تاريخ نشر الخبر :12/11/2012
انطلقت صباح الأمس بفندق كراون بلازا- مسقط وعلى مدى ثلاثة أيام، فعاليات الندوة الإقليمية حول "التنوع الثقافي ودوره في إثراء الحوار بين الحضارات"،وذلك تحت رعاية معالي عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية،بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم،رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،والدكتور عبدالعزيز الجبوري ممثل مكتب الإيسيسكو الإقليمي بالشارقة،وعدد من أصحاب السمو،والسعادة الوكلاء،والمستشارين بوزارة التربية والتعليم،وعدد من أعضاء الجمعية العمومية للجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،والمشاركين من مختلف الجهات والمؤسسات المحلية والدولية،والمهتمين بالشأن الثقافي،والتعايش بين الحضارات.
حفل الافتتاح
تضمن برنامج حفل الافتتاح على كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،والتي ألقاها محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والذي أكد على أهمية التنوع الثقافي بقوله: لاشك أن التنوع الثقافي هو سمةٌ مميزةٌ للبشرية؛ وهو بذلك يشكل تراثاً مشتركاً لجميع الشعوب والأمم، كما يشكل ركيزةً أساسيةً للتنمية المستدامة للمجتمعات والدول؛ بالإضافة إلى أنه يعد عاملاً مهماً في تمكين الأفراد والشعوب من التعبير عن أفكارهم وقيمهم وتشاطرها مع الآخرين،ومن هنا كان تعزيز المحافظة عليه أمراً ذا فائدةٍ كبرى، وقيمةً مضافةً ذات أبعادٍ مهمةٍ؛ بل إن الإستراتيجيات الثقافية الحديثة على مستوياتها العالمية والإقليمية والوطنية تؤكد على ضرورة إدماج الثقافة كعنصرٍ إستراتيجيٍ في الخطط الإنمائية الوطنية للدول، وإدراجها كذلك في جهود التعاون الإنمائي الدولي على حدٍ سواء،وحينما ننطلق من هذه الرؤية؛ فإننا سنفهم التنوع الثقافي على إنه تعددُ الأشكال التي يعبر بها الأفراد والمجتمعات عن ثقافاتها، وأشكال التعبير هذه يتم تناقلها داخل نطاق تلك المجتمعات وفيما بينها."
حماية وتعزيز
وأضاف اليعقوبي:أكّدت منظمة اليونسكو على ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء بتشجيع الأفراد والفئات الاجتماعية على إبداع أشكال التعبير الثقافي الخاصة بهم، وتشجيعهم على إدراك أهمية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي من خلال البرامج التعليمية الرامية إلى زيادة وعي الجمهور؛ بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حينما دعت الدول الأعضاء إلى العمل على تحقيق التنمية المستدامة باتخاذ تدابير تشجّع على قيام صناعاتٍ ومشاريع ثقافيةٍ تساهم في بناء وتعزيز القدرات الإنتاجية فيها،كما دعت المنظمة تلك الدول إلى التعاون والتكامل والتنسيق فيما بينها من خلال إقامة شراكاتٍ تقوم على تبادل الخبرات والأنشطة والسلع والخدمات الثقافية، وكذلك المعلومات الخاصة من أجل الوصول إلى الممارسات الأفضل المتوافرة في هذا المجال،وعليه؛ فقد غدا من الضروري التأكيد على المعارف التقليدية بوصفها مصدراً للثراء المادي وغير المادي، وكذلك إبراز إسهامها الإيجابي في التنمية المستدامة، وهو أمرٌ يحتّم على جميع الدول ضرورة حماية معارفها التقليدية وتعزيزها بطريقة ملائمة،ورغم أن عمليات العولمة،والتطور المذهل لتكنولوجيات المعلومات والاتصال قد أصبحا يشكلان تحدياً يواجه التنوع الثقافي، وخاصةً بالنظر إلى ما قد يتولّد عنهما من اختلالٍ في التوازن بين البلدان ؛ إلا أنه يمكن استثمار معطيات العولمة والتطور التقني والمعلوماتي في إيجاد ظروفٍ لم يسبق لها مثيلٌ لتعزيز التفاعل بين الثقافات.
إرث حضاري،وواقع ثقافي
ثم تحدث أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم حول الإرث الثقافي الكبير الذي تحظى به السلطنة،مشيراً إلى أن تنظيم هذه الندوة إنما جاء مؤكداً على وعي السلطنة التام بأهمية الحفاظ على التنوع الثقافي: إن سلطنة عمان تزخر بوجود مفردات ثقافية متنوعة تشكل إرثاً حضارياً مهماً ضارباً بجذوره في أعماق التاريخ، يمثل واقعاً ثقافياً ثرياً تعيشه أجيال اليوم؛ ليستشرف آفاق المستقبل، و يتضح هذا الأمر في أبرز تجلياته من حيث إعطاء التنوع الثقافي بكل عناصره ومفرداته الأولوية القصوى في النهج العماني الحديث،ولعل انضمام السلطنة المبكر إلى اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي في العام 2007م، وما أعقبه من افتتاح دار الأوبرا السلطانية في الرابع عشر من شهر أكتوبر من العام الفائت 2011م، يعتبر شاهداً حيّاً إلى جانب مركز عمان للموسيقى التقليدية،والأوركسترا السلطانية العمانية؛ كدلالة أكيدة على الذوق الفني الراقي الذي تزخر به السلطنة؛ بيد أن التنوع الثقافي في السلطنة لا ينحصر في هذا المجال؛ بل يتعداه إلى مجالات أخرى لا حصر لها، نذكر منها: المخطوطاتٍ والوثائق والصناعاتٍ الحرفيةٍ والأزياء التقليدية والرياضاتٍ الشعبيةٍ، والفنون الأصيلة، والتي تشكل في مجملها عناصر تساهم في دعم التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات المختلفة،وتأكيداً على وعي السلطنة التام بأهمية الحفاظ على التنوع الثقافي، وتفعيلاً لاتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي مع منظمة اليونسكو؛ تأتي هذه الندوة التي تنظمها اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع كلٍ من وزارة التراث والثقافة،والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة."
عقبها قام السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي،مدير دائرة الفنون الشعبية بوزارة التراث والثقافة بتقديم كلمة وزارة التراث والثقافة،والتي تطرق من خلالها إلى السياسية الحكيمة التي تنتهجها السلطنة في دعم التنوع الثقافي والحوار قائلاً:تدرك السلطنة بان التنوع والتباين الثقافي هو أمرٌ لا يمكن تجاهله في هذا العالم الشاسع ، وان القيم الإنسانية لا بد من احترام مبادئها،إذا ما أردنا من المجتمعات أن تقبل بعضها البعض ،ومن هذا المنطلق كان للسياسة الحكيمة التي انتهجتها السلطنة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – يحفظه الله ويرعاه ، في دعم التسامح والحوار الثقافي مع مختلف الدول والشعوب ، دورا مهما في التأكيد على دور السلطنة في هذا المجال،وإيجاد المزيد من العلاقات الايجابية بين السلطنة والدول الأخرى ،ومد جسور التواصل الفكري والحضاري ،وصنع المزيد من فرص التعايش الايجابي بين مختلف الحضارات والثقافات؛وتأكيدا على هذا التوجه تم إنشاء مراكز الإشعاع الثقافي التي تسهم في لغة الحوار الإنساني ككراسي حضرة صاحب الجلالة في العديد من الجامعات العريقة بالإضافة إلى منابر الثقافة الأخرى كدار الأوبرا السلطانية التي تحتضن بفعالياتها العديد من الأنماط الثقافية الفنية من مختلف الدول والثقافات.
وحول أهمية انعقاد هذه الندوة الإقليمية أضاف السيد سعيد البوسعيدي :ان الندوة الإقليمية حول التنوع الثقافي ودوره في إثــراء الحــوار بين الحضارات والتي نشهد اليوم افتتاح فعالياتها،تؤكد على مضي السلطنة قدما في دعم الاتفاقية الدولية لحماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي لعام 2005م ،ومع تطلعنا الكبير نحو الاستفادة القصوى من مكونات وبرامج هذه الندوة إلا أننا ندرك تمام الإدراك بان عناصر نجاحها وثراءها لا تكتمل إلا من خلال تواجدكم وانتم تثرون مواضيعها بما تكتنزه معارفكم في مختلف مجالات الثقافة الإنسانية .
واختتم السيد سعيد البوسعيدي كلمته بالشكر لكافة المؤسسات المعنية بالشأن الثقافي في السلطنة ،وممثليها المشاركين ،والمنظمات الدولية،وضيوف السلطنة المشاركين،وكافة القائمين على أعمال هذه الندوة.
حوار الأديان
ثم قدم الدكتور عبدالعزيز الجبوري ممثل مكتب الإيسيسكو الإقليمي بالشارقة،كلمة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة والتي استهلها بالشكر لمعالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم،وإلى أمينها العام ،وكافة العاملين في اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،وإلى وزارة التراث والثقافة العمانية على دعوتهم الإيسيسكو للمشاركة في أعمال هذه الندوة المباركة،وعلى توفيرهم مستلزمات انعقادها،والتي جاءت لتوقظ النفوس الغافلة،وتضع الحق في نصابه الحقيقي والصريح في موضوع طالما ارتفعت فيه أصوات كان لها أن تخفت لو أنها انحازت إلى منطق العقل والصواب،حيث تعقد هذه الندوة في ظروف تمر بها أمتنا العربية والإسلامية من متغيرات لا تشمل الجوانب السياسية فحسب بل وتمتد إلى كافة الجوانب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية والثقافية،وكأنها تصحيح لمسار مجتمعاتنا في ظل التطورات العلمية والتقنية الهائلة وخصوصا في مجال الاتصال التي وفرت المناخات المناسبة،وكشفت عن أهمية التنوع بشكل عام والثقافي منه بوجه خاص،فالتنوع بصورة عامة والثقافي منه بصورة خاصة حالة تفسرها واقع المجتمعات وانتماءاتها الدينية والعقائدية والوطنية والفكرية والقيمية الروحية منها والمادية،وهذا ما يفسر أيضاً سر خلود الحضارة الإسلامية وازدهارها، لشموليتها في تحقيق مصالح المجتمع والأفراد دون تمييز بينهم بسبب الجنس أو اللون أو الدين أو المذهب أو غير ذلك.
وأضاف ممثل مكتب الإيسيسكو الإقليمي بالشارقة:"وإدراكا من المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو) لهذه الحقائق فقد وضعت إستراتيجيتها في مجال حوار الأديان والثقافات بين الشعوب، وعبرت عنها خططها الثلاثية المتضمنة العديد من الأنشطة قامت بتنفيذها بمفردها أو بالتعاون من المنظمات والهيئات الرسمية وشبه الرسمية المحلية منها والإقليمية والدولية في اتجاهات ثلاث،تتضمن تصحيح صورة الإسلام من خلال إبراز السمات الإنسانية له والأبعاد الحضارية التي يتعامل بها في إطار التنوع الثقافي وقبول الآخر ومساهماته في ركب الحضارة الإنسانية التي تزخر بها مسيرته التاريخية لقرون عدة،وفتح نوافذ الحوار مع الآخر للإطلاع على الفكر الإسلامي الذي جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ودورهما في تعزيز التعامل والإستيعاب للتنوع الثقافي للآخر وجعله في خدمة النهضة الحضارية للإنسانية جمعاء،ودعم وتعزيز دور المفكرين والمؤرخين والكتاب والفلاسفة المسلمين وغير المسلمين في كافة أرجاء العالم المتعاملين في إطار نهضة الأمة الإسلامية وتقدم مجتمعاتها وتطورها."
سنة كونية
وفي تصريح لمعالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية حول أهمية عقد مثل هذه الندوة،ودورها في دعم التواصل الثقافي بين الحضارات قال معاليه: يعد التنوع الثقافي والحضاري سنة من السنن الله الكونية التي تعتبر مصدر قوة للحضارة الإنسانية،والتي تختلف من منطقة لأخرى ومن جيل لآخر ومن ثقافة إلى أخرى، وتعد عامل من عوامل ترسيخ بناء الحضارة الإنسانية،ونافذة نطل منها على العالم ،ونتعرف من خلالها على كيفية تعامل الشعوب الأخرى مع ظروف معينة بحالات معينة وفي أماكن معينة، وبذلك نتمكن من تبادل الخبرات،والتعرف على ما يملكه الآخر،فكل مجتمع لديه تجربة فريدة تميزه من الممكن أن يفيد بها الآخر،فمثل هذه اللقاءات تمكن القائمين على الشأن الثقافي من الاستفادة من المسيرة الإنسانية عبر العصور،وبالتالي التوجه نحو العصر الحديث بكل سهولة ويسر.
أوراق العمل
تضمنت الندوة في يومها الأول على جلستي عمل حملت الأولى عنوان (اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التعبير الثقافي ودورها في التنمية المستدامة)وتضمنت ورقتي عمل،الأولى بعنوان( الأهداف الإستراتيجية لاتفاقية التنوع الثقافي في الحوار الفكري)،وألقاها بلال عبودي مختصّ بمجال تنوّع أشكال التّعبير الثّقافي و السّياسات العامّة الثقافيّة والخبير بمنظمة اليونسكو، تطرق فيها إلى الظروف الدّوليّة المحيطة بالثّقافة التي أدت إلى ظهور تحديات ثقافية للشعوب عدة، منها التوجّه نحو قولبة عالميّة وغياب التّوازن في الحوار بين الثّقافات،وربط الثّقافة مع حقّ الشّعوب في التنمية وتعزيز اختلافها، وتطرق أيضا إلى التوجّه المعتمد لإنشاء حقّ دولي في مجال السّياسات الثّقافيّة، ومراحل إدماج التنمية في العمل الثّقافي الدّولي، وأهمّ النتّائج المباشرة للإعلان الدّولي حول التّنوّع الثّقافي، وعدسة البرمجة من خلال التنوّع الثّقافي وأهم أهدافها ومحاورها، والاتّفاقيّة الدّوليّة لحماية و تعزيز تنوّع أشكال التّعبير الثّقافي، والإطار العملي للسّياسة العامّة الثّقافيّة من خلال عدسة البرمجة من خلال التّنوّع الثّقافي والاتّفاقيّة الدّوليّة لحماية و تعزيز تنوّع أشكال التّعبير الثّقافي،أما الورقة الثانية فكانت تحت عنوان "تجربة سلطنة عمان في مجال تفعيل اتفاقية حماية وتعزيز أشكال التعبير الثقافي" قدمها خميـس بن عبـداللـه بن علـي الشمـاخــي مدير دائرة العلاقات الثقافية بوزارة التراث والثقافة،وخبير الصندوق الدولي للتنوع الثقافي باليونسكو،تناول فيها أهداف ومبادئ الاتفاقية الدولية للتنوع الثقافي، وتجربة السلطنـة في الاتفـاقيــة من خـــلال عضويتها في اللجنة لحكومية الدولية لاتفاقية التنوع الثقافي 2005م ، وعضوية السلطنة في اللجنة لحكومية الدولية لاتفاقية التنوع الثقافي 2005م، ودور ضابط الاتصال بالسلطنة في تعزيز التواصل بين السلطنة ومكتب الاتفاقية، ودور السلطنة في الترويج للاتفاقية الدولية للتنوع الثقافي، وعضوية السلطنة في لجنة خبراء الصندوق الدولي للتنوع الثقافي، وأهداف الصندوق الدولي للتنوع الثقافي ومجالات اختصاصه، ودور خبير السلطنة في تقييم المشاريع المقدمة للصندوق الدولي للتنوع الثقافي خلال الفترة ( 2010 -2012 م ).
الجلسة الثانية
أما الجلسة الثانية فكانت حول محور (دور المؤسسات التربوية والثقافية في تعزيز الحوار والتبادل الثقافي)،وشملت على ثلاثة أوراق عمل ،الأولى قدمها الدكتور عمر هاشم اسماعيل الأستاذ المساعد بقسم الأصول والإدارة بكلية التربية جامعة السلطان قابوس تحدث فيها عن أهمية الحوار والتبادل الفكري في إطار التنوع، والاختلاف الثقافي، وناقش دور المؤسسات التربوية والثقافية في بناء وتعزيز الحوار والتبادل الفكري وذلك من خلال محورين رئيسين، تطرق في المحور الأول عن فلسفة الحوار، وتضمن مفهوم الحوار وأهميته والحاجة إليه، وشروط الحوار الفعال ومعوقاته،أما في المحور الثاني فتضمن آليات مقترحة لتفعيل دور المؤسسات التربوية والثقافية في بناء وتعزيز الحوار والتبادل الفكري،وجاءت الورقة الثانية تحت عنوان( دور الإعلام في دعم التقارب بين الثقافات)والتي قدمها الدكتور ابراهيم بن أحمد الكندي،الرئيس التنفيذي لمؤسسة عمان للصحافة والنشر والإعلان والذي طرح في ورقته مدى نجاح وسائل الإعلام في مناقشة وطرح مختلف أنواع القضايا التي تشغل المجتمع العالمي بوجه عام والخليجي، ومعرفة سلبيات وإيجابيات الإعلام في التعامل مع مفهوم الثقافة الإنسانية، ومعرفة الأساليب التحريرية والإعلامية في تغطية فعاليات التقارب الثقافي بين الشعوب،أما الورقة الثالثة فقدمها راشد بن ساعد النعماني مدير عام التخطيط والتطوير بالهيئة العامة للصناعات الحرفية وأكد من خلالها إلى أن الصناعات الحرفية تعد أحد أوجه التراث الثقافي غير المادي وعاملا مهمّا في الحفاظ على التنوع الثقافي وتعزيز العلاقات بين الشعوب ، ففهم التراث الثقافي غير المادي للمجتمعات المحلية المختلفة يساعد على إيجاد نوع من الحوار ينقل المعارف والمهارات الغنية مع بلدان العالم المختلفة، كما يقوم بتشجيع الاحترام المتبادل فيما بينها، وتعتبر الهيئة العامة للصناعات الحرفية هي الجهة المعنية بهذا القطاع الهام والتي اتخّذت على عاتقها منذ اليوم الأول لإنشائها العمل على المحافظة عليها وتطويرها وايجاد جيل من الشباب قادر على مواصلة العمل الحرفي بطريقة عصرية دون المساس بهويته التاريخية. وجاءت ورقة العمل هذه لتبرز دور الهيئة العامة للصناعات الحرفية والمعنية بالقطاع الحرفي في السلطنة في إظهار الصناعات الحرفية التي تزخر بها والعمل على خلق نوع من التواصل الحضاري بين الشعوب عن طريق تبادل الخبرات في مجال التدريب الحرفي، بالإضافة إلى تعزيز التواصل عن طريق المشاركة في المهرجانات والمعارض الحرفية، أضف الى ذلك الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعتها مع الدول المختلفة التي تعكس اهتمام السلطنة بشكل عام والهيئة بشكل خاص بالصناعات الحرفية وتوثيقها وحفظها وتطويرها والرقي بها على الصعيدين المحلي والعالمي.
الجدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي بمشاركة واسعة من إحدى عشر دولة عربية وهي بالإضافة إلى السلطنة كل من الكويت،وقطر،واليمن ،والأردن والمغرب ،وتونس ،ومصر ،ولبنان ،والجزائر ،والعراق ،والإمارات،وتم تنظيمها من قبل اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة،والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)،وتستمر فعاليتها لغاية 13 من الشهر الجاري.
