل، استمروا في مهمتكم النبيلة بكل ثقة وعزيمة، فأنتم الشعلة التي تنير درب الأجيال، وأنتم الأساس الذي ترتكز عليه آمال وطننا العزيز في تحقيق رؤيته المستقبلية، وكونوا دائماً فخورين بدوركم، فالطريق أمامنا مليء بالتحديات، لكن بتفانيكم وشغفكم للتعليم، يمكننا مواجهة هذه التحديات وتحويلها إلى فرص لبناء مستقبل مشرق لطلابنا، فالقيادة الحكيمة تقف إلى جانبكم، مقدرةً كل خطوة تخطونها نحو تحقيق هذا الهدف النبيل