تاريخ نشر الخبر :22/12/2024
نظّمت وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة العمانية للتربية والثقافة والعلوم ملتقى بعنوان "فضاءات اللغة العربية والتحولات الرقمية" احتفاء باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف (18) ديسمبر من كل عام. رعت الفعالية التي أقيمت بفندق كراون بلازا العرفان؛ سعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية الرئيسة التنفيذية للهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم، بحضور عدد من المستشارين، ومديري العموم بوزارة التربية والتعليم، واستهدف عددًا من الباحثين والأكاديميين، والمشرفين ومعلمي مادة اللغة العربية، وطلبة المدارس.
تضمّن الملتقى جلسة افتتاحية وأخرى رئيسية وحلقات تدريبية مصاحبة، ناقشت التحديات والفرص أمام اللغة العربية في زمن التحولات الرقمية، سعيًا من وزارة التربية والتعليم إلى تعزيز أهمية المعرفة اللغوية من خلال إبراز مختلف جهود الحقل التربوي، التي كان لها أثر متميز في مسار اللغة العربية الفكري والإبداعي؛ إذ هدف الملتقى إلى إبراز أهمية ودور اللغة العربية في التطور الحضاري للمجتمعات الإنسانية، تعزيز البحوث العلمية والتربوية، التشجيع على ممارسة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تنمية مهارات اللغة العربية وتوظيفها، وعرض التحديات التي تواجه مجالات اللغة العربية والحلول الإبداعية لحفظها واستدامتها.
وألقى الدكتور محمد بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة الوزارة أشار فيها إلى أن اللغة ليست أداة تواصل فحسب، وإنما المرآة الأولى لإدراك الثقافة والمعرفة ووعي الشعوب، ولهذا يتنافس الجميع على إبراز لغتهم، والاهتمام بها وحمايتها من الضعف والاندثار كون أن اللغة كائن حي يتأثر ويؤثر.
اللغة العربية والذكاء الاصطناعي
وقال: "يحتفل العالم تحت مظلة منظمة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام. وقد وقع الاختيار على هذا التاريخ بالتحديد للاحتفاء باللغة العربية؛ لأنه اليوم الذي اتخذت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1973م قرارها التاريخي أن تكون اللغة العربية لغة رسمية سادسة في المنظمة. ولقد دأبت وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون والتنسيق مع مختلف التقسيمات ذات العلاقة على الاحتفال بهذا اليوم، مشاركة للعالم العربي والإسلامي، وإبرازًا للهوية الخالدة التي ننتمي إليها جميعًا، التي يجب على كل فرد منا صونها والحفاظ عليها. وإننا في هذا اليوم لا نسعى إلى الاحتفاء فقط باليوم العالمي للغة العربية، بل إلى توجيه بوصلة النظر لما يمكن أن يحدثه زمن الذكاء الاصطناعي في اللغة وتأثيرها على الواقع والإنسان، فقد أصبح الذكاء الاصطناعي محورًا أساسيًا في كل ما يتعلق بالتعليم وإنتاج المعرفة والثقافة.
التكريم
وفي نهاية حفل الافتتاح، كرّمت سعادة راعية المناسبة المتحدثين ومقدمي أوراق العمل، والفائزين من الطلبة في مسابقة أفضل قصة مصوّرة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، التي نظمتها دائرة المواطنة بوزارة التربية والتعليم.
الجلسة الافتتاحية
افتتح الملتقى بجلسة استعرض خلالها الأستاذ الدكتور إحسان بن صادق اللواتي من جامعة السلطان قابوس، موضوع: "ثنائيات في الواقع المعيش للغتنا العربية"، تناول فيه العلاقة المعقدة بين اللغة العربية وواقعها المعيش في ظل التحولات الرقمية التي تشهدها المنطقة، مشيرًا إلى التحديات والفرص التي تطرأ على اللغة العربية نتيجة لهذه التحولات، وتناول أيضًا أهم الثنائيات اللغوية والثقافية التي تواجه اللغة العربية في عصر الرقمنة وسبل الحفاظ على هويتها الثقافية في ظل الانفتاح التكنولوجي، مثل ثنائية الأصالة والمعاصرة، وثنائية الواقع الرقمي بين التحفظ والضرورة.
الجلسة الرئيسية
اشتملت الجلسة الرئيسية على تقديم عدّة أوراق عمل، ترأسها يونس بن جميّل النعماني من اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم. وفي الورقة الأولى تطرق الدكتور عبدالله بن سعيد السنيدي من تعليمية شمال الباطنة إلى موضوع: "تداعيات الازدواجية اللغوية للطلبة في المدارس"، تناول فيها الآثار السلبية التي قد تترتب على استخدام لغتين مختلفتين في البيئة التعليمية، مشيرًا إلى تأثير الازدواجية اللغوية على التحصيل العلمي للطلبة وتفاعلهم في الفصول الدراسية.
وبحثت ورقة: "اللغة العربية في الفضاء السيبراني: جهود المنظمات اللغوية لتعزيز التعدد اللغوي" التي قدّمها حميد بن محمد الهنائي من اللجنة الوطنية العمانية؛ دور المنظمات اللغوية الدولية والعربية في تعزيز استخدام اللغة العربية على الإنترنت، وكذلك جهودها في الحفاظ على التنوع اللغوي في عالم يشهد هيمنةً للّغات الأجنبية في الفضاء الرقمي.
وجاءت الورقة الثالثة بعنوان: "الثروة اللفظية وتعليم اللغة العربية"، بيّن فيها الدكتور الأزهر بن زهران الراشدي الخبير بدائرة تطوير مناهج العلوم الإنسانية، دور المفردات والعبارات المتنوعة في إثراء مهارات الطلاب اللغوية وقدرتهم على التعبير بشكل أفضل، وعرّج خلالها على التأثيرات المتعددة التي تترتب على تقليص استخدام المفردات العربية في ظل الانفتاح على اللغات الأخرى، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على هذه الثروة اللفظية من خلال إستراتيجيات تعليمية مبتكرة.
واستعرضت الدكتورة فوزية بنت مال الله الوهابية مشرفة مجال أول بتعليمية مسقط ورقتها البحثيّة التي استهدفت: "فاعلية منصة تعليمية قائمة على التلعيب في تنمية مهارات الفهم القرائي لدى تلاميذ الصف الرابع الأساسي" التي اعتمدت على العمليات الأربع للدراسة الدولية "بيرلز". وأوضحت أن استخدام التلعيب في العملية التعليمية ساعد في تحفيز الطلبة على المشاركة بفاعليّة في الأنشطة القرائية، من خلال دمج الألعاب والأنشطة التفاعلية التي تعزز من مهارات الفهم القرائي.
وقدّمت الدكتورة مريم بنت حميد الغافرية من المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين ورقة بعنوان: "أدب الذكاء الاصطناعي والأدب التفاعلي: التجلّيات والتحدّيات"، تناولت فيها التحولات التي شهدها الأدب في ظل تقدم التكنولوجيا، وسلّطت الضوء على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج الأعمال الأدبية التي تحاكي أساليب الكتابة البشرية، وتطرّقت إلى الأدب التفاعلي كونه أحد الاتجاهات الحديثة، التي تسهم في تغيير أسلوب تلقي الأدب، حيث يشارك القارئ بشكل مباشر في تطور السرد القصصي عبر التفاعل مع النصوص باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
حلقات تدريبية
صاحب الجلسة الرئيسية للملتقى تقديم حلقتي عمل تدريبيتين، قدم الأولى: يعرب بن علي المعمري أخصائي خدمات رقمية بوزارة التربية والتعليم بعنوان: "توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تدريس مفاهيم ومهارات اللغة العربية"، وهدفت إلى تمكين معلمي اللغة العربية من توظيف الذكاء الاصطناعي؛ لتحسين طرق التدريس وتعزيز تعلّم الطلبة لتطوير مهارات اللغة، إضافةً إلى تعليم النحو والصرف عبر منصات تفاعلية. ثم عرض عددًا من الأمثلة العملية لدمج التكنولوجيا في التعليم.
وقدم الحلقة الثانية: الدكتور سعيد بن محمد الكلباني أخصائي خدمات رقمية أول بوزارة التربية والتعليم وعنوانها: "فرص اللغة العربية في النماذج اللغوية الاصطناعية"، مستعرضًا التحديات التي تواجه اللغة العربية، والفرص الواعدة لها في إطار النماذج اللغوية الاصطناعية، والرؤى الحديثة حول الفرص المتاحة لتعزيز حضورها وتطوير أدواتها.