تاريخ نشر الخبر :25/08/2025
مع انطلاق العام الدراسي الجديد، تعود الحياة إلى المدارس، وتكتظ الصفوف بالطلبة في مختلف ولايات سلطنة عمان، وسط استعدادات مكثفة من وزارة التربية والتعليم؛ لضمان انطلاقة تعليمية تتسم بالجودة والكفاءة،
وفي هذا الإطار، جاء الاهتمام بالمباني المدرسية، وما شهدته من صيانة، وترميم، وإحلال للمكيفات، إضافة إلى تعزيز معايير الأمن والسلامة، ليكون الحديث في هذا الاستطلاع حول جاهزية هذه المدارس، ودورها في توفير بيئة تعليمية آمنة وجاذبة.
استلام مدارس
تحدث خميس بن مبارك الحديدي، المدير العام للمديرية العامة للمشاريع والخدمات، عن أبرز إنجازات الإنشاء، والتطوير، والتأثيث قائلاً: استلمت الوزارة (16) مبنًى مدرسيًا جديدًا في (9) مديريات تعليمية، لتشغيلها مع بداية العام الدراسي، مع الحرص على أن تكون أعمال الصيانة، والترميم وفق أحدث المواصفات الفنية والعلمية، بما يوفر بيئة مدرسية آمنة وملائمة.
إضافات، وترميم
ويضيف المدير العام أن الوزارة اعتمدت مبلغًا قدره (20 مليون) ريال عماني لمشروع الإضافات لـ (80) مدرسة، ونُفذت الإضافات فعليًا في (68) مدرسة بتكلفة بلغت (15 مليون) ريال عماني، ومن المتوقع تشغيل (53) مدرسة هذا العام، وخُصص مبلغ (7 ملايين) ريال عماني لأعمال الترميم، و(4 ملايين) ريال عماني لإعادة تأثيث (77) مختبر علوم، بعد أن شملت المراحل السابقة تأثيث (118) مختبرًا.
ويشير إلى أن الوزارة أنجزت تحسين البيئة التعليمية في (120) مدرسة عبر إنشاء الملاعب، والمظلات، وتوسعة الجمعيات التعاونية.
إحلال شامل للمكيفات
وتطرق الحديدي إلى مشروع إحلال أجهزة التكييف قائلاً: انتهت الوزارة من توريد وتركيب (48,000) جهاز تكييف في مرحلتين بتكلفة بلغت (12 مليون) ريال عماني، ويجري العمل حاليًا على تركيب العدد ذاته ضمن المرحلتين الثالثة والرابعة بتكلفة (11 مليون) ريال عماني، حيث تم حتى الآن تركيب أكثر من (25,000) جهاز، أي ما نسبته (52%).
النقل المدرسي
ويعرج في حديثه إلى النقل المدرسي بقوله: شكلت الوزارة لجانًا من مختلف المديريات التعليمية بالمحافظات؛ للوقوف على وسائل النقل المدرسية كافة، ومعالجة أهم الملاحظات، واشتراط توفر مواصفات الأمن والسلامة بها قبل تجديد عقودها، وجددت الوزارة (20828) عقدًا، كذلك طُرحت مناقصات من قبل المديريات التعليمية بالمحافظات؛ لاستئجار (800) وسيلة نقل مدرسية جديدة، مع اشتراط ألا تقل سنة صنعها عن (2023م)، على أن تتضمن مواصفات الأمن والسلامة، مثل: تركيب نظام آلي فيها؛ لتتبع مسارها، إلى جانب عدد من الكاميرات (داخلية وخارجية) للمراقبة، وأجهزة استشعار؛ لتفادي حوادث النسيان، ودهس الطلبة.
دعم الطلبة ذوي الإعاقة
وفيما يخص فئة الطلبة ذوي الإعاقة، يوضح الحديدي أن الوزارة نسقت مع الجهات المعنية لتخصيص اعتمادات مالية للتعاقد مع ما يقارب (400) مشرفة في حافلات النقل المدرسية لذوي الإعاقة؛ لتقديم الدعم والمساندة لهم ابتداءً من هذا العام الدراسي.
تطوير خدمات النقل المدرسي
أما في جانب النقل المدرسي، يقول: بدأت الوزارة تجربة أولية بالتعاون مع إحدى الشركات لإدارة أسطول النقل المدرسي في ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، حيث شملت التجربة (17) مدرسة، و(315) حافلة يستفيد منها أكثر من (12,600) طالب وطالبة، مؤكداً أن الوزارة تعمل على توسيع التجربة لتشمل جميع مدارس محافظة جنوب الباطنة.
مراقبة مرئية
يوضح فهم بن خلفان الشهيمي رئيس قسم الأمن والسلامة بمكتب أمن الوزارة أن العمل جارٍ على تركيب أنظمة مراقبة مرئية متطورة مدعومة بخاصية الذكاء الاصطناعي في عدد من المدارس الحكومية بمختلف محافظات سلطنة عُمان، وذلك بدعم من شركة تنمية نفط عمان، وبجهود لجنة دعم المبادرات بالوزارة، بتكلفة بلغت (200,150) ريالًا عمانيًا، وقال: تأتي هذه المبادرة تتويجًا لمساعي الوزارة لتوفير الحلول الداعمة لجوانب الأمن والسلامة، حيث تم التنسيق مع أقسام الأمن والسلامة في المديريات التعليمية لترشيح المدارس المستهدفة بناءً على دراسات ميدانية، ومعايير فنية دقيقة.
بيئة مدرسية أكثر أمانًا
ويشير الشهيمي إلى أن المبادرة تهدف إلى رفع مستوى الحماية في المؤسسات التعليمية عبر تغطية المداخل، والساحات، والمرافق الحيوية بكاميرات عالية الكفاءة، بما يعزز الشعور بالأمان لدى الطلبة، والكوادر التعليمية والإدارية. ويضيف هذا المشروع يمثل أنموذجًا للتكامل بين القطاعين الحكومي، والخاص في دعم العملية التعليمية، ويجسد أهداف الوزارة الاستراتيجية في تطوير البنية التحتية الأمنية للمدارس.
برامج تدريبية متخصصة
وحول البرامج الموازية، يؤكد أن مكتب الأمن بالوزارة ينفذ حزمة من البرامج التدريبية، من بينها برنامج إدارة الحالات الطارئة، والمواقف اليومية في المدارس، وبرنامج "تمكين" لتأهيل حراس المدارس، إلى جانب برنامج الأمن والسلامة في المنشآت التعليمية، ويجري العمل على توزيع لوحات إرشادية مع مطلع العام الدراسي الجديد، تشرح بروتوكولات الأمن والسلامة، والإجراءات الواجب اتباعها أثناء الطوارئ.
رؤية مستقبلية
ويختتم حديثه بالتأكيد على أن الوزارة ماضية في تنفيذ مبادرات نوعية تسهم في صون سلامة البيئة المدرسية وتعزيز ثقة المجتمع في المنظومة التعليمية، موضحًا أن الأمن والسلامة المدرسية ليست مجرد إجراءات، وإنما ركيزة أساسية لتوفير بيئة تعليمية تسودها الطمأنينة والانضباط، وتتيح للطالب والمعلم التركيز على جوهر العملية التعليمية.

