تاريخ نشر الخبر :22/10/2025
عُقدت في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا ندوة وطنية التراث الحي: قصة إنسان واستدامة معارفه بمناسبة "الاحتفاء باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي"، والتي تنظمها وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والجامعة الألمانية للتكنولوجيا، وتستهدف الباحثون والأكاديميون في مجال الثقافة، وطلبة الدراسات العليا في تخصصات التراث الثقافي غير المادي والمشتغلون في هذا المجال، وتتمحور الندوة حول المؤشرات الثقافية للتراث الثقافي غير المادي، ودور الجهات الحكومية والخاصة في صون هذا النوع من التراث.
تهدف الندوة والتي رعى حفل افتتاحها سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث بحضور سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة إلى تسليط الضوء على اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي، وبمؤشرات التراث الثقافي غير المادي بسلطنة عُمان في ضوء أبعاد التنمية المستدامة، ورفع وعي المجتمع بدور التراث الثقافي غير المادي في الرعاية الصحية. وإبراز أهمية التوثيق الرقمي للتراث الثقافي غير المادي، ومضامين التراث الثقافي غير المادي في ضوء فلسفة التعليم بسلطنة عمان.
حفل الافتتاح
تضمن حفل افتتاح الندوة كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقاها الدكتور محمود بن عبد الله العبري أمين اللجنة الوطنية، قال فيها:" ذاكرتنا مليئة بمفردات التراث الثقافي غير المادي، التي أسهمت في تشكيل هويتنا الثقافية وشخوصنا المتباينة؛ وفقا للطبيعة الجغرافية والفضاء المكاني الذي ارتبط بكل هذه المفردات. هذه الذاكرة هي نفسها لدى كل شخص على هذا الكوكب، باختلاف الملامح والصور؛ الملامح التي تحرص منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) على استدامتها، وتطلب من الدول الأعضاء ترجمتها في التقارير الدورية التي تقيس مدى تفعيل الدول للمبادئ التوجيهية التي تضمنتها اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي 2003 وتقييم قدراتها على صون مفردات التراث غير المادي".
وأكد في كلمته على دور وزارة التربية والتعليم أولًا في تضمين مواضيع التراث الثقافي غير المادي في المناهج الدراسية وتقديمها بما يتوافق وتقنيات الذكاء الاصطناعي لترغيب الطلبة في دراسة هذا التراث والبحث فيه. وأشاد في ختام كلمته بدور وزارة الثقافة والرياضة والشباب في إيلاء التراث الثقافي غير المادي أهمية خاصة، والتعاون الدائم الذي نشهده مع اللجنة الوطنية لتحقيق أهداف اتفاقية 2003 ونشر مبادئها.
كلمة وزارة الثقافة والرياضة والشباب
فيما ألقت مريم بنت ناصر الخربوشية مديرة دائرة الهوية الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب كلمة الوازة، قالت فيها: "أدركت سلطنة عمان مبكرًا قيمة هذا التراث وأهميته في بناء الإنسان وصون الهوية الوطنية الثقافية، فكانت من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية اليونسكو لعام 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي، ومنذ ذلك الحين وهي تعمل بثبات وشغف على توثيق عناصرها الثقافية وتسجيلها في القوائم الدولية بمنظمة اليونسكو، لتعريف العالم بما تزخر به من ثراءٍ حضاريٍ وإنساني".
وأشارت في كلمتها إلى العناصر التي سجلتها سلطنة عمان في منظمة اليونسكو وهي: العازي، والرزفة، والبرعة، والتغرود، والنخلة، والقهوة العربية، والخنجر العماني، والمجالس الثقافية ومشروع السفينة شباب عمان للحوار الثقافي المستدام، وغيرها من المفردات التي تجسد روح العُماني وعمق انتمائه لأرضه وتراثه.
وفي ختام كلمتها أكدت أن وزارة الثقافة والرياضة والشباب تواصل جهودها في هذا المجال من خلال تنفيذ برامج ومبادرات نوعية، مثل برامج بناء القدرات الوطنية في صون التراث الثقافي غير المادي، وإشراك الشباب والباحثين والمهتمين في أعمال التوثيق والإدراج والترويج لهذا التراث الثقافي على المستويين الوطني والدولي، إيمانًا منها بأن صون التراث الثقافي مسؤولية جماعية، وأن الشباب هم الأمناء على نقله للأجيال القادمة.
مناظرة طلابية
بعدها استمع راعي المناسبة والحضور إلى مناظرة بين طلبة المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظتي الداخلية وشمال الباطنة حول أهمية واسهامات التراث الثقافي غير المادي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات، ومدى اسهام هذا التراث في تحقق الخطط التنموية، وأهداف التنية المستدامة.
معرض مصاحب
بعدها تم عرض فيلم حول العناصر العمانية المدرجة لدى منظمة اليونسكو، ومن ثم تجول راعي الحفل في المعرض المصاحب للندوة، وتضمن صور فوتوغرافية لمصوريين عُمانيين ومخطوطات عُمانية قديمة تعكس المفردات التي تمكّنت سلطنة عُمان من ادراجها في منظمة اليونسكو.
جلسات وأوراق عمل
تضمن برنامج الندوة جلستي عمل، تمحورت الجلسة الأولى حول التراث الثقافي غير المادي: سياسات ومبادرات، ترأستها الدكتورة آيات المطاعني من جامعة السلطان قابوس، واشتملت على ثلاثة أوراق عمل. ألقت الورقة الأولى خاتمه بنت علي الرشيدية رئيسة قسم التراث غير المادي باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بعنوان "مؤشرات التراث الثقافي غير المادي بسلطنة عمان في ضوء أبعاد التنمية المستدامة".
فيما قدم المهندس ماجد المهنا من المملكة العربية السعودية ورقة ثانية عنونها بـ " التراث الثقافي غير المادي: العلاقة بين فنون الطهي والمعارف التقليدية والتنمية المستدامة.
أما الورقة الثالثة فكانت محطات التراث الثقافي غير المادي في رحلة "أمجاد البحار 2025 استعرضها المقدم الركن بحري هلال بن علي بن هديب الحبسي من البحرية السلطانية العمانية.
الجلسة الثانية
فيما ترأس رئيس الدكتور إسحاق الشعيلي من الجمعية العمانية للفلك والفضاء جلسة العمل الثانية والتي تمحورت حول دور الجهات الحكومية والخاصة في التراث الثقافي غير المادي. حيث اشتملت الجلسة على ثلاثة أوراق. كانت الأولى حول دور وزارة الثقافة والرياضة والشباب في صون وتوثيق التراث الثقافي غير المادي قدمها أحمد بن راشد الشحي من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، فيما تناول سالم بن درويش الحسني وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في الورقة الثانية الإرث المعرفي المرتبط بمهنة صيد الأسماك في سلطنة عمان - أعراف وستن البحر. وسلط سلطان بن علي الحسني من مؤسسة مربط الباطنة الضوء في ورقته الثالثه على اسهامات التراث الثقافي غير المادي في الرعاية الصحية: تربية الخيل أنموذجا.

