تاريخ نشر الخبر :25/08/2025
احتفلت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة للتعليم المهني والتقني "دائرة الإرشاد والخدمات الطلابية"، بتخريج الدفعة الأولى من طلبة مسار التعليم المهني والتقني (تخصصي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات)، تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، بحضور أعضاء مجلس الدولة، وأصاحب السعادة، والمدعوين، وذلك في فندق كيمبنسكي (مسقط).
فقرات الحفل
بدأت فقرات الحفل بعزف مقطوعة من السلام السلطاني، أعقب ذلك تسجيل لآيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، كلمة الوزارة، قال فيها: أكدت وزارة التربية والتعليم التزامها بالتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وما أقره مجلس الوزراء بشأن تطبيق التعليم المهني والتقني، الذي بدأ تنفيذه ابتداءً من العام الدراسي 2023/2024م، ويُعد هذا المسار خيارًا إستراتيجيًا يستجيب لمتطلبات التنمية الوطنية المستدامة، ويُسهم بفاعلية في بناء القدرات الوطنية، من خلال تزويد الشباب بالمهارات العملية والتخصصية التي يتطلبها سوق العمل المعاصر، وإننا على ثقة بأن هذا المسار لا يقتصر دوره على التأهيل لسوق العمل فحسب، بل يُسهم أيضًا في ترسيخ ثقافة العمل والاعتماد على الذات، ويفتح آفاقًا أوسع أمام الشباب العُماني للإبداع والابتكار، والريادة في مجالات إنتاجية متجددة، تتناغم مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.
كفاءة وتميّز
وأضاف: نفخر بكم اليوم، وأنتم تجنون ثمار اجتهادكم، ونؤمن بقدرتكم على الإسهام في خدمة هذا الوطن العزيز، سواء من خلال الالتحاق بسوق العمل بكفاءة وتميّز، أو استكمال دراستكم الأكاديمية في مجالات أوسع وأعمق، فأنتم سفراء هذا المسار، ومصدر إلهام للدفعات القادمة، ولا يفوتنا في هذا المقام أن نتوجّه إليكم – أعزاءنا الطلبة – بالشكر على ما بذلتموه من جهد خالص في مسيرتكم التعليمية، بدءً من حرصكم على تطوير مستواكم في اللغة الإنجليزية، والالتزام برفع كفاءتكم فيها، إدراكًا منكم لأهمية هذا التحدي، مرورًا بما حقتموه من تفوق في بقية المواد الدراسية، وصولًا إلى هذه اللحظة التي تجسّد ثمرة عطائكم وإصراركم على النجاح. بعدها ألقى الدكتور موسى بن عبدالله الكندي عميد الكلية الحديثة للتجارة والعلوم، كلمة الكلية، قال فيها: يشهد سوق العمل العالمي تحوّلات متسارعة، حيث لم تعد المؤهلات الأكاديمية التقليدية وحدها معيارًا كافيًا لتلبية متطلبات التوظيف، فقد أصبحت المؤسسات والجهات المشغّلة تبدي اهتمامًا متزايدًا لاكتساب المهارات العملية، والقدرة على التكيّف والجاهزية لمواجهة مستجدات تحديات بيئات العمل، كذلك تتطلب الوظائف المعاصرة مهارات أساسية، مثل: التفكير النقدي، والكفاءة الرقمية، والعمل الجماعي، وحل المشكلات المعقدة؛ حيث ستظهر في المستقبل أدوار مهنية جديدة لم نعرفها بعد، ولهذا علينا أن نُعد شبابنا بمهارات مرنة تساعدهم على التكيّف والنجاح في أي بيئة عمل، ومن هنا، تبرز الأهمية المحورية لبرامج(BTEC) بوصفها جزء مهم من استجابة عملية لهذه التحديات في المجال التقني والمهني.
مشاريع واقعية
وأضاف: المنهج المعتمد في (BTEC) قائم على المهارات، والتعلم التطبيقي، والاستجابة المباشرة لاحتياجات سوق العمل، حيث يهدف إلى ردم الفجوة بين التعليم الأكاديمي التقليدي ومتطلبات بيئة العمل، فبدلًا من الاعتماد الحصري على التعلم النظري يتم تكليف الطلبة بمهام تعليمية قائمة على تنفيذ مشاريع واقعية، مثل: تطوير مواقع إلكترونية، تصميم حملات تسويقية، أو بناء نماذج أولية لحلول تقنية وإجراء دراسات جدوى، بما يعزز مهاراتهم في التخطيط والتنفيذ، والتفكير النقدي، كذلك يخضع الطلبة لمهام تعتمد على مواقف تحاكي الواقع المهني تُمكّنهم من التعامل مع مواقف معقّدة تحاكي التحديات الفعلية التي قد يواجهونها في بيئات العمل المستقبلية، بعدها عُرض مقطع فيديو استعرض مسيرة التعليم المهني والتقني تضمن التعريف به، وأهدافه، بعد ذلك ألقت الطالبة هيام بنت طارق الحديدية تخصص "تقنية المعلومات" من الصف الثاني عشر بمدرسة نسيبة بنت كعب للتعليم الأساسي للبنات الصفوف (1ــ 12) بتعليمة محافظة مسقط، كلمة، قالت فيها: لا أزالُ أذكرُ أولَّ يومٍ التحقنا فيه ببرنامج (BTEC)، كُنا مجموعةً من الطلبةِ القلقين ، لا نعرِفُ ما الذي ينتظرنا، أذكرُ أني جَلَستُ حِينها أُفكِّرُ: ماذا لو فَشِلتُ؟ ماذا لو لم أستطِع الاستمرارَ؟ كانت الوَحَدَات تبدو صَعبةً، والمهامُ شِبه مُستحِيلة، لكن شَيئًا فَشَيئًا، وبِدعمِ مُعلِّماتِنا الرّائعاتِ وزَمِيلات الدُّفعَةِ، وجدنا طريقَنَا، تعلَّمنَا، كَيفَ نُحَلِّلُ التّحدِياتِ، كيفَ نسأل، وكيفَ نُحاوِلُ مرةً تِلوَ الأخرى، حتّى نجحنا، ذَاكَ اليومُ المليءُ بالتحدي، تحوّلَ إلى هذا اليومِ العامِرِ بِالفَخرِ، وإن كاَنَ هُناكَ درسٌ واحدٌ خرجنا به فَهُوَ، أن الشجَاعةَ، لا تعني غِيابَ الخَوفِ، بَل المُضِي قُدُمًا، رُغمَ وُجُودِهِ. تلاها ألقى الطالب الوليد بن طلال الفليتي تخصص "إدارة الأعمال" من الصف الثاني عشر بمدرسة حفص بن راشد للبنين الصفوف (1ــ 12) بتعليمية محافظة مسقط، كلمة، قال فيها: أقف أمامكم اليوم وأنا أعتزّ أيّما اعتزاز، ويغمرني شعور عميق بالامتنان، كوني تخرجت من برنامج (BTEC) لإدارة الأعمال، إن هذا اليوم لا يمثل نهاية فصل دراسي فحسب، بل هو بداية مرحلة جديدة حافلة بالآمال والطموحات. حين التحقتُ بهذا البرنامج، بدءًا من وحدة اللغة الإنجليزية، لم أكن أعلم تمامًا ما الذي ينتظرني، وكنت قد سمعت أن برنامج (BTEC) يعد أكثر تطبيقًا، وأشدّ تحديًا، مررنا بلحظات من الشك والإرهاق، تساءلنا خلالها عن قدرتنا على الاستمرار، لكننا في خضم هذا التحدي، نمونا وتطورنا، بدأنا نفهم "لماذا" يُطلب منّا كل تكليف، لم نعد مجرد طلاب، بل أصبحنا متعلمين مستعدين للحياة، اسمحوا لي أن أعبّر عن بالغ امتناني لكل من أسهم في أن نبلغ هذه اللحظة، بعدها كرمت راعية الحفل خريجي تخصصي تقنية المعلومات، و إدارة الأعمال، وفي الختام التقطت صورة جماعية لراعية الحفل مع المكرمين، والحضور.
الأهداف
يهدف الحفل إلى تلبية احتياجات سوق العمل من الكفاءات الوطنية المؤهلة في التخصصات المهنية والتقنية التي تتوافق مع متطلبات التنمية، وتنويع مسارات التعليم أمام الطلبة، بما يتيح لهم خيارات أوسع بين التعليم الأكاديمي والمسارات التطبيقية العملية، وتعزيز كفاءة الموارد البشرية الوطنية عبر تزويدها بالمهارات الفنية والتقنية اللازمة لمواكبة التطورات في قطاعات الاقتصاد، ودعم إستراتيجية التعمين من خلال إعداد خريجين قادرين على شغل وظائف تقنية ومهنية تتطلب مهارات متخصصة، ورفع مستوى الإنتاجية والابتكار عبر تخريج طلبة يمتلكون مهارات تطبيقية قادرة على الإسهام في تحسين بيئات العمل، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص بربط مخرجات التعليم بمتطلبات المؤسسات الإنتاجية والخدمية، وتوطين المعرفة التقنية ونقلها إلى الواقع العملي بما يسهم في تقليل الاعتماد على الخبرات الخارجية، وترسيخ ثقافة العمل المهني لدى الطلبة، وإبراز مكانة المهن والتخصصات التقنية كخيارات واعدة لمستقبلهم.
نموذج للالتزام والإنجاز
وقال الدكتور سلطان بن محمد الكندي، المُكلف بأعمال مدير عام المديرية العامة للتعليم المهني والتقني: في إطار جهود وزارة التربية والتعليم لاستكمال تطبيق مسار التعليم المهني والتقني في مرحلة التعليم ما بعد الأساسي بما يلبي متطلبات توجهات رؤية عُمان 2040، ويُسهم في تهيئة مخرجات التعليم لسوق العمل، حيث نشهد اليوم تخرّج "مائة وثمانية وثلاثين" طالبًا وطالبةً من طلبة الفوج الأول من مسار التعليم المهني والتقني، ممن مثّلوا نموذجًا للالتزام و الإنجاز في مسارٍ تعليمي بات يشكل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية"، وأن هذا الحدث لا يُعدّ محطة احتفالية فحسب، بل تتويجًا لجهود إستراتيجية بُذلت خلال السنوات الماضية، ارتكزت على تحديث البرامج التعليمية، وتعزيز الشراكات، وتحسين البنية التحتية التعليمية؛ مما أسهم في إعداد خريجي هذا المسار التعليمي بتخصصي إدارة ا لأعمال وتقنية المعلومات لسوق العمل في عدة مجالات مهنية وتقنية، وإن التعليم المهني والتقني ضرورة في بناء اقتصاد قائم على المهارة والمعرفة والابتكار، ونؤكّد التزامنا بتعزيز هذا المسار التعليمي من خلال إيجاد بيئة تعليمية وتدريبية ذات جودة، تستجيب لحاجات سوق العمل وتستشرف تحوّلاته، وأتوجه بخالص التهنئة إلى جميع الخريجين والخريجات، وأدعوهم إلى أن يكونوا سفراء لهذا المسار التعليمي، من خلال الحرص على تميز أدائهم المهني والأكاديمي، والتزامهم بأخلاقيات العمل، ومساهمتهم في تطوير مؤسساتهم ومجتمعهم، كما أخص بالشكر والتقدير الهيئات الإدارية والتعليمية والتدريبية التي رافقت الطلبة خلال مسيرتهم التعليمية.

