الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

تضمين لغة الإشارة في المناهج، والمحتويات الرقمية يعزز تكافؤ الفرص التعليمية لطلبة ذوي الإعاقة

تاريخ نشر الخبر :10/09/2025

تشكل وثيقة "المفاهيم العامة للمناهج الدراسية في سلطنة عُمان" إطارًا مرجعيًا للمفاهيم التربوية التي ينبغي تضمينها في المناهج الدراسية بالسلطنة، ورغم أنها لم تنص بشكل مباشر على لغة الإشارة إلا أنها أولت محور الاتصال والتواصل اهتمامًا واضحًا في أكثر من موضع لا سيما في التربية المعلوماتية، والإعلامية، والتربية النفسية والاجتماعية، إذ أكدت على تمكين المتعلم من التعبير بطرق متنوعة، تحترم الاختلاف، وتنمية مهارات التواصل الشفهي والكتابي والرقمي، إلى جانب تعزيز التفاهم الإنساني بوصفه ركيزة للصحة النفسية والاجتماعية، ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار لغة الإشارة ضمنيًا جزءًا من هذه المفاهيم بوصفها وسيلة من وسائل الاتصال البديل والتكميلي، وضمانًا لحق الطلبة الصم في التعليم والتواصل الشامل بما يتوافق مع فلسفة التعليم العُمانية القائمة على العدالة والمساواة وحقوق الإنسان.

وتعمل وزارة التربية والتعليم ممثلة في المديرية العامة لتطوير المناهج على مراعاة احتياجات ذوي الإعاقة عامة، وذوي الإعاقة السمعية خاصة عند تصميم وإنتاج المحتويات الرقمية التعليمية، حيث تم إنتاج (40) قصة رقمية ضمن مشروع سلسلة المنار القصصية، متضمنة لغة الإشارة؛ لتلبية احتياجات الطلبة الصم، ويجري العمل على إدراج لغة الإشارة في جميع الكتب الرقمية المزمع إنتاجها في المرحلة الثانية من مشروع رقمنة المناهج الدراسية بالتعاون مع شركات متخصصة في التصوير والمونتاج، وتم إنتاج (7) أفلام تعليمية في مادة المهارات الموسيقية متضمنة لغة الإشارة، وستكون متاحة مع الكتب الدراسية خلال العام الحالي بالتعاون مع شركة متخصصة، وقسم المهارات الموسيقية، إضافة إلى ذلك أُنتجت شروحات صوتية لمادة اللغة العربية للصفوف من الخامس حتى الثاني عشر موجهة للطلبة المكفوفين، ومتاحة عبر موقع تقنيات التعليم، وذلك بالتنسيق مع مشرفي التربية الخاصة لمادة اللغة العربية.

وحرصت الوزارة على تضمين أدلة المعلمين في بعض المواد الدراسية أقسامًا خاصة تبيّن كيفية تحقيق المخرجات التعليمية للطلبة ذوي الإعاقة بحيث توفر هذه الأقسام إرشادات عملية، تساعد المعلمين على تكييف طرق التدريس، والتقويم بما يلائم احتياجات الطلبة، فعلى سبيل المثال: توجيه المعلمين إلى استخدام لغة الإشارة، ووسائط رقمية مساندة كاللقطات المرئية المترجمة عند التعامل مع الطلبة ذوي الإعاقة السمعية، وتم التأكيد على الشروحات الصوتية، والأنشطة البديلة غير المعتمدة على المحتوى البصري عند التعامل مع الطلبة المكفوفين، وشملت الأدلة توجيهات عامة حول أساليب العرض التدريجي للدرس، وتعديل استراتيجيات التقييم بما يتيح للطلبة ذوي الإعاقة تحقيق المخرجات التعليمية أسوة بأقرانهم، وبما يعزز مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية.

وفي جانب متصل تقوم المديرية العامة للتربية الخاصة والتعلم المستمر بدور تكاملي محوري يركز على مواءمة المناهج مع احتياجات الطلبة ذوي الإعاقة السمعية من خلال تكييف المحتوى الدراسي بالتعاون مع المختصين، وإدراج استراتيجيات تعليمية تراعي لغة الإشارة بوصفها أداة تواصل أساسية، ولا يقتصر هذا الدور على الجانب الفني للمناهج فحسب، بل يشمل كذلك تعزيز وعي المجتمع التربوي، والمجتمع العام بأهمية لغة الإشارة عبر تدريب المعلمين على استخدامها، ونشر ثقافة الدمج في المنظومة التعليمية.