تاريخ نشر الخبر :24/04/2025
تُختتم فعاليات مهرجان المسرح المدرسي العاشر الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم، بعد خمسة أيامحافلة بالإبداع والتألق، قدّم فيها طلبة مديريات المحافظات التعليمية عروضًا مسرحية ومشاركات فنية متميزة.
يرعى حفل الختام المكرّم الأستاذ الدكتور يحيى بن منصور الوهيبي عضو مجلس الدولة، ويشهد الحفل إعلان تكريم الفائزين في مسابقة العزف الفردي، وتكريم المحافظاتالتعليمية التي أحرزت المراكز الأولى في مسابقة العرضالمسرحي، وتشمل الجوائز المراكز الأولى في العروض المسرحية، والنصوص والإخراج والديكور والإضاءة والموسيقى والمؤثرات الصوتية والأزياء والإكسسوارات والمكياج، وكذلك جائزة أفضل ممثل دور أول وثان، أفضل ممثلة دور أولوثان، إلى جانب ست جوائز تشجيعية للإجادة في التمثيل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، كذلك سيتم تكريم المؤسساتالداعمة للمهرجان.
أنا أستطيع
وتواصلت أمس الأربعاء منافسات المهرجان عبر فترتينصباحية ومسائية. حيث رعت المكرّمة الدكتورة عائشة بنت حمدالدرمكية، عضوة مجلس الدولة، فعاليات الفترة الصباحية، التياستُهلت بعزف موسيقي فردي قدّمه الطالب محمد بن سالمالعلوي من مدرسة المرتفع للتعليم الأساسي بمحافظة الوسطى.
ثم شاهدت راعية المناسبة والحضور العرض المسرحي لطالبات مدرسة هيماء للتعليم الأساسي بعنوان: "أنا أستطيع"، وهومن تأليف رشدة بنت سالم الراشدية وإخراج سكينة بنتمحسن اللواتية. وقدّم العرض رسالة ملهمة مفادها أن النجاح طريق يصنعه الإنسان بنفسه، وأن الإيمان بالقدرات الشخصيةهو المفتاح لتحقيق الطموحات، بشعار: " سُلّم نجاحك أنت منترسمه، أطلق العنان لعقلك، نعم تستطيع، فقط ابدأ فلا حدود للنجاح".
تنمية المواهب
وأشادت المكرمة الدكتورة راعية المناسبة بأداء الطالبات علىخشبة المسرح، وبالرمزية الواضحة في الحركة والتقديم، التيأضفت على العرض طابعًا فنيًا مميزًا، وعبّرت عن إعجابهابالمسرحية ووصفتها بأنها عمل مبتكر وجميل، يجمع بين قوةالفكرة وجمال الأداء. وأكّدت على أهمية المسرح المدرسي كونه منصة حيوية لاكتشاف وتنمية المواهب، مشيرة إلى دوره البارزفي إعداد جيل جديد من المبدعين في مختلف مجالات الفنون،مثل: السينما، والدراما، والإضاءة، والديكور، والصوت،والهندسة المسرحية، ووصفت المسرح بأنه "أبو الفنون"؛ لما لهمن قدرة على جمع وتطوير مختلف أشكال الإبداع الفني
تناسق الأداء
شهدت الندوة التطبيقية للعرض المسرحي "نعم أستطيع"،نقاشًا غنيًا تناول مضامين العمل وأبعاده الفنية والفكرية، وقدأدار الندوة الفنان طاهر الحراصي، الذي استهل حديثهبالتركيز على النص المسرحي، واصفًا إياه بأنه دعوة مفتوحةلخوض مغامرة فكرية على خشبة المسرح.
وأشار الحراصي إلى أن الكاتب قدّم طرحًا ذكيًا عن طريقالتأكيد على أن العقل البشري، بما يمتلكه من قدرة علىالتفكير النقدي، يتفوّق على الأدوات التقنية التي هي من صنعالإنسان نفسه. وركّز النص على فكرة جوهرية مفادها أنالتغيير الحقيقي يبدأ من الذات، عبر تجاوز المخاوف وبناء الثقةبالنفس، ضمن معالجة درامية حملت طابعًا خياليًا، وتطرقتإلى قضايا سلوكية معاصرة، أبرزها ظاهرة التنمر.
أما على مستوى الإخراج، فقد أشار الحراصي إلى أن العرضنجح في توظيف مشاهده وفكرته بأسلوب واضح، رغم حاجةالإضاءة والمؤثرات الصوتية إلى مزيد من الابتكار والإبداعلتعزيز جمالية المشهد المسرحي.
وأشاد بتناسق الأداء بين شخصيتي الغزال والحمار، واصفًاالتفاعل بينهما بالجميل والمؤثر، وخص بالشكر مؤدية شخصيةالروبوت، التي حافظت على ثبات أدائها طوال مشاهد العرض. واختتم الندوة بالتأكيد على الرسالة الرئيسية للعمل، وهي أنالتغيير الإيجابي يبدأ دائمًا من داخلنا نحن، لا من الخارج.
نافذة الغربة
كذلك رعى سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، فعاليات الفترة المسائية التي استهلت بالعزف الفردي للطالبة شهد بنت سالم الحبسية من مدرسة أم عمارة للتعليم الأساسي بتعليمية شمال الباطنة، تلىذلك العرض المسرحي "نافذة الغربة" لطلبة مديرية الداخلية التعليمية، تأليف وإخراج: مرهون بن علي بن مرهون الشريقي
تناولت المسرحية "نافذة الغربة" قصة مجموعة من الأبطال،يفتحون من خلالها نافذة على ذكرياتهم وأحلامهم. عبّروا عنمشاعر الغربة التي يعيشونها، وتحدثوا عن ماضيهم الذي تركأثره في قلوبهم، وعن مستقبل يتمنونه بكل شغف. ورغم أنالأبواب والنوافذ كانت مغلقة منذ زمن بعيد، إلا أن أملهم لمينطفئ. إذ يحكي الراوي في النهاية قصة إنسان يعيش غربةقاسية، تظهر ملامحها على وجهه المتعب، لكنه ما زال يتمسكبكلمة لم تكتمل، وبحلم لم ينته.
توظيف السينوغرافيا
وفي الندوة التطبيقية لمناقشة العرض المسرحي "حياةواقعية" الذي قدمته المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظةظفار، استهل الندوة الدكتور سعيد بن محمد السيابي، الباحثالمسرحي والأكاديمي بجامعة السلطان قابوس، بكلمة شكرلتعليمية ظفار على طرحها لقضية معاصرة تمس شريحةواسعة من المجتمع، وهي الابتزاز الإلكتروني، لا سيما مايتعرض له الأطفال من أخطار في ظل التحول الرقميالمتسارع.
وأوضح السيابي أن العالم يعيش اليوم تحوّلاً رقمياً عميقاً،يحمل في طياته الكثير من الإيجابيات التي أسهمت فيتسهيل الحياة وتطورها، لكنه في الوقت ذاته لا يخلو منتحديات وسلبيات، خاصة إذا لم يُستخدم بالشكل السليم. وأكدعلى أهمية دور الأسرة في التوعية والوقاية، مشيداً بتناولالمسرحية لهذه القضايا بشكل فني مدروس. كذلك أثنى علىجهود مخرجة العمل، التي نجحت في تقديم نص "سهلممتنع" بأسلوب احترافي، مكّن الممثلين من أداء أدوارهمبإتقان، وأشار إلى حسن توظيف السينوغرافيا في العرض،وذكاء المخرجة في إيصال الرسائل التوعوية من خلال المعالجةغير المباشرة للنص، ما أضفى على العمل بُعداً فنياً وواقعيًامؤثراً.

