تاريخ نشر الخبر :27/08/2025
بدأت بزنجبار أعمال الندوتين التعريفيتين بالشخصيتين العُمانيتين المدرجتين ضمن برنامج اليونسكو للاحتفاء بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا، وهما الشاعر والصحفي العُماني ناصر بن سالم بن عديَّم البهلاني الرواحي "أبو مسلم"، والمؤرخ والأديب حميد بن محمد بن رزيق النخلي، وتنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ووزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع قنصلية سلطنة عُمان بزنجبار، ويقدم أوراق عملها على مدى يومين أكاديميون وباحثون ومعلمون ومهتمون من كلٍ من سلطنة عُمان وزنجبار.
ترأس وفد سلطنة عُمان عبدالله بن محمد الحارثي مدير عام المعرفة والتنمية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، بمشاركة متحدثون ومختصون من عدد من الجهات والمؤسسات الوطنية، أهمها: وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، ووزارة الإعلام، واللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، وجامعتي نزوى والتقنية والعلوم التطبيقية، والجمعية العُمانية للكُتّاب والأدباء، والجمعية العُمانية للفلك والفضاء. تهدف الندوتين إلى التعريف بهذه الشخصيات على المستوى العالمي، وعرض أبرز إنجازاتهم العلمية والثقافية، وإبراز جهود سلطنة عُمان في التعريف العالمي بالرموز العُمانية.
رعى حفل افتتاح الندوتين معالي الدكتور هارون علي رشيد وزير دولة مكتب الرئيس وشؤون الدستور والشؤون القانونية والخدمة المدنية والحكم الرشيد بزنجبار، بحضور سعادة سعيد بن سالم السناوي القنصل العام لسلطنة عُمان بزنجبار، وعدد من وجهاء وأعيان زنجبار، وأعضاء السلك الدبلوماسي العُماني المعتمدون في زنجبار.
كلمة اللجنة المنظمة
تضمن حفل افتتاح الندوة كلمة اللجنة المنظمة للندوتين، ألقاها رئيس وفد سلطنة عُمان، أكد فيها بأن العلاقات التي تربط سلطنة عُمان بزنجبار قديمة قدم النهج الذي انتهجه العُمانيون في التواصل مع الأمم والشعوب الأخرى على اختلاف حضاراتها وتنوع ثقافاتها، حيث كان التواصل الحضاري الذي امتد لأكثر من ألف عام شهد ازدهارًا حضاريًا واقتصاديًا آنذاك، وترك بصمة واضحة في مختلف جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأشار في كلمته بأن العُمانيون أخذوا على عاتقهم نشر المحبة والتفاهم والتعاون أينما وطأت أقدامهم، فهم رسل سلام ودعاة خير وحَمَلَة رسالة سامية؛ مضمونها احترام الآخر، وقوامها حسن النية والصدق في التعامل، وتركوا أثرًا بالغًا في تلك الشعوب.
رجال عُمانيين
فيما ألقى سعادة قنصل سلطنة عمان في زنجبار كلمة قال فيها: " زَنْجِبارَ كَانت ولا تزَالُ شَاهِدة عَلى أوَاصِرِ المَحَبةِّ وَالأخُوَّةِ وَالتاَّرِيخ المُشْترَكِ الذِّي يربطها بسَلْطَنةِ عُمَانَ، وَالذِّي نعْتزَّ بِهِ وَنعْمَلِ جَاهِدِينَ عَلىَ توْطِيدِهِ وَتعْزِيزِهِ فيِ مُخْتلَفِ المَجَالات، وَتأَتْيِ هٰذِهِ الندّْوَةُ ضِمْنَ جُهُودٍ مُتضَافرِة فيِ إثِرَاءِ التاَّرِيخِ المُشْترَكِ، وفيِ إطِارِ حِرْصِ الجَانبِيْنِ عَلىَ تعْزِيزِ الحِوَارِ الثقَّاَفيِ وَالعِلْمِيِ، وَتبَاَدلِ الخِبْرَاتِ وَالمَعاَرِفِ فيِ سِياَقٍ مِنَ التقَّاَرُبِ والاحترام المُتبَاَدلِ.
وأضاف: "فيِ هٰذاَ اللِقَاءِ الثقَّاَفيِ المُتمَيزِ، نسْتحْضِرُ سِيَرَ رِجَالٍ عُمَانيِيِنَ خَلدَّوُا أسْمَاءَهُمْ فيِ سِجِلِ التاَّرِيخ الإِنْسَانيِ، وَسَاهَمُوا فيِ نشَرِ العِلْمِ وَالمَعْرِفةِ وَالقِيمِ، وَقاَمُوا بأِدْوَارٍ رِياَدِيةٍّ فيِ شَتىَّ المَياَدِينِ، لاسِيمَّا فيِ زَنْجِباَرَ وَمَناَطِقِ الشَّرْقِ الأفريقي، جَسَّدوُا بجِهُودِهِمْ قِيمَ التسَّامُحِ وَالعطَاءِ وَحُسْنِ التعَّاَيشِ".
ورقة رئيسة للندوتين
واستعرض د. محمود بن عبدالله العبري أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في الورقة الرئيسة للندوتين المنظمات الدُّولية والإقليمية التي تعمل معها اللجنة الوطنية العُمانية، ومهامها واختصاصاتها وبرامجها، كما سلّط الضوء بورقته أبرز ما تقوم به في مجال صون التراث والهوية الثقافية، إضافة إلى التعريف ببرنامج اليونسكو للاحتفاء بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا، والشخصيات العُمانية التي نجحت سلطنة عُمان في إدراجها في هذا البرنامج.
محاور الندوتين
اشتمل اليوم الأول على ندوةٍ تتضمن عدّة أوراق عمل علمية عن شخصية الشاعر والصحفي العُماني أبو مسلم البهلاني الرواحي، منها: سيرة وشعر أبو مسلم البهلاني، والبعد الإعلامي في شخصيته، ودلالات الأمكنة في شعره، وقراءة في فكره، وتعميق الصلات الثقافية الأفريقية العربية. أما اليوم الثاني فسيشتمل على ندوة حول شخصية ابن رزيق، وستتضمن محاور حول ملامح من سيرته ومنهجيته في الكتابة التاريخية، والأثر العالمي لشخصيّته، و تراثه في الأراشيف العربية والأجنبية، وقراءة في فكره.
الجدير بالذكر أن سلطنة عُمان نجحت في إدراج سبع شخصيات عُمانية وحدث تاريخي واحد في برنامج اليونسكو للذكرى المئوية أو الخمسينية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً، وهم: عالم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي عام 2005م، والطبيب والصيدلاني راشد بن عُميرة الهاشمي الرُّستاقي عام 2013م، وفي عام 2015م تم إدراج الموسوعي والمصلح الاجتماعي الشيخ نورالدين عبدالله بن حميد السالمي والطبيب والفيزيائي أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي المُلّقب بابن الذهبي، ثم أُدرج الشاعر العُماني ناصر بن سالم البهلاني الرواحي الملقب بأبي مسلم في عام 2019م، والملّاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي عام 2021م. وفي اجتماعات لجنة الشؤون الإدارية والمالية المنبثقة عن أعمال الدورة الثانية والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة اليونسكو والتي عقدت في نوفمبر 2023م تمكّنت سلطنة عُمان من إدراج عنصرين ثقافيين جديدين في هذا البرنامج، وهما: ذكرى مرور 350 عاماً على إنشاء حصن جبرين، وذكرى مرور 150 عاماً على وفاة المؤرخ والشاعر الأديب حميد بن محمد بن رزيق.

