تاريخ نشر الخبر :31/12/2024
يُعد التعليم المهني والتقني في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي كأحد المسارات المتاحة للطلبة في هذه المرحلة، لتهيئتهم لمتطلبات سوق العمل، وتمكينهم من مواصلة دراستهم في مرحلة التعليم العالي، وقد اعتُمد دوليًا؛ بهدف إكساب المتعلمين المهارات المهنية، ويتكون البرنامج الدراسي من مواد أساسية واختيارية وتخصصية، إذ طُبق في محافظتي مسقط وشمال الباطنة.
برنامج BTEC
ولتعرف على آراء حول تطبيق التعليم المهني والتقني في البداية التقينا الدكتورة أتوم بنت محمد الخاطرية، مديرة مساعدة لدائرة تطوير مناهج العلوم الانسانية للغات الأجنبية، رئيسة فريق تطبيق التعليم المهني والتقني لتخصصي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات برنامج BTEC، قالت: يأتي تطبيق التعليم المهني والتقني في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي ( 11 و12) ضمن خطة الوزارة لتطوير التعليم المدرسي بما يتواكب مع التوجهات المحلية والعالمية، ومتطلبات مؤسسات التعليم العالي، ويساعد الطلبة على الاستعداد لبناء مسار مهني مستقبلي قائم على المهارات، ويلبي واحتياجات سوق العمل، وتحقيق أهداف رؤية عمان 2040م وتطلعاتها لإعداد أجيال يمتلكون المهارات والقدرات في المجالات العلمية والمهنية المختلفة حيث بدأ التطبيق برنامج BTEC من مؤسسة بيرسون البريطانية في أربع مدارس حكومية مدرستين للإناث ومدرستين للذكور في تعليميتي محافظتي مسقط وشمال الباطنة في تخصصي إدارة الاعمال وتقنية المعلومات.
تعزيز المهارات العلمية
وأضافت: وهذا البرنامج يعتمد على منهج تعليمي تفاعلي يدمج بين التعلم النظري والتطبيق العملي؛ ليسهم في تنمية قدرات الطلبة وتعزيز مهاراتهم العملية التي يحتاجها سوق العمل، مثل: إدارة المشاريع، وتنظيم العمليات التجارية، وتطوير استراتيجيات التسويق، إلى جانب تزويدهم بالمعرفة في البرمجة، والشبكات، وأمن المعلومات، مما يفتح أمامهم آفاقًا واسعة من الفرص المهنية في العصر الرقمي، و أظهرت النتائج التقييمية الاولية للتطبيق على تفاعل الطلبة والمجتمع المحلي بشكل إيجابي في تقبلهم هذا النمط من التعليم، و أثر على أدائهم وتحصيلهم الدراسي.
فكرة رائعة
وعن أهمية تطبيق التعليم المهني والتقني للطلبة في المدارس، قال الطالب علي بن سليمان العامري، في الصف الحادي عشر بمدرسة حفص بن راشد للتعليم الأساسي للبنين (9ــ12) بتعليمية محافظة مسقط: أن التعليم المهني والتقني فكرة رائعة، يُساعدنا على اكتساب مهارات عملية يفيدنا في حياتنا العملية، ويمنحنا فرصة لتعلم مجالات محددة تتناسب مع اهتماماتنا، ويُعزز فرص العمل لنا بعد التخرج، لذا أسعى إلى تطوير مهاراتي في مجالي المفضل مثل: الهندسة أو تقنيات التعليم، وتحقيق استقلالية مالية بالعمل في مجال التقانة.
بيئة تعليمية داعمة
وأشارت الطالبة لجين بنت علي الغفيلية بالصف الثاني بمدرسة حليمه السعدية للتعليم الأساسي الصفوف (9ــ12) بتعليمية محافظة شمال الباطنة، تقوم مدرستي بدور مهم في تشجيعي على التعليم المهني والتقني و توفير بيئة تعليمية داعمة، وتعريفنا بأهمية هذا التعليم، وفرصه المستقبلي، و تطوير مهاراتنا واستكشاف مجالات جديدة، وأرجو أن نُدرّب بشكل مكثف مجال اللغة الإنجليزية بدءًا من الصف العاشر؛ لتعزيز مهارات التحدث، والكتابة، والاستماع لدينا؛ وإدخالنا في دورات تدريبية متخصصة في اللغة الإنجليزية؛ ليسهل علينا التعامل مع المواد العملية والمهنية.
خيار ثالث
وتحدث الطالب سلطان بن سعيد الفزاري، من الصف الثاني عشر بمدرسة كعب بن برشة للتعليم الأساسي للبنين (9ــ12) بتعليمية محافظة شمال الباطنة، عن جهود الوزارة في تطبيق التعليم المهني والتقني، قائلاً: تطبيق التعليم المهني والتقني في الصفين الحادي عشر والثاني عشر خطوة موفقه من قبل وزاره التربية والتعليم، لأنها تتيح فرصًا فضلى للطلبة ممن لديهم ميول علمية لدراسة إدارة الأعمال أو تقنية المعلومات، فهي خيار ثالث إلى جانب الخيار العلمي والتطبيقي، وأطمح لأن أكون ذي خبرة في عالم التقنيات والبرمجة، ومواصلة دراستي العليا في هذا المجال.
مهارات عدة
وترى الطالبة نور بنت ابراهيم العامرية بالصف الثاني عشر، بمدرسة نسيبة بنت كعب للتعليم الأساسي (10ــ12) بتعليمية محافظة مسقط، من خلال التعليم المهني والتقني، سأعزز لدي المهارات العملية، وحل المشكلات، وإدارة الوقت، والتواصل الفعّال، والابتكار، والمرونة، والتكيف، وتعزيز الثقة بالنفس، وتحمل المسؤولية نحو إدارة المشاريع، واتخاذ قرارات مهنية مدروسة، ومعلمة التوجيه المهني تقوم بدور مهم في تشجيعي على متابعة مسار التعليم المهني والتقني.
المهارات التقنية والمهنية
وعن أهم المقترحات التي يجب توافرها لتطبيق التعليم المهني والتقني ، قالت الطالبة منار عبدالله علي بالصف الثاني عشر بمدرسة حليمه السعدية للتعليم الأساسي الصفوف (9ــ12) بتعليمية محافظة شمال الباطنة، لتطبيق التعليم المهني والتقني بشكل فعّال في بقية الصفوف الدراسية، يتطلب تنظيم حلقات عمل، ودورات تدريبية متخصصة خلال العام الدراسي، لتزويد الطلبة بالمهارات التقنية والمهنية التي يحتاجونها في المستقبل، وتنظيم زيارات ميدانية، وبرامج تدريبية، والتركيز على تعليم المهارات مثل التواصل الفعّال، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، وتخصيص ساعات من وقت الدراسة لتوجيه الطلبة، وتوجيههم لاختيار مساراتهم المهنية بناءً على اهتماماتهم ومهاراتهم، واستخدام منصات تعليمية رقمية متقدمة، وموارد تفاعلية تتيح فرصة التعلم الذاتي خارج أوقات الدراسة، لتعزيز تجاربتهم التعليمية، وزيادة فرصهم في التطور المهني.
الدعم المستمر
أما عن الجهود التي تقوم بها المدارس لتطبيق التعليم المهني والتقني، ذكرت الطالبة وئام بنت حكيم الكلبانية بالصف الثاني عشر بمدرسة حليمه السعدية للتعليم الأساسي الصفوف (9ــ12) بتعليمية محافظة شمال الباطنة، قائلةً: تقوم مدرستي بتشجيعي على التعليم المهني والتقني، بتوفير البيئة الصفية المناسبة المحفزة، والدعم المستمر الذي يقدمه معلمي التوجيه المهني بتوجيهاتهم، ومساعدتهم في اختيار المجالات التي تتناسب وقدراتنا، وتشجيعنا بمكافآت ومسابقات تُنمي الإبداع والابتكار، وأقترح تطبيق التعليم المهني والتقني لبقية الصفوف الدراسية، أو دمجه مع المواد الدراسية بشكل تدريجي ليصبح جزءًا من المناهج بدءًا من الصف التاسع أو العاشر ، وتوعيتهم بأهميته من خلال ندوات وأنشطة مدرسية، وتوفير أجهزة وأدوات حديثة،، وعمل مسابقات وأنشطة تحفزهم على الإبداع في المجالات التقنية والمهنية، والتعاون مع مؤسسات وشركات توفر فرص التدريب تساعدهم على تطوير مهاراتهم بشكل عملي .