الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

الرواس يفتتح أعمال مؤتمر التربية من أجل التنمية المستدامة

تاريخ نشر الخبر :25/01/2011

-   الرواس : المؤتمر تتويج لمسيرة عمان التربوية المبنية على توجيهات جلالته .

-   يحيى السليمي: فلسفة السلطنة في مجال الثقافة لا تقتصر على صون الشواهد الأثرية بل تتعداه إلى تحقيق الأهداف المرجوة من توظيف الثقافة للتنمية المستدامة

-   المديرة العامة لليونسكو : المؤتمر تربط بين بناء التعليم من أجل تنمية مستدامة والتنوع البيولوجي والثقافي

-   أوراق العمل اليوم الأول ناقشت محوري زيادة وعي الشباب بالقضايا العالمية البيئية والثقافية والتفاعل معها من أجل التنمية المستدامة

رعى معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية حفل افتتاح مؤتمر التربية من أجل التنمية المستدامة لدعم التنوع الثقافي والبيولوجي، بحضور معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم  رئيس اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، ومعالي الدكتورة أرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، وذلك بقاعة عمان بفندق قصر البستان صباح أمس.، وتنظمه وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع  منظمة اليونسكو.

بدأ حفل الافتتاح بكلمة السلطنة ألقاها معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم، رئيس اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم قال فيها: يأتي انعقاد مؤتمر التربية من أجل التنمية المستدامة لدعم التنوع الثقافي والبيولوجي في مسقط خلال الفترة من 24 إلى 26 يناير 2011م إسهاما من السلطنة  في احتفالات المجتمــع الدولي بالسنة الدولية للتنوع الإحيائي، والسنـة الدولية للتقارب بين الثقافات، واحتفاءً بالسنة الدولية للشباب التي أقرتها الجمعيـة العامة للأمم المتحدة، والتي تشـارك منظمة اليونسكو الدول الأعضاء الاحتفـال بها؛ لتبادل الممارسات الجيدة في التعليم من أجل  التنمية المستدامة، وتعزيز الحوار بين جميع الأطراف ذات العلاقة بالقضايا والموضوعات المرتبطة بالتنوع الثقافي والبيولوجي.

وأضاف معاليه: كما يأتي تنظيم هذا المؤتمر استمرارًا للتعاون المثمر بين سلطنة عمان ومنظمة اليونسكو، في دعم قضايا التنــوع البيولوجي والنهوض بحلول ابتكارية لخفض التهديدات المؤدية إلى فقدانه، والعمل على فتح حوار التبادل المعرفي والثقافي بين فئة  الطلبة والشباب من  أجل تعزيز القيم والمعارف والمهارات التي تمكنهم من تقدير التنوع الثقافي لتحقيق مستقبل مستدام.

وأوضح معالي وزير التربية والتعليم، رئيس اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم قائلا: واستمرارا لنهج التواصل التاريخي لعمان  مع العالم والذي يرتكز على نشر السلام والحوار الثقافي فقد تفضّل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - بتسخير اليخت السلطاني "فلك السلامة" لتستخدمه اليونسكو لمشروع طريق الحرير نظراً لأهميته الحضارية. كما تعمل سفينة "شباب عمان" على تعزيز أواصر العلاقات التاريخية بين السلطنة ودول العام من خلال جولاتها المتعددة بين الحين والآخر حاملة إلى دول العالم رسالة محبة وسلام. وفي شهر نوفمبر الماضي أبحرت السفينة "زينة البحار" إلى عدد من موانئ الدول الشقيقة والصديقة لتجسد ترابط الشعوب من أجل الحوار والسلام.

ونوه معاليه في كلمته إلى أهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات التعليمية قائلا: وتأكيدا للدور الهام المنوط بالمؤسسات التعليمية في تشجيع التقارب  بين الثقافات والتواصل والحوار مع الآخر أشير إلى كراسي السلطان قابوس العلمية المنتشرة في عدد من الجامعات  الأجنبية في العالم  التي تعد مورداً خصباً لتعزيز ذلك التقارب لما تقوم به من أدوار نبيلة في خدمة الإنسانية ودعم الدراسات العلمية والبحثية، مؤكدةً على البُعد الإنساني الكبير والاهتمام العظيم اللذين يتجسدان في شخص حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم  حفظه الله ورعاه.

فلسفة السلطنة في الثقافة

وتطرق معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم في كلمته إلى فلسفة السلطنة في مجال الثقافة قائلا: إن فلسفة السلطنة في مجال الثقافة لا تقتصر على صون الشواهد الأثرية والحفاظ على مكتسبات الهوية الثقافية  العمانية فحسب إنما يتعدى ذلك إلى تحقيق الأهداف المرجوة من توظيف الثقافة بكافة عناصرها في تحقيق التنمية المستدامة وتسخير المقومات السياحية والثقافية لخدمة الأجيال القادمة ، واستثمارها في التواصل مع العالم الخارجي لتعزيز أواصر التقارب والتفاهم والتسامح  والسلام.

مضيفا معاليه: ومن منطلق الاهتمام بالتنوع الثقافي أفردت وثيقة فلسفة التربية في سلطنة عمان بنداً كاملاً بعنوان " تعزيز السلام والتفاهم الدوليين " فاعتبرت قيم التسامح والتفاهم والاحترام المتبادل بين الأفراد والشعوب مقوماً أساسياً لتنمية الفرد واستقرار المجتمع  وتم التأكيد على ذلك في أهدافها، وترجمت هذه الأهداف في المناهج الدراسية التي ركزت على أهمية التنوع الثقافي والتعايش مع الغير، فعلى سبيل المثال لا الحصر تضمنت كتب الدراسات الاجتماعية الكثير من المفاهيم التي تشير إلى التنوع الثقافي، والانفتاح على الحضارات الأخرى وقبول الاختلاف الثقافي، والقيم الجامعة، والتعاون الدولي، وقد تدرجت هذه الكتب في تناول هذه المفاهيم، وذلك حسب تدرج الموضوعات التي جاءت ضمنها.

مضيفا معاليه: وتعد السلطنة من الدول التي لها دور بارز في الحفاظ على التنوع البيولوجي بما نفذته من مشاريع وما تزال تضعه في خططها المستقبلية والتي من ضمنها وضع استراتيجية وطنية وخطة عمل للتنوع البيولوجي طبقاً للالتزامات الواردة بالاتفاقية الدولية للتنوع الأحيائي التي وقعتها السلطنة خلال مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية، إذ تعمل هذه الاستراتيجية على اقتراح أفضل السبل والوسائل لترقية وتطوير تفاعل الإنسان العماني مع بيئته وتقديره لحقوق الأجيال المستقبلية واحتياجاتها من خلال الوعي البيئي، واقتراح الأطر الإدارية والمؤسسية والقانونية اللازمة لتنفيذ هذه الإستراتيجية، إلى جانب تحديد الإطار العام وأسبقيات تخطيطية وإنمائية عبر جميع القطاعات الوطنية ذات الصلة، واقتراح أفضل السبل والوسائل التي ينبغي أن تتعامل وتتفاعل بها السلطنة مع المجتمع الإقليمي والدولي بهدف إصحاح البيئة العالمية والحفاظ على الموارد الطبيعية والتراث الحضاري العالمي.

 كما أشار معالي يحيى السليمي في كلمته في افتتاح مؤتمر التربية من أجل التنمية المستدامة لدعم التنوع الثقافي والبيولوجي إلى دور المناهج الدراسية في التنوع البيولوجي قائلا: وعلى مستوى التعليم يحظى مفهوم التنوع البيولوجي ومجالاته المختلفة باهتمام المناهج الدراسية بالسلطنة، حيث ضمنت مفاهيم التنوع البيولوجي في مختلف المقررات الدراسية ولكن بطرق معالجة مختلفة وبمستويات متنوعة، إذ تم تخصيص دروس كاملة بأنشطتها وصورها ومعلوماتها لموضوع التنوع البيولوجي.

وأكد معاليه: بإن هذا الملتقى يسعى إلى إيجاد مساحة للشباب من مختلف الثقافات والجنسيات للمشاركة في حوار مفتوح حول التحديات المستقبلية والوقوف على متطلبات التنمية المستدامة في المجالات المختلفة، ومناقشة مختلف القضايا الخاصة بالشباب ،كما يعتبر مشروع تواصل الثقافات الذي تنفذه وزارة التربية والتعليم - ممثلة في اللجنة الوطنية العمانية - سنوياً بالتعاون مع مؤسسة "تواصل الثقافات" من أهم مبادرات الشباب التي تدعمها السلطنة منذ عام 2007، والذي يهدف الى إتاحة الفرصة للشباب للالتقاء وجها لوجه والتحاور فيما بينهم، مما يسهم في دعم التنوع الثقافي بين الدول واكتساب مهارات التواصل والحوار مع الآخر.

وأوضح وزير التربية والتعليم في كلمته:لقد كان الاهتمام  بفئة الشباب هدفا أساسيا لتطوير التعليم ما بعد الأساسيّ وجعله أكثر ملائمة لمتطلبات مجتمعات المعرفة. وقد تركزت جهود وزارة التربية والتعليم على صقل قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم لتمكينهم من الانخراط في سوق العمل والحياة بكفاءة ونجاح وتسعى الوزارة من خلال برامجها ومبادراتها إلى تحقيق أهداف الألفية والتعليم للجميع تماشيا مع التوجهات التي تنتهجها المنظمات العالمية،وجاء انتساب عدد من المدارس العمانية إلى شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في عام 1998 تتويجا لهذا الاهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم ممثلة في اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، هذه اللجنة التي تدعم حاليا مشاريع توأمة تربط بين المدارس العمانية المنتسبة لليونسكو وعدد من المدارس الأوروبية المنتسبة لليونسكو في إطار دعم الحوار العربي الأوروبي والشباب، إلى جانب العديد من المشاريع المحلية والتي تهدف إلى صون التراث المادي وغير المادي والبيئة والمواطنة وتعزيز السلام والتسامح والتعلم المتبادل بين الثقافات .

بعدها ألقت معالي الدكتورة أرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) كلمة المنظمة الدولية أكدت فيها ِأن هذا المؤتمر يعكس ارتباط السلطنة العميق بالتعليم و بالتحديد التعليم من أجل التنمية المستدامة، وقالت  إن  تقرير الأمم المتحدة لتنمية الموارد البشرية يؤكد أن عمان تعد واحدة من الدول الأكثر تطورا في تنمية الموارد البشرية خلال السنوات الأربعين الماضية ،مضيفة  أن الاهتمام الوطني في السلطنة انعكس على الصحة والتعليم.

 

وأضافت أن المبادرة الوطنية للرؤية الاقتصادية لعمان 2020، رفدت السلطنة بخبرات غنية في التعليم  والتنمية المستدامة، والذي اتضح في المؤتمر الدولي للتعليم من اجل التنمية المستدامة الذي عقد في بون عام 2009 م  .

 

وأكدت المديرة العامة لمنظمة التربية والثقافة والعلم /اليونسكو/  أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في الربط بين بناء التعليم من أجل التنمية المستدامة والتنوع البيولوجي والثقافي، وكثيرا ما يكون التنوع الثقافي والبيولوجي منفصلين عن بعضهما ، موضحة أن التعليم هو واحد من السبل التي سنعمل معا للانسجام بينهما.

 وقالت  يجب علينا أن نشكل آلية قانونية دولية قوية وتوفير  مصادر مالية كبيرة على المستوى العالمي،وفي ذات الوقت فإن  التنمية تبدأ من كل فرد فينا من خلال مواقفنا و سلوكياتنا.

وأوضحت: إنه من هذا المنظور فإن التعليم أمر حيوي، وأنه الطريقة التي تحدد وتشكل طرقا جديدة أخرى للتفكير وإيجاد ممارسات جديدة، وهو الطريق لبناء مجتمعات مرنة وقادرة على الاستجابة لضغوط التغيير، وهذه هي الأهداف التي حددها عقد مؤتمر الأمم المتحدة للتعليم من أجل التنمية المستدامة /2005/2014 / و قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتكليف اليونسكو بمهامه ، والهدف منه تزويد الأفراد بالمعرفة و السلوكيات والمهارات لتمكينهم من اتخاذ خيارات مدروسة وقرارات مسؤولة في الوقت الحالي والمستقبل، ولهذه الغاية فإن اليونسكو تسعى من أجل أربع غايات، الأولى هي إعادة توجيه البرامج التعليمية، ويشمل هذا مراجعة مناهج العلوم والرياضيات بالإضافة إلى الدراسات الاجتماعية والإنسانية، بهدف  تثقيفهم حول التغير المناخي و تطوير مهارات حل المشكلات و مهارات التفكير النقدي من أجل إيجاد حلول جديدة ، وثانيا: السعي لتعميق الفهم العام و زيادة الوعي بهدف دعم التغيرات في نمط الحياة، ومنها على سبيل المثال الشراكة بين برامج الأمم المتحدة للبيئة والشباب والسعي من أجل زيادة الوعي بينهم  وتطوير مصادر التعليم من أجل المزيد من الخيارات الاستهلاكية المستدامة وثالثا: الاستجابة والتكيف مع الكوارث الطبيعية والضغوطات المرتبطة بالتغير المناخي ، وأخيرا: يعد التدريب أمرا حيويا  فالكثير من الكبار اليوم قد تعلموا قبل أن يكون التغير المناخي قضية كبيرة ، والآن فإن المهارات الجديدة من اجل الاستدامة تعد أمرا ضروريا في جميع مراحل الحياة و في جميع المجتمعات، والتنمية المستدامة مهمة لبناء التنوع الثقافي والبيولوجي.

وقالت: لقد كانت اليونسكو رائدة في طرح هذه القضية موضحة أن التنوع  الثقافي والبيولوجي يتداخلان مع بعضها من خلال ممارستنا للغتنا واقتصادنا والتداخل الاجتماعي ، ويجب على السياسة العامة أن تعكس ذلك كل مضيفة أن الثقافة هي العدسة التي من خلالها نستطيع فهم العالم، مؤكدة أن التنوع الثقافي يضاعف مصادر المعرفة و الابتكار من أجل الاستجابة للتغيرات المناخية بطرق مستدامة، وأنه مصدر للمرونة في مواقف الضغوط و الشك.

وأشارت أن شبكة اليونسكو لمحميات المحيط الحيوي تضم  564 يمثلون 109 دول توفر فرصا فريدة ومميزة لاكتشاف التداخل بين النشاط البشري والنظم الإيكولوجية ، وقالت إن هذه المواقع التعليمية من أجل إدارة التنوع الثقافي والبيولوجي.

وقالت: إن مشروع واجهة المناخ يسعى من أجل مواجهة هذه القضايا  وهو لقاء متعدد اللغات والتداخلات الذي يعزز التبادل في التغير المناخي ويشارك فيه 50.000 من الأفراد منذ عام 2008 من مختلف أنحاء العالم، وإنني أرى بأن تترجم هذه المفاهيم للتنمية المستدامة على أرض الواقع كأجندة للقرن القادم، والتعليم من أجل التنمية المستدامة هو عامل أساسي، فالتعليم ينسجم مع العمل من أجل التنوع الثقافي والبيولوجي .

وفي الحفل تم عرض فيلم قصير ،وتقريرعن أهمية رحلة تواصل الثقافات ،عقب ذلك تم تبادل مشروع تواصل الثقافات بين وزير التربية والتعليم والمديرة العامة لليونسكو وتم تقديم هدية لمعالي راعي الحفل من كتاب تواصل الثقافات،واشتمل الحفل على أوبريت من التراث العماني لطلبة المدارس حمل عنوان"روح السلام".

 

 

المعرض المصاحب

 

احتوى المعرض الذي أقيم على هامش تنظيم مؤتمر التربية من أجل التنمية المستدامة لدعم التنوع الثقافي والبيولوجي على أربعة محاور: كان الأول محور التعليم من أجل التنمية المستدامة، والثاني محور الشباب(تواصل الثقافات)، والمحور الثالث التنوع الثقافي والتراث ،أما المحور الرابع فكان عن التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي. وضم المحور الأول المؤشرات التربوية والتي برزت حجم المدارس الحكومية حسب أعداد الطلبة وتطور نسبة التحاقهم وتطور متوسط تكلفة الطالب في التعليم الأساسي والعام ونسبة الدارسين من الموظفين ونسبة تواجد الأجهزة التعليمية بالمدارس وآلية توزيعها  وغيرها من البيانات الخاصة بالتربية والتعليم في المدارس بالسلطنة.

كما ضم المحور الأول ركنا للمشاريع والبرامج التربوية والذي شمل  استخدام التقانة وتوظيفها داخل الصف وخارجها وأبرز دور بوابة سلطنة عمان التعليمية والتي تعتبر مثالا واضحا على ما وصلت إليه سلطنة عمان فيما يخص استخدام التقانة الحديثة في التعليم.

أما المحور الثاني فكان عن الشباب (تواصل الثقافات) وينعكس هذا من خلال ما تم عرضه من خلال الرحلات والمعسكرات والتي تحمل الطابع الترفيهي والتعليمي في آن واحد من خلال المعارف والمعلومات التي يتلقاها الطلبة بوجود مدربين وأساتذة مؤهلين يرافقون الطلبة في جو تظهر فيه روح العمل الجماعي الإنساني. بينما اشتمل  المحور الثالث وهو محور التنوع الثقافي على المخطوطات الثقافية العمانية وكيفية الحفاظ عليها بالطرق العلمية وفهرستها وتحديد هويتها ومؤلفها حيث تم عرض العديد من المخطوطات التي توضح التراث الفكري العماني وما قدمه العمانيون من خدمات جليلة للإنسانية.

 كما كان للبيت العماني التقليدي ركن بارز بالمعرض من خلال ما تم عرضه من غرف البيت وأدواته وأثاثه ومقتنياته الأخرى . أما الفنون الشعبية المغناة فقد كان لها حضور ممتع في هذا المحور من خلال تصنيفها حسب المناطق والولايات بالسلطنه بالإضافة إلى أوقات ممارستها وكيفية تأديتها ونوعيتها سواء للرجال أو النساء أو المشتركة، وتسمياتها المختلفة والأدوات الموسيقية التقليدية التي تستخدم في كل فن. يذكر أن السلطنة تمكنت من تسجيل فن البرعة في قائمة التراث العالمي غير المادي وحصلت بذلك على شهادة التسجيل من اليونسكو.كما كان هناك تواجد للقلاع والحصون وتصاميمها ومواد بنائها  وتنوع استخدامها وتسجيل قلعة بهلاء في قائمة التراث غير المادي العالمي وشهادة من اليونسكو .

وكان للمحور الرابع التنوع البيولوجي والتراث الطبيعي تواجد جذاب من خلال البيئات المختلفة التي ضمها وهي البيئة البرية والتي عكست حياة البدو بالصحراء وتكيفهم فيها. والبيئة البحرية سواء ما يتواجد من طيور وحيوانات على سواحلها أو الكائنات التي تعيش في أعماقها، ودور السلطنة في الحفاظ عليها من خلال القوانين التي تسنها من أجل البقاء على هذه المكنونان العمانية.

شارك  في هذا المعرض العديد من الجهات كوزارة التربية والتعليم ووزارة التراث والثقافة ووزارة الإعلام-مركز عمان للموسيقى التقليدية ووزارة الزراعة ووزارة السياحة ووزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة الثروة السمكية والهيئة العامة للصناعات الحرفية وجامعة السلطان قابوس والبحرية السلطانية العمانية ومركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية وجمعية المرأة العمانية بمسقط وجمعية المرأة العمانية بالسيب وجمعية البيئة العمانية.

 

وفي تصريح له :أكد معالي عبدالعزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية أن انعقاد مؤتمر التربية من أجل التنمية المستدامة لدعم التنوع الثقافي والبيولوجي هو تتويج لمسيرة عمان التربوية وقال إن عقد منظمة اليونسكو هذا المؤتمر يأتي تتويجا لمسيرة عمان التربوية المبنية على ما قاله حضرة صاحب الجلالةالسلطان قابوس – حفظه الله ورعاه-  منذ السبعينيات على أن الانسان هو  أساس التنمية ومن أجله وبواسطته ، موضحا أن العالم يعود اليوم إلى نقطة البداية التي بدأتها عمان ويعترف بما وضعته من أسس أساسية للبناء المعرفي ، وأضاف بأنها البنية التحتية لتحسين الإنسان بالتعليم النوعي أو بتحسين التخصص وبالتالي التواصل الثقافي مع العالم .

 وقال معاليه الحمد لله لقد شهد العالم لعمان خلال السنة الماضية فكانت الأولى عالميا في مسار التنمية المستدامة والموارد  البشرية ، وعمان الآن تنطلق انطلاقة نحو التعليم النوعي لكي تكتسب مزيدا من المعارف ومزيدا من التنوع من خلال التركيز على التعليم النوعي في مدارسنا  ، والحمد لله قطع التعليم الأساسي بحلقتيه الأولى والثانية وما بعد الأساسي ومرحلة التعليم العام انطلاقة تؤهل الانسان ليكون إنسانا منتجا معاصرا دون أن يفقد هويته ومساره ، واليوم في هذه المرحلة  تنطلق فيها عمان انطلاقة عظيمة جدا نحو العالمية من خلال التعامل مع منظمة اليونسكو التي تشهد إقامة مؤتمر التربية من أجل التنمية المستدامة لدعم التنوع الثقافي والبيولوجي ولقطف ثمار ما وضعته عمان في عام 1995 في مؤتمر الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني 2020 ، مؤكدا أنه بعد 15 سنه من هذا المؤتمر أصبحنا نحلق للسقف الذي وضعناه في تلك الفترة ، موضحا أننا لازلنا نرفع السقف عاليا بحيث يكون لدينا ترقي نحو الأفضل ، وقال هذه فلسفة حضرة صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه - بألا يكون هناك قمة للعمل ، مضيفا أن الانطلاقات في عمان مستمره ولا تقف عند حد ، موضحا أن الإنسان طوال عمره يعمل من أجل الترقي ومن أجل التحسين النوعي ويجعل منه إنسانا حضاريا في  التعامل مع الآخر وقبول الآخر دون ضرر أو ضرار ، وقال :تنظيم المؤتمر شهادة عالمية لعمان نعتز ونفخر بها ، ونهنئ بها صاحب الجلالة – حفظه الله ورعاه-  .

وأكد أن المؤتمر وما يضمه من فعاليات رسالة حقيقية لانطلاقة عمان نحو آفاق أوسع وأرحب في مستقبل الشباب وأن تكون لهم هذه المكاسب وأن يكونوا حماة لها ومضيفين إليها.

                       

 

أوراق العمل

تضمن اليوم الأول في جلسته الأولى والتي جاءت  بعنوان "التنمية المستدامة والشباب" عدة أوراق عمل حيث تحدث في محورها الأول عن "زيادة وعي الشباب بالقضايا العالمية البيئية والثقافية والتفاعل معها من أجل التنمية المستدامة"حيث تحدثت بيلار ألفارز لاسو مساعدة المديرة العامة لقطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية باليونسكو التي قدمت ورقة عمل "بعنوان زيادة وعي الشباب حول مضاعفات التغيرات البيئية بعد الكوارث" والتي تحدثت فيها  عن الرسائل الأساسية وأنه من الضروري العمل على تجنب حالات الضعف وانعدام الأمان، ويمكن للبحوث والتعليم والمشاركة الاجتماعية منع تزايد التأثيرات الإنسانية والاجتماعية الناتجة عن الأزمات الاقتصادية، والكوارث الطبيعية والمنازعات العنيفة ، وأكدت الورقة على أن التعليم للتنمية المستدامة هو من العوامل الأساسية ضمن هذه الجهود،وأنه من الضروري أن تعرف الأجيال الشابة هذه المواضيع وأن تشارك بها، كذلك ضرورة مشاركة الشباب في وضع الأفكار عن السلام، والحرية، والتقدم، والتضامن والتنمية المستدامة.

 وفي الورقة الأولى للجلسة التي حملت عنوان " دور الشباب في صون المحميات الطبيعية" قدمها ديفيد جريتن الباحث بمركز تكنولوجيا الغابات – كاتلونيا وتحدثت الورقة عن تغيرات المناخ وزيادة استهلاك الموارد، والتهديدات التي تواجه التنوع البيولوجي بالإضافة إلى زيادة المنازعات (العنيفة وغير العنيفة)، وركزت على أنه من الضروري تكوين الأدوات اللازمة لدمج المجموعات المختلفة في المجتمع ، وتشكيل الأدوات التي تثبت سبب وجود هذا النقص في الوعي وتقديم الحلول العملية لدمج هذه المجموعات، ومن ضمنها الشباب، في الإجراءات الضرورية لضمان استدامة بيئتنا الطبيعية، واقترحت الورقة زيادة الوعي فيما يخص الفائدة والقيمة لدى المعنيين من العناصر الهامة للأخلاقيات البيئية، وتقديم أساليب متنوعة حول كيفية تحقيق هذا الأمر بالإضافة إلى المضاعفات العملية،وتعليم الأخلاقيات البيئية في المدارس والجامعات بهدف زيادة التوعية البيئية بين صفوف الطلاب ويتضمن ذلك أيضاً احترام الفوائد والقيم لمختلف المساهمين.

وقدمت هيلين سايرس مديرة مركز الواحة لتنمية الموارد البشرية بالسلطنة ورقة العمل الثانية في الجلسة التي جاءت بعنوان "دور الشباب في تفعيل عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة أوضحت خلالها :بأنه أصبحت العلاقة بين النشاط البشري والتغير في المناخ ، حقيقة علمية مقبولة ، فالبشرية ككل تبدو بعيدة حتى عن مصطلح السلام والانسجام عن مبدأ: (عش ودع الآخرين يعيشون) ذلك ما نتوق إليه جميعا،وكلمة (تفعيل) في عنوان هذه الورقة هي المفتاح، ونحن نعرف ماذا نحتاج وبشكل عام فما يمتلكه الشباب من موارد تتمثل في طاقاتهم المثالية و الإبداع والتصميم ، هي موارد هائلة ، إضافة الى أنهم شغوفون للتعلم ، ولديهم رغبة في الانفتاح على الاهتمامات العالمية والقيم والروحانيات، وهم لا يودون مشاهدة أخطاء الأجيال الماضية تتكرر.

وأضافت : في هذه الورقة تم عرض الرؤى ووجهات النظر و جميع الآراء المتعارضة للشباب ، مع إبداء التوجيه والنصح الذي يتمنون تقديمه لصناع القرارات بالعالم كشركاء في عملية تحقيق أهداف عقد الأمم المتحدة الهام جدا.

 فيما  الورقة الثالثة والتي قدمها الدكتور هانز لافندر  رئيس منظمة لايف لينك للصداقة المدرسية – السويد كانت بموضوع "تجسير الثقافات بين الشباب والمدارس وتعريفهم بقيم التعايش المستدامة" وناقشت الاهتمام بنمط حياة الإنسان وطاقة الكوكب على التحمل والصحة والعناية وكذلك القيم الثقافية المتبادلة: للعناية بالنفس والعناية بالآخرين والعناية بالطبيعة وكذلك حملة العناية بالأرض 2010 – 2014 – وتعاون فريد بين المدارس والثقافات ، وتدعو حملة العناية بالأرض 2010 – 2014 جميع المدارس من حول العالم للانضمام إلى هذا البرنامج المجاني القائم على ثلاثة أعمال أو تصرفات أساسية بالنسبة للحياة وهي: المياه للحياة، والتخفيف والترجيع والتدوير، وثقافة العناية.

أما الجلسة الثانية فقد تمحورت حول "تعزيز قضايا التنوع البيولوجي والثقافي في التعليم" حيث  كان المتحدث الرئيسي فيها برنارد كومبس، وتلخصت ورقته  حول تحضيرات عقد الأمم المتحدة "التعليم للتنمية المستدامة" 2005 – 2014، حيث تقوم منظمة اليونسكو بالدور الرائد،   كما احتوت الورقة على مفهوم التعليم للتنمية بحيث يقوم على نظرة كلية ومتكاملة للتعليم تشتمل على جميع أشكال التدريب والمعلومات والتوعية بخصوص مختلف أبعاد التنوع البيولوجي والثقافي لغرض التوصل إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور وتقديم أفضل الفرص على الإطلاق للمشاركة والمناقشة.

وتحدثت الورقة الرابعة "عن دور المتاحف والمواقع الأثرية والبيئية في التعليم" تقدمها الدكتورة سوملاك شارونبوت رئيسة جمعية المتاحف في تايلند .

 أما الورقة الخامسة والتي قدمها الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي من جامعة السلطان قابوس بعنوان " أثر التعليم على ازدهار التنوع الثقافي" فقد تطرق فيها إلى أوجه العلاقة والتفاعل بين التنوع الثقافي والتعليم من خلال التركيز على عدد من المحاور: المحور الأول طرح بعض القضايا الأساسية في علاقة التعليم بالتنوع الثقافي، مثل قضايا الهوية ومحدداتها، وسياسات الدول الداخلية فيما يخص التعامل مع التنوع الثقافي، والعلاقة بين التعليم واللغة، والتعليم والأديان، وغيرها من القضايا، أما المحور الثاني فقد استعرض بعض التجارب العالمية في علاقة التعليم مع التنوع الثقافي وأبعاد هذه العلاقة السياسية والاجتماعية ، أما المحور الثالث تعلق بالعالم العربي، واستعرض في الورقة عددًا من قضايا وتجارب علاقة التعليم بالتنوع الثقافي في الدول العربية، من خلال مناقشة بعض المفاهيم الأساسية مثل الهوية العربية وعلاقتها بالهويات الاجتماعية والثقافية الأخرى في العالم العربي.

 واختتمت الجلسة الثانية بورقة عمل من تقديم الدكتورة نادية بنت أبو بكر السعدية من مجلس البحث العلمي بعنوان "التنوع البيولوجي وأثره في تعزيز التعليم"تناولت خلالها التنوع البيولوجي الذي هو تنوع أشكال الحياة على كوكب الأرض ويشمل النبات، والحيوان والعضويات الدقيقة والنظم البيئية الخاصة بها، وهو حجر الأساس لوجود الإنسان على الأرض، وإن هذا التنوع في الأنواع يضمن استدامة جميع أشكال الحياة على الكوكب، وأؤكدت الورقة على إن المحافظة على التنوع البيولوجي أصبح في غاية الأهمية وتستلزم مشاركة جميع مجالات الاستدامة ومنها النواحي الحياتية، والاجتماعية، والأخلاقية والاقتصادية.

 

حملة عالمية

وأقيمت على هامش أعمال المؤتمر حلقة عمل حول الحملة العالمية بعنوان (الاهتمام بالأرض 2010-2014) من أجل التنمية المستدامة لمنسقي المدارس المنتسبة لليونسكو، تحدثت فيها الأستاذة مادلين ميزا جوباين باحثة أكاديمية ومستشارة في تسوية المنازعات بالأردن وتناولت تعزيز التنوع البيولوجي والتنوع  الثقافي من خلال ضمان جودة التعليم، كما تحدثت الأستاذة مونيكا كلينبرج مدرسة جمنازيوم هانيبرج بألمانيا حول تجارب قاعات الدراسة من حملة العناية بالأرض 2010-2014 ثقافة الاهتمام والمياه كمصدر للحياة.

وشارك في الحلقة عدد من المنسقين الوطنيين والمحليين للمدارس المنتسبة لليونسكو، وترأس الحلقة الدكتور هانز لافندر رئيس مؤسسة لايف لنك للصداقة المدرسية بالسويد، ومقرر الحلقة خديجة بنت علي السلامي من وزارة التربية والتعليم بالسلطنة.

يشارك في المؤتمرالذي عقد بفندق قصر البستان مجموعة من الخبراء والتربويين من عدد من الهيئات والمنظمات العربية والدولية ، والذين سيقدمون عددا من أوراق العمل في الأيام الثلاثة للمؤتمر.

ويهدف المؤتمر إلى استكشاف الروابط المختلفة بين المجالات الثقافية والطبيعية ، وكيفية إسهامها معا في تشكيل حياة الإنسان وتحقيق مفهوم التنمية المستدامة في مجتمعات اليوم، ورفع الوعي بين المعلمين حول الإستراتيجيات والمنهجيات المختلفة لدمج الموضوعات في مجال العلوم الثقافية والعلوم الطبيعية في المناهج الدراسية وطرائق تدريسها.

 كما يهدف إلى المساهمة في عملية تعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال تثقيف المجتمع عن طريق زيادة الوعي وتبادل المعلومات، والمساهمة في عملية إشراك الشباب للقيام بدور فعال في الحفاظ على التنوع البيولوجي وتشجيع التفاهم بين الثقافات والاستفادة من الدور الذي تلعبه التربية والعلوم، وتعزيز الاعتراف بأن التنوع البيولوجي هي قضية عالمية شاملة تتعدى الحيز الجغرافي والثقافي وتهم المجتمع العالمي ككل.

 هذا إلى جانب أن المؤتمر يهدف إلى الطرح المنهجي لدور الثقافة والطبيعة في بناء اقتصاديات مستدامة، ومعالجة القضايا الناشئة بين الثقافات وذلك من أجل تحسين التنوع الثقافي والتنوع البيولوجي، وتحديد أفضل الممارسات من خلال التعاون فيما بين اللجان الوطنية لليونسكو مع الاستفادة مما توفره شبكةاليونسكو للجان الوطنية من معلومات.

 

تغطية وتصوير ـ اللجنة الإعلامية للمؤتمر