تاريخ نشر الخبر :13/05/2012
رعت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم اللقاء التربوي (الادارة التربوية ..دور فاعل وعائد مأمول )، والذي انعقد في قاعة مجان بفندق قصر البستان، بحضور أصحاب السعادة وكلاء الوزارة والمستشارون ومديرو عموم ديوان الوزارة والمحافظات التعليمية ، وشارك فيه 382 تربويا من مديري المدارس ومديراتها ومساعديهم
والمعنيين بالاشراف على الادارة المدرسية من دوائر الاشراف التربوي وتنمية الموارد البشرية من مختلف محافظات السلطنة وديوان عام الوزارة ومديري العموم والمستشارون ، وذلك من منطلق حرص الوزارة على الاهتمام بالتنمية المهنية للعاملين بها من كوادرإشرافية وإدارية إيمانا منها بأهمية تطوير الأداء وتزويد الكوادر بالمعارف والمهارات التي تعينهم على توظيف الموارد المتاحة ( المادية والبشرية) لأداء مهامهم الوظيفية على أكمل وجه، وكون الإدارة المدرسية هي المحرك الأساسي لتفعيل أداء كافة العاملين بالمدرسة.
أهداف واتجاهات
هدف هذا اللقاء الذي يأتي تواصلا مع اللقاءات التربوية التي تعقدها الوزارة مع المعنيين في الحقل التربوي الى تبادل الأفكار والخبرات المجيدة بين المشاركين في مجال الإدارة المدرسية بشكل خاص والإشراف التربوي بشكل عام، وتعريف المشاركين بالأدوار الفعلية لمدير المدرسة وآليات تفعيلها من أجل الوصول إلى جودة في الأداء المدرسي، وإطلاعهم على واقع التعليم المدرسي في ضوء الخطط والمؤشرات العالمية، وإكساب المشاركين اتجاهات ايجابية نحو واقعنا التعليمي وسبل تطويره وتجويده في إطار تجارب عالمية وإقليمية، الى جانب إطلاع هم على تجربة عمانية واقعية في مجال تفعيل أدوار الإدارة المدرسية، واطلاعهم كذلك على الأساليب والآليات المتعلقة برفع المستويات التحصيلية من واقع الممارسة كجهد منظم لتحصيل أفضل.
برنامج اللقاء
تضمن برنامج اللقاء تقديم ثلاث أوراق عمل، حيث كانت الأولى بعنوان (واقع التعليم المدرسي في ضوء الخطط والمؤشرات العربية والعالمية) قدمها سليمان بن زاهر الرويشدي المدير العام للمديرية العامة للتخطيط وضبط الجودة بالوزارة، وهدفت الورقة إلى : توضيح ما تحقق من إنجازات وفق المؤشرات العربية والعالمية في قياس مستوى التقدم في الأهداف التربوية المتعلقة بالإمكانيات المادية والموارد البشرية المبنية وفق الخطط المستقبلية ومن هذه الأهداف: أهداف الألفية الإنمائية، وأهداف التعليم للجميع، وخطة تطوير التعليم في الوطن العربي.
وقد بينت الورقة : أن السلطنة قد استكملت تحقيق أغلب الأهداف قبل الموعد المحدد، وتسعى لتحقيق بقية الأهداف وفق الخطط المحددة، وخاصة تلك المتعلقة بجودة التعليم (الكفاءة الخارجية للنظام التعليمي)، وبالرغم من استكمال تحقيق معظم الأهداف الكمية والتي من المفترض أن تقود بشكل مباشر إلى تحقيق الأهداف النوعية، فإن ذلك لم يتحقق بشكل كامل حتى الآن، كما حث الرويشدي في ورقته على تركيز جهود المرحلة القادمة على نوع التعليم المقدم في ضوء توفير أغلب متطلباته المادية.
بيئة مدرسية جاذبة
وحملت الورقة الثانية عنوان :(دور إدارة المدرسة في توفير بيئة مدرسية جاذبة) قدمها عبدالله بن علي الفوري مدير دائرة تطوير الأداء المدرسي بالمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، وتناولت دور الإدارة المدرسية في العملية التعليمية واعتماد نجاح المدرسة على مدى توفير بيئة مدرسية جاذبة لكل شرائحها.
وهدفت الورقة إلى: إبراز أهمية تبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين في مجال الإدارة المدرسية، وتعريفهم بالأدوار الفعلية لمدير المدرسة وآليات تفعيلها من أجل الوصول إلى جودة في الأداء المدرسي، وإطلاعهم على الجهود التي تبذلها الوزارة في سبيل تطوير الأداء المدرسي، وتعريفهم ببعض أولويات التطوير التي تم رصدها من أجل الارتقاء بالأداء المدرسي، بالاضافة الى إكسابهم اتجاهات ايجابية نحو واقعنا التعليمي وسبل تطويره وتجويده.
وتطرقت الورقة الى عدة محاور رئيسية منها: التخطيط، وما يحويه من رؤية ورسالة وأهداف إستراتيجية، والتحصيل الدراسي وما يتطلبه من تكاتف وتعاون جميع العاملين بالمدرسة وأولياء الأمور في رفع مستويات الطلبة، ودور إدارة المدرسة في تطوير برامج التنمية المهنية للهيئات الإدارية والتدريسية وتحفيزهم، ومجالس الآباء/ الأمهات والتي تعدبمثابة همزة الوصل بين المدرسة وأولياء الأمور ومساهمتها في حل الكثير من المشكلات في المدرسة، ومهنة التعليم وما تقوم به المدرسة من تعزيز لأخلاقيات هذه المهنة، وتوظيف التقانة الحديثة داخل المدرسة، والاستفادة من الخدمات التي تقدمها في خدمة التعليم، والاهتمام بنظام تطوير الأداء المدرسي لتجـويد مـخـرجـات النظام التعليمي، والاهتمام بالمبنى المدرسي وتوظيفه توظيفا أمثل يحقق غايات التربية المنشودة، الى جانب رفع مستويات الأداء الوظيفي لمواكبة المستجدات الحاصلة في الإدارة الحديثة. كمات تطرقت الورقة إلى أدوار المشرف الإداري في عملية التقويم والتوجيه والإشراف وتدريب ومتابعة وتحسين أعمال القائمين بالإدارة المدرسية والكوادر الإدارية المساعدة.
تجربة مدرسة
أما الورقة الأخيرة فقد كانت عرضا لتجربة مدرسة وادي العين للتعليم الأساسي(5-12) بولاية عبري بمحافظة الظاهرة والتي استطاعت أن تحقق مستوى جيدا في التحصيل الدراسي من خلال تنفيذ العديد من الفعاليات والممارسات التربوية المستندة على بعض التجارب السابقة بالإضافة إلى المتابعة المستمرة للبرامج التي تقدمها، والتركيز على الأهداف التي سعت إلى تحقيقها بتكاتف جهود جميع العاملين بها ومواجهة الصعوبات التي واجهتهم ، نحو تحقيق تلك الأهداف، وجاءت هذه الورقة بعنوان :(الادارة المدرسية.. جهد منظم لتحصيل أفضل) قدمها محمد بن علي الهنائي مدير مدرسة وادي العين، حيث تضمنت الورقة العديدمن المحاور منها: الإنضباط والانتظام المدرسي من حيث: تهيئة المدرسة لإستقبال الطلبة، وإعداد برنامج اليوم الدراسي، وتوزيع المهام على المدرسين والمناوبة اليومية، وتجهيز السجلات، ووضع الخطة المدرسية وأهدافها، والخطة الأسبوعية للمعلمين، وتفعيل المبنى المدرسي من حيث: تخصيص قاعات للمواد وتفعيل مركز مصادر التعلم ومختبر العلوم ومختبر الحاسوب، ومتابعة سلامة الأدوات بالفصول الدراسية، وتوزيع المبالغ المالية المخصصة للمدرسة، من حيث: توزيع المخصصات حسب البنود، وحصر احتياجات جميع العاملين بالمدرسة، وتوزيع أرباح الجمعية التعاونية بالإضافة إلى إشراك المؤسسات المجتمعية في دعم المشاريع، والتواصل مع المجتمع المحلي من خلال التواصل مع أولياء أمور الطلبة حول الأمور المتعلقة بأبنائهم، وتفعيل البرامج المعدة من قبل المدرسة لخدمة المجتمع سواء داخل المنطقة أو المحافظة ككل، وتوفير اللوائح والأنظمة المدرسية وتوعية المستهدفين بها من خلال اللقاءات والحلقات النقاشية، وتفعيل الأنشطة المدرسية وتحفيز الطلبة، وإبراز أعمالهم، وتشجيع الممارسة العملية للطلبة الموهوبين، ومراعاة توزيع الأنشطة وحصص الريادة بين المعلمين بالمدرسة وتحفيز المعلمين المجيدين، والاهتمام بالعاملين داخل المدرسة من خلال تقديم برامج التنمية المهنية لهم وتشجيعهم على العمل بروح الفريق، وتفعيل تقنيات التعليم عن طريق استغلال الشبكة الداخلية، والأستوديو الداخلي بالمدرسة ( سماعات داخلية يتحكم فيها عن طريق حاسب آلي يبث من خلالها القرآن والأناشيد والمحاضرات والبرامج التوعوية )، وشبكة غرف المعلمين (الهواتف والحواسيب المحمولة)، إلى جانب رعاية جميع الفئات الطلابية والحرص على تطوير تحصيلهم الدراسي، وتحفيز المجيدين، ووضع برامج لرعاية الطلبة ذوي التحصيل الدراسي المنخفض، وتفعيل دور معلم التوجيه المهني بالمدرسة، وعقب ذلك تم فتح باب النقاش لجميع الحاضرين لمناقشة أوراق العمل المقدمة.
ارتقاء وتمكين
وفي نهاية اللقاء صرحت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم قائلة: يأتي هذا اللقاء في اطار جهود الوزارة في فتح قنوات للتواصل مع الحقل التربوي وهذا اللقاء سيركز على جهود ادارات المدارس والتحديات التي تواجههم في رفع مستوى التحصيل للطلاب وجوانب الادارية الأخرى التي قد تعرقل سير العمل في المدارس ، وجاءت فكرة انعقاد هذا اللقاء لعرض أوراق عمل تحدد المستجدات التربوية ومن ثم الاستماع الى الحقل التربوي ممثلا بمديري المدارس ومديراتها للاستماع الى مرئياتهم حول تطوير التعليم، والوزارة تدرك أهمية دور مدير المدرسة في العمل التربوي ورفع مستوى التحصيل لأبنائنا الطلبة ، ونطمح في أن نخرج من هذا اللقاء بمرئيات ومقترحات تؤخذ بعين الاعتبار عند تبني مشاريع جديدة .
وعن ما تأمله الوزارة من ادارات المدارس في رفع مستوى التحصيل الدراسي قالت معاليها: نأمل من ادارات المدارس أن تقوم بدورها في الارتقاء بمستوى تحصيل أبنائنا الطلاب ولدى ادارات المدارس مرئيات ولدى بعضها تحديات ولابد من دعمها للتغلب على هذه التحديات وتمكينها من القيام بدورها في هذا الجانب.
تحقق
وعن عنوان اللقاء وإمكانية تحققه في الحقل التربوي قال سيف بن سعيد الراشدي مدير مدرسة جابر بن سمرة للتعليم الأساسي(4-12) يمكن ذلك من خلال التخطيط الجيد ووجود الأهداف التربوية لكل من القائد التربوي والمعلمين والطلبة وأولياء أمور الطلبة.
وذكرت شيخة بنت علي بن سالم المحروقية مديرة مدرسة فاطمة بنت أسد للتعليم الأساسي ( 5ــ 12)من تعليمية محافظة الظاهرة أن ذلك يكون من خلال: تفعيل دور المدرسة وأدوار جميع العاملين والتخطيط للعمل بشكل فاعل ودقيق ووجود رؤية ورسالة واضحة، وتوظيف الامكانات المادية والبشرية بشكل مخطط له، والأخذ بمبدأ تفويض الصلاحيات والمساءلة الإدارية وتعزيز نقاط القوة، والعمل على معالجة التطوير من خلال استخدام التقانة وتوظيفها، ومن خلال التواصل مع جميع الشرائح المستفيدة من البيئة المدرسية من طالب ومعلم وولي أمر.
وقال حمود بن حمد الكلباني مساعد مدير مدرسة الإمام سيف بن سلطان للتعليم ما بعد الأساسي: يتم تحقيقه من خلال التخطيط الجيد المبني على استقراء الواقع والاستفادة من جميع الإمكانات المتوفرة، وتسخير الجهود لتحقيق الجودة الشاملة في كل جوانب العمل التربوي .
وقال سعود بن عبدالله الحارثي مدير مدرسة السلطان قابوس للتعليم ما بعد الأساسي: من الممكن أن نحقق هذا العنوان من خلال تخطيط منظم وقيادة تربوية فاعلة طموحة وتعمل بكل تفان وإخلاص تضع نصب عينها الرقي بالكادر البشري في المنظومة التربوية، وتذليل كل الصعوبات التي تحقق الأهداف المنشودة.
من جهتها قالت نورة بنت سالمين بن مبروك مديرة مدرسة ريدان الخاصة بتعليمية محافظة ظفار: أرى أن مدى إمكانية تحقق هذا اللقاء من خلال قدرة الإدارة على إدارة جميع عناصر المدرسة من طلبة ومعلمين وأولياء أمور، وعاملين وإدارة المبنى المدرسي، فالإدارة الجيدة تسهل وتذلل جميع العوائق والصعوبات التي تقف أمامها لتحقيق الهدف المنشود من التعليم.
العائد والمأمول
وعن تحقق العائد والمأمول من هذه الحلقة يقول سعود الحارثي من خلال تقديم الأوراق القيمة والمقدمة من قبل معديها والتي كان لها عائد مثمر وقيم من الجانب النظري والعملي وتلك الخبرة التي تم عرضها من قبل مدرسة وادي العين وكذلك من خلال الخبرات المتبادلة من حيث المشاركين في اللقاء من مختلف المحافظات.
ويرى سيف الراشدي أن اللقاء حقق أهدافه من خلال الأطروحات التي تم مناقشتها من قبل المجتمعين، ويرى حمود الكلباني أن تحقق العائد والمأمول كان من خلال تبادل الخبرات والمقترحات بين إدارات المدارس على مستوى السلطنة من أجل تطوير الأداء المدرسي، ومن خلال النظر بنظرة إيجابية نحو الجهود التي تبذلها الوزارة نحو تجويد التعليم بالسلطنة.
واقع التعليم
التعليم في السلطنة وضعه جيد ويحتاج إلى دور فعال من جميع العاملين في الحقل التربوي بداية من الوزارة والعاملين فيها، والمدارس التابعة لها التي عليها أن تسعى جاهدة إلى تحقيق أهدافها في جميع المجالات العلمية والتعليمية والإدارية وذلك من خلال الاستخدام الأمثل للوسائل الحديثة هكذا أجابنا سيف الراشدي على سؤال واقع التعليم المدرسي العماني في ضوء الخطط العربية والعالمية.
ويراه حمود الكلباني أنه يستحق الإشادة والطموحات كبيرة نحو التجويد النوعي والاستفادة من الامكانات المادية المتوفرة، ووضع الحلول لما يقف أمام الوزارة من تحديات في العمل التربوي. ويقول سعود الحارثي: واقع التعليم من خلال المقارنة في ضوء الخطط العربية والعالمية يشرح الصدر ويسعد النفس ويدعو إلى بذل المزيد من العطاء ووقفنا على أرقام لم نكن ندركها أو نتوقعها وهذا يدل على أن مركزنا رائد في ضوء هذه الخطط.
رفع مستوى التحصيل
وعن إمكانية رفع مستوى التحصيل لدى طلبة المدارس يقول سيف الراشدي يكون ذلك من خلال إيجاد قاعدة بيانية ورقمية لكل طالب تحتوي على سلوكياته ومستواه التحصيلي واتجاهات الطلبة وميولهم، ويضيف وكذلك من خلال إنشاء مجلس تعليمي لكل مدرسة مكون من أعضاء تدريسيين واقتصاديين وأولياء الأمور وأعضاء هيئة التدريس والخبراء المختصين من المجتمع بحيث يقوم المجلس بنظام المراقبة والمحاسبة في نهاية العام الدارسي، وتفعيل مجلس الآباء والمعلمين،وتفعيل الزيارات الميدانية للمناطق التي تخدم المدرسة، وتكريم الطلبة بجميع فئاتهم الجيدة والمتوسطة وتكريم أولياء الأمور المتواصلين مع إدارة المدرسة وعمل ندوات داخل المدرسة وخارجها في كيفية اهتمام الطلبة وأولياء الأمور وإشراك المؤسسات العامة والخاصة في المجتمع لخدمة المدرسة.
ويرى سعود الحارثي أن إمكانية ذلك تتم من خلال تبادل الزيارات بين الإدارات للاستفادة من الخبرات ورفع مستوى التحصيل مع مراعاة امكانية كل مدرسة، ويدعو سعود زملاءه إلى التوجه إلى التخطيط المنظم والذي يصحبه التنفيذ الواقعي والتركيز على الجانب القيمي عند الطلاب وتوفير بيئة تعليمية محفزة وجاذبة لهم.
وتذكر المحروقية أن تبني فكرة المشروع ونقطة متابعة نمو الطلبة في مستواهم التحصيلي من خلال تبني أفكار المعلمين والعمل بروح الفريق والتحليل الاحصائي لنتائج الاختبارات ومستوى الطلبة بالمدرسة وقراءتها وتحليلها بشكل علمي والوقوف على اسباب تدني المستوى ومعالجة الضعف من جميع النواحي ،وكذلك تعزيز المبادرات ونقاط القوة لدى الطلبة والمعلم وأولياء الأمور ، كما أنه لابد وأن تكون لمدير المدرسة نظرة استشرافية تفاؤلية للمستقبل.
ويقترح حمود الكلباني أن يكون رفع التحصيل الدراسي لدى الطلبة من خلال العمل الجماعي المنظم القائم على التعاون بين إدارة المدرسة والمعلمين وأولياء الأمور والمتابعة والاشراف على عمليتي التعليم والتعلم والتنويع في طرق التدريس والاساليب والأنشطة لتنفيذ وإثراء المنهج.
