تاريخ نشر الخبر :08/09/2024
ضمنت سلطنة عمان التعليم حقا أساسيا لكل مواطن منذ بداية النهضة المباركة، وسخرت لذلك كل الإمكانات، والموارد؛ حتى أصبح التعلم سمة الإنسان العماني، وتساوى ذوو الإعاقة منهم مع أقرانهم الأصحاء في سعيهم نحو العلم والمعرفة، فالفرص متكافئة للجميع. ـالتعليم، والتعلم، والبحث العلمي،وبناء القدرات الوطنية أولوية تسعى لتحقيقها رؤية عمان 2040 بخطى واثقة، قائمة على فلسفة التعليم التي تم تطويرها لتتناسب مع تطورات المجتمع العماني؛ ولتبني جيلا قادرا على إدارة حركة التنمية،وتطور المجتمع، ومواجهة تحديات المستقبل.
وتعنى وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة للتربية الخاصة والتعلم المستمر ببناء البرامج التعليمية الخاصة ببعض فئات المجتمع التي لا تندرج تحت مظلة التعليم النظامي؛ لاختلاف ظروفهم التعليمية، مثل: الدارسون الكبار في صفوف محو الامية، وتعليم الكبار والدارسين في دور الرعاية، والمؤسسات الإصلاحية (السجون)، وذوي الإعاقة (التربية الخاصة).
التعلم مدى الحياة
وأكدت سلطنة عمان أن الأمية مشكلة اجتماعية،وثقافية مركبة؛ لذا فإن القضاء عليها لا يتم إلا بتضافر جهود كافة القطاعات الحكومية، والخاصة، والأهلية، وقد عملت وزارة التربية والتعليم على مد جسور التعاون مع كافة الجهات ذات الصلة، سواء الجهات الداخلية، أم الجهات الخارجية ذات العلاقة؛ إيمانا منها بأهمية الإسراع في القضاء على الأمية بين كافة مواطنيها، وكذلك عملت الوزارة على التطوير، والتحديث في مجال تعليم الكبار، الذي من خلاله يقوم الدارسونباستكمال الدراسة لمن لديهم الرغبة في مواصلة تعليمهم إلى الصفوف العليا تحقيقا لطموحاتهم.
برامج محو الأمية
وقدمت الوزارة مجموعة من التسهيلات للدارسين في صفوف محو الأمية، منها: توفير مناهج (الأول والثاني والثالث) خاصة للدارسين بصفوف محو الأمية، حيث تم إعدادها خصيصا لهذه الفئة، وإعداد، وتأهيل قائمين بالتدريس من خريجي دبلوم التعليم العام فأعلى من العمانيين للقيام بالتدريس في صفوف محو الأمية، ومنح شهادة التحرر من الأمية للدارسين؛ تؤهلهم للالتحاق بنظام الدراسة في تعليم الكبار، وفتح فصول دراسية، والإشراف على سيرها من قبل مشرفين مختصين، وتسجيل الدارسين إلكترونيا في نظام محو الأمية عن طريق البوابة التعليمية.
ونفذت الوزارة عددا من البرامج، والمشاريع في محو الأمية مثل: برنامج القرى المتعلمة، وبرنامج المدارس المتعاونة، ومشروع محو أمية الأميين العاملين بالوزارة، ومشروع محو أمية الأميين العمانيين العاملين في القطاع الخاص، ومشروع محو أمية القاطنين في الجزر، والقرى البحرية، ومشروع محو أمية الأميين العمانيين (ذوي الإعاقة).
من برامج محو الأمية
يعد مشروع القرية المتعلمة إحدى الصيغ المبتكرة للتغلب على الأمية بأنواعها المختلفة، ويهدف إلى مساهمة وتضافر جهود المجتمع المحلي بكل شرائحه ؛للإسهام في محو الأمية عن قناعة راسخة، ويتم ذلك من خلال تحديد قرية محدودة الجغرافيا ليس لها أطراف خارج محيطها ذات ارتفاع في نسبة الأمية، وتوجد بها، أو بالقرب منها المؤسسات الخدمية، ويتم ذلك من قبل المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة التعليمية بالتعاون مع مكتب والي الولاية التي تقع فيها القرية، والقيام بدراسات مسحية شاملة لمختلف الجوانب المتعلقة بالقرية، حيث انطلق البرنامج في عام2004، وبلغ إجمالي عدد القرى المتعلمة (30) قرية متعلمة في (203) شعبة دراسية، وبلغ عدد الدارسين في هذه القرى منذ انطلاق البرنامج (2438) دارسا في مختلف المديريات التعليمية بمحافظات سلطنة عمان.
ومن ضمن برامج محو الأمية التي تعمل عليها الوزارة مشروع المدرسة المتعاونة، الذي يهدف إلى الاستفادة من المدارس المنتشرة في ربوع محافظات سلطنةعمان؛ وذلك من خلال تبني بعض المدارس مجموعة من شعب محو الأمية (سواء داخل المدرسة، أو خارجها)من حيث الإشراف على إدارتها، أو تطوع المعلمين بالتدريس فيها، أو بالإشراف، وتدريب أحد مخرجات دبلوم التعليم العام للتدريس في هذه الشعب التي تشرف عليها المدرسة، وقد طبق المشروع كتجربة في العام الدراسي (2003/2004م)، وفي العام الدراسي (2006/2007م) تم تعميم تطبيق المشروع في المحافظات التعليمية للاستفادة من هذه التجربة الرائدة في مجال محو الأمية، وبلغ عدد المدارس المتعاونة في العام الدراسي (2023 / 2024م ) (50) مدرسة متعاونة.
اليوم العالمي لمحو الأمية
وتشارك سلطنة عمان دول العالم، ومنظمة اليونسكو في الاحتفال باليوم الدّولي لمحو الأمية، الذي يصادف (8) من سبتمبر من كل عام؛ ففي هذا اليوم تسعى سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية والتعليم إلى تسليط الضوء على أهم الجهود، وإبراز المشاريع، والبرامج الداعمة لها التي تبذلها في سبيل القضاء على الأمية، ويأتي هذا العام تحت شعار ” تعزيز التعليم متعدد اللغات: محو الأمية من أجل التفاهم المتبادل، والسلام“، ويهدف هذا الشعار إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم متعدد اللغات في تعزيز التواصل، والحوار بين الثقافات المختلفة، وبناء مجتمعات أكثر سلمية، وتسامحًا. وتسعى الوزارة كذلك إلى توضيح نسب الأميّة، والقرائية التي تم الوصول إليها في سلطنة عمان خلال الفترات السابقة، فسلطنة عمان عملت جاهدة منذ العام الدراسي (1973/1974م) على مكافحة الأمية، والقضاء عليها بجميع أشكالها القرائية، والكتابية، والثقافية، والحضارية.