تاريخ نشر الخبر :21/05/2012
نظمت وزارة التربية والتعليم صباح أمس بفندق بيت الفلج برنامج لقاء سعادة الدكتور وكيل الوزارة للتعليم والمناهج بمديرات ومعلمات ومشرفات مدارس الحلقة الأولى حول كيفية الاستفادة من إيجابيات المنهج التكاملي،والذي استهدف (43) مديرة ومعلمة من معلمات مدارس الحلقة الأولى،و (11)مشرفة
من مشرفات هذه الحلقة من مختلف المحافظات التعليمية بالسلطنة.
برنامج اللقاء
بدأ اللقاء بكلمة ألقاها سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج قال فيها: لقد خضعت تجربة المنهج التكاملي للعديد من الدراسات والأبحاث بهدف تقييمها، واستخدمت أدوات بحثية متنوعة، وبمشاركة جهات عدة من داخل الوزارة وخارجها، وقد أظهرت نتائج هذه الدراسات وجود العديد من الإيجابيات خاصة فيما يتعلق بتدريس اللغة العربية، وتطوير البيئة الصفية المدرسية، واستخدام استراتيجيات التدريس المتمحورة حول المتعلم، والتدريب وتنمية الموارد البشرية، وطابور الصباح، ولقاء الصباح.
وأضاف سعادته: إن سياسة الوزارة الحالية تقوم على أساس خطة قصيرة المدى تحاول من خلالها معالجة المشكلات الملحة في مختلف جوانب العملية التربوية كالمناهج والتقويم والتدريس، وخطة أخرى طويلة المدى سيتم بناؤها حسب نتائج التقويم الشامل الذي سيخضع له النظام التعليمي العماني بناء على توجيهات مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله في خطابه الأخير في مجلس عمان.
المنطلقات والإيجابيات والصعوبات
بدأ البرنامج بالورقة الأولى التي جاءت بعنوان: (المنهج التكاملي" المنطلقات –الإيجابيات- الصعوبات") قدمها الدكتور عبدالله بن حميد الخروصي الخبير التربوي بمكتب مدير عام تطوير المناهج. تحدثت الورقة عن الأسس التي اعتمد عليها هذا المنهج في بنائه ومنها: الاهتمام بتدريس مهارات اللغتين العربية والإنجليزية، والاهتمام بالمهارات الأساسية للرياضيات، واستخدام طرق تدريس فاعلة، والتقويم التكويني المستمر وفق مؤشرات واضحة، وتقصير اليوم المدرسي بما يتناسب مع الخصائص السنية للمتعلم، وظروف الجو، وتحسين البيئة الصفية، و ضبط البيئة المدرسية، وجعلها محببة ، وصديقة للطفل، وتحقيق الشراكة مع أولياء الأمور وتطوير طابور الصباح، وتقنين الأنشطة التربوية، والاهتمام بالإنماء المهني، وتحسين إنتاج الكتاب المدرسي، وجعله أكثر تشويقا، وتطوير دليل المعلم.
وأشارت الورقة أن المنهج التكاملي ساهم بشكل واضح في حل مشكلة الضعف القرائي لدى المتعلمين، وحسّن مستواهم في مادة اللغة الإنجليزية، كما تم استخدام استراتيجيات حديثة؛ لدفع المتعلم نحو القراءة والاطلاع، وساهم لقاء الصباح في تقليل معاناة الأطفال خلال طابور الصباح في أيام الصيف.وحل مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية.
أما عن المشاكل التي واجهها المنهج فقد أشارت الورقة إلى طول المنهج المدرسي الذي لا يتناسب مع الوقت الفعلي المتاح للتدريس، وعدم وجود تدرج منطقي في بعض النصوص القرائية، والتركيز على الأنشطة الفردية على حساب الأنشطة الجماعية، وارتفاع نصاب معلمة المواد المتكاملة (24 حصة) مع قيامها بتدريس أنشطة تشمل جميع المواد الدراسية، وقلة محتوى مادة التربية الإسلامية، وعدم مناسبة محتوى مادتي الرياضيات والعلوم لتطلعات الوزارة والميدان التربوي وأولياء الأمور، وضعف التكامل بين المواد المختلفة في كتاب ينبوع المعارف، وضعف البرامج التدريبية وقلة فاعليتها في بعض المحافظات، وضعف قناعة بعض المعلمات بالمنهج وبجدواه وسلبية اتجاهاتهن نحوه.
مناهج اللغة العربية
وجاءت الورقة الثانية بعنوان :(تطوير مناهج اللغة العربية الصف الأول الأساسي أنموذجا) قدمتها سمية بنت سليمان السليمانية نائبة مدير دائرة مناهج العلوم الإنسانية للغة العربية، وقد تطرقت الورقة إلى أن اللغة العربية هي الركن الأساسي في بناء الأمة العربية، وقالت الورقة أن اللغة العربية تمتاز من بين لغات العالم الكبرى بتاريخها الطويل، وثروتها الفكرية والأدبية، وحضارتها التي وصلت قديم الإنسانية بحديثها، وهي التي حملت الإسلام وشرفت بأن كان خاتم الأنبياء من أبنائها، ولغة القرآن الكريم من حروفها، كما أنها أداة الاتصال، ونقطة الالتقاء بين العرب، وشعوب كثيرة في هذه الأرض أخذت عنهم جزءاً كبــيراً من ثقافتـــهم، واشتركت معهم في الكثـير من مفاهيمهم وأفــكارهم ومـثلهم، وإذا كان البيان هو لب اللغة وجوهرها، فإن وصف اللغة العربية بالبيان يعني بلوغها تمام الغاية من وظيفتها؛ أي أنه وصف بالكمال وهو أساس التفضيل.
وتطرقت الورقة إلى خطة التطوير في المقررات الدراسية التي تشتمل على تقنيات التعليم، كما تطرقت إلى نتائج دراسة الضعف القرائي في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي في سلطنة عمان المقدمة في العام الدراسي 2005م مظاهره، وأسبابه، ومقترحات علاجه، ونتائج الدراسة التقويميّة للمنهج التكاملي المطبق على تلاميذ الصفين الأول والثالث في العام الدراسي2009م،والملاحظات الميدانية للتقدم الذي أحرزه التلاميذ في الصف الأول في مادة اللغة العربية منذ العام الأول من تطبيق المشروع، وإشادة المعلمات والمشرفات وإدارات المدارس بهذا التقدم،وتأثر مخرجات المواد الدراسية الأخرى بتقدم التلاميذ في مادة اللغة العربية منذ الصف الأول.
كما أشارت الورقة إلى كتاب حروف لغتي والذي هو عبارة عن تهـيئة لغوية لـتلامـيـذ الصف الأول حديثي التعلم، والغاية منه تمكين المتعلم من القراءة بعد اكتساب جميع الحروف العربية في جميع أشكالها منفصلة ومتصلة، وجميع الحركات وأحرف المد، والكتاب يتكون من جزأين، الجزء الأول: يشمل الحروف من الألف(أ) إلى السين(س)، والجزء الثاني: يتضمن الحروف من الشين(ش) إلى الياء(ي)، وأشارت الورقة أيضا إلى إيجابيات كتاب حروف لغتي، والوسائل التعليمية وتقنيات التعليم، والمطالعة الاثرائية وآلية تطبيقها،والقراءة التشاركية وأهميتها ودور المعلم والطالب،والمكتبة الصفية وأهمية التحدث بالفصحى واختتمت بحديثها عن الخطة المستقبلية لتطويركتاب حروف لغتي.
لقاء الصباح
أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان ( لقاء الصباح أسبابه- الفوائد المرجوة) قدمها ضحيوة بنت خلفان هاشل السعيدية ، مدربة مجال ثان بمجافظة البريمي حيث أشارت فيها إلى أن لقاء الصباح عبارة عن شكل آخر لطابور الصباح ،ويقام في الغرفة الصفية ،بحيث يكون كل صف بمفرده، ويكون في التوقيت نفسه لجميع الفصول (مدة طابور الصباح) ، حيث يطبق في بعض أيام الأسبوع، ويتضمن هذا اللقاء فعاليات وبرامج عامة وخاصة.ويهدف إلى إنشاء مجتمع في الفصل يشعر فيه التلاميذ بالأمان والطمأنينة، ويكسبهم مهارة الانتباه والإصغاء والتحدث المتسم بالاحترام، وإتاحة فرص تعلمهم من بعضهم البعض وتنمية روح التعاون لديهم، والمشاركة والتفاعل بإيجابية مع الآخرين، وتهيئتهم وتنشيطهم وجعلهم مستعدين ليوم دراسي طويل، ومساعدتهم على التعبير بحرية عن أفكارهم وآرائهم، و غرس الاتجاهات والقيم الإيجابية في نفوسهم وتنمية ثقتهم بأنفسهم،بالإضافة إلى إ يجاد جو من المرح والمتعة وإثارة دافعيتهم للتعلم عن طريق المدخل أو التمهيد المشوق للدرس.
التحدث بالعربية الفصحى
وقدم سعيد بن عيسى الشكيلي مدير مشروع الفصحى ورقة عمل بعنوان (برنامج مهارات التحدث باللغة العربية الفصحى (الواقع -الطموح"، وقد قامت فكرة البرنامج على نظرية تعليم اللغة العربية بالفطرة والممارسة، حيث يهدف إلى تأهيل الهيئات التدريسية والإشرافية والإدارية في المواد الدراسية جميعها عدا اللغة الإنجليزية؛ ليصبحوا قادرين على التحدث باللغة العربية الفصحى، وإكسابها للطلاب والطالبات اعتمادا على قدرتهم الفطرية؛ ليصبحوا قادرين على التحدث بها مع المحافظة على الحركات الإعرابية، من أجل إنجاز الأعمال المطلوبة منهم بصورة صحيحة، وتنمية الجانب الوظيفي للغة العربية لديهم ،كما تضمنت الورقة محاور التدريب على البرنامج،وآلية التقويم له ،وكيفية تطبيقه، والإنجازات التي تحققت من تنفيذ هذا البرنامج، واختتم الشكيلي ورقة عمله بوضع تصورا مستقبليا للبرنامج يقوم على تدريب جميع الفئات العاملة في الوزارة وفق خطة طويلة المدى كاستكمال تدريب معلمي الحلقة الاولى ومشرفيها، والكادر الاداري لمدارس الحلقة الأولى ومعلمي ومشرفي مدارس الحلقة الثانية.
توصيات
وخرج اللقاء بالعديد من التوصيات منها: اعتماد نموذج منهج المواد الدراسية المرتبطة المطبق في التعليم الأساسي مع العمل على تحقيق درجة مناسبة من التكامل بين المواد المنفصلة من خلال التكامل الأفقي بين المواد التي تدرس في نفس الصف، وبين الدروس في كل مادة، والتكامل الرأسي لموضوعات المادة مع المواد الأخرى عبر الصفوف المختلفة، والعمل على تطوير مناهج الحلقة الأولى الحالية من التعليم الأساسي بالصفوف (1-4) بالاستفادة من ايجابيات تجربة المنهج التكاملي ومنهج التعليم الأساسي، وكذلك التوجهات العالمية في هذا الشأن، ومراجعة مصفوفات المدى والتتابع لجميع المواد وتحكيمها، ومراعاة المشكلات والصعوبات التي واجهت تجربة المنهج التكاملي ومنهج التعليم الأساسي ووضع الحلول لها، و العمل على زيادة فاعلية تعليم وتعلم اللغة العربية باعتبارها أداة لتعلم بقية المواد الدراسية، ولها دور حاسم في درجة تمكن المتعلم في تلك المواد، وتفعيل عملية تعلم وتعليم اللغة الانجليزية بالاستفادة من تجربة المنهج التكاملي، وتطوير مناهج العلوم والرياضيات انطلاقا من التجارب العالمية في هذا المجال، والعمل على تأليف كتاب للتلميذ في هاتين المادتين كما هو مطبق في السلاسل العالمية؛ لما لذلك من أهمية في تسهيل عملية التعلم والتعليم، ولمساعدة أولياء الأمور على متابعة أبنائهم ودفعهم نحو تحقيق مستوى أعلى من الانجاز، وتقييم تجربة السلاسل العالمية لمادة الرياضيات المطبقة في الصفين الثالث والرابع للوقوف على الايجابيات والصعوبات والمشكلات التي تواجه التطبيق ومدى إسهامها في تطوير مستويات التلاميذ التحصيلية في المادة، وعقد اجتماعات مشتركة بين لجان التأليف لجميع المواد لاقتراح الأنشطة التكاملية والعمل على تحقيق التكامل الأفقي والرأسي، واستخدام التقويم التكويني المستمر ، والاستفادة من تجربة المنهج التكاملي في عملية إخراج الكتب المدرسية.
استفادة
وقالت حفيظة بنت محمد الحميدية معلم أول بمدرسة الغدير للتعليم الأساسي من محافظة مسقط عن مدى استفادة طلبة الحلقة الأولى من برنامج مهارات التحدث بالفصحى : مكنهم البرنامج من قراءة القرآن الكريم بالتجويد، و قراءة الكتب والقصص باللغة العربية السليمة، ووصلت مقدرتهم على استخدام اللغة الأم إلى خارج أسوار المدرسة.ويرى عدنان بن خير المكدمي من دائرة الإشراف التربوي أن البرنامج ناجح فلا توجد فجوة بين لغة التلميذ والكتاب الذي يقوم بدراسته في المدرسة . واستفاد طلبة الحلقة الأولى من برنامج مهارات التحدث بالفصحى في إثرائهم بمخزون لغوي كبير،وقدرتهم على سرد القصص بطريقة مبدعة،وكذلك معالجة الضعف القرائي،والعمل على تحدث الطلبة بجرأة وبطلاقة،و استطاع الطلبة بسبب هذا البرنامج تطبيق القواعد النحوية بشكل عفوي بهذا أجابتنا زهرة بنت علي الشحية معلمة مجال أول بمدرسة دبا للتعليم الاساسي بمحافظة مسندم. وذكرت فايزة بنت سالم الحمدانية مديرة مدرسة نبع البلاغة للتعليم الأساسي (1-4)بتعليمية محافظة جنوب الباطنة أن استفادة التلاميذ من هذا البرنامج كبيرة ، من حيث قدرة التلميذ على مهارة طرح الأسئلة ؛ وذلك راجع لجودة البرنامج حيث ساعدهم على اكتساب ثروة لغوية عظيمة مكنتهم من الإبداع اللغوي خاصة في مادة اللغة العربية.
مقترحات
وعن مقترحات الحقل تقول الشكيلية: العمل على تحفيز الطلبة على استخدام اللغة العربية الفصحى كما تم في المنهج التكاملي خارج الفصل الدراسي على طول اليوم الدراسي، وتقترح أن يتم حوسبة المهنج الدراسي، وتزويده ورقيا بالمكتبة الصفية، وتزويد المعلمات بالدورات التدريبية المناسبة في الوقت المناسب، ويقترح المكدمي إيجاد مناهج للصف الأول تختص بتدريس الحروف الهجائية بمقاطعها الصوتية القصيرة والطويلة بحيث تتدرج مع التلاميذ حتى يصل إلى القدرة على قراءة الكلمات والجمل وينتج كتاب آخر للفصل الدراسي الثاني يدرب التلاميذ على قراءة الجمل البسيطة؛ لسد الفجوة الحاصلة بين مناهج الصف الأول والصف الثاني الأساسي . وتقترح الشحية وضع بند في التقويم بالنسبة لتحدث الطلبة باللغة العربية الفصحى.وتقترح الحمدانية في مجال تطوير مناهج اللغة العربية للصف الأول الأساسي أن تنطلق المناهج من مناهج التكاملي ؛ لأثرها الإيجابي على التحصيل الدراسي للطالب، كما اقترحت التنوع في النصوص القرائية وفضلت أن تنطلق من بيئة الطالب نفسه.
