تاريخ نشر الخبر :23/04/2025
يواصل مهرجان المسرح المدرسي العاشر فعالياته لليوم الثالث على التوالي، المتمثلة في مسابقة العزف الموسيقي الفردي ومسابقة العروض المسرحية التي تنافست فيها فرق طلابية من مختلف مديريات المحافظات التعليمية وسط أجواء من الإبداع الفني، إلى جانب الندوات التطبيقية التي ناقشت الجوانب الفنية والإخراجية، والحلقات التدريبية التي هدفت إلى صقل مهارات الطلبة في مجالات الأداء المسرحي والتقنيات المصاحبة، وعلى هامش الفعاليات، نظّم المهرجان مساء أمس زيارة ثقافية للطلبة المشاركين إلى دار الأوبرا السلطانية مسقط، تعرفوا خلالها على أبرز معالم الدار، مما أضفى بُعداً ثقافياً إضافياً لتجربتهم الفنية خلال المهرجان.
اللعبة الممنوعة
رعى فعاليات اليوم الثالث من مهرجان المسرح المدرسي، المكرّم الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي عضو مجلس الدولة، واستهلت بمسابقة العزف الموسيقي الفردي، للعازف الطالب عبدالعزيز بن زاهر اليعربي من مدرسة سعد بن الربيع بتعليمية محافظة جنوب الباطنة، ثم العرض المسرحي "اللعبة الممنوعة" لتعليمية جنوب الباطنة أيضا، تأليف: أمل السابعية وإخراج عبدالوهاب السلماني، ناقش العرض مشكلة لعبة يلعبها الكثير من الطلبة في كل بيت عماني وعربي، تحتاج إلى التوجيه السديد والدائم للخروج من هذه اللعبة الخطيرة دون أضرار ومشاكل للأسنان بشكل خاص وللوقت والمذاكرة بشكل عام.
رسالة سامية
عبّر المكرّم الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي، عضو مجلس الدولة، عن إعجابه بمسرحية "اللعبة الممنوعة"، مشيدًا بالمستوى المتميز الذي قدمه الطلبة المشاركون في العرض، سواء من حيث الأداء التمثيلي أو التناول الفني للمضامين. وأكد سعادته أن المسرحية نجحت في تجسيد رسائل تربوية هادفة، ومعالجة قضايا معاصرة تلامس واقع الشباب وتعكس التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
وأشار سعادته إلى أن المسرح المدرسي يدمج بين الإبداع الفني والرسالة التعليمية، وبالتالي تعزيز القيم الإيجابية في نفوس الناشئة، وإيصال الرسائل السامية وبناء الوعي الجمعي، مؤكدًا أن تأثيره يتجاوز حدود الترفيه؛ ليصل إلى صناعة التغيير وغرس المبادئ الرفيعة في نفوس الأفراد والمجتمعات.
دلالات مثيرة
شهدت الندوة التطبيقية التي أعقبت العرض المسرحي "اللعبةالممنوعة"، مناقشات مثرية تناولت الجوانب الفنية والتربويةللعمل، إذ سلّط الممثل والمخرج الفنان طاهر الحراصي، الضوءعلى عنوان النص المسرحي: "اللعبة الممنوعة"، عادًا إياهامدخلًا ذكيًا وجاذبًا للجمهور، لما يحمله من دلالات مثيرةومحفّزة للتساؤل، تدفع المتلقي لاستكشاف مضمون اللعبةوطبيعة المنع الذي تتعرض له.
ثم انتقل إلى تحليل البيئة الرمزية للنص، التي تدور أحداثهاداخل فم الطفل، في معالجة درامية مبتكرة تجسدت فيهاالأسنان كشخصيات نابضة بالحياة، تدخل في صراعاتدرامية تعكس ملامح من الواقع النفسي والاجتماعي للطفل. وقد ركّزت هذه البيئة التخيّلية على قضايا تمسّ الحياة اليومية،مثل: الرغبة في السيطرة، وتأثير الأقران، وغياب الرقابة الأبوية،مما أضفى على العمل عمقًا تربويًا واضحًا.
وأشاد الحراصي بالبُعد التربوي للنص، وما حمله من رسائلقيّمة تتناغم مع عالم الطفل، وتخاطب وجدانه بلغة مبسطةومعبرة، تُسهم في ترسيخ مفاهيم سلوكية إيجابية بأسلوب فنيمبتكر، وأثنى في ختام الندوة على التوظيف الإبداعي لعناصرالعرض المسرحي، مثل: التشكيل الجمالي للحركة، والإضاءةالتي عكست الحالات النفسية للشخصيات، إلى جانبالموسيقى التي لعبت دورًا مهمًا في تعزيز الأجواء الدراميةللعمل.
هاشتاق #حياة_واقعية
تواصلت المنافسات في الفترة المسائية؛ إذ شارك العازف الطالب ريمون رفيق جميل عزيز من مدرسة كعب بن برشة بتعليمية شمال الباطنة، بمعزوفة في مسابقة العزف الفردي، وقدّم طلبة المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار عرضًا مسرحيًا بعنوان: "هاشتاق #حياة_واقعية" تناول خطورة الشبكة العنكبوتية والبحر الهائج من المعلومات والذكاء الصناعي، إذ دار النقاش خلال المسرحية حول المخاطر والفوائد من هذه الثورة الرقمية على أبنائنا ومجتمعاتنا، وفي الأحداث تحكي الجدة لحفيديها حكاية عن خطر محدق بالبشر تدعوه بـ "المارد صاحب الشبكة" ، وأثناء سرد الحكاية يغط الحفيدان في نوم عميق ، فيشاهد "حيان" وهو الحفيد الأصغر في منامه أنه يواجه هذا الخطر ، ويحلم حيان ابن القرية الساحلية أن الذكاء الصناعي قد أغراه وخدعه بالتبادل؛ ليجد نفسه في مأزق وأمام رفض قوي من الذكاء الصناعي للتراجع عن فكرة التبادل هذه، فيبدأ هو ومريم بإرسال استغاثة من العالم الافتراضي، ليساعدهما الخال غسان وهو موظف في قسم مكافحة الجريمة الإلكترونية، في التخلص من سيطرة الذكاء الصناعي.
جماليات عرض "المسار"
أشارت الناقدة المسرحية الدكتورة عزة القصابية إلى جمالية العرض المسرحي "المسار" وتكامل عناصره، في الندوة التطبيقية للعرض الذي قدّمه طلبة تعليمية محافظة شمال الباطنة في مساء اليوم الثاني من المهرجان، وقالت: لقد جذبنا العرض وجذب الجمهور من بداية المشهد التشويقي وحتى ختامه، وترابطت كل العناصر ببعضها البعض، ففي هذا العرض شهدنا عرضًا مسرحيًا حقيقيًا، وخرجنا من أجواء حفظ الدور وتسميعه الى تأديته بشكل عفوي واحترافي جميل، وأحيي هنا الطالب "إلياس المعمري" الذي قام بتأدية شخصية ( سالم) فهو مشروع ممثل مبدع وواعد. وتطرقت بالحديث عن النص المسرحي فهو نص يتناول موضوع يشغل بال الطلبة وحتى أولياء أمورهم، المتمثل في اختيار مساراتهم التعليمية التي ستحدد تخصصاتهم الجامعية في المستقبل، وقد طُرح هذا العرض بطريقة إبداعية وواضحة وبسيطة في الوقت نفسه، إذ وفّق المخرج في طريقة الاشتغال عليه وتجسيده على خشبة المسرح، فتلاحم الممثلون مع الأغاني والموسيقى والأزياء والديكور والسينوغرافيا فأخرج عرضًا رائعًا إبداعيًا، وأشارت أيضًا الى ديكور العرض وتفعيله طوال مدة العرض، بقولها: الديكور اليوم لم يكن كتلة ثابته وإنما استُخدم بشكل فعال في جميع مشاهد العرض المسرحي، وبشكل تناغمي مع الممثلين، وكذلك الأغاني التي استطاع من خلالها العرض إيصال فكرة الرسالة التي أراد الكاتب إيصالها للجمهور.