تاريخ نشر الخبر :16/11/2025
في الميدان التربوي لا تتوقف عجلة الإبداع عن الدوران، فثمة عقولٌ تبحث، وأيادٍ تُبدع، وأفكارٌ تشق طريقها نحو التميز، ومن هنا تمضي قافلة الوسائل التعليمية – ابتكار وتواصل، حاملةً بين محطاتها روح التجديد، ووهج الفكرة، ورسالة التعليم القائم على الإلهام والتجريب.
تُعدّ القافلة إحدى المبادرات التربوية النوعية التي تهدف إلى تعزيز الإبداع والابتكار في بيئة التعليم، وإبراز جهود المعلمين في تصميم وسائل تعليمية تفاعلية تُسهم في رفع جودة العملية التعليمية وتجويد نواتج التعلم.
دمج التقانة والذكاء الاصطناعي
يوضح الدكتور سليمان بن عبد الله الجامودي، المدير العام للمديرية العامة لتطوير المناهج، أن المديرية ممثلةً بدائرة تقنيات التعليم تُواصل تنفيذ المرحلة الثالثة من مبادرة قافلة الوسائل التعليمية – ابتكار وتواصل خلال الفصل الدراسي الأول 2025/2026م، بدعم من مؤسسات القطاع الخاص، تعزيزًا لمسيرة الابتكار، وترسيخًا للشراكة المجتمعية في تطوير التعليم.
ويبيّن أن المرحلة الحالية تُركّز على دمج التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي في تصميم الوسائل التعليمية، إلى جانب إشراك المدارس الخاصة، ومدارس التربية الخاصة، بما يُسهم في رفع كفاءة المعلمين وتنمية قدرات الطلبة، تماشيًا مع مستهدفات رؤية عُمان 2040.
وتتوزع فعاليات المرحلة على ثلاث محطات رئيسة تشمل ست محافظات تعليمية، حيث تنطلق من محافظة مسقط (10–12 نوفمبر 2025م) بمشاركة مدارس تعليمتي محافظتي مسقط والداخلية، تليها محطة شمال الباطنة (17–19 نوفمبر 2025م) بمشاركة مدارس تعليمتي محافظتي شمال الباطنة، وجنوب الباطنة، وتُختتم المرحلة في محافظة البريمي (9_11 ديسمبر 2025م) بمشاركة مدارس تعليميتي محافظتي البريمي، والظاهرة.
ويؤكد الجامودي أن المبادرة تُجسّد التزام الوزارة بتهيئة بيئة تعليمية محفزة للإبداع والمعرفة، وتمكين الكوادر التربوية والطلبة من الإسهام الفاعل في تطوير التعليم.
تحسين نواتج التعلم
يقول الدكتور محمد بن عبد الله المقبالي، المشرف على قافلة الوسائل التعليمية بتعليمية محافظة البريمي، إن أعمال القافلة تبدأ بالاستعداد المبكر من خلال التواصل مع المدارس وتوضيح معايير المشاركة وشروط المسابقة، بما يضمن تكافؤ الفرص، ويعزز جاهزية المعلمين.
ويضيف أن استقبال الأعمال يخضع لمعايير دقيقة تركز على سهولة الاستخدام، والابتكار، وجاذبية الوسيلة، ومراعاتها للفروق الفردية بين الطلبة، لتُختتم القافلة بتنظيم معرض شامل يُعرض فيه نتاج إبداع المعلمين وأعمالهم المتميزة.
ويختتم بقوله: "تهدف القافلة إلى بناء بيئة تربوية محفزة على الإبداع، تجعل التعليم أكثر حيوية ومتعة.
نشر ثقافة المبادرة
يوضح زايد بن مبارك الهلالي، أخصائي وسائل تعليمية أول بقسم الإشراف الفني بتعليمية محافظة جنوب الباطنة، أن الفرق الفنية المركزية واللامركزية تعمل على نشر ثقافة المبادرة من خلال لقاءات مباشرة وغير مباشرة في مختلف المحافظات، إلى جانب التفاعل عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، ورصد الممارسات المتميزة من المدارس المشاركة.
ويبيّن أن المرحلة الثالثة من المبادرة شهدت تعزيزًا لمحاور التحول الرقمي بما يتوافق مع رؤية عُمان 2040، من خلال دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز والافتراضي، والتطبيقات الذكية، والطباعة ثلاثية الأبعاد؛ لتواكب التطور في بيئة التعلم وتربط الوسائل المحسوسة بالوسائط الرقمية الحديثة.
تنمية التفكير الإبداعي
تؤكد آمنة بنت راشد المقبالية، معلمة بمدرسة رياض الإبداع للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الباطنة، أن مبادرة قافلة الوسائل التعليمية – ابتكار وتواصل تُعدّ مبادرة رائدة تسهم في تحسين جودة التعليم من خلال توفير أدوات تعليمية مبتكرة تساعد المعلمين على تحويل الدروس إلى تجارب تفاعلية تُنمّي التفكير الإبداعي لدى الطلبة.
وتضيف أن القافلة تمثل بيئة خصبة لتبادل الخبرات بين المعلمين وتشجيعهم على تصميم ابتكارات تعليمية خاصة بهم؛ مما يعزز مهارات البحث والتطوير في الميدان التربوي، ويجعل التعلم أكثر متعة وتشويقًا.
وتختتم حديثها بقولها إن المبادرة تترجم توجهات وزارة التربية والتعليم نحو تعلمٍ قائمٍ على الإبداع والابتكار، وتسهم في ترسيخ التفكير الناقد والعمل الجماعي لدى الأجيال القادمة.
مساحة للابتكار
ويرى عبد الله بن محمد الروشدي، معلم مادة المهارات الحياتية بمدرسة الحسين بن علي للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الباطنة، أن مبادرة القافلة تمثل نقلة نوعية في دعم العملية التعليمية، إذ توفر بيئة محفزة للتجريب والتطبيق العملي، وتُسهم في تعزيز مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلبة.
ويشير إلى أن القافلة أتاحت للمعلمين والطلبة فرصة الاطلاع على نماذج متنوعة من الوسائل التعليمية التي تخدم مختلف المواد الدراسية؛ مما يسهم في توظيف التعلم القائم على التفاعل والخبرة بدلًا من الأساليب التقليدية.
ويؤكد أن إدماج الوسائل التعليمية الحديثة في الدروس يعزز من قدرة الطالب على الفهم والتحليل وحل المشكلات، ويمنح المعلمين مساحة للابتكار وتجديد الممارسات التربوية داخل المدرسة.
التقنيات الرقمية
ويذكر طلال بن سعيد الجابري، مشرف أول مجال ثانٍ بتعليمية محافظة مسقط، أن المبادرة تأتي تعزيزًا لروح الابتكار في الميدان التربوي، وتوسيعًا لاستخدام التقنيات الرقمية في دعم تعلم الطلبة وتنمية مهاراتهم.
ويوضح أن القافلة أتاحت التسجيل الإلكتروني للراغبين في المشاركة، أعقبه حصر وفرز الوسائل المقدمة عن طريق فرق عمل متخصصة، تم تصنيفها إلى خمسة محاور تجمع بين الوسائل المحسوسة والرقمية، إضافة إلى الوسائل الموجهة للتربية الخاصة، وفي المرحلة اللاحقة اختيرت (40) وسيلة تعليمية متميزة للتأهل إلى المحطة الختامية من القافلة.
ويضيف أن فعاليات القافلة تزخر ببرامج تطبيقية متنوعة، من ورش تدريبية ومشاغل ابتكارية في مجالات تصميم المجسمات التعليمية، وألعاب الذكاء، والبرامج الحاسوبية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يرسخ ثقافة الإبداع ويحفّز على تبادل الخبرات بين المشاركين.

