تاريخ نشر الخبر :25/09/2024
في المدرسةِ وبينَ جنباتِها هنالك نورٌ، نورٌ ساطعٌ بالمعرفةِ، يا ترى ما منبعُ هذا النورِ؟!
نعم، إنه مركزُ مصادرِ التعلُّمِ، القلبُ النابضُ بالمدرسةِ.
هكذا يُمكِنُنا أن نُطلقَ عليه؛ كونه البيئةُ التعليميةُ التي يتلقّى فيها الطالبُ العلومَ والمعارفَ بطرائقَ مغايرةٍ عمَّا يتلقاهُ في الصفِ الدراسي، والمكانُ الأنسبُ للترويحِ عن النفسِ والحصولِ على المعلوماتِ الجديدةِ والمتنوعةِ.
في مركزِ مصادرِ التعلمِ، تتنوعُ الاستخداماتُ وتتعددُ الفوائدُ، التي يمكن أن يحصلَ عليها المجتمعُ المدرسيُّ، فيمكنُ للمعلمِ حجزُ المركزِ لتقديمِ حصةٍ تعليميةٍ نموذجيةٍ، باستخدامِ الأجهزةِ الموجودةِ بالمركزِ، ومصادرِ المعلوماتِ المتنوعةِ، مما يُسهِمُ بدورِهِ في إثراءِ المادةِ العلميةِ، وإضفاءِ جوٍ من المتعةِ والتشويقِ خلالَ الشرحِ.
وترى الطالبَ بينَ جنباتِ المركزِ، تارةً يتصفّحُ الكتبَ ثُمَّ يشرعُ في قراءتِها، وتارةً يبحثُ في جهازِ الحاسوب، وتارةً أخرى يندمجُ في الألعابِ التعليميةِ، التي بدورِها تنمّي مهاراتِهِ الحسيةِ والفكرية.
يلعبُ مركزُ مصادرِ التعلُّمِ دورًا مهمًا في تنميةِ المهاراتِ المختلِفةِ لدى الطالبِ، عن طريقِ ما ينظمُهُ من مسابقاتٍ وورشِ عملٍ تعليميةٍ وترفيهيةٍ، قد يتعاونُ في تنفيذِها مع المجتمعِ المدرسيِّ أو المجتمعِ الخارجيِّ، وفقًا لطبيعةِ الفعاليةِ، التي تهدفُ أولًا وأخيرًا إلى خدمةِ العمليةِ التعليميةِ.
ويُعدُّ مركزُ مصادرِ التعلُّمِ جزءًا لا يتجزأُ من منظومةِ العالمِ، المتوجهةِ نحوَ تفعيلِ التقنياتِ الحديثةِ في تقديمِ الخِدْماتِ، تحديدًا خِدْمات المعلوماتِ؛ فنرى توجُّهَ بعضِ المراكزِ إلى تفعيلِ تِقْنِياتِ الذكاءِ الاصطناعيِّ والواقع الافتراضي والواقعِ المُعزِزِ وغيرِها من تِقْنِياتِ الثورةِ الصناعيةِ الرابعةِ، الذي يمكنُ عدّه نقلةً نوعيةً مُثرِيةً في تقديمِ خِدْماتِ المركزِ. وانعكاسًا لما سيكونُ عليهِ العملُ بالمركزِ في المستقبلِ القريبِ، الذي يتوافقُ وتوجهاتِ المجتمعِ المدرسيِّ، وقابليتَهِ في استخدامِ هذهِ التِقْنِياتِ، التي من شأنِها تسهيلِ العملِ وتجويدِهِ وجعلِهِ أكثرَ متعة وفائدة.
وهنا، يأتي دور أخصائي مركز مصادر التعلُّم في تحفيزِ المجتمع المدرسي على الإفادةِ من خدمات المركز، وتسويقها بطرائق مبتكرة تعكس مدى أهميتها، والمهارات التي يمتلكها هذا الأخصائي، كونهُالمحرك الأساس للمركز. فمركزُ مصادرِ التعلُّمِ، كان ولا يزالُ وسيظلُ النورَ الساطعَ بالعلمِ والمعرفةِ بين جنباتِ المدرسةِ.
نوال بنت علي بن عبدالله البلوشية
أخصائية مركز مصادر التعلم
من مدرسة زينب بنت أبي سفيان للتعليم الأساسي (٥-٩)
بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط.