تاريخ نشر الخبر :19/02/2011
اختتم معالي يحيى بن سعود السليمي وزير التربية والتعليم، زيارته لجمهورية فنلندا، عقب زيارة رسمية خلال الفترة من 16 حتى 18 من شهر فبراير الجاري، وذلك بناءً على دعوة من معالي وزيرة التربية والعلوم بجمهورية فنلندا.
حيث عقد معالي وزير التربية والتعليم خلال زيارته جلسة مباحثات مع معالي وزيرة التربية والعلوم الفنلندية بحضور عدد من المسئولين من الجانبين، تم خلالها استعراض مجالات التعاون التربوي بين البلدين.
كما قام معاليه بالإطلاع و الوقوف على تجربة فنلندا في نظامها التعليمي من حيث المناهج والخطط الدراسية ونظام التقويم، وفي مجال تدريس العلوم والرياضيات، وسبل توظيف تقنية المعلومات، وأساليب تقويم الطلاب، وأسس تحقيق معايير الجودة، وطرق إعداد المعلم.
و تضمن برنامج الزيارة كذلك زيارة المركز الوطني للتعليم الفنلندي باعتباره الجهة المسئولة عن وضع وتقييم السياسات التعليمية في جمهورية فنلندا، وزيارة عدد من مدارس التعليم الأساسي والتعليم ما بعد الأساسي بشقيه العام والمهني، إضافة لزيارة مركز التعليم المستمر ، وعقد لقاء في جامعة هلسنكي مع رئيس مجلس تقييم جودة التعليم، وعدد من المسئولين الفنلنديين. تم خلال اللقاء استعراض برنامج إعداد وتأهيل المعلمين والمساقات الدراسية التي يشملها، وكذلك برنامج تدريب وإعداد معلمي صعوبات التعلم.كما تم الاستماع الى دور المجلس في تقييم التعليم وتطوير التقويم. كما تم زيارة مركز الوسائط التعليمية لتدريب المعلمين والإداريين على كيفية تطبيق التقانة في التدريس وإدارة المؤسسات التعليمية.
الجدير بالذكر أن السلم التعليمي الفنلندي يتكون من اثنتي عشرة سنة منها تسع سنوات من التعليم الأساسي الإجباري بعدها يتشعب التعليم لسنوات ثلاث أخرى إلى مدارس التعليم الثانوي أو الى مدارس التعليم المهني يسمح للطالب في الانتقال بينهما، ويتم تأهيل الطلاب في مدارس التعليم المهني للانخراط في سوق العمل، بعدها ينتقل الطالب إلى التعليم الجامعي أو إلى المعاهد التقنية العليا.
ويحظى المعلم الفنلندي بدرجة عالية من التأهيل والالتزام والرغبة في تقويم الذات، والسعي نحو تنميتها للقيام بالمسؤوليات في تحقيق أهداف التعلم، ولجعل بيئة التعليم مرغوبة من قبل المتعلم. ويبني علاقة مباشرة مع الطالب وولي أمره الذي يقوم بدور ايجابي في تعليم أبنائه ،ويتعاون في تنمية قدرات الطالب ، ويشترك في وضع الخطط العلاجية، كما يقوم ولي الأمر بدور المساند والمتابع لتعزيز ما يتعلمه أبناؤه في المدرسة.
أما المعلمون المؤهلون، فيتم إعدادهم بمستوى عال من الجودة والكفاءة، ويعد الحصول على شهادة الماجستير أمراً إلزاميا لجميع المعلمين قبل التعيين، ويتلقى المعلمون أثناء الإعداد تدريبا مكثفا على الممارسات التدريسية وطرائق التدريس وخصائص المتعلمين وتقويم الطلبة وبناء المناهج، ولذلك فمهنة التعليم تحظى بقبول واسع في المجتمع وتعد مهنة جاذبة جدا.
بينما يتميز نظام تقويم تعلم الطلبة ومدى اكتسابهم للمهارات والكفايات التعليمية بأنه داعم ويثري الطلبة بتغذية راجعه لتحسين تعلمهم، والهدف الأساسي توفير معلومات تعمل على تطوير أداء المدرسة وتعلم الطلبة، ولا تطبق اختبارات وطنية أو تصنيف للمدارس أو تفتيش إداري.
ويعزى نجاح النظام التعليمي الفنلندي إلى إدراك المجتمع لأهمية التعليم ، والدعم الذي يقدمه أفراد المجتمع للتعليم في المدارس، حيث أن المجتمع الفنلندي على درجة عالية من التعليم وفق معايير دولية ، ويعي أهمية تعلم أبنائه، كما يحظى التعليم بتقدير وإشادة ودعم من المجتمع.
الهيكل التعليمي في فنلندا
ويشمل الهيكل التعليمي في جمهورية فنلندا التعليم قبل الابتدائي، والتعليم الأساسي، والتعليم الثانوي، و التعليم المهني، وتعليم الكبار، وتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة، والأنشطة الصباحية والمسائية، و التعليم الأساسي في الفنون، والتعليم العالي، وتعليم اللغات.
ويتصف التعليم قبل الابتدائي بأنه ليس إلزاميا لكنه مجاني ونسبة الطلبة ممن يقبلون عليه تصل إلى 99.4% من الأطفال في عمر 6-7 سنوات، ويهدف إلى إعداد الطفل للتعليم الابتدائي، وإكسابه المهارات الأساسية، والمعرفة والقدرات التي تتناسب مع مرحلته العمرية.
أما التعليم الأساسي فهو إلزامي ومجاني، ويمتد لتسع سنوات ويضم الصفوف 1-6، ويهدف إلى دعم نمو الطلبة ليصبحوا أ فردا فاعلين في المجتمع، وتزويدهم بالمعارف والمهارات التي تمكنهم من ذلك. ولا يحصل الطالب على درجات أو تقدير في نهاية المرحلة، وإنما فقط شهادة إكمال المرحلة، كما يمكن تقديم أنشطة صباحية ومسائية تطوعية للطلبة لتعزيز النمو لديهم.
فيما يتمحور التعليم الأساسي في الفنون حول الأهداف ويرتقي من مستوى لآخر، ويتم إكساب الطلبة مهارات التعبير عن الذات والمهارات التي يحتاجونها للتعليم المهني والتعليم الثانوي والتعليم العالي، وتضم الفنون الموسيقى و المسرح والرقص و الرسم والصناعات الحرفية.
بينما يضم التعليم الثانوي الطلبة الذين تتراوح أعماهم بين 16-19 سنة، والتطور في التعليم الثانوي فردى، فالمناهج مصممة لإكمالها في ثلاثة أعوام، إلا انه بناء على مستوى تعلم الطلبة فيمكن إنهاؤها في 2 أو 4 أعوام، عليه يتخرج الطلبة بشكل فردي أو مجموعات حسب تعلمهم.
كتب - يونس بن علي العنقودي