الأخبار الرئيسية

رعى معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم الحفل الذي نظمه بنك صحار لتكريم أربعين معلما مجيدا من المنتسبين لوزارة التربية والتعليم، بحضور الدكتور محمد بن عبدالعزيز كلمور، الرئيس التنفيذي لبنك صحار، وذلك بفندق قصر البستان.

بدأت فعاليات حفل التكريم  بكلمة  وزارة التربية والتعليم ألقاها سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية قال فيها: تركز وزارة التربية والتعليم خلال هذه الفترة على تجويد الخدمات التعليمية التي تقدمها لطلابها من خلال العديد من مدخلات النظام التعليمي وعملياته لضمان جودة المخرجات

ومن أبرز المدخلات التي سعت الوزارة إلى تطويرها وتجويدها وتسليط الجهد عليها(المعلم) وما يرتبط بهذه المهنة المحورية من وظائف أخرى مساندة، حيث قدمت الوزارة العديد من البرامج المحققة لأهدافها والموجهة لتطوير أداء المعلم والاهتمام به وذلك مثل: برامج الإعداد بالتعاون مع الكليات والجامعات المحلية, وبرامج التدريب أثناء الخدمة في مختلف المجالات والتخصصات, وبرامج التأهيل الجامعي وما بعد الجامعي كالدبلومات والماجستير والدكتوراه, ولقد تمكنت الوزارة من خلال تلك البرامج من تجديد معارف معلميها كما تمكنت من تطوير مهاراتهم المهنية وتحديثها, الامر الذي ساعد على تطبيق استراتيجيات تدريس جعلت من المتعلم محورا لكافة عمليات التعليم والتعلم داخل المدرسة.

وأضاف سعادته: لم يكن هذا فقط هو ما قامت به الوزارة تجاه معلميها بل سعت إالى الاهتمام بالأبعاد الاجتماعية والترفيهية والتثقيفية لهم من خلال الأنشطة التي قامت وتقوم دائرة رعاية الموظفين والدوائر الأخرى المعنية بتثقيف المعلمين وأبرزها أنشطة الملتقى الصيفي للمعلمين الذي يعقد في مدينة صلالة كل عام، هذا بالإضافة إلى برامج الشراكة مع المجتمع والقطاع الخاص التي تهدف إلى تحقيق بعض المكتسبات للمعلمين كافة والمجيدين منهم خاصة.

وأوضح سعادة وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية قائلا: لقد بدأت برامج الوزارة الموجهة إلى الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص في وقت مبكر من هذا العقد وأثمرت تلك الجهود عن العديد من الأنشطة والفعاليات التي استفاد منها المعلم والطالب والمدرسة وحققت العديد من المكتسبات لكلا الطرفين سواء مؤسسات القطاع الخاص المتعاونة والشريكة أو الوزارة، وإننا نأمل استمرار مثل هذه البرامج التي من شأنها أن تحقق هدفين أساسيين في إطار الشراكة، الأول: سرعة تحقيق الأهداف بسبب وفرة إمكانيات التنفيذ، والثاني جودة تحقيق الأهداف بسبب تعاون بيئتي عمل متكامليتين.

واختتم سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية كلمته قائلا: في الختام أتقدم بالشكر الجزيل لبنك صحار إدارة وموظفين على مبادرتهم هذه التي هدفت إلى تكريم أربعين من المعلمين المجيدين وذلك بمناسبة مرور أربعين عاما على النهضة المباركة التي قادها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، والتي تأتي تزامنا مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الأربعين المجيد أعاد الله هذه المناسبة على عمان وقائدها وشعبها بالعزة والرفعة والفخار.

عقب ذلك ألقى الرئيس التنفيذي لبنك صحار الدكتور محمد بن عبدالعزيز كلمور كلمة البنك التي قال فيها: نجتمع اليوم لنحتفل بالذكرى الأربعين للعيد الوطني المجيد للبلاد، عيد النهضة المباركة التي قادها باني عُمان الحديثة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، ولنحتفل في ظل هذه المناسبة الخالدة بتكريم أربعين من المعلمين الذين لهم دور رئيسي في التنمية والنهضة التي انتظمت البلاد من خلال صياغة وتشكيل التنمية البشرية للأمة.

وأضاف قائلا: لقد سارت السلطنة سنين طويلة عبر دروب الزمن وتركت بصمتها على صفحات التاريخ وعرفتها الأمم عبر أساطيلها التي جابت البحار، فطرقت أبواب الصين شرقاً وألقت مراسيها على ضفاف أمريكا غرباً، وهاهي اليوم تعتلي صهوة المجد مرة أخرى مع انبلاج فجر النهضة المباركة، وكان أول ما اهتمت به النهضة المباركة نشر التعليم وبث الوعي بين أبناء البلد،  فعندما لاح ذاك الصباح المجيد، كان بالسلطنة بأسرها  ثلاث مدارس فقط، واليوم، وبعد أربعين عاما من العهد الميمون  بلغ عدد المدارس في السلطنة 1043 مدرسة تضم بين  جوانبها 44429 معلماً ومعلمة - حسب إحصائيات عام 2009م .

وأوضح الرئيس التنفيذي لبنك صحار في كلمته قائلا: أربعون عاما من التنمية والتقدم والمحبة والوئام،  أربعون عاماً تزخر بالمعالم والإنجازات البشرية في كل مجال وفي كافة المحافل، هي ثمرة عمل الإنسان العُماني المتعلم المستنير بنور  العلم والمعرفة التي استقاها من رجال ونساء عملوا بصدق وإخلاص ليرتقوا بأجيال هذه الأمة ويشكِّلوا عقولهم وينيروا لهم الدرب ليكونوا قادة المستقبل وصنَّاع القرار  ورواد ركب التنمية والتقدم والتطور، ليكونوا العون والسند لقائد هذه الأمة، ينفذون رؤاه السديدة،  ويحققون أحلامه الرشيدة في أن يرى عُمان شامخة شموخ مجدها العريق وتاريخها التليد، ونحن هنا اليوم نجتمع لتكريم أولئك الذين غرسوا النهضة أولاً في عقول الأجيال قبل أن تترجم إلى واقع وحال مُعاش ملموس، نجتمع لتكريم الذين كرسوا جهودهم سنين طويلة،  أولئك الأجلاء الذين جئنا لتكريمهم بقطرة من بحر فيضهم الذي غمروا به أبناء هذه الأمة طيلة أربعة عقود  يصوغون ويشكلون عقول أجيال هذه الأمة لا  تفتر هممهم ولا  يخبو لهيب حماسهم، سهروا الليالي في سبيل إعداد هذه القوالب البشرية  لينتجوا لنا بناة هذا الوطن وركائزه القوية فكراً وعملاً وصوناً لكرامته وعزته.

وأشار الدكتور محمد كلمور في كلمته قائلا:  إنه في الوقت الذي تحتفل فيه السلطنة بعيدها الوطني الأربعين ويبادر الجميع أفرادا ومؤسسات للمشاركة  للتعبير عن حبهم وولائهم لمعلِّمهم الأول باني نهضة هذا  الوطن فقد اختار بنك صحار أن يترجم احتفاله بتكريم  هؤلاء الرجال والنساء الذين يستحقون جزيل الشكر والثناء والتقدير على عطائهم الذي كانت ثمرته السواعد التي بنت هذه النهضة المباركة التي نحتفل بها.

مضيفا: إن هؤلاء المعلمين هم اليوم ضيوف شرف هذه الأمسية،  إنهم هنا لنقدم لهم أكاليل المحبة والامتنان ولنعبر لهم عن تقديرنا وجزيل شكرنا على إنجازاتهم وعملهم المتقن، ونقول لهم: إن غرسكم الذي غرستموه نما وترعرع  وأنتج رجالا أشاوس يقودون البلاد في كافة قطاعات التنمية ويذودون عن حمى الوطن وقائده المفدى.

موضحا: إن مساهمتنا في أعياد الوطن وتكريمنا لأحبتنا المعلمين يأتي ضمن التزام البنك بمسؤوليته  الوطنية، وتعبيرا عن الولاء والعرفان لقائد وباني النهضة العُمانية مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه، والبلاد من مشرقها لمغربها تحتفل بالعيد الوطني الأربعين، فأبناء هذا الوطن جميعاً يحنون هاماتهم تواضعاً لمعلمينا الذين يشرفوننا اليوم، هؤلاء الجنود المجهولون من الرجال والنساء الذين لم يألوا جهداً  في نقل المعرفة والعلم إلى عقول أبناء هذا البلد وإرشادهم إلى الطريق الصحيح ليكونوا قادة المستقبل وصناع القرار في بلادنا، ونحن إذ نتقدم إليكم أحبتنا بالشكر والتقدير والعرفان ، فإننا نود أن نقول لكم بأننا ممتنون لما قدمتموه للسلطنة ولكل واحد منا ممن كان له شرف الجلوس  على مقاعد الدراسة يصغي إليكم ويسترشد بما تغرسونه في عقولنا.

واختتم الدكتور محمد بن عبدالعزيز كلمور كلمته قائلا: إنها لحظة وفاء وإجلال  و تكريم لمن كرموا حياتنا بالعلم والمعرفة،  فإن كنا يا أساتذتي الأجلاء ابتعدنا عنكم سنين طويلة  فإنكم ظللتم منقوشين  في عقولنا وأفئدتنا، ولذلك فإن احترامنا وتقديرنا لكم يجري منا مجرى الدم في العروق، فلكم التحية ولكم الشكر والثناء وأبقاكم الله ذخراً لعماننا الغالية ومعلِّمها المفدى وشعبها الوفي ودمتم موفقين بإذن الله .

بعدها قام معالي  يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم  بتقديم الهدايا التذكارية المقدمة من بنك صحار للمكرمين والذين بلغ عددهم أربعين معلما ومعلما من الذين أسهموا في رفد العمل التربوي من خلال ما قدموه في مسيرة حياتهم التعليمية.

وبهذه المناسبة صرح الدكتور محمد بن عبد العزيز كلمور، الرئيس التنفيذي لبنك صحار قائلا: إن السلطنة شهدت ولا تزال تشهد تسابقاً لا مثيل له في المساهمة في الاحتفال بالذكرى الأربعين للعيد الوطني للسلطنة. مضيفاً: "إن مظاهر الحماسة التي انتظمت كافة قطاعات المجتمع، من مسيرات الولاء وتنظيم المعارض وإصدار الكتيبات والطوابع البريدية والعملات المعدنية التذكارية، وما تعكسه المواقع الإلكترونية والصور – كل تلك الأنشطة والفعاليات ليست سوى نماذج من الأساليب التي اختارها الناس للتعبير عن الامتنان والولاء والعرفان لقائد مسيرة النهضة وبانيها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه. إن التزامنا تجاه المسؤولية الوطنية كمؤسسة تجارية، يفرض علينا أن نولي اهتماماً خاصًاً في احتفالنا بجلال هذه المناسبة وأن نقوم بعمل يسعدنا في بنك صحار ويسعد المجتمع بأسره، فاخترنا تكريم الأشخاص الذين يساهمون بسخاء في تحقيق التنمية البشرية في البلاد. فرأينا أن الاحتفال بالذكرى الأربعين للنهضة المباركة مناسبة ملائمة لأن نقدم الثناء والتقدير والاحترام للمعلمين الذين يساهمون بصمت في المسيرة الوطنية الرائدة فهم يستحقون التحية لمساهمتهم في المجتمع. ومعنا اليوم 40 معلماً من مختلف أنحاء السلطنة وإنه لتشريف لبنك صحار أن يبادر إلى تكريم هؤلاء المعلمون والمعلمات والاحتفاء اللائق بهم".

حضر حفل التكريم  أصحاب السعادة وكلاء وزارة التربية والتعليم وعدد من مديري عموم ديوان عام الوزارة،  ومازن بن محمود الرئيسي مساعد المدير العام للتسويق والإعلام ببنك صحار ومنيرة بنت عبدالنبي مكي نائبة المدير العام للموارد البشرية بالبنك.

يأتي هذا التكريم من منطلق الشراكة القائمة بين الحكومة والقطاع الخاص في مختلف الميادين بهدف الرقي بجوانب العمل، وتحفيزا للعاملين بالحقل التربوي من معلمين وتربويين إيمانا بالرسالة التربوية التي يقومون بها في هذا المجال.

كتب – يونس بن علي العنقودي