الأخبار الرئيسية

بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم -ممثلة بمركز التوجيه المهني والإرشاد الطلابي- وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أطلق مركز الشباب برنامج "مستقل" كأول برنامج وطني من نوعه يهدف إلى تمكين الناشئة من اكتشاف مهاراتهم الفردية وتحويلها إلى مصدر دخل عبر تعزيز ثقافة العمل المستقل وريادة الأعمال لدى طلبة المدارس.

 يمتد البرنامج على مدار ثلاثة أشهر، من 7 من يوليو إلى 18 من سبتمبر 2025م، ويتوزع على 11 محطة تدريبية في مختلف محافظات سلطنة عُمان، من بينها: جامعة صحار، ومركز إعداد الناشئين بصور، ونادي عبري، ومجمع السلطان قابوس الشبابي بصلالة، ومركز الشباب بالخوير، وجامعة الشرقية بإبراء، إضافة إلى متحف عمان عبر الزمان بمنح، وقاعة والي الرستاق، والهيئة الاقتصادية بالدقم، ونادي خصب الرياضي.

استهدف البرنامج 330 طالبًا وطالبة من صفوف (10و 11و 12) بواقع 30 مشاركًا من كل محافظة، وقدم محتوى تدريبيًا مهنيًا وثقافيًا متكاملًا، يُعزز فهم الطلبة لمجالات العمل المستقل، ويُكسبهم مهارات تقديم الخدمات الرقمية والتعامل مع العملاء، كما يوجههم لإنشاء ملفات احترافية على منصات العمل الحر، ويحفز التفكير الريادي المبكر لديهم، لتأسيس مشاريع صغيرة قابلة للتطبيق.

 وأكدت الأستاذة سميرة الطالعية -رئيسة قسم ريادة الأعمال بمركز التوجيه المهني بوزارة التربية والتعليم- أن برنامج "مستقل" يمثل نقلة نوعية في تمكين الطلبة من الربط بين التعليم الأكاديمي والواقع العملي. وأضافت: "في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة؛ أصبح العمل الحر مسارًا مهنيًا رئيسا. وما يميز هذا البرنامج هو بناء الوعي المهني في وقت مبكر، ومساعدة الطلبة على تحويل شغفهم ومهاراتهم إلى مصادر دخل حقيقية، عبر تجربة تطبيقية ثرية".

 من جانبها، أشارت حليمة بنت إبراهيم البلوشية -مشرفة التوجيه المهني بمحافظة مسقط - إلى أهمية البرنامج في تعزيز الوعي بالفرص الرقمية، وتمكين الطلبة من إنشاء ملفات تعريفية احترافية على منصات العمل الحر، إذ قالت: "مستقل من البرامج التفاعلية التي تساعد الطلبة على اكتشاف مهاراتهم في بيئة محفزة ومهنية".وقد عبّر الطلبة المشاركون عن امتنانهم واستفادتهم الكبيرة من البرنامج، حيث قال الطالب محمد بن سليمان الوهيبي: "أشكر الوزارة على إتاحة الفرصة لنا للمشاركة، فقد تعلّمت كيف أحوّل مهاراتي إلى مصدر دخل، واكتسبت الثقة في العمل الريادي والاستقلال المالي".

 وأشارت الطالبة شروق بنت أحمد الخروصية إلى أهمية الورش قائلة: "نحن كطلبة بحاجة لهذه البرامج؛ لأنها تهيئنا للدخول إلى سوق العمل مبكرًا، وتوجهنا بشكل صحيح في هذا المسار".

 فيما قال الطالب تركي بن عبدالله البوسعيدي: "البرنامج عرفنا بخطوات تأسيس المشروع من التخطيط إلى التسويق، وفتح أمامنا آفاقًا عملية لتحويل أفكارنا إلى مشاريع واقعية، مع نصائح ملهمة من رواد أعمال حقيقيين".

 أما أولياء الأمور، فقد عبروا عن رضاهم عن أثر البرنامج على أبنائهم، حيث قال ولي أمر الطالبة اليقين بنت أحمد الحربية: "سعيد بمشاركة ابنتي في برنامج مستقل خلال الإجازة الصيفية. البرنامج زرع فيها الثقة، ومكّنها من فهم العمل المستقل والذكاء الاصطناعي، وأكسبها مهارات التواصل وتقديم الخدمات الرقمية. أشكر جميع القائمين عليه وأدعو أولياء الأمور لإشراك أبنائهم في مثل هذه المبادرات".

ويُعد "مستقل" إحدى المبادرات الاستراتيجية لنشر ثقافة ريادة الأعمال في السلطنة عبر تحقيق أهداف نوعية، تشمل: رفع الوعي بثقافة العمل المستقل، وإنشاء حسابات أولية على منصات العمل الحر، وتطوير أفكار قابلة للتطبيق، وتمكين الطلبة من أدوات العرض والتسويق وبناء العلامة الشخصية.

 ويمثل البرنامج نموذجًا للتكامل المؤسسي بين مختلف الجهات الوطنية في دعم وتمكين الشباب، تماشيًا مع مستهدفات رؤية عمان 2040، عبر إعداد جيل منتج، مستقل، ومبادر نحو المستقبل الرقمي والاقتصادي.