تاريخ نشر الخبر :01/05/2012
ألقت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم صباح اليوم بيان وزارة التربية والتعليم أمام مجلس الشورى ،والذي تناول عدد من الجوانب المتصلة بالعملية التعليمية والتطوير القائم حاليا في عدد من المجالات كتأهيل المعلمين والمعلمات ، وتطوير المناهج الدراسية، وحقوق المعلمين وواجباتهم، وانشاء أكاديمية مهنية للمعلمين، وغيرها من الجوانب، وفيما يلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سعادة خالد بن هلال بن ناصر المعولي، رئيس مجلس الشورى المحترم
أصحاب السعادة المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد،
يسعدني بداية أن أتقدم بخالص الشكر على الدعوة الكريمة التي وجهتموها لي؛ لبيان جهود وزارة التربية والتعليم حول الجوانب المتعلقة بالمنظومة التعليمية التعلمية، وبرامجها التربوية الهادفة إلى تجويد العمل التربوي وفق النهج السديد الذي رسمه لنا قائد المسيرة الظافرة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه.
وإنه ليشرفني أن أرفع عبارات الشكر والتقدير نيابة عن جميع منتسبي وزارة التربية والتعليم للمقام السامي أبقاه الله على دعمه المستمر، ورعايته الكريمة للمسيرة التعليمية في هذا البلد المعطاء، وحرصه الدائم على تنمية الموارد البشرية، والرقي بالمواطن العماني في المجالات الحياتية المختلفة.
سعادة رئيس المجلس المحترم
أصحاب السعادة المحترمين
لقد مرت المسيرة التعليمية في السلطنة بعدة مراحل بدأت بالتركيز على التوسع الكمي في المدارس من أجل نشرالتعليم لجميع فئات المجتمع العماني؛ ترجمة للرؤية السامية لمولانا المعظم حفظه الله ورعاه بجعل التعليم حقا لكل من يعيش على هذه الأرض.
تلتها مرحلة تعزيز جودة النظام التعليمي، والتي انطلقت من توصيات مؤتمر"الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020" وتوجهاته بوضع استراتيجية تنموية شاملة لتنمية الموارد البشرية في السلطنة من خلال إكساب المخرجات التعليمية المهارات العلمية والفنية التي تتطلبها مؤسسات التعليم العالي وسوق العمل كالتفكير الناقد، والتحليل البناء، بما يمكنهم من مواكبة متطلبات العصر.
وللوقوف على ما أنجز خلال المسيرة التعليمية جاءت مرحلة التقييم الشامل التي وجه بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه في مجلس عمان في شهر أكتوبر من عام 2011م.
وترجمة لتلك التوجيهات فقد قام مجلس الوزراء الموقر بتكليف مجلس التعليم العالي الموقر لاتخاذ الإجراءات اللازمة للبدء في عملية التقييم الشامل للمسيرة التعليمية من أجل تحقيق التطلعات التنموية.
وعلى ضوء ذلك شكل مجلس التعليم العالي لجنة رئيسية لإعداد التصورات والدراسات المستقبلية بشأن إعادة هيكلة منظومة التعليم العام والتعليم العالي والتقني والمهني بما يلبي احتياجات السلطنة وخططها التنموية الشاملة من الكوادر البشرية المؤهلة.
والوزارة ماضية في هذا التقييم الشامل، واضعة في الاعتبار متغيرات الحاضر وتطلعات المستقبل، وقد بدأت بخطوات جادةتأت وفق منهج علمي مدروس بتبني عدة أساليب تقييمية كالقيام بمراجعة كافة الدراسات التي نفذتها الوزارة خلال الأعوام السابقة، والاستعانة بالخبرات الدولية لبناء القدرات الوطنية وتأهيلها، ودراسة الواقع الراهن للأداء وتحليله؛ للوقوف على التحديات التي تواجه سير العملية التعليمية.
حيث قامت الوزارة خلال هذا العام بإجراء تحليل إحصائي لنتائج الطلاب في بعض المواد الدراسية المختلفة، للتعرف على المستويات التحصيلية الفعلية، وإيجاد آليات مناسبة لتتبعها، ووضع البرامج والخطط الفاعلة لمعالجة أية صعوبات قد تواجه الطلاب خلال السنوات القادمة وفق مؤشرات دقيقة.
وفي إطار خطة الوزارة للاهتمام بالعلوم التطبيقية (العلوم والرياضيات) والتأكيد على أهميتها إلى جانب الاهتمام بالعلوم الإنسانية، فإنها مستمرة في مشاركة طلاب السلطنة في المسابقات الدولية والاختبارات الوطنية مستفيدة من نتائجها في تنمية مهاراتهم وقدراتهم وصقل مواهبهم، وتطوير المنهج الدراسي بما يتناسب والمستجدات العالمية، بالإضافة إلى الاستمرارية في دعم الجهود الرامية للارتقاء بمستويات الطلاب في القراءة والكتابة، والمهارات اللغوية الأخرى .
سعادة رئيس المجلس المحترم
أصحاب السعادة المحترمين
بناء على التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة المعظم حفظه الله ورعاه بشأن تغيير مسمى مادة "الثقافة الإسلامية" إلى مادة "التربية الإسلامية" للصفين الحادي عشر والثاني عشر، مع زيادة حصصها والتركيز على الجوانب القيمية فإن الوزارة تقوم حاليا بتنفيذ هذه التوجيهات السامية مضمنة القيم الوطنية والأخلاقية التي يجب غرسها في نفوس الطلبة والطالبات في محتوى هذين الكتابين.
علما بأن معظم الأنظمة التعليمية في دول العالم تواجه تحديات تتعلق بالتربية القيمية لدى الطلاب، لذا فقد اتجهت أفضل هذه الأنظمة أداء إلى إعادة النظر في منظوماتها التعليمية، مع التركيز على بناء شخصية الطالب السوية المتوازنة في المعارف والقيم والمهارات.
كما أن تفضل مولانا المعظم حفظه الله ورعاه بالتوجيه لإنشاء مركز وطني للتقويم التربوي والامتحانات قائم على أهداف علمية ووفق رؤية منهجية، سوف يسهم في تطوير آليات التقويم التربوي، وعملية بناء الامتحانات، من خلال الدراسات التحليلية للمستويات التحصيلية للطلبة ، وسيكون له دور حيوي في الارتقاء بمستويات الكوادر العمانية المتخصصة في هذا المجال.
علما بأن الوزارة انتهت مؤخرا من تطوير الوثيقة العامة لتقويم تعلم الطلبة في ضوء مرئيات الحقل التربوي، والمناقشات والندوات التي تم تنفيذها لهذا الغرض.
كما تم مؤخرا تحديث لائحة شؤون الطلاب؛ لتحقيق مزيد من الانتظام والانضباط الطلابي، ودعم جهود المعلمين وإدارات المدارس في هذا الجانب، لتكون المدرسة بيئة تعليمية إيجابية، كذلك تم إصدار العديد من اللوائح والتشريعات والأدلة التي تنظم العمل التربوي في قطاعاته المختلفة.
وفيما يتعلق بالإنماء المهني للمعلمين، تقوم الوزارة حاليا بوضع خطة تدريبية متكاملة على المستويين المركزي واللامركزي؛ لتطوير قدراتهم في المجالات المختلفة بناء على التوجيهات السامية لمولانا المعظم حفظه الله ورعاه برفع الموازنة المخصصة للإنماء المهني للهيئات التدريسية والوظائف المرتبطة بها في الحقل التربوي إلى ثلاثة أضعاف سنوياً، اعتبارا من العام الدراسي الحالي 2011/2012م.
كما شرعت الوزارة في إنشاء الأكاديمية المهنية للمعلمين، بالاستفادة من الخبرات المحلية والعالمية، وتفعيل دورها في تمهين التعليم .
سعادة رئيس المجلس المحترم
أصحاب السعادة المحترمين
إن مسيرة التربية والتعليم في السلطنة ماضية - بحمد الله وتوفيقه- في طريق التطوير وتحقيق الجودة، حيث تظهر المؤشرات الإحصائية التزام السلطنة خلال مسيرتها التعليمية بتحقيق أهداف التعليم للجميع، والتزامها كذلك بتحقيق خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي اعتمدت بقرار القمة العربية بدمشق عام 2008م، وعليه فإن واقع إنجازات السلطنة في هذا الجانب جاءت ملبية للطموح، وتتجاوز في جوانب كثيرة مؤشرات الأهداف التي تم تحديدها.
وبالرغم من الإنجازات التي تحققت في مجال التعليم، إلا أن هناك تحديات يواجهها هذا القطاع تمثلت في تمكين المعلم من المهارات العلمية والتربوية، ورفع المستويات التحصيلية للطلاب، وتنمية القدرات الابتكارية لديهم، والمحافظة على زمن التعلم، وتفعيل دور الأسرة ومجالس الآباء في المدارس بما يضمن الإسهام في متابعة تعلم أبنائهم، بالإضافة إلى إعداد برامج تتعلق بغرس ثقافة القراءة، وتبني منظومة تعليم تعزز الجانب القيمي، وبناء الشخصية المتكاملة للطالب.
وهذه القضايا وغيرها لن يتم التغلب عليها إلا بتكاتف الجهود بين الوزارة وأولياء الأمور ومؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة.
لذا فإنني أناشد مجلسكم أن يقوم بدوره التوعوي المساعد، وضرورة مساهمة أعضائه في تقديم مقترحات عملية تسهم في تطوير المسيرة التربوية، وإن الوزارة على استعداد لدراسة تلك المقترحات التي من شأنها تحقيق أهدافها وتطلعاتها التربوية.
سعادة رئيس المجلس المحترم
أصحاب السعادة المحترمين
من منطلق حرص وزارة التربية والتعليم على بناء شراكة مع الحقل التربوي من معلمين ومديري مدارس ومشرفين، وضرورة الاستماع إلى مقترحاتهم وآرائهم وأطروحاتهم التربوية وفتح قنوات تواصل مع الهيئات التدريسية والإدارية والفنية، قامت الوزارة بتشكيل لجنة دائمة تـُعنى بالإعداد للندوات واللقاءات التربوية والحلقات النقاشية سواء على مستوى الوزارة أو المديريات التعليمية، بهدف تحسين العمل وتجويده، وإعداد الخطط المتكاملة للموضوعات المراد مناقشتها، ورفده بالمستجدات التربوية وفقاً لما يتم التوصل إليه من مقترحات وتوصيات.
ومن هنا، وعبر مجلسكم هذا فإنني أود الإشادة بالجهود المتواصلة التي يبذلها العاملون في الحقل التربوي وخاصة المعلمون الذين تقع عليهم مسؤولية النهوض بجيل المستقبل ورعايته، مناشدة إياهم الاستمرار في بذل المزيد من العطاء.
كما أجدد الدعوة لأولياء أمور الطلبة والطالبات نحو الاستمرار في المشاركة الفاعلة في مجالس الآباء والأمهات، ومواصلة مد جسور التعاون مع الأسرة التربوية، وتحمل مسؤولياتهم في تربية الأبناء التربية الصحيحة، والاهتمام بهم، ومتابعة سلوكياتهم، ورعايتهم، وتوفير سبل التعلم المناسبة لهم في الجوانب المختلفة الاجتماعية والنفسية، الأمر الذي يعين المعلم على القيام بمسؤولياته والاضطلاع بالدور المنوط به من أجل إيجاد جيل متمكن قادر على التعايش مع متطلبات العصر.
سعادة رئيس المجلس المحترم
أصحاب السعادة المحترمين
وفي الختام نود التأكيد أن هدفنا الأسمى هو السعي لإعداد معلمين متمكنين، وطلاب مبتكرين مبدعين ومتفاعلين مع عملية التعلم، وإيجاد مدارس ذات أداء عال لبناء اقتصاد وطني ذي قدرة تنافسية عالمية. داعية المولى عز وجل أن يوفقنا لخدمة هذا البلد العزيز في ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه.
كما أتوجه بالشكر الجزيل للقائمين على التعليم من معلمين وإداريين وفنيين وأولياء أمور على ما بذلوه ويبذلونه من جهد مخلص وعطاء مثمر، والشكر موصول لأعضاء مجلسكم لحرصهم على كل ما من شأنه رفعة هذا البلد الكريم وعزته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
