تاريخ نشر الخبر :22/12/2010
رعى سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية بقاعة سفير الدورة التدريبية" بناء القدرات في مجال التخطيط التربوي" صباح أمس والتي تنظمها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع مكتب اليونسكو الإقليمي بالدوحة والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي بالشارقة.
وألقى سليمان بن حماد الرويشدي مدير عام المديرية العامة للتخطيط وضبط الجودة في حفل الافتتاح كلمة التخطيط قال فيها "لقد برهنت التجارب أن التنمية الاقتصادية، والاجتماعية لا تتحقق ما لم يخطط لها، فالتخطيط اليوم يعدُّ إحدى السمات المهمة للحياة العصرية، ولم يعد خيارًا إضافـيًّا للإنسان بل أحد احتياجاته الضرورية.
وأكمل: التخطيط في أحد أبسط تعريفاته هو ذلك الجهد الواعي، والنشاط المدروس الذي ينقلك من وضعك الحالي إلى وضع تطمح إليه عن طريق تصميم الأعمال ووضع البرامج، وهو عملية تبدأ بالتفكير الخلاق ثم التطلع إلى المستقبل مع الاستعانة بالحاضر، واستحضار الماضي ؛ بهدف الوصول إلى نهاية معينة ، شريطة بيان، وتوضيح كيفية الوصول إلى تلك النهاية، والحديث عن فوائد التخطيط ومـــزاياه كثيرة ومتعددة فهو باختصار يحــدد الاتجاه، وينسق الجهـود، ويوفر المعايير، ويوضح معالم الطريق ويوفر الوقت، والجهد، والمال، ويوصلنا إلى الهدف بأمان.
وأضاف: " لم تعد عملية التخطيط في الوقت الحالي من الأعمال البسيطة ، بسبب التغيرات المتلاحقة، والمتسارعة في الواقع الذي نعيشه ، حيث أصبحت عملية التنبؤ بالمستقبل، واستقراء أحداثه تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم كما أنها أصبحت محفوفة بالرهانات، والمخاطر من أي وقت مضى للسبب الذي تم ذكره آنفًا؛ لذلك تزداد أهمية أن تتوفر للمخطط البيانات، والمعلومات اللازمة، وكلما ازداد حجم هذه البيانات، وازدادت دقتها، وسرعة توفرها ازدادت فعالية التخطيط، والعكس بالعكس، وجميل ذلك التشبيه من أحدهم والذي شبَّهَ المعلومات الإحصائية باللوائح المرورية التي نراها على الطريق، فكلما كانت تلك اللوائح صحيحة، ودقيقة، وواضحة ساعدت قائدي المركبات على الوصول إلى وجهتهم المحددة، وإن كانت عكس ذلك فإنها ستوصلهم إلى بقعة أخرى غير التي هدفوا إليها، ويمكن القول إذًا بأن المعلومات الإحصائية هي اللوائح المرورية التي نمر بها في طريق صناعة، واتخاذ القرار.
كما ألقت مهرة بنت هلال المطبوعية مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بالشارقة كلمة المركز الإقليمي قائلة فيها: يهدف المركز الإقليمي للتخطيط التربوي إلى بناء القدرات الوطنية، والإقليمية فى مجال التخطيط التربوي بالتركيز على كبار المسؤولين، والموظفين الفنيين في وزارات التربية، وإدارتها بالمناطق، وعلى الصعيد المحلي ، والوزارات الأخرى المرتبطة مباشرة بقطاع التعليم، وذلك من خلال الأنشطة التالية: التدريب في التخطيط التربوي، والإدارة والقيادة، والتدريب في مجال البحوث التربوية التطبيقية القائمة على استقصاء الوقائع، وتحليل الاحتياجات الخاصة بدول المنطقة، ورفع مستوى الوعي بشأن القضايا الخاصة بقطاع التربية لا سيما تلك التي تشكل أولوية بالنسبة لدول الإقليم، ونشر الوعي بأهمية التخطيط التربوي، ودوره الفاعل في تحسين، وتطوير أداء نظم التعليم للوصول إلى تحقيق الجودة، وتيسير الانتفاع بالمعلومات المرتبطة بالتخطيط التربوي، وإدارته في الدول الأخرى، وبالمعلومات المناسبة التي تنشرها المنظمة الدولية، والمعهد الدولي للتخطيط التربوي، وكافة المعاهد المتخصصة، والمكاتب التابعة للمنظمة.
وأضافت: وفى هذا السياق فإن المركز ظل منذ إنشائه يعمل على بناء جسور التعاون، والتنسيق البناء مع منظمة اليونسكو، والمعهد الدولي للتخطيط التربوي، والمكاتب الإقليمية في إقامة الدورات التدريبية بالإقليم – باعتباره مركزا متخصصا في التدريب في المنطقة - حيث تمت إقامة ما يربو على سبع دورات متخصصة مشتركة بالمركز تستهدف بناء قدرات الكوادر بالمنطقة، وانطلاقا من رسالة المركز فإن المركز يضطلع بدعم وتعزيز النظم التربوية في بلدان المنطقة من خلال تقديم التدريب، والاستشارات، والدراسات التربوية في مجالات التخطيط، والإدارة، والقيادة التربوية، وإعداد القدرات البشرية لتنفيذ أفضل الممارسات الدولية في مجال التربية والتعليم .
وتستهدف الدورة المتخصصين في مجال التخطيط في الوزارة، وتهدف الدورة إلى التعرف على المنهجية السليمة لإجراء تشخيص القطاع التعليمي، وتحديد العلاقة بين التشخيص والتخطيط، والتعرف على طرق ووسائل جمع البيانات والمعلومات وتحليلها، وتحديد المؤشرات الرئيسية ذات الصلة والبيانات المطلوبة والأدوات المستخدمة في تشخيص القطاع التعليمي، وإكساب المشارك مهارة تحليل البيئة الخارجية، وتنمية مهارات تحديد البرامج، والنشاطات اللازمة لتنفيذ الخطة، وتحديد دور عمليات المحاكاة، والإسقاطات في تحديد الغايات، وصياغة الخطط التربوية، والتعرف على مفهوم الهدف- تقسيماته وأهدافه- وإكساب المشارك المهارة اللازمة لبنائه، والتعرف على مفهوم المشروع وخصائصه، ومميزاته، وشروطه وإكساب المشارك القدرة على إعداد مشروعات الخطة، والتعرف على المفاهيم، والنماذج المختلفة لعملية المتابعة والتقويم.
يحاضر في الدورة التدريبية الدكتور سليمان كريدة مدير عام شؤون المعلمين، وخبير التخطيط الاستراتيجي من المملكة العربية السعودية، ومهرة بنت هلال المطبوعية مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بالشارقة، حيث يطرحان العديد من العناوين في الدورة منها: محاضرة حول المفاهيم الأساسية المتعلقة بعملية التشخيص، والتحليل الاستراتيجي لواقع القطاع التعليمي، والمؤشرات التربوية، وعملية التحليل، وعملية جمع البيانات والمعلومات، وتحليل البيئة الخارجية، ومفهوم التخطيط التشغيلي، ومفهوم الأهداف، والبرامج والمشروعات. الجدير بالذكر أن الدورة تستمر ثلاثة أيام تختتم بعدها بتوزيع الشهادات على المشاركين.
كتب/ محمد خلفان الهنائي
