تاريخ نشر الخبر :08/01/2025
تحتفل سلطنة عمان، ممثّلة بوزارة التربية والتعليم، مع بقية الدول العربية بــ "اليوم العربي لمحو الأمية" الذي يصادف الثامن من يناير من كل عام، وقد جاء احتفال هذا العام تحت شعار: "التعلم الذكي من أجل غد بلا أميّة".
مشاريع محو الأمية
وفي إطار الدعم غير المحدود الذي توليه الحكومة الرشيدة بقيادة السلطان هيثم ابن طارق – حفظه الله – لقطاع التعليم بمختلف فئاته، أخذت وزارة التربية والتعليم على عاتقها مسؤولية نشر التعليم ليشمل جميع شرائح المجتمع. وخصصت الوزارة اهتمامًا كبيرًا لكبار السن ولمن لم يحظَ بفرصة التعليم، وذلك من خلال تعزيز منظومة التعليم وتوفير كافة الإمكانيات التي تتيح لهم الالتحاق بالدراسة من خلال فصول محو الأمية التي تم افتتاحها في مختلف المحافظات، وتوفير برامج ومشاريع تُعنى بمحو الأمية، ومنها مشروع: "القرية المتعلمة"، التي كان آخرها القرية المتعلمة في الجبل الأخضر وضمت (14) شعبة. كذلك استهدفت الوزارة الأميين في الجزر والقرى البحرية من خلال مشاريع، مثل: محو أمية الأميّين من سكان جزيرة مصيرة بمحافظة جنوب الشرقية، وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار، وقرى كمزار وليما بمحافظة مسندم، بالإضافة الى مشروع محو أمية ذوي الإعاقة، مثل: تعليم المكفوفين بطريقة برايل بمعهد عمر بن الخطاب، وتعليم الكبار للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.
انخفاض نسبة الأمية
وقد أثمرت هذه الجهود في انخفاض ملحوظ في نسبة الأمية في عام ٢٠٢٣م على مستوى سلطنة عمان، حيث بلغت وفقًا لآخر بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات (0,54 %) بين الفئة العمرية (15-44 سنة) من إجمالي السكان، وعند العمانيين في ذات الفئة (0,58 %)، مما يعكس الجهود المتواصلة التي تبذلها الوزارة لتحقيق رؤية خالية من الأمية. ووصل عدد شعب محو الأمية في العام الدراسي 2024/2025م إلى (230) شعبة موزعة على جميع المحافظات، ضمت حوالي (2340) دارسًا ودارسة. وقد ساهمت (79) مدرسة متعاونة في تقديم الدعم اللازم عبر الإشراف والتجهيزات وتدريب المعلمين؛ مما عزز دور المدرسة في خدمة المجتمع والمساهمة في القضاء على الأمية. وفي هذا السياق تؤكد وزارة التربية والتعليم أن قضية الأمية مسؤولية وطنية ومجتمعية تتطلب تكاتف الجميع. ومن هنا تدعو الوزارة كافة أفراد المجتمع إلى المساهمة في تخفيض نسب الأمية ودعم الجهود المبذولة للقضاء عليها بشكل كامل.
تنمية مستدامة
وقالت الدكتورة ثريا بنت حمد الراشدية المديرة العامة للتربية الخاصة والتعلم المستمر: بمناسبة اليوم العربي لمحو الأمية، تحتفل سلطنة عُمان مع الدول العربية الشقيقة باليوم العربي لمحو الأمية، تأكيدًا على أهمية التعليم كونه دعامة رئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتجسّد هذه المشاركة التزام سلطنه عمان بجهودها في مكافحة الأمية بجميع أشكالها، انطلاقًا من إيمانها الراسخ أن التعليم ليس فقط حقًا أساسيًا، بل ضرورة لتحقيق التنمية الشاملة.
وأضافت: عملت وزارة التربية والتعليم على تمكين الأفراد المتحررين من الأمية، لضمان استمرارية تقدمهم التعليمي ومنع عودتهم إلى الأمية من خلال تطوير مهاراتهم في القراءة والكتابة والحساب، وتوفير الفرص والإمكانات التي تساعدهم على متابعة تعليمهم بما يعزز فرصهم المستقبلية.
بناء مجتمع واع
وأكّدت الدكتورة المديرة العامة أن وزارة التربية والتعليم مستمرة في تنفيذ المشاريع التنموية التي تدعم التعلم مدى الحياة لتطوير مسيرة محو الأمية، وتحرص منذ انطلاق هذه البرامج على مواكبة التطورات والتحولات العالمية والسريعة في مجالات المعرفة والتقنية، من خلال تحديث المناهج، تطوير أساليب التدريس، تحسين الوسائل التعليمية، وتنظيم أنشطة تعليمية هادفة، بما ينسجم مع الأهداف الإستراتيجية لنشر التعليم الشامل وبناء مجتمع واعٍ. وأوضحت بهذه المناسبة، أن وزارة التربية والتعليم تدعو الجميع إلى الاستفادة من الفرص التعليمية المتوفرة لهذه الفئة، وتهيب بالشباب والمثقفين والمعلمين والمؤسسات المختلفة بالمساهمة في دعم برامج محو الأمية، كونها مسؤولية وطنية واجتماعية.
واختتمت حديثها معبّرة عن تقديرها للمنظمات العربية والدولية على جهودها في القضاء على الأمية ونشر الثقافة والمعرفة، ووجّهت شكرها للعاملين في قطاع التعليم على تفانيهم وإخلاصهم، وللوزارات والمؤسسات الحكومية التي تساند جهود الوزارة، متمنّية لبلدنا العزيز مزيدًا من الازدهار والتقدم تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-.