الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار


تاريخ نشر الخبر :23/01/2011

في إطار تعزيز مهارات التربويين وخبراتهم بأحدث ما يستجد في مجالات عملهم أقامت وزارة التربية والتعليم ممثلة في المديرية العامة لتطوير المناهج ممثلة في مركز إنتاج الكتاب المدرسي والوسائل التعليمية خلال الفترة من 8 إلى 12 من الشهر الجاري "حلقة تدريبية حول مهارات تصميم وإنتاج الألعاب التعليمية".

رعى افتتاح الحلقة التدريبية الدكتورة أمل بنت عبدالله البوسعيدي المديرة العامة لتطوير المناهج. وقد ألقى الفاضل سالم بن محمد الجابري مدير مركز إنتاج الكتاب المدرسي والوسائل التعليمية كلمة رحب فيها براعية الحفل ومن حضر من مديري الدوائر ونوابهم وفريق التدريب والمتدربين، وأشار إلى أن الحلقة التدريبية تدخل في نطاق الخطط التدريبية التي يعدها المركز ويقيمها بين فترة وأخرى طيلة العام الدراسي، مؤكدًا أهميتها ودورها المهم في رفد الخبرات التربوية والتعليمية بآخر ما يستجد في مجالات عملهم المختلفة.

استغرقت الحلقة التدريبية خمسة أيام، وحضرها 38 عضو وسائل تعليمية من مختلف المناطق التعليمية في السلطنة، وقد أقيمت في المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية بالعذيبة. وتكونت من شقين نظري وعملي، وتولت عملية التدريب فيها الدكتورة ميرفت الحارس، وهي متخصصة في الألعاب التعليمية من وزارة التربية والتعليم الأردنية.

                هدفت الحلقة التدريبية إلى مواكبة التطورات في مجال مناهج التعلم ونظرياتها وتقنياتها، ووضعت في الاعتبار الارتقاء بالتعلم وتجويده وتعميق خبرات المعلمين في هذا المجال الحيوي المهم الذي لا غنى عنه في نظريات التعلم الحديثة وتطبيقاتها في جميع أرجاء العالم،كما سعت الحلقة التدريبيةإلى تحقيق جملة أهداف أخرى من بينها تعريف المشاركين بمفهوم الألعاب التعليمية وأهميتها في عمليتي التعليم والتعلم، وإكساب المشاركين مهارات اختيار الألعاب التعليمية وتصميمها وإنتاجها.

     وركزت الحلقة التدريبية طيلة الأيام الخمسة على إكساب المشاركين مهارات توظيف الألعاب التعليمية في المواقف التعلمية التعليمية، ومهارات تقييم الألعاب التعليمية، وإطلاق طاقات المشاركين الإبداعية من أجل ابتكار الألعاب التعليمية وتصميمها وإنتاجها وتوظيفها في شتى المواقف والمفاهيم والنظريات، سعيًا إلى تخريج طلبة مؤهلين بقدرات وإمكانيات واعية، حيث تمثل الوسائل التعليمية داعمًا لا غنى عنه في التجارب الحديثة لتعزيز العملية التعليمية وإذكاء روح التفاعل بين الدرس والطالب.  

                ويعتبر اللعب من الوسائل التعليمية المشكلة لشخصية المتعلم ومن الوسائل الأكثر فاعلية في مجال التعلم خاصة في المراحل التعليمية المبكرة (رياض الأطفال والصفوف 1-4)، وذلك لما تتمتع به من مميزات تعمل على تغذية المهارات الحسية والحركية والانفعالية لدى المتعلم. ومن هنا فكلما أحسن اختيار الألعاب التعليمية وتصميمها لتتناسب واحتياجات المتعلمين أصبح دورها فاعلًا مثريًا للعملية التعليمية ومنميًا لمهارات المتعلمين وحاثًّا إياهم على مزيد من التفاعل والتواصل والتحليل والتركيب، وهو ما سعت الحلقة التدريبية إلى تأهيل المتدربين لزرعه في نفوس طلاب الصفوف من 1-4، وتزويدهم بما يساعدهم على إعادة تنظيم خبراتهم وتفعيلها في مناطقهم وفق الأسس الفنية والمعايير العلمية المعتمدة، وذلك لتحقيق أقصى استفادة.

                وعلى مدار الأيام الخمسة حفل برنامج ورشة مهارات تصميم وإنتاج الألعاب التعليمية بتدريب مكثف، ومنذ اليوم الأول حددت آليات العمل ونوقشت فاعليات البرنامج وأجري اختبار قبلي، وقدمت الدكتورة ميرفت الحارس محاضرات نظرية وعملية شملت كل ما يتعلق بالألعاب التعليمية من حيث المفهوم والأهمية وأسس البناء والتصميم، وكيفية تصميم ألعاب قليلة الكلفة من خامات البيئة المحلية. واستعرض برنامج الحلقة التدريبية بعض النماذج المنفذة من قبل المتدربة، ونفذت عمليًّا بعض الأنشطة والتطبيقات والأفكار المقترحة. ولعل أهم ما في الحلقة التدريبية هو ربط المدربة شقيها النظري والتطبيقي بتمارين حية يومية تقام بالاشتراك بين المتدربة والمتدربين، مع ما يصاحب ذلك من عروض موضحة من خلال البوربوينت أو الألعاب المبتكرة.

    حرصت الحلقة التدريبية على إشراك المتدربين في عملية ابتكار الألعاب المناسبة وتصميمها بمواد تتوافر في البيئة المحلية. وعن مدى تحقق هذا الهدف وإمكانية تنفيذ الأفكار والألعاب المقدمة في الغرفة الصفية تقول طاهرة علي محمد الكمزارية مشرفة مجال ثان بمحافظة مسندم قائلة: "بالتأكيد هذه الأفكار رائعة جدًّا ومثيرة لتفكير الطالب وتنمي ذكاءه ومهاراته المختلفة الجسمية والانفعالية والأخلاقية من خلال اللعب. والميزة في هذه الألعاب أنها مكونة من خامات البيئة، فهي سهلة وفي متناول الأيدي ويمكن تنفيذها في الغرفة الصفية".

ويقول زايد بن مبارك الهلالي عضو وسائل تعليمية من منطقة جنوب الباطنة: "ليس جميع الألعاب يمكن تنفيذها في الغرفة الصفية، حيث إن معظم الألعاب يحتاج إلى مساحة أكبر، مثل لعبة رمي الكرة، ولعبة تنشيف الغسيل وغيرهما، إذ لا بد من مساحة واسعة مثل قاعة كبيرة أو فضاء خارجي". ويستدرك الهلالي قائلًا: "إلا أن هناك ألعابًا تم تقديمها في ورشة التدريب يمكن تنفيذها في غرفة الصف، مثل لعبة تكوين الساعة ولعبة الدومنة". ويعلل رأيه قائلًا: "إن تغيير المكان بحيث يقدم بعض الألعاب في غرفة الصف وبعضها الآخر خارجها مطلوب، فالتغيير يقتل الملل والروتين ويملأ الطلبة الصغار بالحماس والتشويق والفهم".

وعن نفس السؤال تجيب فاطمة بن عبدالله بن محمد الخروصية عضو وسائل تعليمية من منطقة شمال الباطنة قائلة: "نعم يمكن تقديمها في الغرفة الصفية، حيث إن جميع الأفكار والألعاب المقدمة تناسب جميع المراحل التعليمية ويمكن تطويرها لتتناسب مع الجميع في الحلقتين الأولى والثانية. والجميل في هذه الأفكار أن الواحدة منها بمجرد إجراء تغيير بسيط في تعليماتها يمكن استخدامها في مواد دراسية مختلفة".

أما فيما يتعلق بالمهارات المستفادة فتعددها فاطمة بنت عبدالله الخروصية بالقول: "مهارة تعرف الخصائص الجسدية والانفعالية والاجتماعية والحركية والأخلاقية والمعرفية لدى الأطفال، ومهارة صنع وسائل تعليمية مناسبة لأي فئة عمرية، مهارة تحديد مستوى الأطفال ونوع اللعبة، وطرق تنمية التفكير وتعزيز الذات لدى الأطفال من خلال دراسة تأثير كل نوع من الألعاب في وعيهم، ومهارة تحديد هدف أي لعبة تربوية أو تعليمية تقوي عنصري الإثارة والتشويق عند تطبيق أي لعبة تعليمية، إضافة الى تنمية روح الابتكار والإبداع ومشاركة الآخرين وتقوية النمو الاجتماعي لدى الأطفال".

وترى كاذية بنت سالم الناصرية مشرفة مجال الأول من محافظة البريمي أن أهم المهارات التي استفادتها من الحلقة التدريبية تتمثل في تصميم الوسائل التعليمية وإنتاجها وكيفية توظيفها وأسلوب قيادة الدورات التدريبية المشابهة لهذه الدورة فضلًا عن الاستفادة من خامات البيئة المحلية. ويتفق محمد بن راشد الشماخي عضو وسائل تعليمية من منطقة جنوب الباطنة مع زميلته كاذية الناصري، ويقول عن أهمية البرنامج في مجال عمله كعضو وسائل تعليمية: "أهميته وثيقة بمجال عملي حيث يمكنني من استغلال مواد بيئية بسيطة لشرح الدروس لطلبة الصفوف 1-4". وعن انطباعه في اليوم الختامي للدورة يبدي محمد الشماخي ارتياحه ويواصل قائلًا: "تبادلنا الخبرات مع الإخوة الزملاء المشاركين في المشغل، وناقشنا نوعية الألعاب المنفذة في مناطقنا وكمَّها". وأضاف: "سيترك برنامج الحلقة التدريبية إحساسًا بالإبداع والابتكار داخلنا، ويمكننا الآن إنتاج الألعاب التعليمية وتقييمها وتوظيفها في مراحلها وفئاتها الصحيحة".

وفي ختام اليوم الأخير للورشة عبرت السيدة الدكتورة أمل بنت عبدالله البوسعيدي المديرة العامة لتطوير المناهج عن ارتياحها التام من تحقيق ورشة مهارات تصميم وإنتاج الألعاب التعليمية أهدافها المرسومة لها. وقالت الدكتورة أمل: "لقد حققت الحلقة التدريبية أهدافها بشكل ممتاز، وما يدل على هذا هو ردود أفعال المتدربين واندماجهم في محاور البرنامج بكل أريحية ومسؤولية ورغبة في الاستفادة والتعلم للعودة إلى مناطقهم وهم أكثر تمكنًا وسيطرة على قدراتهم الإبداعية". وتضيف الدكتورة أمل قائلة: "جاءت هذه الحلقة التدريبية لتزويد الفريق التدريبي بالمهارات الفنية والعلمية لبناء الألعاب التعليمية وتصميمها وذلك بالاستناد إلى المعايير العلمية. كما هدفت الحلقة التدريبية إلى تفعيل دور المعلم والمتعلم من خلال إثراء المواقف التعلمية التعليمية بالوسائل التي تحاكي الاحتياجات التعليمية".

كما أبدى الفاضل سالم بن محمد الجابري مدير مركز إنتاج الكتاب المدرسي والوسائل التعليمية سعادته بانتهاء الدورة بهذا المستوى العالي من التدريب والتفاعل، وقال: "إن هذه الحلقة التدريبية واحدة من ورش وحلقات عمل ودورات يقيمها المركز لتحقيق أفضل معدلات الأداء في الميدان المدرسي". وعن خطط المركز المستقبلية قال الجابري: "سيكون هناك بإذن الله في الخطط المقبلة للمركز تطوير لهذا المجال من حيث العمل على إعداد دليل شامل للألعاب التعليمية بالتعاون مع المناطق التعليمية، وسيكون هذا الدليل مرجعًا لكل معلم ومتعلم".