تاريخ نشر الخبر :25/09/2013
تختتم ظهر اليوم فعاليات ندوة التعليم وكفايات القرن الحادي والعشرين والتي نظمتها وزارة التربية والتعليم على مدى ثلاثة أيام بمشاركة واسعة من مختلف الفئات ذات الصلة بالعملية التعليمية والتي جاء تنظيمها بهدف تبادل المعرفة والخبرة مع مجموعة واسعة من الخبراء والمختصين على الصعيدين المحلي والدولي في كل ما من شأنه تطوير كفاءة النظام التعليمي في القرن الحادي والعشرين. وكانت أعمال الندوة قد تواصلت يوم أمس بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم وشهد اليوم الثاني من الندوة جلستي عمل بالإضافة إلى حلقات نقاشية متزامنة ومتخصصة في حاجة سوق العمل .
وقد أكّدت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم: تحدثت أوراق العمل المقدمة في اليوم الثاني عن التحدي الذي يواجهه العالم في القرن الحادي والعشرين والمتمثلة في كفايات التعليم، والتي تختلف بين الدول ولذلك لابد من الاستفادة من التجارب العالمية حيث نجد أن بعض الدول المتقدمة تقوم بتطوير أنظمتها التعليميه كل عشر سنوات من أجل أن تتواكب مع متطلبات العصر الحديث ومن بينها على سبيل المثال إدخال التقنيات الحديثة في المناهج الدراسية، ونحن بدورنا نقوم بتطوير العملية التعليمية التعلمية في السلطنة بما يتوافق مع الاحتياجات المستقبلية للنظام التعليمي ولسوق العمل.
وأشارت: إن الجميع يدرك أهمية المهارات التي يحتاجها الطالب داخل المدرسة وخاصة الجيل الحالي بما يتواكب ومتطلبات القرن الحادي والعشرين، وأن مراجعة المناهج الدراسية لا تعني وجود خلل فيها بقدر ما هو نظرة للمستقبل مُشيرة إلى أن الوزارة تعمل حاليا على بناء معايير وأسس علمية واضحة ومقننة لتطوير المناهج في السلطنة، بحيث تكون واضحة للعاملين في بناء هذه المناهج. وقالت معالي وزيرة التربية والتعليم: نأمل من هذه الندوة الخروج بمفهوم واحد للكفايات نتفق عليه مع مراعاة خصوصية السلطنة في هذا الجانب، خاصة وأن الكفايات معروفة ومتعددة فمنها ما هو مرتبط بريادة الأعمال، والابتكار، والعمل في مجموعات، ومهارات الاتصال والتواصل، وغيرها من المهارات التي هي حزمة متكاملة مع بعضها البعض.
مًشيرة إلى أن التحدي الحقيقي يتمثل في كيفية تعزيز هذه الكفايات من جانب المعلم من خلال طرق التدريس، وتفعيل كفايات القرن الحادي والعشرين من خلال المادة الدراسية، إضافة إلى كيفية جعل الطالب يستخدم مهارات التفكير العليا، ومهارات العرض والاتصال والتواصل، وكلما كان التعليم قريبا من واقع الطالب كلما كان المتعلم ممتلكاً للمهارات المطلوبة مستقبلاً .
وأضافت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم: لذلك نعوِّل على الندوة الخروج بوثيقة موحدة تهدف في المقام الأول إلى وضع أطار عام للكفايات التي يحتاجها الطالب والمعلم قرن الحادي والعشرين ومنها تدريب المعلم والطالب على هذه المهارات، لذلك كنا حريصين على مشاركة أكبر عدد ممكن من الحقل التربوي في هذه الندوة، وحرصنا على عقد جلسات حوارية ونقاشية في الفترة المسائية إلى جانب الجلسات العامة؛ كي نتيح المجال للمشاركين من أجل التباحث والتناقش في مختلف محاور الندوة ومهارات القرن الحادي والعشرين ونأمل من هذه النقاشات التي تتم أن تتبلور أفكار حول ما هو مناسب للسلطنة فيما يخص تبني آليات لتضمين كفايات القرن الحادي والعشرين في المناهج الدراسية والعمل على بناء شراكة مع القطاع الخاص .
وفيما يتعلق بمفهوم ريادة الأعمال والابتكار قالت معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم: عندما ننظر للحضارة العمانية ومساهمتنا كعمانيين نجد أننا رائدي أعمال ومتواصلين حضارياً وتجارياً مع الآخرين، ولدينا علماء عمانيين أسهموا في الحضارات الانسانية المختلفة، وبحكم الموقع الجغرافي فنحن مجتمع منفتح ويعزز الابتكار وبطبيعته مجتمع ريادي يحتك بالثقافات الأخرى التي أثرت المجتمع مع عدم نسيان الهوية والثقافة العمانية، وهو الأمر الذي ينبغي أن يغرس لدى الطلاب في مختلف مراحلهم الدراسية.
تجارب من الدول الصديقة
أقيمت الجلسة الأولى برئاسة سعادة الدكتور خالد بن محمد العزري أمين عام مجلس التعليم وتضمنت خمس أوراق عمل متنوعة تناولت تجارب تعليمية من الدول الصديقة فالورقة الأولى قدمها الدكتور ستيفنز إدوارد من الولايات المتحدة الأمريكية الذي يعمل محاضرا زائرا بجامعة شيفيلد هالم بالمملكة المتحدة وأشار في محاضرته التي حملت عنوان "بناء نموذج جديد لإيجاد تجربة تعليمية للمواطنة العالمية" إلى أنه لا يزال النموذج الحالي للتعليم يُركّز على المتعلم الخاضع المطيع الذي يتلقى المعرفة عوضاً عن المشاركة الفاعلة، كما تناول في ورقته أيضاً التركيز على المتعلّم باعتباره مفكراً وكذلك الاستراتيجيات التي تزوّده بالمهارات الضرورية ليكون مفكراً ناقداً يستطيع النجاح في حياته وإضافة قيمة حقيقية لعالمه الذي يعيش فيه.
وأشار إلى أنه من أجل تحقيق النجاح في الحياة وحتى يكون للفرد حضوراً إيجابياً محلياً وعالمياً فإنّه من الضروري فهم المواطنة من منظور عالمي مشيراً إلى تغيير مفهوم المواطنة عام 2013 مقارنةً بما كان عليه الحال في السنوات القليلة الماضية نسبةً للتغييرات السريعة في الاقتصاد العالمي وفي سوق العمل وفي أساليب الحياة اليومية، وحيث إنّ الأساليب التي يتعلّم بها الطلاب المناهج وطرق التقويم تحتاج لأنْ تعكس هذه الديناميكية المتغيرة فيجب أنْ تتغير ممارسات المعلمين وممارسات الادارات التربوية والممارسات التدريسية لتحقق المخرجات التي تتناسب مع المعايير العالمية .
في الورقة الثانية تناولت روبين بيكر مديرة المجلس النيوزلندي للبحث العلمي موضوع "دروس من التجربة النيوزلندية في التدريس من أجل كفايات الحاضر والمستقبل" أشارت فيها إلى تبني نيوزيلندا نسخة من الكفايات الرئيسية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) كسمة متكاملة ومحورية للإطار العام لمناهجها الوطنية وتم نشر أحدث المناهج النيوزيلندية في عام 2007 مع التأكيد أنّ تطبيقها لا يزال يحتاج إلى عمل مستمر.
وأوضحت إنّ الفهم العميق للدور الرئيسي الذي قد تقوم به الكفايات الرئيسية في تغيير طرق التدريس وأساليبها وتعزيز عملية التعلّم لا يُمكن تحقيقها بدون إمعان الفكر في بعض الجوانب المسلّم بها في النظام المدرسي الذي كان سائداً في القرن العشرين. وذكرت روبين أربعة دروس رئيسية مستفادة من تجربة نيوزيلندا: إعادة التركيز على تفكير المعلم حول أغراض التعلّم، وإعداد رؤية واضحة حول احتياجات الطلاب التعلّمية في الحاضر والمستقبل، الذي يجب أنْ يكون جزءًا من إعادة تصور الأهداف المتوخاة من العملية التعليمية التعلّمية، أما الدرس الثالث من الدروس المستفادة فيتعلق بجوانب تتسم بأهمية مصادر التغيير، حيث يحتاج جميع المعلمين لفرص يواجهون من خلالها التحديات وفرص مستدامة للتنمية المهنية، أما الدرس الرابع المستفاد من تجربة نيوزيلندا فيتمثل في أنّ العناصر الفعالة التي تعزز من تقوية المناهج وفعاليتها تحتاج إلى قدر كبير من الاتساق والتنسيق، وأشارت إلى أنه بصفة خاصة تحتاج أدوات التقويم وأساليبها لأنْ تعكس المخرجات المرجو تحقيقها مع تحديد علاقات وروابط واضحة لهذه المخرجات مع الأهداف المستقبلية .
التجربة الفنلندية للتطوير
وتناولت الورقة الثالثة تجربة فنلندا في تطوير المناهج قدّمها جورما كوبنين مدير التعليم العام في المجلس الوطني النيوزلندي ومسئول عن تطوير التعليم العام في فنلندا موضحا أن نظام التعليم الفنلندي نظام جيد وفعال ويُطبق في فنلندا خلال الفترة الحالية من العام الحالي إلى عام 2016 مشروع لتطوير المناهج بنظام التعليم العام يقوم من خلاله المجلس الوطني للتعليم الفنلندي بإعداد التفاصيل الخاصة بالموجهات الأساسية الوطنية للمناهج الدراسية الجديدة للتعليم الأساسي، وستكون هذه الموجهات قائمة على الكفايات ، ويسعى المجلس الوطني للتعليم الفنلندي لتحديد المسار الفنلندي لتطبيق كفايات القرن الحادي والعشرين ، موضحا أن الهدف من الورقة إطلاع الحضور على الكيفية التي نظمت بها فنلندا مشروع تطوير مناهج التعليم الأساسي الإلزامي ومحاولة الاستجابة للتحديات المستقبلية التي ستواجه عملية التعليم والتعلّم، بالإضافة إلى الكيفية التي تم بها أخذ كفايات القرن الحادي والعشرين في إطار هذه المبادرة الوطنية، وأيضًا الكيفية التي تم بها تحديد هذه الكفايات كما تناول الكيفية التي تم بها تنظيم مشروع تطوير المناهج في فنلندا وكيفية تحديد الكفايات المطلوبة في هذه المرحلة من مشروع التطوير.
وتناولت الورقة الرابعة موضوع "نحو تعليم تشاركي تعاوني مستدام" ألقاها البروفيسور مساعد دانييل تان مدير مركز التميز في التعليم والتعلم في جامعة نانيانج التكنولوجية بسنغافورة أشار فيها إلى أن التقنية تُعتبر أداة للتمكين من ممارسات وأنشطة وإجراءات جديدة متعددة لربط الأفراد والمعارف مع بعضهم البعض في أي مكان وزمان، ويتم ذلك في الوقت الحاضر باستخدام شبكة المعلومات الدولية بالاستعانة بأجهزة الحاسوب المحمولة والأجهزة الذكية المحمولة يدويًا. وقال تُعتبر التقنية أيضاً أداة تحقق المساواة بين الناس بحيث أنّه يستطيع أي شخص متصل بشبكة الإنترنت ولديه فكرة جيدة أو ابتكار أنْ ينافس أكبر الشركات من أي دولة في العالم، لذلك يفترض أن يقوم التعليم في الوقت الحاضر وفي المستقبل بدور مهم في المجتمع حيث أنّه يستثمر مواهب وقدرات الشباب والأطفال من أجل المستقبل.
وتناول الدكتور تان ممارسات التعلّم السائدة في الوقت الحاضر في سنغافورة والتي تُرسّخ هذه الاتجاهات والسلوكيات والمخرجات كنموذج يتم الاقتداء به مُشيراً إلى إن الطرق التي يمكن بها استدامة هذه الممارسات لتكون جزءًا من ثقافة التعلّم لديهم أكثر من مجرد أفكار جديدة لا تعيش طويلاً . أما الورقة الخامسة والأخيرة فقد تناولت "النظرة الأسترالية في كفايات القرن العشرين" وقدّمها الأستاذ نويل سيمبسون نائب رئيس مؤسسة دراسات المناهج الاسترالية بدأها بالحديث عن أن استراليا تتكون من اتحاد فدرالي بين عدة ولايات وتتولى الولايات حسب الدستور مسؤولية التعليم ونتيجة لذلك أنشأت استراليا ثمانية أنظمة ومناهج تعليمية مختلفة وتم الوصول إلى اتفاق في السنوات الأخيرة على منهج وطني واحد ليكون تطوراً جذرياً مهماً في قطاع التعليم.
وقال إن الورقة تستعرض المنهج الأسترالي الجديد والكيفية التي يرتبط بها بكفايات القرن الحادي والعشرين والكيفية التي سيتم بها دمج وإدخال سبع كفايات عامة في ثمانية مجالات تعلّم رئيسية ومع ثلاث أولويات وطنية في الوقت الحاضر حيث سيتم تنمية قدرات الطلاب في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وفهمهم للعلاقات الثقافية البينية وبعض البرامج الإلزامية كالتربية الوطنية والمواطنة والاقتصاد وإدارة الأعمال مع وضع معايير للإنجاز وبالإضافة إلى التعليم الإلزامي تتوفر للطلاب الاستراليين مجموعة من الخيارات مثل الدراسات الفنية والدراسات الجامعية الأكاديمية.
تحديات كفايات القرن الحادي والعشرين
في الجلسة الثانية التي تضمنت أربع أوراق عمل تم استعراض التحديات التي تواجه كفايات القرن الحادي والعشرين وترأس الجلسة سعادة الدكتور عبدالله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي وقدّم الورقة الأولى إبراهيم هلون مؤسس ورئيس مؤسسة البكالوريا الدولية للتعليم وأستاذ الفيزياء والتربية في جامعة لبنان وتناول في ورقته التعريف بالبكالوريا الدولية للتعليم ومبادرة التعليم من أجل النجاح في الحياة أوضح فيها أن البكالوريا العربية الدولية هي مبادرة عربية تم تطويرها ونشرها تحت رعاية مركز البحث التربوي في لبنان وترتكز على التعليم على شكل الملف الشخصي التراكمي وهو إطار تربوي حديث قائم على البحث، ويهدف إلى دعم الطلاب نحو النجاح في الحياة العصرية عوضاً عن مجرد النجاح في المدرسة واجتياز الاختبارات.
وقال يتجسد هذا الملف التعليمي في المناهج متعددة التخصصات في شكل مخرجات التعليم التي تم تعريفها وفقاً للتصنيف الحديث لنتائج التعليم المتوقعة كما يركز التصنيف على أنماط في بنية المعرفة وعادات العقل والممارسة المشتركة لتحقيق المهنية في مجالات مختلفة، وقد تم تقسيم مخرجات التعلم في كل مجال في أربعة أبعاد في سياق عدد محدود من الأنظمة التي تعكس تلك الأنماط، وتناولت الورقة الملف الشخصي التراكمي رباعي الأوجه بالإضافة إلى الطريقة التي تم بها تعزيزه في البكالوريا العربية الدولية من أجل رفع مستوى المناهج في الوطن العربي لأعلى المعايير الدولية .
أما الورقة الثانية فقد تناولت "تدريس كفايات القرن الحادي والعشرين من منظور عالمي" للدكتور ستيفان فنسنت محلل ورئيس مشروع في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أشار في بدايتها إلى تحديد مهارات القرن الحادي والعشرين من حيث علاقتها بالاختراعات الحديثة واقتصاد المعرفة. وأوضحت الورقة أنّ معظم الدول تواجه تحدي تنمية وتطوير ثلاث مجموعات عريضة من المهارات المتزامنة وهي المهارات التقنية ومهارات التفكير والإبداع والمهارات السلوكية والاجتماعية حيث يُمكن استخدام البرنامج الدولي لتقويم الطلاب لتوضيح أنّ أداء طلاب مختلف الدول يختلف عندما يتعلق الأمر بالدرجات التي يحرزها الطلاب في امتحانات العلوم، ويمكن حينئذٍ استكشاف مدى علاقة ذلك بالمناهج وطرق تدريسها وأساليب التقويم وتقديم أمثلة وأدلة قليلة حول الكيفية التي يُمكن بها حقًا تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين بناءً على براهين حديثة من تدريس الآداب والفنون وتدريس العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات وأيضاً من تطوير أساليب التقويم.
فيما قدّمت الورقة الثالثة منى ناشمان مديرة مدرسة ABA العالمية في سلطنة عمان وتناولت "إعداد طلاب أذكياء ثقافياً لتلبية احتياجات عالم يتغير بسرعة" حيث طرحت تساؤل: ما الشيء الذي نعد له أطفالنا لليوم أو الغد؟ وأضافت تُشير البحوث الحديثة إلى أنّ الذكاء الثقافي يُعتبر المهارة التي تفضل جهات الاستخدام متعددة الجنسيات توفرها لدى الخريج أكثر من غيرها من المهارات، ويتفوق في ذلك على القدرة على التحدث بلغة ثانية.
وقالت: تختار الأكاديمية الأمريكية البريطانية في مسقط مقرراتها الدراسية بعناية لإعداد الطلاب لعالم يتغير بسرعة، وفي إطار هذه المقررات الدراسية تُعتبر المواد الاختيارية بمثابة المناهج المخفية التي تُعنى بالذكاء الثقافي كمهارة مهمة للطلاب، وتهدف الورقة إلى مساعدة المدارس على تصميم مناهجها التي تتميز بثرائها بفرص الذكاء الثقافي لطلابها بحيث يستطيعون بنجاح تلبية متطلبات عالم يشهد تغييرات تتسارع باستمرار.
أما الورقة الرابعة والأخيرة فقدّمتها جاكلين سميث مديره مدرسة لامبتون بلندن وتناولت التحديات التي تواجه فرق القيادات المدرسية وكيفية تطبيق الكفايات في جميع المناهج الدراسية فأشارت إلى أن التحدي الذي يواجه إدارات المدارس حول إدارة التغيير في كيفية ضمان أنّ كل طفل في كل غرفة دراسية في كل مدرسة يستفيد من الفرص التي يتم توفيرها من خلال تطوير فهم الاستراتجيات الفعالة والناجحة التي يُمكن أنْ تُغيّر تعلمهم نحو الأفضل ، وأشارت إلى أن المدارس في النظام التعليمي البريطاني تواجه مجموعة من التحديات ومن بينها تغيير السياسات الحكومية حول التقويم والمناهج ومن ثم تأثر التعلّم بذلك والحاجة إلى ضمان قدرة الطلاب على المنافسة في سوق العمل العالمي وكذلك وجود اقتصاد وسوق عمل قوي وصعب قد ينتج عنه أن يكون العديد من طلبتنا غير قادرين على مواكبة متطلباته، لذلك قام فريق إدارة مدرسة لامبتون بتحديد التحديات حول الكيفية التي تضمن لإدارات المدارس حصول وعي لأكبر عدد من العاملين بالمدرسة بالتطورات التي تحدث في الممارسات الدولية واستخدام هذا الفهم لتقوية وتعزيز الممارسات الحالية حينما نقوم بتقويمها وتحويل ذلك إلى داخل النظام والبنى التنظيمية والممارسات التي تؤثر في تعلّم جميع الطلاب في داخل الغرف الصفية ما عرضت بعض المعلومات حول الكيفية التي تطور بها هذا الفهم عبر مدرسة لامبتون دون تحمل أي تكاليف مستشارين خارجيين وذلك من خلال استخدام برنامج التنمية المهنية المستمر الخاص وأيضًا من خلال استخدام الادارات المدرسية الوسيطة كذلك الكيفية التي تم بها إعداد خطط الدروس وأساليب الملاحظات الصفية للتأكّد من أنّ جميع المعلمين معنيين بكفايات القرن الحادي والعشرين لكي تتحقق الفائدة للطلاب .
خبرات عمانية
وفي نهاية الجلسات قال سعادة الدكتور خالد بن محمد العزري أمين عام مجلس التعليم: لا شك بأن موضوعات الندوة غاية في الأهمية ومحاضرات اليوم الثاني كانت ثرية من خلال استعراض خمس أوراق عمل من دول مختلفة لها تجارب متقدمة في مجال التعليم ، وكانت فرصة حقيقية للحضور للاستفادة من هذه التجارب. وأضاف: تم التركيز على مكانة الطالب في العملية التعليمية التعلّمية في القرن الحالي كما تطرقت الأوراق إلى المهارات وسوق العمل، وهذه مسائل ضرورية لبلد مثل السلطنة فيها تعليم متقدم ولكنها بحاجة إلى تطوير مستمر لمواكبة التطورات العالمية شأنها شأن بقية دول العالم المتطور. وقال سعادته: يجب في هذا الجانب الأخذ في الاعتبار البعد الوطني والخصوصية التي تتمتع بها السلطنة ، مشيرا أن المؤتمر فرصة للتعرف على الضيوف والاستفادة منهم إلى أبعد حد في المشاريع التي تقيمها المؤسسات، وفي المقابل لابد أن نضع في الاعتبار أن بالسلطنة العديد من الخبرات والكفاءات التي تستطيع مواكبة هذه المتغيرات في حقل التعليم وهذا يعني أنها تستفيد وتفيد في الوقت نفسه . بينما يقول البروفسور إبراهيم أبوهلون مدير البكالوريا العربية الدولية إن مشاركته في هذه الندوة كانت عن طريق برنامج بكالوريا العربية الدولية وهي منظومة تربوية متكاملة نطرحها لتطوير المناهج في الدول العربية المختلفة وصار لها أكثر من خمس سنوات في مرحلة كانت تجريبية، وبدأنا العام الدراسي الحالي بالتطبيق الفعلي لمجموعة مدارس حكومية وخاصة في أربع دول عربية هي المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية ولبنان.
وأضاف في حديثه: اعتبارا من العام الدراسي القادم سيتم تطبيق هذه المنظومة في جميع الدول العربية، وتناول الندوة طرح العديد من أوراق العمل ليرسخ مفهوم التعليم المجدي لدى الطلبة مُضيفاً أنه للأسف الشديد المناهج الدراسية في الدول العربية وخارجها تركز بشكل كبير لإعداد الطالب من أجل نجاحه في امتحان معين إن كانت امتحانات مدرسية أو امتحانات مركزية يتوج بنهاية العام الدراسي بشهادة رسمية ومن خلال هذه المنظومة إذا تم تطبيق هذا الاختبار بعد أسبوعين لا يستطيع الطالب الإجابة عليه لأن التعليم كان غير مجدي في المواد الدراسية المختلفة لأن الطالب يعتمد كليا على الحفظ ، لذلك كان عملنا من خلال البكالوريا العربية لإعداد الطالب للنجاح في الحياة اليومية المعاصرة وليس فقط بالامتحان وهناك فرق كبير بين الاثنين.
وأضاف إبراهيم أبو هلون : للنجاح في الحياة مجموعة أمور لإعدادها عند الطلبة بدءاً بكيفية التنظيم المعرفي وكيفية ربطها ببعض بشكل يستطيعون استثمارها في حياتهم اليومية وليس للنجاح فقط وهنا يجب التركيز على كيفية التنظيم المعرفي وارتباطها المباشر في الحياة اليومية والتركيز أيضا على النشاطات الصفية والمشاريع وربط المواد الدراسية بالحياة اليومية حتى يكوم الطالب بالفعل له هدف النجاح في حياته العصرية.
ويرى عبدالله محمد آل فهيد من وزارة التربية والتعليم السعودية إن هذه الندوة الوطنية مهمة كونها تهتم ببناء شخصية الطالب في المدرسة وأن أغلب المهارات التي يكتسبها الإنسان يكون مرجعها إلى المدرسة فهي تشكل التربة التي تخرج وتنبت ما بداخل الفرد من مهارات. وأضاف يعد الاهتمام بتنشئة هذا الجيل وتقديم التعليم الجيد له عاملاً مهماً يعود بالنفع على المجتمع وبطبيعة الحال أصبح الجيل الجديد ذو وتيرة متسارعة جدا،لذلك فهو بحاجة إلى تغيير بعض الأسس والطرق التي أنشئ عليها التعليم سابقا ومواكبة التطور التكنولوجي المتسارع . وتقول الدكتورة ايستر كير منسقة البحوث الدولية لتقييم مشروع تدريس مهارات القرن الحادي والعشرين نظرا للاهتمام العالمي الذي يحظى به التقييم لتعليم وتعلم مهارات القرن الحادي والعشرين فانه من المهم أن تقوم كل دولة بمراجعة أهدافها التربوية وبشكل جاد وأن تقرر كلُ ما هو قيّم من حيث المخرجات التربوية الموضوعه في كل دولة، نظرا لان التعليم يقوم بإعداد الطلبة للمستقبل ليساهموا في بناء وطنهم حال كونهم مواطنين صالحين ومنتجين.
وأضافت لهذا فان القرار الخاص بإكساب الطلبة لهذه المهارات والكفايات احتاج الى عالم يتغير بوتيرة التقدم كما يجب أن يتم الاخذ بالرقمنة العالمية بوعي، ويبدو لي أن سلطنة عمان تقوم بهذا حيث أنها تهتم وبشكل جاد بالنظر في احتياجات السلطنة والتأكيد على اشتمال العملية على المعنيين في قطاع التعليم والنظر في وجهات نظر الدول الأخرى والتي ستقوم باتخاذ قرارات مشابهة وتابعت القول لهذا فان الندوة من وجهة نظري هي مؤشر للسلطنة محليا ودوليا وتعطي دليل لاهتمام القادة التربويين بمستقبل البلاد وادراكهم لأهمية دور التربية في تحقيق الاهداف.
وتابعت القول إن أهم كفاية يجب اكسابها للطلبة هي قدرتهم على فهم ما يتعلموه بطريقه تمكنهم من تطبيقه لذلك لا يمكن اعتبار هذه المهارة أو الكفاية هي الكفاية الوحيدة للقرن الحادي والعشرين، ولكن من وجهة نظري تعتبر الهدف الأساسي للتعليم حيث أنه لو تخرج الطلبة من مدارسهم ولديهم المعرفة حول كيفية التعايش مع عالمهم الحديث والكيفية حول استخدام كل ما هم متوفر في عالمهم من ادوات ومصادر والقدرة لعمل كل هذا مع ادراكهم بقيم بلادهم فمن المؤكد إن هدف ايجاد جيل القرن الحادي والعشرين سيتحقق.
واختتمت الحديث بالقول أنا مؤمنه بأهمية معرفة نقطة النهاية قبل البدء بأي شيء ولهذا يجب على السلطنة أن تعرف أين تريد أن يكون موقعها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا واقتصاديا حيث أن الإجابة على هذا السؤال سيحدد خصائص خريجي المدارس ليكونوا مواطنين فاعلين ومساهمين، وستقوم الأهداف بتحديد المخرجات التربوية والمناهج والتقييم والأهم من ذلك عمليتي التعليم والتعلم ولهذا يجب على المحور الثالث سوق العمل العماني أن يكون الإطار المنظم ومن ثم يمكننا الانتقال الى المحور الثاني " الخبرات الدولية وجدواها تربويا " فمن الضروري إدراك أن جميع الدول حاليا تناقش نفس الموضوع الذي تطرقت اليه السلطنة من خلال الندوة ألا وهو كيف نكسب شبابنا الكفايات اللازمة لهذا القرن حتى يتمكنوا من تحقيق نتائج أفضل مما تم تحقيقه حتى الوقت الحالي، وأن البحوث التي تم تنفيذها على الصعيد العالمي مثل مشروع تقييم وتدريس مهارات القرن (ATC21S) تستطيع أن تقدم أُطر مفيدة للأخذ بها وهذا الاستعداد للإطلاع على تجارب الآخرين سيوفر لعمان المعلومات الاستطلاعية ليتم استخدامها في وضع خططها التنفيذية فقد حددت استراليا سبع قدرات عامة ومماثلة لكفايات القرن الحادي والعشرين وهي القدرة على الكتابة والقراءة والحساب ومهارة التواصل والاتصال ومهارة التفكير الابداعي والناقد والمهارات الشخصية والاجتماعية وترسيخ الاخلاق الحميدة والقيم والإدراك بالثقافات الأخرى.
وقالت الدكتورة دايان تشامبرز مساعد العميد بكلية الدراسات العليا في التربية بجامعة ملبورن أن الندوة تأتي لتسلط الضوء على دور التعليم في اعداد الناشئة ليكونوا مساهمين نشطاء لبناء مجتمعاتهم ويمتلكوا القدرات المناسبة لأداء وظائفهم في المستقبل والوقوف على المستجدات والمتغيرات في التحديات التي تواجهها الأوطان والمواطنين في القرن الواحد والعشرين. وحول أهم الكفايات التي يحتاجها الطلاب العمانيون قالت كثيرة ومن أهمها القدرة على العمل الجماعي مع أشخاص من مختلف التوجهات ومهارات حل المشكلات وايجاد الفرص واستخدام التقنية الحديثة. وعن توقعها لمدى الاستفادة من أوراق العمل التي طرحت قالت إنه ممكن الاستفادة عن طريق تحديد الأهداف لمخرجات التعليم ومشاركتها مع المدرسين وأولياء الأمور والطلبة وبهذا ستكون الصورة واضحة للجميع وكذلك من خلال دعم جهود المعلمين لتحقيق الاهداف من خلال طرق عملية كإتاحة فرص التعلم وبيئة الصف المناسبة وتوفير التكنولوجيا وتعميم الممارسات الجيدة وتكريم المجيدين ويمكن الاستفادة كذلك من خلال مراجعة الاهداف وسبل التنفيذ والتطوير .
وتناولت أهم الكفايات التي يركز عليها نظام التعليم في بلادها فقالت أستراليا تهتم ببرامج محو الأمية والحساب وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومهارات التفكير وحل المشكلات والتي تتطلب وجود معلمين أكفاء لديهم رؤى مشتركة حول الأهداف التربوية والذين يتلقون الدعم اللازم للتعلم المستمر أما عن ربط الكفايات بسوق العمل فقالت إن هناك مرتكزات تتمثل في تطوير رؤى مشتركة لأهداف التعليم والحاجة إلى ترجمة تلك الرؤى على أرض الواقع في الفصول الدراسية من خلال تأهيل المعلمين ببرامج أكثر كفاءة و برامج الإنماء المهني المستمرة و تقديم الدعم اللازم للمعلمين للتفوق .
بينما يرى الدكتور كايل ادواردز المدير الدولي بمؤسسة آجنتس العالمية (IWW) في نيروبي أن أهميه هذه الندوة كونها تطرح الاسئلة وتجيب عليها فيما يختص بمستقبل التطوير التربوي داخل السلطنة ومن بينها نظرة العمانيين لمستقبل أطفالهم والمكانة الاقتصادية التي تخطط السلطنة للوصول اليها بعد 50 عاماً وكذلك الآلية الواجب التركيز عليها في النظام التربوي لتعليم العمانيين من أجل تحقيق هذه الأهداف وكذلك مهارة التواصل وإنشاء فرق العمل حيث أن الصعاب والتحديات الكبيرة بحاجه الى أفكار كبيرة لحلها وبالتالي يجب علينا التفكير خارج الصندوق كما يجب على السلطنة ان تأتي بنظام تربوي خاص بها لا أن تقوم بنسخ الأنظمة التربوية للدول الأخرى ولكن من الجيد الاستفادة من أفكار الدول الأخرى بما يتناسب مع الأهداف المراد تحقيقها، علماً بأن الولايات المتحدة الأمريكية ما زالت تركز في تعليمها على نفس النظام المتبع في القرن العشرين والقائم على فكرة الفصول الدراسية ولكن هناك جهود لعقول مفكرة وتربوية تتمتع بإبداعها وسعت لإيجاد بيئة تربوية تقوم بتحدي الطلبة وقال إن المتطلبات اللازمة لتحقيق الكفايات تتمثل دائما في خلق التحدي حيث أن ما هو مناسب في الوقت الحالي لا يعني بالضرورة أنه مناسب دائماً ولمختلف الأزمنة فيجب علينا دائما أن نعمل على مبدأ التغيير والتكييف وكما يجب علينا دائما أن نقوم بتقييم ذواتنا وتقييم الآخرين وذلك لأهمية التقييم المستمر لما نقوم به واختتم القول نحن محظوظين في الولايات المتحدة الأمريكية لوجود شركات متخصصة في وضع كفايات القرن الحادي والعشرين والتي تعمل بشكل متواصل على تجديد نفسها وتحدي قدراتها وكفاءاتها للخروج بالجديد .
