الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

مسرحية

تاريخ نشر الخبر :09/02/2011

تتواصل فعاليات مهرجان المسرح المدرسي الثاني والذي تنظمه وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة الأنشطة والتوعية الطلابية بالمديرية العامة للبرامج التعليمية وذلك خلال الفترة من الخامس وحتى التاسع من فبراير الجاري، حيث شهد يوم أمس العديد من الفعاليات المتنوعة ، فشهدت الفترة الصباحية إقامة ورشة عمل في إعداد الممثل وذلك بقاعة مجان بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط

كما تم عرض مسرحية لمسرح العرائس بعنوان (بالرحمة نحيا) قدمتها تعليمية شمال الباطنة ، وفي الفترة المسائية ، تابعت الجماهير مسرحية (الصراع) والتي قدمتها تعليمية شمال الشرقية وذلك بمسرح مدرسة دوحة الأدب ،ومسرحية  "مملكة اللغة العربية " التي قدمتها تعليمية منطقة شمال الشرقية على مسرح الوزارة بالوطية، أيضا أقيمت جلسة نقدية تطرقت حول عرض مسرحة المناهج للمديرية العامة للتربية والتعليم لشمال الشرقية .

ورشة إعداد الممثل

وفي مستهل فعاليات اليوم الثالث للمهرجان الثاني للمسرح المدرسي قدمت المعلمة شهلة بنت غدير بن سالم الجنيبية  مشرفة نشاط مدرسي بمدرسة عز للتعليم الأساسي بالمنطقة الداخلية ورقة عمل حول كيفية إعداد الممثل تحدثت في بدايتها عن أهمية النشاط المدرسي باعتباره  ركنا مهما لاكتساب الخبرات، وتنمية الفكر والابتكار وحسن التصرف لدى الطلبة وهو عامل أساسي في التربية الحديثة لتكوين المواطن الصالح.

وقالت الجنيبية في ورقتها: إن النشاط المسرحي بالمدارس أصبح وسيلة لارتقاء القيم الجمالية في وجدان الطلاب وذلك بتدعيم المفاهيم المتفقة مع الأسس التربوية حتى تتحول الثقافة عند طلابنا إلى سلوك بناء  حيث يتعلم النشء المبادئ التي يجب أن يشبوا عليها مثل  مبادئ الإيمان الصحيح ومبادئ الوطنية والمواطنة الصادقة ومبادئ الحرية والمحبة والاعتماد على النفس، إلى غير ذلك من أصول القيم، والأخلاق، والفضائل.

وأوضحت أن هناك فرقا بين الممثل والشخصية والشخص فالشخص هو إنسان من دم ولحم يوجد خارج النص أي كائن إنساني عضوي حقيقي يتكون من جسد ونفس، بينما الشخصية بمثابة كائن تخيلي ورقي فني وجمالي لا حياة لها خارج خشبة المسرح وترتبط أدائيا بعدة أدوار اجتماعية تناط بها لإنجازها سرديا أو دراميا أو شعريا أما الممثل فهو كائن تاريخي ثابت يتأرجح بين الشخص والشخصية بمعنى أنه إنسان حقيقي عضويا ونفسيا فوق خشبة المسرح  بيد أنه مطالب بأداء دور شخصية خيالية ما إيهاما أو تقمصا أو إبعادا، فدم الممثل ينقذف في شرايين الشخصية الملعوبة.

وأشارت إلى أن الممثل هو الأساس في تجسيد الشخصية والحدث وثيمة النص ومن المهم جدا أن نسلم يتحمل الممثل مسؤولية الأداء على عاتقه لأنه يخاطب المتفرج عبر عمليات متعددة تعني الإدراك بالحواس والفكر التي تعتبر من العوامل المهمة في عملية بث الخطاب الفني في عملية الإرسال و الاستلام لأن المسرح يخاطب حاسة البصر والسمع وأيضا الشم ويخلق بذلك عالما يتميز بمتعة جميلة.

وقالت: لابد على الممثل أن يكون واعيا ومثقفا ويعتمد على  آلية تمثيل متطورة ولا يكون متخشبا لا حياة فيه وأن يكون يقظا وحساسا وغير اندماجي وأن يراقب نفسه أثناء العرض حتى لا يسبق الشخصية ولا يتخلف عنها وأن يتمتع بخيال خصب وأن تكون مخيلته خصبة ويستطيع أن يسبر غور الشخصية التي يراد تمثيلها وذلك بالتعرف الجيد على كل الأبعاد التي تتمتع بها تلك الشخصية وعليه أيضا أن يعي تاريخ الشخصية وتطورها في مراحلها الإنسانية وأكدت على أن الشخصية هي الأساس الجوهري للنص وهي القلب النابض للحكاية لذلك لابد من التعرف بشكل جيد على الشخصية وعلى صفاتها وأوضاعها.

وتناولت موضوع تجسيد الشخصية بالعرض المسرحي وتحديد حاجتها وتحديد وجهات النظر فيها وبعد تحديد هذه الصفات نتأكد أن كافة الشخصيات لديها وجهات نظر محددة فردية وقالت إن اختيار الشخصية وآلية حركتها ومسار تناولها ومعالجتها يقدم عرضا تاما لصور حسية حياتية مهمة في جانب العرض وإن التنسيق في بنية العمل عبر الفضاء المسرحي هو حالة خلق لأجواء تلتقي فيها الشخصيات وتؤكد على ارتباطها في الحدث الدرامي من خلال التتابع المنطقي للأحداث كما في النسيج العام للحبكة وبالتالي تكون هناك طبيعة مهمة في بناء الشخصية وعلاقتها بالحوار ووظيفته.

كما عرضت الورقة المقدمة  تقنيات الممثل ووضعية جسده في الأداء تعطي مكانة كبيرة له كمرحلة تسبق التعبير وتحدده فهما تعبيران يستخدمان بشكل متبادل وبينهما روابط كثيرة أساسية ولابد أن يعرف الممثل الشخصية التي يحاول أن يقوم بها أو يحققها على خشبة المسرح. وعليه أن يعرف موضع شخصيته بالنسبة للزمان والمكان والظروف الشخصية التي تسبق أحداث الشخصيات الأخرى ومواقفها وأن يكون قادرا على الإفادة من تجربته الماضية في الحياة أي العمل على الذاكرة الانفعالية التي هي عبارة عن حصيلة تجاربه الحياتية والارتقاء بها على مستوى الحدث وأوضحت كذلك العديد من المهارات والمواصفات التي يجب أن يتصف بها الممثل.

وتناول زايد بن شامس الأغبري مشرف نشاط مسرحي بتعليمية المنطقة الداخلية الجانب التطبيقي لورقة العمل حيث استعرض جانب الحركة على المسرح وأجزاء المسرح هذا إضافة إلى فنيات الصوت من خلال تقمص لبعض الشخصيات كما تناول في حديثه فن التمثيل والخطوات الإجرائية لإعداد الممثل .

 

 

مسرحية "بالرحمة نحيا "

وضمن الفعاليات قدمت طالبات مدرسة موزة بنت الإمام أحمد البوسعيدية  بتعليمية شمال الباطنة مسرحية العرائس ( بالرحمة نحيا ) وذلك تحت رعاية سعادة داود بن نظر الزدجالي المستشار بوزارة التربية والتعليم وبحضور عدد من التربويين  والمهتمين بالمجال المسرحي والمشاركين في المهرجان وقد عرضت هذه المسرحية فكرة الرحمة من خلال أحداثها التي تدور في إحدى القرى حيث طلب الأب من ابنه بأن يأخذ الحمار ويصعد به في أعلى إحدى التلال وبما أن الحمار حيوان ضعيف لم يستطيع الصعود لأن الطريق زلق فأخذ الابن يعذب الحمار ويرميه بالحجارة فأخذ الحمار يصرخ ويتألم ويطلب من عادل أن يتوقف عن ضربه فتدخل صديق عادل وطلب منه أن يستخدم عقله بدل يديه حتى يستطيع عبور التل وقام سالم بتنفيذ فكرة ذكيه استطاع من خلالها عادل صعود التل وهي وضع الحجارة على الطريق ويصنع ممرا للحمار حتى يستطيع العبور ، وبهذا استطاع عادل وسالم استخدام الحجارة بالطريقة الصحيحة التي ساعدت الحيوان فاعترف عادل بخطئه وتسرعه وندم على سوء معاملته للحمار وأيقن أن الرحمة والرفق من صفات المسلم وأن على الإنسان أن يتعلم من أخطائه ولا يكررها وقد وجدت المسرحية تفاعلا واضحا من قبل الحضور بفكرتها وأهدافها .والمسرحية من إشراف هدى محمد الغيبر ،و إخراج فاطمة بنت صالح الخزيمية .

مسرحية الصراع

وفي العرض المسرحي الثاني قدمت  المديرية العامة للتربية والتعليم لمنطقة جنوب الشرقية تحت رعاية الدكتور سيف بن سعيد بن ماجد المعمري مستشار معالي الوزير مسرحية "الصراع" حيث تناول نصها صراعا يدور في النفس هو ذلك الصراع الذي يغير اتجاه حياتك  إما للخير أو الشر ، ومن المألوف أن تنتهي تلك الصراعات بانتصار الخير، ولكن الأمر الذي يقلب الموضوع رأسا على عقب والذي يحتاج إلى وقفة أخرى على خشبة المسرح هو انتصار الشر ، ومن المؤلم جدا أن يكون إبليس وأعوانه  وراء ذلك الانتصار .وقف هؤلاء المبدعون على هذه الخشبة البسيطة ليجسدوا  لنا وكر الإغواء،الذي تنطلق منه غوايات إبليس اللعينة ، لنص حاول أن يتصور ما لا يستطيع  الإنسان أن يراه بعينه المجردة في قالب خيالي مختلف لعل الإنسان يختار طريقه الصحيح حين يرى كيف تحاك غوايته من إبليس وأعوانه الشياطين.المسرحية من تأليف وإخراج عبدالله بن علي بن عبدالله الكاسبي.

مسرحية  مملكة اللغة العربية

دارت أحداث المسرحية  التي قدمت على مسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية تحت رعاية علي بن محفوظ المنذري المستشار بالوزارة في إمبراطورية اللغة العربية ، هي مرفوعة الشأن ، ذات قوة وسلطة ، ولكن تأتي كان وأخواتها لتبحث عن محل تحله في هذه الإمبراطورية ، فتقابل بالرفض من قبل الأميرة ( الجملة الفعلية ) ، والموافقة من قبل الملكة ( الجملة الاسمية) ، تأتى كان وأخواتها لمقابلة الملكة والأميرة لإقناعها بالاستقرار في الإمبراطورية ، وبعد محادثات ومشاورات تسمح الملكة لكان وأخواتها بالعيش في إمبراطوريتها على أن يكون الاسم مرفوعا والخبر منصوبا ويعيش الكل في خير وسلام بعيد عن كل القلاقل التي يمكن أن توجد نوعا من عدم الاستقرار والراحة والطمأنينة.المسرحية من إخراج أحلام بنت صالح الصالحية .

فعاليات اليوم

سيشمل اليوم عددا من الفعاليات حيث ستقام في الفترة الصباحية استكمال ورشة العمل التدريبية في إعداد الممثل وذلك بقاعة مجان بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط ، ثم جولة ترفيهية للمشاركين من خلال زيارة المتاحف وجولة في الأسواق، أما الفترة المسائية سيتم عرض مسرحية (بائع الحكمة) لتعليمية منطقة الظاهرة وذلك بمسرح مدرسة دوحة الأدب وسيتخلل هذه المسرحية جلسة نقدية للعرض .

انطباعات وآراء

أميرة بنت عبيد الوشاحية مشاركة في مسرحية العرائس بالرحمة نحيا من خلال تأديتها لشخصية الحمار وحدثتنا عن مشاركتها قائلة : مسرح العرائس يحمل في طياته الكثير من الأهداف التربوية والتعليمية التي نعمل على تجسيدها من خلال تأديتنا لشخصيات معينة لتقديم رسالة هادفة للمشاهد لاسيما وان مسرح العرائس يقدم بأسلوب شيق يناسب فئات عمرية معينة ،ومسرحية بالرحمة نحيا تقدم أهمية الرحمة في حياتنا لاسيما في التعامل مع الحيوانات و عن استفادتها من المشاركة في المهرجان  قالت: مهرجان المسرح المدرسي تجمع ثقافي وفني يقدم معارف متنوعة للطالب حيث يجد الفرصة لعرض مهاراته المسرحية وتلمس مواضع القوة والضعف في عمله من خلال آراء المختصين مما يساعده على تجويد عمله مستقبلا ، أما مريم بنت سعيد الوشاحية مشاركة من تعليمية شمال الباطنة  في مسرحية العرائس من خلال تأديتها لدور عادل فأشارت أن مهرجان المسرح الثاني يخدم الطلبة المجيدين في مجال المسرح حيث يتيح لهم الفرصة للمشاركة بأعمالهم وتقديمها للجمهور وكذلك فالمهرجان عرفنا بزملائنا من المناطق التعليمية الأخرى والاستفادة من أفكارهم المجيدة كما سمح لنا بالالتقاء بشخصيات أسست المسرح العماني ونتمنى أن تتاح لنا فرص مشاركة قادمة في هذا المهرجان في دورته القادمة .

وقال الطالب  محمد بن خليفة الشماخي من تعليمة الظاهرة مشارك في مسرحية بائع الحكمة : دوري في المسرحية رئس الحرس الذي يبعثه الملك للبحث عن حجام ليقوم بحجامة الملك بعدما عجز الأطباء عن معالجته كمحاولة أخيرة . المهرجان كان له الدور الكبير في زيادة الثقة بالنفس لدي وأشعر بالحماس المتزايد من أجل العطاء بشكل أفضل وأكبر في المجال المسرحي وهذه أول مشاركة لي على مستوى السلطنة وسوف تكون انطلاقة جديدة في مشواري المسرحي .

يونس بن سالم الخربوشي من تعليمية جنوب الباطنة ونفذ إضاءة وديكور مسرحية القصد من الحياة حيث قال : تجربة المشاركة في هذا المهرجان تجربة قيمة كوني أحد المشرفين القائمين على العرض وعلى وجه الخصوص في التدقيق اللغوي والإضاءة والديكور .أرى بأنه مهرجان جيد من حيث التنظيم. المشاركة في مثل هذه المهرجانات المسرحية تضفي لنا المزيد من اكتساب الخبرات في العمل المسرحي سواء من خلال العروض المسرحية المقدمة أو ورش العمل المصاحبة، بالإضافة إلى ذلك كله فإنها تثري الحركة المسرحية في عماننا الحبيبة وتعزز أواصر التواصل والتعارف  بين المشاركين في المهرجان من طلاب ومعلمين ومنظمين.وهو أيضاً فرصة حقيقية للاحتكاك مع الخبرات الفنية المتواجدة طيلة أيام المهرجان من خلال جلسات النقد التي تلي العروض. فمثل هذه المهرجانات تحقق للطلاب العديد من الأهداف التربوية والاجتماعية والثقافية والفنية التي تمكنهم من توسيع مداركهم في مجال العمل المسرحي.

 

متابعة:سعيد العبري

تصوير :سيف السعدي وإبراهيم القاسمي