تاريخ نشر الخبر :16/11/2025
تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تطوير سياسات التعليم، وبناء المناهج وتصميم الكتب المدرسية، وتطوير آليات تقويم أداء الطلبة، والإشراف على سير العمل في المدارس، وتقديم الدعم الفني والإداري للهيئات التعليمية بالمدارس، كما تعمل الوزارة على منح مزيد من الصلاحيات الإدارية والمالية للمديريات العامة للتربية والتعليم في كافة المحافظات بشكل تدريجي، إلى جانب سعيها الدائم لمواكبة المستجدات التقنية والاستفادة منها في مجال التربية والتعليم سواء من خلال تنفيذ مشروع تركيب الشاشات التفاعلية في المدارس، أو استكمال مشروع التحول الرقمي أو من خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، هذا إلى جانب تواصل الجهود من أجل ترسيخ العلوم والابتكار لدى الطلبة وأفراد المجتمع.
الهيئة التعليمية
بلغ عدد المعلمين في هذا العام الدراسي 2025/2026م في المدارس الحكومية (66379) معلما ومعلمة، موزعين على (1303) مدرسة، وبلغ عدد الإداريين والفنيين بالمدارس الحكومية (11183)، منهم (4420) من الذكور، و(6763) من الإناث، أما عدد المعلمين في مدارس التربية الخاصة فبلغ(241) معلما ومعلمة، وإجمالي عدد الإداريين في مدارس التربية الخاصة (46) إداريا وإدارية.
وأنهت الوزارة مع بداية العام الدراسي الحالي إجراءات تعيين (3436) معلما ومعلمة ممن اجتازوا الاختبارات التحريرية، والمقابلات الشخصية؛ وذلك لسد الاحتياج الفعلي من الهيئات التعليمية في مختلف التخصصات.
مبانٍ مدرسية جديدة
تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تهيئة المباني المدرسية بكافة الإمكانيات المتاحة، لتحسين نوعية التعليم، وتهيئة البيئة المدرسية لنجاح عملية التعليم والتعلم. وفي هذا الجانب فقد أعلنت الوزارة مع بداية العام الدراسي2025/2026م عن استلام (16) مبنىً مدرسياً جديداً؛ ليتم تشغيلها في (9) مديريات تعليمية، بواقع (4) مدارس في تعليمية محافظة مسقط، و(3) مدارس في تعليمية شمال الباطنة، ومدرستين في تعليمية محافظة جنوب الباطنة، وكذلك مدرستين في تعليمية محافظة ظفار، ومدرسة واحدة في كل من تعليمية محافظة الداخلية، وتعليمية محافظة جنوب الشرقية، وتعليمية محافظة شمال الشرقية، وتعليمية محافظة الظاهرة، وتعليمية محافظة الوسطى، وقد روعي في تشييد هذه المدارس أعلى معايير الأمن والسلامة.
الصيانة والاضافات
وحرصت الوزارة في عمليات الصيانة والترميم والإضافات التي تمت للمباني المدرسية بالمديريات التعليمية في المحافظات على توفير المتطلبات التشغيلية للعملية التعليمية، وفق أحدث المواصفات الفنية والعلمية؛ لضمان توفير الأجواء الملائمة للبيئة المدرسية؛ باعتبارها من أهم الجوانب الداعمة لعمليتي التعليم والتعلم.
ففي مشروع الإضافات التربوية خلال العام المالي 2025 تم اعتماد مبلغ وقدره (20مليون) ريال عماني للإضافات لـ (80) مدرسة؛ بالإضافة إلى تنفيذ الإضافات في (68) مدرسة بمبلغ (15 مليون) ريال عماني، وتم استلام (53) مدرسة، وتشغيلها مع بدء العام الدراسي، أما مشروع الترميمات فتم تخصيص مبلغًا وقدره (7 مليون) ريال عماني للمديريات العامة للتربية والتعليم في المحافظات؛ لترميم عدد من مدارسها خلال العام المالي 2025، وتخصيص مبلغ (4 مليون) ريال عماني ؛ لتهيئة وإعادة تأثيث (77) مختبر علوم كمرحلة ثالثة، وتم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية بتهيئة وإعادة تأثيث (118) مختبرًا للعلوم، وتم الانتهاء من تحسين البيئة التعليمية في أكثر (120) مدرسة من خلال إنشاء، وتهيئة الملاعب الرياضية والمظلات وتوسعة الجمعيات التعاونية.
إحلال المكيفات
وانتهت الوزارة من المرحلتين الأولى والثانية بتوريد وتركيب (48,000) جهاز تكييف بمبلغ (12مليون) ريال عماني، وجاري العمل في المرحلة الثالثة والرابعة بتوريد وتركيب (48,000) جهاز تكييف بمبلغ (11 مليون) ريال عماني، وتم الانتهاء من توريد وتركيب أكثر من (25,000) جهاز تكييف ما يمثل نسبته 52 % حتى الآن.
الأمن والسلامة
وحرصت الوزارة على تهيئة المباني المدرسية من ناحية الأمن، فعملت على وجود مخارج الطوارئ المجهزة بنظام قفل قابل للدفع، ولوحات إرشادية للمخارج، وطفايات الحرائق بأنواع ثلاثة هي (فوم، وثاني أكسيد الكربون، وماء)، وتوقف المصاعد عن العمل في حالة وجود انذار حريق، وحساسات الدخان، والحرارة مع نظام انذار صوتي، وأبواب مقاومة للحريق في مختبرات العلوم، وغرف الكهرباء، ونقاط تجمع أثناء نشوب الحريق، وخطة اخلاء معتمدة من الدفاع المدني، وفلاتر لتنقية المياه من أي شوائب أو تلوث، وأجهزة المراقبة في المدارس (الكاميرات)، وصندوق يحتوي على المعدات الأساسية للاسعافات الأولية.
النقل المدرسي: تجديد وتطوير
حرصا من وزارة التربية والتعليم - ممثلة بالمديرية العامة للمشاريع والخدمات" دائرة النقل المدرسي" على سلامة الطلبة من الاكتظاظ في وسائل النقل المدرسية، والزيادات المضطردة في عدد الطلبة، والنمو المصاحب له في الروافد في مختلف محافظات سلطنة عُمان،فقد عملت على تطوير وتعزيز هذا القطاع الذي شهد خلال السنوات الثلاث الماضية نموًا ملحوظًا في أعداد الحافلات المدرسية بلغ نحو (12) ألف حافلة إضافية، بتكلفة مالية تخطت (14.4) مليون ريال عماني.
وجاء هذا التوسع لمواكبة الزيادة في أعداد الطلبة، وتغطية الاحتياجات الفعلية للنقل المدرسي، ليرتفع بذلك حجم الإنفاق السنوي على هذا القطاع إلى أكثر من (100) مليون ريال عماني، تغطي مخصصات التعاقد مع ما يزيد على (21.6) ألف حافلة مدرسية متنوعة.
وفي العام الدراسي الحالي 2025/2026م، تم رفد الأسطول بـ (878) حافلة مدرسية جديدة بتكلفة سنوية بلغت (5.2) مليون ريال عماني، استحوذت محافظة شمال الباطنة على ما نسبته (21%) من هذا الدعم، خصصت للتعاقد مع (١٨٤) حافلة جديدة. واشترطت الوزارة في الحافلات المدرسية الجديدة بأن لا تقل سنة صنعها عن 2023م، وبها كافة مواصفات الأمن والسلامة، ويتم تركيب النظام الآلي بها، والذي يتميز بتتبع مسار وسيلة النقل المدرسية، وبه عدد من الكاميرات داخلية وخارجية للمراقبة، وأجهزة استشعار لتفادي حوادث النسيان والدهس للطلبة لا قدر الله.
وشرعت الوزارة في تنفيذ مشروع تطوير خدمات النقل من خلال التعاقد مع مؤسسة متخصصة لإدارة أسطول النقل المدرسي بولاية بركاء في محافظة جنوب الباطنة، شمل (17) مدرسة كمرحلة أولى، على أن يتم تقييم التجربة تمهيدًا لتوسيع نطاقها تدريجيًا لتشمل جميع المديريات التعليمية في المحافظات.
وفي السياق ذاته، استحدثت الوزارة خلال العام الدراسي الحالي (432) وظيفة مرافقة بالحافلات المخصصة لنقل الطلبة من ذوي الإعاقة، تعزيزًا لجودة الخدمات، وتوفير بيئة آمنة تراعي احتياجاتهم الخاصة.
المناهج الدراسية
أبرمت الوزارة عقوداً مستمرة لمدة (4) سنوات مع (13) مطبعة، لإنتاج الكتب الدراسية، وقد تم هذا العام توريد جميع الكتب الدراسية قبل بدء العام الدراسي، إذ تم الانتهاء من طباعة الكتب الدراسية، وبلغ عدد النسخ من الكتب الدراسية التي تم طباعتها (19,332,066) نسخة بتكلفة قدرها (4,860,000) ريال عُماني.
وأعدت الوزارة (14) منهجًا دراسيًا جديدًا لمختلف الصفوف والمواد، منها: منهج الدراسات الاجتماعية للصف السابع، ومنهج التربية الإسلامية للصف التاسع، ومنهج اللغة الصينية للصف الحادي عشر، إضافة إلى استكمال أدلة مادة التربية البدنية والصحية، وأدلة الفنون البصرية، وأدلة المهارات الموسيقية للصفوف (5–6). وسيشهد العام الجديد استكمال تطبيق السلاسل العالمية لمادة اللغة الإنجليزية للصفين السابع والثامن، وسلاسل تقنية المعلومات للصفين السادس والثاني عشر، واستمرار تطبيق السلاسل العالمية لمادة العلوم البيئية للصف الثاني عشر.
وطبقت الوزارة مشروع "رقمنة المناهج الدراسيّة" للصفوف(1-12)؛ لتحقيق أهداف استراتيجية التعليم الإلكتروني والتحول الرقمي، والذي يعنى بتحويل المحتوى التعليمي للمناهج الدراسية من شكله الورقي إلى محتوى رقمي تفاعلي يمكن الوصول إليه عبر شبكة الإنترنت وأجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويتضمن هذا التحوّل استخدام التقنيات الحديثة: كالحوسبة السحابية، والبرمجيات التعليمية، والمنصّات التعليمية عبر الإنترنت، والوسائط المتعددة: كالفيديو، والصوت، والرسوم المتحركة؛ لتعزيز عمليات التعليم والتعلّم، وجعلها أكثر تفاعلية وشائقة.
ويأتي هذا المشروع بدعم من القطاع الخاص ممثلاً بشركة (بي. بي.عُمان) كأحد مساهماتها في الاستثمار الاجتماعي؛ بهدف إثراء محتوى المناهج الدراسية ضمن منظومة التعليم الإلكتروني والمستودع الرقمي، عبر توفير الموارد التعليمية الرقمية المتنوعة للمراحل الدراسية كافة؛ التي تتوافق مع أنماط المتعلمين المختلفة، وإتاحة المحتويات الرقمية التفاعلية للمستفيدين من العملية التعليمية بدءًا من المعلم والطالب وولي الأمر وصولاً إلى المشرفين التربويين والباحثين المهتمين بمجال التعليم.
وتم بناء خطّة هذا المشروع بشكل يتوافق ويتزامن مع خطة تأليف المناهج الدراسية للصفوف (1-12) وتحديثها، إذ بدأت مراحل تحويل الكتب منذ العام الدراسي 2022/ 2023م لصفوف (1-4) وفق خطة معدّة لذلك، وبدأت المرحلة الأولى من التطبيق الفعلي للمشروع بالمدارس خلال هذا العام الدراسي 2024/ 2025م في بعض مدارس الصفوف (1-4) بالمديريات التعليمية بالمحافظات، وتم تدريب المعلمين والمشرفين على توظيف الكتب الرقميّة التوظيف الفعّال بالحصّة الدراسيّة، وإعطائهم الصلاحيّة للوصول إلى مكتبة الكتب الرقميّة، وتم توجيه المدارس بتفعيل المشروع ضمن الحصص الدراسيّة، ومن ثم تقييم التطبيق من كافة الجوانب.
ويشتمل المشروع على مجموعة من: الأنشطة التعليمية التفاعلية، والصوتيات، والأفلام التعليمية التفاعلية، والقطع التعليمية (Learning Object)، وكذلك الرسوم المتحركة، والألعاب التعليمية، والقصص الرقمية، وتقنيات الواقع الافتراضي (Virtual Reality)، والواقع المعزز (Augmented Reality)، والمحاكاة، إضافة إلى أنواع متقدمة من المحتويات الرقمية التفاعلية وفق المستجدات والتطوير التقني في هذا المجال.
ويتضمن الكتاب الرقمي محتويات رقمية تفاعلية وفق أهداف تربوية واضحة وإجراءات تسهل على المعلم والمتعلم، وتتنوع بحسب طبيعة كل مادة دراسية، وتتوافق مع أحدث التقنيات: كتطبيقات الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وبيئات التعليم الإلكتروني المختلفة، إلى جانب مجموعة من الوسائط المتعددة (صور رقمية، رسوم متحركة، كلمات منطوقة...الخ).
الانماء المهني
وباعتبار أن المعلم الركن الأساسي وله الدور المحوري في العملية التربوية والتعليمية؛ من خلال إكساب طلبته المعارف، والمهارات المختلفة، وتزويدهم بالخبرات الحياتية داخل الصف الدراسي وخارجه، وصقل شخصياتهم، وإعدادهم الإعداد الأمثل للحياة، والعمل، فقد حرصت الوزارة على تقديم برامج إنمائية مهنية نوعية تستهدف المعلمين الجدد، تمهيدًا لدمجهم في المنظومة التعليمية بكفاءة واقتدار. وتأتي هذه البرامج متسقة مع التوجهات الوطنية ، لتعزيز مبدأ التعلم المستمر، وتطوير المهارات التربوية والتقنية والمعرفية، بما يواكب مستجدات التعليم ويُلبي متطلبات الحقل التربوي.
وتسهم هذه البرامج في تمكين المعلمين الجدد من التعرف على بيئة العمل المدرسي، وفهم السياسات والتشريعات التعليمية، وتطبيق الممارسات التدريسية الفعالة، بما يضمن بداية مهنية قوية تنعكس إيجابًا على جودة التعليم في سلطنة عُمان.
حيث نفذت المديرية العامة للإشراف التربوي البرنامج التعريفي الثالث للمعلمين الجدد مع بداية هذا العام الدراسي ، الذي استهدف ما يقارب نحو (4000) معلمًا ومعلمة في مختلف التخصصات، ونُفذ لا مركزيًا في المديريات التعليمية، وركز البرنامج على تهيئة المعلمين ميدانيًا، وإكسابهم المعارف والمهارات الأساسية، وتعريفهم بالمشاريع والمستجدات التربوية، وتنمية اتجاهاتهم الإيجابية نحو مهنة التعليم منذ اليوم الأول، كذلك نظّمت ذات المديرية البرنامج التعريفي للمنتدبين الجدد لشغل وظائف الإشراف التربوي والإدارة المدرسية، بمشاركة (399) منتدبًا ومنتدبة من مختلف المديريات التعليمية وديوان عام الوزارة، بهدف تعزيز الكفاءات القيادية والإدارية، وتقديم تصور شامل لأدوارهم الجديدة، ضمن توجه الوزارة نحو الاستثمار في القيادات التربوية.
ومن جانب آخر يقدّم المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين برامج إنماء مهنية متنوعة للعام الدراسي (2025/2026م)؛ تستهدف المعلمين الجدد، وذوي الخبرة والكوادر الإدارية؛ بهدف رفع كفاءة الأداء التربوي، وتعزيز جودة التعليم، ومن أبرز هذه البرامج: برنامج المعلمين الجدد، الذي يُنفذ عبر التدريب المباشر، والتعلم الإلكتروني والميداني، وبرنامج المساواة في الفرص التعليمية بالتعاون مع منظمة المرأة العربية، ويغطي (872) مدرسة.
ويُعد برنامج القيادة المدرسية المتقدم، وبرنامج خبراء الرياضة المدرسية من أبرز ما يُقدَّم للقيادات، والمعلمين ذوي الخبرة، ويعمل المعهد على تنفيذ عدد من البرامج في إدارة المخاطر، ومنظومة التعليم الإلكتروني (نور)، وبرنامج (TIMSS) ؛ استعدادًا للدراسة الدولية 2027م، و(11) برنامجًا تكميليًا قصيرًا؛ لتطوير المهارات، إضافة إلى برامج تخصصية في اللغة العربية، والرياضيات، والعلوم، واللغة الإنجليزية، والتربية الخاصة، وبرامج في التقويم، والمناهج الحديثة، ولغة الإشارة، وطيف التوحد، والتعليم المستمر، إلى جانب التدريب على استخدام السبورات التفاعلية؛ وكل هذه البرامج لتعزيز ممارسات التعليم الحديثة بما يتماشى مع تطلعات رؤية عُمان 2040.
ويتم تنفيذ البرامج بثلاث طرق: التدريب المباشر، والتعلم الإلكتروني، والتعلم في بيئة العمل، إذ يشمل التدريب المباشر: تدريب المجموعات الصغيرة، وجلسات التعلم التعاوني، وأنشطة حل المشكلات، ونمذجة بعض الإستراتيجيات والأساليب التدريسية الفاعلة؛ بهدف تطوير ممارسات التدريس وأساليبه، أما التعلم الإلكتروني فيستند إلى استخدام المنصة الإلكترونية التي تحوي دروسًا إلكترونية، وتتضمن أسئلة يتم الإجابة عنها في المنشورات والمناقشات، ويقوم التعلم في بيئة العمل على تطبيق أساليب، وإستراتيجيات جديدة؛ لإحداث تغييرات في ممارسات التعليم والتعلم، وتقييمها بناء على أدلة يجمعها المعلم من ذوي الخبرة من الزملاء، والتقييم من قِبل طلابه.
وتستعد الوزارة في مطلع العام 2026م لإطلاق المؤتمر الدولي الأول لمهنة التعليم في الشرق الأوسط بعنوان "تعليم مستدام في عصر الذكاء الاصطناعي" بالتعاون مع منظمات إقليمية ودولية، تجسيدا لالتزامها بدعم التمكين المهني للمعلمين، وتطوير السياسات التربوية.
التوسع في تخصصات التعليم المهني والتقني
يأتي تطبيق التعلم التقني والمهني؛ بهدف إكساب الطلبة المعارف والمهارات والقيم المهنية، وتوفير بيئة جاذبة تعزز مهارات ريادة الأعمال، وإعداد خريجين قادرين على التنافس في سوق العمل، وتعزيز الشراكة مع القطاعات الاقتصادية، وتعزيز ثقافة المجتمع بأهمية التعليم المهني والتقني.
وقد بدأت الوزارة في تطبيق هذا النوع من التعليم في تخصصي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات في العام الدراسي 2023/2024 في (4) مدارس بواقع (2) للذكور و(2) للإناث في المديريات التعليمية بمحافظتي مسقط وشمال الباطنة، مستهدفًا حوالي (200) طالب وطالبة، بواقع (50) طالبًا في كل مدرسة، وفي العام الدراسي 2024 / 2025م طرحت الوزارة (6) تخصصات هندسية وصناعية وهي: الصيانة الهندسية، وهندسة التصنيع الميكانيكية، وصيانة المنشآت الصلبة، واللحام وتشكيل المعادن، والصحة والسلامة المهنية، وعمليات الرفع والتنزيل، بالشراكة مع الجمعية العمانية للطاقة (أوبال)، في مدارس محددة في المحافظتين نفسيهما، بقبول حوالي (600) طالب، بواقع (300) طالب في كل محافظة. ويأتي هذا التطبيق؛ ارتكازًا على المعايير المهنية لهذه التخصصات، ومعايير المستوى الرابع في الإطار العام للمؤهلات العمانية.
واتسمت هذه الخطة بالمرونة؛ لتحقق التوازن بين المواد الأساسية، والاختيارية بواقع (24) حصة أسبوعيًا، ولمدة (3) أيام داخل المدرسة، ومواد التخصص بواقع (16) حصة أسبوعيًا، ولمدة يومين في المؤسسات التدريبية الخاصة؛ لإكساب هؤلاء الطلبة مهارات مهنية، وتقنية، وتهيئهم؛ للدخول إلى سوق العمل، أو الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي في التخصص نفسه، أو تخصص آخر.
وفي هذا الجانب واصلت الوزارة جهودها لتعزيز مسار التعليم المهني والتقني في مختلف محافظات سلطنة عمان، بما يواكب تطلعات الطلبة ويلبي متطلبات سوق العمل، وينسجم مع مستهدفات رؤية "عُمان 2040" الرامية إلى تنويع مسارات التعليم، وتمكين الشباب من اكتساب مهارات مهنية وعملية تؤهلهم لمستقبل واعد، وفي إطار خطة التوسع للعام الدراسي الحالي 2025/2026م، قبلت الوزارة 890 طالبًا في محافظتي مسقط وشمال الباطنة ضمن التخصصات الهندسية والصناعية، مثل تخصص الصيانة الهندسية، وعمليات الرفع والتنزيل، والصحة والسلامة المهنية، واللحام وتشكيل المعادن، وهندسة التصنيع الميكانيكية، وصيانة المنشآت الصلبة، وشمل التوسع قبول 100 طالب إضافي في كل من المحافظتين بتخصصي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات، مع ضمان فرص متكافئة للذكور والإناث.
وفي خطوة نوعية نحو تنويع التخصصات، أعلنت الوزارة عن استحداث تخصص "السفر والسياحة" ليطبق اعتبارًا من العام الدراسي الحالي 2025/2026م، في كل من محافظتي ظفار والداخلية بواقع 100 طالب وطالبة في كل محافظة؛ إذ سيتم التطبيق في مدرستين بمحافظة ظفار هما السعيدية للتعليم الأساسي، وخولة بنت حكيم للتعليم الأساسي، فيما اعتمدت محافظة الداخلية مدرستي "أبي عبيدة" للتعليم الأساسي للذكور، وأم الفضل للتعليم الأساسي للإناث.
وتواصلت جهود الوزارة في هذا الجانب بالتعاون مع الشركاء في القطاعين العام والخاص لضمان جاهزية البيئة التعليمية، من حيث إعداد وتجهيز المناهج الدراسية وتدريب المعلمين والمدربين على المناهج الدراسية وطرق التدريس والتقويم، كما تم تنفيذ العديد من الزيارات الميدانية للمدارس المطبقة والمؤسسات التعليمية والتدريبية، وتنفيذ برامج توعوية للطلبة وأولياء الأمور حول التخصصات المطروحة في مسار التعليم المهني والتقني، وسبق ذلك تنفيذ برامج تدريبية في اللغة الإنجليزية لطلبة الصف العاشر بهدف تهيئتهم لدراسة تخصصي إدارة الأعمال وتقنية المعلومات اللذين يُدرسان باللغة الانجليزية، وقام المختصون بالمديرية العامة للتعليم المهني والتقني بزيارات ميدانية للمؤسسات التدريبية بهدف تعريف الطلبة الراغبين في الإلتحاق بالتخصصات الهندسية والصناعية ببيئة الدراسة والتدريب.
برنامج التحول الرقمي
تواصل الوزارة جهودها المكثفة لتسخير الإمكانيات التقنية والموارد الحديثة بما يضمن الوصول الآمن إلى جودة التعليم، انسجامًا مع أولويات رؤية عُمان 2040. وفي هذا الإطار، تعمل الوزارة على استكمال تنفيذ خطط برنامج التحول الرقمي الذي يرتكز على ثلاث مسارات رئيسية متكاملة:
يشمل المسار الأول مشاريع إدارة التعليم والموارد المؤسسية، ويغطي رقمنة مختلف الإجراءات المرتبطة بمنظومة إدارة بيانات الطلبة والعمليات التشغيلية بالمدارس، أما المسار الثاني فيتمثل في "المدارس الرقمية"، من خلال مجموعة من الأجهزة، والأنظمة التقنية؛ إذ جرى هذا العام توفير (339) طابعة ثلاثية الأبعاد للصف العاشر، و(3360) شاشة تفاعلية لمدارس الصفوف (1-4) لتغطية جميع القاعات الصفية، إضافة إلى مشروع المختبرات المتنقلة للحاسوب؛ إذ تم تزويد (433) مدرسة تضم الصفين الثالث والرابع بـ(599) كبينة تخزين متحركة تحتوي على أجهزة حاسب آلي محمول بلغ مجموعها (19450) جهازًا. في حين يركز المسار الثالث على مشاريع التعليم الإلكتروني، وقد أنهت الوزارة إجراءات منصة نور، ودشنتها لتشمل جميع مدارس السلطنة بنسبة 100%، ما يمثل نقلة نوعية في مسار التعليم الرقمي.
كما سعت الوزارة خلال الفترة الماضية إلى تمكين البنية الرقميَّة لجميع المدارس، لا سيَّما في توفير شبكة الإنترنت في مختلف مناطق سلطنة عمان، حيث عملت الوزارة– بالتنسيق مع شركات الاتصالات – على ترقية سرعة الإنترنت إلى عشرة أضعاف السرعة السابقة، من (100) ميجابت إلى (1000) ميجابت لكافة المدارس، باستخدام تقنية الألياف البصرية (الفايبر) أو تقنية الجيل الخامس (5G)، كما نسقت الوزارة مع هيئة تنظيم الاتصالات لترقية شبكة الإنترنت في المدارس البعيدة باستخدام تقنية الأقمار الصناعية ستارلينك، والتي تغطي حوالي خمسين (50) مدرسة في المديريات التعليمية المختلفة.
الذكاء الاصطناعي
تبذل وزارة التربية التعليم جهودها؛ لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، من خلال تنفيذ برامج تعليمية وتربوية؛ تعزز العملية التعليمية، وتكسب مهارات المستقبل، ويتم تقديمها لأعضاء الهيئة التعليمية، والطلبة، لما توفره تقنيات الذكاء الاصطناعي من فرص كبيرة؛ لتحسين التعليم وتطويره.
وتواصلا مع هذه الجهود تقوم الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لتقنية المعلومات بالعديد من الخطط على المستويين التخطيطي من خلال تشكيل الفريق الوطني للذكاء الاصطناعي تحت مظلة لجنة التحول الرقمي، وحوكمة خطته، وإعداد مسودة البرنامج التنفيذي للذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية التعلمية، وإعداد خطة الفريق المركزي للذكاء الاصطناعي بالوزارة، وتشكيل فرق للذكاء الاصطناعي في المديريات التعليمية بالمحافظات، وإعداد خططها، وتخصيص يوم للذكاء الاصطناعي، وإصدار مجموعة من الأدلة الاسترشادية: كدليل أدوات الذكاء الاصطناعي والتوعية باستخداماته، ودليل((ChatGPT واستخداماته، ودليل (Midjourney) للمستخدم، ودليل الذكاء الاصطناعي للاستخدام في العملية التعليمية، وإعداد مجموعة من الإصدارات تمثلت في: "بصمة رقمية"، وإصدارات لـ"أذكى الرقمية"، ومشاركة مجموعة من أعضاء الفريق في الحلقات والفعاليات والمؤتمرات المحلية والخارجية، وتنفيذ برنامج الرخصة الدولية للذكاء الاصطناعي (IAIDl) لـ(30) متدربًا من مختلف تقسيمات الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات، وفي الأنظمة والتطبيقات تم توفير حسابات لمجموعة من أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لعدد من مديريات وتقسيمات الوزارة؛ بهدف رفع الكفاءة وتجويد العمل وتحسينه، والذي استفادت منه عدد من المديريات والمستشارين.
وفي مجال البنية الأساسية لتقنية المعلومات قامت الوزارة ممثلة بالمديرية العامة لتقنية المعلومات بتصميم وإنشاء مختبر الذكاء الاصطناعي في تعليمية محافظة شمال الباطنة، والعمل على تصميم وإنشاء مختبر الذكاء الاصطناعي بتعليمية محافظة الظاهرة، وتوقيع مذكرات تفاهم مع عدد من الجهات، وذلك لخدمة المحاور الأربعة بشكلها العام، أما على مستوى المدارس، فقد عمل الفريق على تنفيذ قاعات ممكنة بالذكاء الاصطناعي في مراكز الاستكشاف، أو قاعات الذكاء الاصطناعي في المدارس، وتمكين البنية الأساسية للمدارس التقنية (تقنيات التعليم).
منظومة الرصد التربوي
أطلقت وزارة التربية والتعليم منظومة الرصد التربوي، وهي نظام رقمي مستحدث يتيح للمدارس إدخال بيانات تفصيلية حول عناصر الاستعداد للعام الدراسي الجديد، مع تحديد الجوانب المكتملة وغير المكتملة، بما يوفر أداة مركزية لمتابعة جاهزية المدارس على مستوى المديريات والمديريات التعليمية في المحافظات، ويسهم في تسريع التدخلات وتقديم الدعم الفني المناسب وضمان استكمال متطلبات الاستعداد في الوقت المحدد.
وتتميز المنظومة بقدرتها على إحداث نقلة نوعية في عمليات الرصد، والمتابعة من خلال الرقمنة الكاملة، وسهولة الاستخدام، ودقة البيانات، بما يحقق تكاملا إداريا بين المدارس، والمديريات التعليمية، والوزارة في نظام واحد، ويضمن انطلاقة دراسية ناجحة، ومنتظمة عبر سرعة توفير احتياجات المدارس منذ اليوم الأول.
التربية الخاصة والتعلم المستمر
وتوسعت الوزارة في برامج الدمج بالمديريات التعليمية ليستفيد منها ما يقارب (2700) طالبًا وطالبة، واستكملت مواءمة المناهج بلغة برايل لطلبة ذوي الإعاقة البصرية، ووفرت كتب التأهيل اللغوي لطلبة صعوبات التعلم، وعززت خدمات النطق والتخاطب بتعيين أخصائيين جدد في المدارس.
ونفذت الوزارة هذا العام برامج تدريبية متخصصة لمشرفي ومعلمي التربية الخاصة، للتعامل مع طلبة اضطراب طيف التوحد، ودورات في لغة الإشارة لمعلمي الإعاقة السمعية الجدد.
وتواصل الوزارة تنفيذ النسخة الرابعة من برنامج "ثروة" لاكتشاف ورعاية الطلبة الموهوبين، من خلال برامج إثرائية متنوعة، بما يعزز القدرات الإبداعية والمعرفية للطلبة.
ويهدف هذا البرنامج الوطني لإرساء أسس عملية اكتشاف الموهوبين، ورعايتهم في مدارس التعلم المدرسي، وتبنت المديرية تطبيق مقياس الميول المهنية على الطلبة الموهوبين في سبيل رسم ملامح الموهبة، وتحديد مسار ميول الطلبة الموهوبين الذي يسهل تقديم برامج الرعاية المناسبة لهم.
وتم تطبيق مقياس الميول المهنية لفئة الطلبة المجتازين لبروفايل القدرات الإبداعية (PCA)، ومقياس الموهوبين العرب، ومن خلال تطبيق المقياس تم إعداد قاعدة بيانات للطلبة حسب ميولهم المهنية، وإعداد الدليل الاسترشادي للأنشطة الإثرائية للطلبة الموهوبين.
وفي إطار تطوير استراتيجية تعليم الكبار 2030 وضعت المديرية خطة تطويرية بعيدة المدى لتحسين منظومة تعليم الكبار في سلطنة عمان في كافة جوانبها مستندة على الأطر النظرية والتطبيقية الإقليمية والدولية في مجال تعليم الكبار، وتلبي الاحتياجات المستقبلية لتعليم الكبار في سلطنة عمان، وخفض نسبة الأمية في سلطنة عمان من خلال التوسع في افتتاح الشعب التي تستقطب الأميين في مختلف محافظات سلطنة عمان، والبرامج المقدمة لهم، حيث تم تنفيذ عدد من البرامج المتخصصة في هذا الجانب، مع فتح فصول افتراضية للتعليم عن بُعد للصفوف (7–12) عبر منصة "نور"، تأكيدًا على مبدأ التعلم المستمر مدى الحياة، وإتاحة بدائل تعليمية مرنة تراعي احتياجات مختلف فئات المجتمع.
الكشافة والمرشدات
سجّلت الكشافة والمرشدات في سلطنة عمان حضورًا واسعًا ونشاطًا لافتًا خلال العام 2025، عبر مشاركة نوعية وحضور مكثّف في الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية، بما يعكس دور السلطنة في دعم الحركة الكشفية والإرشادية، وتعزيز تمكين الشباب، وتطوير المهارات القيادية والمجتمعية.
ففي منتصف يناير الماضي، شاركت سلطنة عُمان في الملتقى الكشفي الدولي بدولة الكويت الشقيقة، الذي جاء تحت شعار: قيادة وتأثير، حيث ناقش ممثلو اللجان الكشفية والإرشادية بدول مجلس التعاون عددًا من الموضوعات المرتبطة بتطوير العمل الكشفي الخليجي المشترك، كما تزامن مع الملتقى انعقاد ملتقى تمكين الشباب بهدف إعداد قيادات شابة قادرة على الإسهام الفاعل في المجتمع من خلال برامج تدريبية وورش عمل تخصصية.
كما شاركت السلطنة في فبراير الماضي باللقاء الكشفي الدولي العاشر بإمارة الشارقة تحت شعار: الكشفية والتنمية المستدامة، بمشاركة 300 كشاف من 80 دولة حول العالم، ضمن برنامج ضم أنشطة بيئية وتدريبية ومهارية.
وفي إبريل، نظمت المديرية العامة للكشافة والمرشدات الملتقى الكشفي والإرشادي السابع للأشخاص ذوي الإعاقة، تحت شعار :نحو مستقبل رقمي مستدام، بنادي الأمل بمحافظة مسقط، بهدف تمكين هذه الفئة وتعزيز اندماجها في المجتمع.كما نفّذت المديرية برنامجًا تدريبيًا خاصًا بالجوالة المشاركين في رحلة شباب عُمان إلى أوروبا، تضمن معسكرات تعريفية وتدريبية وصقل مهارات الإبحار والفنون البحرية، إلى جانب عروض ثقافية تمثّل الهوية العُمانية.
وفي مايو الماضي، نفّذت المديرية أسبوعًا توعويًا بعنوان الحماية من الأذى، بهدف رفع الوعي بطرق الوقاية من الأذى في البيئات الكشفية والتعليمية، كما نفذت دورة الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة بمخيم السلطان قابوس الكشفي بولاية المصنعة بالتعاون مع سلاح الجو السلطاني العُماني.
وشهدت محافظة ظفار في شهري يوليو وأغسطس تنفيذ المخيم الصيفي الرابع والعشرون للمرشدات، ومخيم الكشاف المتقدم الخليجي، إلى جانب استضافة الملتقى العربي الثاني لرواد الكشافة والمرشدات، واجتماع الجمعية العمومية السابع عشر للاتحاد الكشفي للبرلمانيين العرب.
كما شاركت سلطنة عمان في المؤتمر الإقليمي العربي الرابع والعشرين للمرشدات بالجزائر، الذي ناقش إعداد الخطط الإقليمية والاستراتيجيات للفترة 2025–2028، بالإضافة إلى انتخاب اللجان الإقليمية، وفي أكتوبر 2025 شاركت في الاجتماع الرابع للجنة الكشافة والمرشدات بدولة الكويت، الذي أقر عددًا من التوصيات أبرزها الخطة الإستراتيجية الخليجية الموحدة للكشافة والمرشدات (2026–2030).
هذا إلى جانب تنظيم فعاليات المخيم الكشفي العالمي على الهواء والإنترنت 2025 تحت شعار عالم يصنعه الشباب، وذلك عبر محطات رئيسية في كلية الشرق الأوسط والجمعية السلطانية العُمانية لهواة اللاسلكي.
كما ستشارك كشافة سلطنة عمان في شهر نوفمبر الحالي في المؤتمر الكشفي العربي ال٣١ بدولة الامارات العربية المتحدة بإمارة أبو ظبي والذي يتضمن مجموعة من الورش المتنوعة في مجالات التربية المبتكرة والكشفية والقيادة والتمكين والسياسات الكشفية العالمية واستشراف العمل التطوعي في حقبته الجديدة
وفي سياق متصل فقد نفّذت المديرية العامة للكشافة والمرشدات حتى نهاية أكتوبر 2025 ما مجموعه 150 فعالية؛ منها 107 محلية و43 خارجية، شملت 130 فعالية حضورية و18 افتراضية وفعاليتين بنمط مدمج، بمشاركة تجاوزت 8555 مشاركًا ومشاركة من مختلف الفئات، بما يعكس اتساع نطاق العمل الكشفي العُماني وفاعليته في بناء قدرات الشباب وتعزيز حضور السلطنة في المحافل الكشفية الإقليمية والدولية.
اللجنة الوطنية
شاركت سلطنة عُمان في الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والذي أقيم في مدينة سمرقند بالجمهورية الأوزباكستانية، بمشاركة وفود من الدول الأعضاء بالمنظمة، وممثلي المنظمات الدولية، والإقليمية، ومنظمات المجتمع المدني.
وترأس وفد سلطنة عمان في هذه الدورة معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، التي ألقت كلمة سلطنة عُمان خلال الجلسة العامة للمؤتمر، نقلت خلالها تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سُلطان عُمان، وتمنياته بنجاح أعمال هذا المؤتمر وتحقيق أهدافه النبيلة.
ونظمت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم في أكتوبر الماضي الملتقى الإقليمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية تحت عنوان "تمكين العقول في عصر الذكاء الاصطناعي"، والذي ناقش في 3 أيام الممارسات الناجحة في مجال الدراية الإعلامية والمعلوماتية، وتعزيز الوعي بالتحديات الرقمية، إلى جانب دور السياسات الوطنية والإقليمية في دعم الوعي الإعلامي، والعلاقة بين الذكاء الاصطناعي التوليدي والإعلام والمعلومات.
واستهدف المعلمين والمشرفين ومصممي المناهج الدراسية في مؤسسات التعليم المدرسي، والأكاديميين والطلبة في تخصصات الإعلام بمؤسسات التعليم العالي، والصحفيين والمحررين في وسائل الإعلام المختلفة، والعاملين في دوائر وأقسام التواصل والإعلام بمختلف مؤسسات الجهاز الإداري للدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وهدف إلى التعريف بمفهوم الدراية الإعلامية والمعلوماتية، والتركيز على دور منظمة اليونسكو في تعزيز الوعي حول تعريف المستخدمين بحقوقهم في الفضاء الرقمي، والاستخدام الواعي والأخلاقي للمعلومات، والقدرة على التمييز بين الموثوق والمضلل في ظل تصاعد استخدام الذكاء الاصطناعي.
ونجحت سلطنة عُمان في شهر أكتوبر الماضي في إدراج شخصيتين عُمانيتين جديدتين ضمن برنامج اليونسكو للاحتفاء بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًّا، وهما: الشاعر عبدالله بن علي الخليلي بمناسبة مرور مئة عام على ولادته، واللغوي والنحوي والشاعر العُماني محمد بن يزيد الأزدي الملقب بـ(المبرّد)، بمناسبة مرور ألفٍ ومئتي عام على ولادته.
وبذلك يرتفع عدد الشخصيات العُمانية المدرجة في هذا البرنامج الدولي إلى تسع شخصيات.
الجدير بالذكر أنّ سلطنة عُمان تمكّنت من إدراج 7 من الشخصيات العُمانية على برنامج اليونسكو للاحتفاء بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا خلال السنوات الماضية، وهم: عالم اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي عام 2005م، والطبيب راشد بن عُميرة الهاشمي الرُّستاقي عام 2013م، والموسوعي والمصلح الاجتماعي الشيخ نورالدين عبدالله بن حميد السالمي عام 2015م، والطبيب والفيزيائي أبو محمد عبدالله بن محمد الأزدي الملقب بابن الذهبي عام 2015م، وفي عام 2019م تمكّنت من إدراج أبي مسلم البهلاني الرواحي، والملاح العُماني أحمد بن ماجد السعدي عام 2021م، وفي عام 2023م أدرجت منظمة اليونسكو المؤرخ والشاعر حميد بن محمد بن رزيق في هذا البرنامج.
تمكين طلبة المدارس من مهارات المستقبل
تواصل وزارة التربية والتعليم جهودها من أجل تمكين طلبة المدارس من مهارات المستقبل بمهارات المستقبل، وقامت بتشكيل فريق بناء أدوات قياس تمكين طلبة المدارس من مهارات المستقبل بتاريخ 30 سبتمبر 2024م، والذي سعى إلى تطوير أربعة عشر مؤشرًا بنيت حسب المهارات المعتمدة في الإطار الوطني العماني لمهارات المستقبل لقياس مدى تمكّن طلبة سلطنة عمان في التعليم المدرسي من مهارات المستقبل. ويأتي بناء هذه المؤشرات استجابةً مباشرة لأحد توصيات الإطار الوطني العماني لمهارات المستقبل، والذي يؤكد على ضرورة مواءمة التعليم مع التحولات العالمية، والتوجهات الوطنية، واحتياجات سوق العمل المتجددة. كما تكمن أهميتها في أنها تسهم في ترجمة الرؤى والسياسات إلى ممارسات تعليمية قابلة للتنفيذ، وتدعم بناء منظومة تعليمية مرنة، ومبتكرة، وشاملة.
وتم إشراك خبرات تربوية محلية، ومراجعة الأدبيات العالمية، لضمان أن يكون العمل شاملاً، وواقعيًا، وقابلًا للتنفيذ والتطوير المستمر، وقد تم بناء خطة العمل لتشمل المراحل الآتية:
1. تحليل الوثائق المرجعية الوطنية: مراجعة وتحليل مستهدفات رؤية عمان 2040، وقانون التعليم المدرسي، وفلسفة التعليم العمانية، والاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040، والإطار الوطني العماني لمهارات المستقبل لتحديد المنطلقات التربوية والاتجاهات الاستراتيجية.
2. دراسة الأدبيات العالمية عن مهارات المستقبل، مثل: الاطلاع على التقارير الدولية مثل تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) Organization for Economic Co-operation and Development، ومنظمة اليونسكو، والمنتدى الاقتصادي العالمي لتحديد المهارات ذات الأولوية عالميًا ومقارنتها بالسياق المحلي.
3. تحديد مهارات المستقبل ذات الصلة بالسياق العماني: اختيار 14 مهارة رئيسية بناءً على توافقها مع التوجهات الوطنية، واحتياجات سوق العمل، وواقع التعليم في سلطنة عمان، مع مراعات السياقات العالمية مثل: الثقافة المالية، والتعليم الأخضر، وغيرها.
4. صياغة مؤشرات تربوية قابلة للقياس: تطوير مؤشرات قابلة للقياس لكل مهارة تراعي الفروق الفردية، وتتناسب مع مختلف المراحل الدراسية، وتُستخدم في التخطيط والتقييم.
5. تصميم توصيف تربوي لكل مهارة: تقديم توصيف تربوي للمهارات، ومؤشرات الأداء لكل مهارة ومستوياتها، وآليات تنفيذ هذه المؤشرات لكل قطاع.
6. المراجعة التربوية والفنية للدليل: إشراك خبراء تربويين وممارسين ميدانيين في مراجعة محتوى الدليل لضمان دقته، وواقعيته، وقابليته للتنفيذ.
7. إخراج الدليل بصيغة رسمية قابلة للنشر: تنسيق محتوى الدليل وتصميمه، وتوفير نسخة رقمية وورقية قابلة للاستخدام من قبل مختلف الجهات التربوية.
8. بناء خطة نشر وتدريب على استخدام الدليل: إعداد برامج وورش تدريبية لجميع القطاعات في الوزارة، ومدراء المدارس والمعلمين لضمان فهم الدليل وتطبيقه بفعالية في البيئات التعليمية.
حيث أن الفريق المشكل الحالي في مرحلة المراجعة التربوية والفنية للدليل والمؤشرات.
ويستهدف عمل الدليل الإجرائي لتطبيق مؤشرات مهارات المستقبل مجموعة من الفئات التربوية، منهم:متخذو القرار التربوي، وأخصائيو التوجيه المهني واخصائي الأنشطة، وأخصائيو المناهج الدراسية، والمشرفون التربويون، وأخصائيو التدريب، وأخصائيو التقويم التربوي، والباحثون التربويون، ومديرو المدارس والمعلمون.
وبعد الانتهاء من المراجعة وتحكيم المؤشرات والدليل، سيتم تدريب جميع القطاعات بديوان عام الوزارة وجميع المديريات التعليمية في المحافظات على استخدام المؤشرات وتطبيقها، وتقييم التطبيق ومتابعته.
مراكز متقدمة لطلبة عُمان
حقّقت وزارة التربية والتعليم إنجازات مشرفة في عددٍ من المشاركات الإقليمية والدولية خلال عامي 2024 و2025، عكست تطور منظومة رعاية الموهوبين والاهتمام بمجالات العلوم والابتكار في سلطنة عُمان.
ففي مجال الأولمبياد العلمي، أحرز الطلبة مجموعة من الميداليات الملوّنة، حيث نالوا ميدالية برونزية وشهادتين فخريتين في أولمبياد الرياضيات العربي 2024م بدولة قطر الشقيقة، وحققوا ٧ ميداليات فضية، و٥ ميداليات برونزية في أولمبياد العلوم الخليجي بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، وفاز الفريق العُماني بميدالية برونزية في أولمبياد العلوم الدولي للناشئين الذي أُقيم في رومانيا.
وفي البطولة العربية لألعاب الرياضيات والمنطق التي استضافتها تونس عام 2025م، أحرز الطلبة ميدالية ذهبية وميداليتين فضيتين، بينما حصدوا ميدالية فضية، وبرونزيتين في أولمبياد العلوم النووية العالمية (INSO 2025) في ماليزيا، إضافة إلى ميداليتين ذهبيتين وبرونزيتين في أولمبياد الكيمياء العربي العاشر بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
أما في مجال الروبوت والذكاء الاصطناعي، فقد تألق الطلبة في البطولة العربية للروبوت محققين مراكز متقدمة وجوائز نوعية، منها المركز الثاني في تحدي السومو (فئة متقدم)، وجوائز أفضل استراتيجية، وأفضل تصميم وأفضل برمجة، إلى جانب جائزة لجنة التحكيم والمركز الثاني في فئة الابتكار، وأحرز الفريق المركز الأول في جائزتي أبطال حلبة الروبوت والأثر المجتمعي ضمن الأولمبياد الخليجي للروبوت، إلى جانب جائزة التصميم الهندسي، وحققوا المركز الرابع في تحدي العمل الجماعي بمسابقة VEX العالمية.
وحصد طلبة سلطنة عُمان الميدالية الذهبية وعدة جوائز خاصة في مجال تقنية المعلومات خلال مشاركتهم في المعرض الدولي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا (ITEX 2024) في ماليزيا، إلى جانب الميدالية الفضية وجائزة خاصة في مجال البيئة في المعرض ذاته، وأحرزوا المركز الأول عن فئة المرحلة المتوسطة في مسابقة الشيخة فادية السعد الصباح العلمية للابتكار 2024 بدولة الكويت الشقيقة.
وفي دورة عام 2025 من المعرض نفسه، واصل الطلبة تميزهم بتحقيق ميداليتين ذهبيتين في مجالي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوسائط المتعددة والبيئة، إضافة إلى ميدالية فضية في مجال التكنولوجيا الحيوية والصحة، وجوائز خاصة في مجال تقنية المعلومات خلال مشاركتهم في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (ISEF 2025)، ونالوا المركز الأول عن فئة المرحلة الثانوية في مسابقة الشيخة فادية السعد الصباح العلمية للابتكار 2025 بدولة الكويت.
وتُعد هذه الإنجازات ثمرةً لجهودٍ مستمرة تبذلها وزارة التربية والتعليم في دعم الطلبة الموهوبين وتطوير قدراتهم العلمية والتقنية، وتعكس المكانة المتقدمة التي وصلت إليها سلطنة عُمان في مجالات الابتكار والتعليم النوعي.

