تاريخ نشر الخبر :24/11/2013
تحت رعاية سعادة مصطفى بن عبداللطيف اللواتي وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية وحضور سعادة إيف أودين سفير الجمهورية الفرنسية بالسلطنة والدكتور حنان الشحية مديرة دائرة البرامج الدولية أقام المركز العماني الفرنسي في احتفائيته الختامية السنوية بسفارة الجمهورية الفرنسية حفل تخريج (65) طالبة وطالبة من الدارسين والحاصلين على شهادات الدلف والدالف- دبلوم الدراسات في اللغة الفرنسية-.
انفتاح السلطنة على دول العالم
وصرح وكيل الوزارة للشؤون الإدارية والمالية سعادة مصطفى بن علي بن عبداللطيف قائلا: إن إدخال وزارة التربية والتعليم مادة اللغة الفرنسية كمادة تجريبية اختيارية يؤكد على انفتاح السلطنة على كافة دول العالم ، واستقطاب السياح من الدول الناطقة باللغة الفرنسية وغيرها ، مما يحتم ضرورة الإلمام باللغة الفرنسية للعاملين في القطاع السياحي وغيره. وأضاف سعادته :و انطلاقا من العلاقات العمانية الفرنسية المتميزة عبر التاريخ وتعزيزا لأواصر الصداقة والتقارب والتفاهم والحوار الحضاري ، يواصل المركز العماني الفرنسي تعليم اللغة الفرنسية ببرامجه التعليمية والثقافية المختلفة منذ افتتاحه وحتى يومنا هذا، حيث ينظم هذا المركز دورات تدريبية للراغبين في تعلم اللغة الفرنسية بواسطة أساتذة متخصصين ذوي تأهيل عال ، وقال سعادته: يتضح جليا دور المركز في التبادل الثقافي والمعرفي والتقارب حيث يعد مدخلا من المداخل الثقافية بين الشعبين العماني والفرنسي فهو يقوم بالعديد من البرامج والخطط والمشاريع الثقافية التي تتيح للدارسين تعلم اللغة الفرنسية والاستفادة من الأنشطة العلمية والثقافية والفكرية التي تسهم في تعزيز التعاون والتقارب والتفاهم بشكل أكبر ، وقد استطاع المركز أن يعكس دوره المنشود والأهداف المرتجاة فهو يمثل اليوم مركزا للإشعاع الثقافي والحوار الحضاري بين شعوب البلدين الشقيقين.
إدخال الفرنسية في المناهج العمانية
وتحدث سفير الجمهورية الفرنسية في السلطنة سعادة إيف اودين قائلا: أريد أن أشكر وزارة التربية والتعليم على هذا التعاون الذي ندين فيه بنجاحنا بشكل كبير إليها، فنحن نعتقد أنه من السهل بالنسبة لنا أن نعمل بالشكل الذي نريد في ظل التسهيلات التي نجدها من قبل هذه الوزارة، كما أحب أن أشير إلى أهمية إدخال اللغة الفرنسية لهذا العام الدراسي في مناهج مدارس السلطنة ونأمل أن يزيد عدد المدارس الحاضنة للغة الفرنسية في السنة المقبلة، وأضاف سعادته: التعاون مع الوزارة يتطور بشكل أفضل مع الوقت ونحن في السفارة مستعدين لتطوير وترسيخ هذا التعاون بين الجانبين العماني والفرنسي
وقال سعادته: الفعالية مهمة جدا بالنسبة للسفارة الفرنسية فنحن نعرف أن المركز العماني الفرنسي قد نجح في جذب الطلبة العمانيين ، ويستطيع أن يجذب العديد منهم في السنوات القادمة، ولذلك حرصت أن ننظم هذه الحفلة هنا في السفارة الفرنسية حتى نعطي للحدث قيمته التي يستحقها. والعلاقة الثنائية بين فرنسا وعمان آخذة في التطور في القسم التربوي بشكل جيد حيث أن تعليم اللغة الفرنسية قد بدأ في بعض المدارس في مسقط وصحار، وهذا التطور يسير جنبا إلى جنب مع التطور في العلاقات السياسية فلا ننسى المعرض العماني البحري الذي أقيم في فرنسا في الشهر الماضي، ولقد التقى المبعوث الخاص لجلالة السلطان رئيس الجمهورية الفرنسية في قصر الإليزيه وهذا يعني أننا كفرنسيين نعطي قيمة كبيرة لهذه العلاقة، ولدينا أيضا برنامج زيارات بين باريس ومسقط، وأود أن أشير إلى أن الطلبة العمانية الدارسين للغة الفرنسية هم سفراء للثقافة الفرنسية.
تعاون مثمر
بدأ الحفل بتقديم من المستشار الثقافي حسين دهمان تم بعدها عرض المادة الفلمية " لماذا نتعلم اللغة الفرنسية" ألقى بعدها مدير المركز العماني الفرنسي جوليم كونستا كلمة قال فيها:" شهادة "DELF" هي شهادة رسميّة معترف بها من طرف وزارة التربية الفرنسيّة، يتحصّل عليها آلاف الطلبة المرشحين عبر العالم كل سنة، في ألف مركز موكّل موزّعين على أربع و ستين بلد والمركز العماني الفرنسي الذّي يحظى بإشراف مزدوج بين وزارة التربية و التعليم العمانيّة والسفارة الفرنسيّة هو المركز الوحيد في عمان الذّي يخوّل له تقديم هذه الشهادة، وهو ينظم دورتين كلّ سنة، في شهري ديسمبر ومايو، بمركز مسقط ومركز صحار.
وأضاف: نودّ تقديم تهانينا إلى الخمس و ستين دارسا للّغة الفرنسيّة الذين تحصّلوا على شهادة DELF في الدورة الأخيرة المنعقدة في شهر مايو، لأنّهم اختاروا تعلّم اللّغة الفرنسيّة أوّلا، ثمّ لأنّهم أرادوا تقييم كفاءاتهم والحصول على شهادة تدلي بمستواهم في هذه اللّغة، والأكيد أنّه لا مجال للحديث عن تكوين جدّي في غياب تقييم الكفاءات و تقديم شهادة عنها. وأضاف تقيّم شهادات "DELF" الكفاءات اللّغويّة الأربع (الفهم الكتابي و الشفوي و التعبير الكتابي والشفوي)، وهي تصنّف على مستويات متفاوتة، حسب المراحل الدراسيّة، ويخضع هذا التصنيف ومنهجيّة تقييم الكفاءات اللّغويّة إلى الإطار الأوروبي المرجعي الموحد للغات، المعترف به دوليا كأداة مرجعية، والتي يعتمدها حاليا أغلب المراكز التي تدرّس اللّغات الأجنبيّة. أعزّائي المتفوقين، إنّكم تجسّدون التدريس الحيوي والناجع للّغة الفرنسيّة في سلطنة عمان! و هذا الحفل هو شاهد على التعاون المثمر بين وزارة التربية و التعليم العمانيّة وسفارة فرنسا لدى السلطنة، لصيرورة المركز العماني الفرنسي، وننتهز هذه الفرصة لتقديم جزيل الشكر إلى وزارة التربية والتعليم، كما نودّ أن نهنّئها على المشروع التجريبي لإدخال الفرنسيّة في المدارس العموميّة العمانيّة الذّي بدأ هذه السنة، مؤكّدين لها دعم السفارة الفرنسيّة لهذا المشروع.
اتفاقية تعاون
ألقى بعدها عضو الدراسات والمتابعة من وزارة التربية والتعليم خالد المعولي كلمة أشار فيها إلى أن أهمية اللغة الفرنسية تكمن في كونها اللغة الأم ل(110) ملايين فرد في هذا العالم، و(190)مليون فرد يتحدثون الفرنسية كلغة ثانية، وهي – أي الفرنسية- لغة (29) دولة كلغة رسمية، وأشار إلى أن الأرقام في ارتفاع على المدى البعيد، كما تحدث المعولي عن العلاقات العمانية الفرنسية التي تعود إلى القرن السابع عشر في الحقبة التي كانت فيها السفن التجارية التي تنقل البضائع بين الهند والخليج العربي ترسو في ميناء مسقط، وأشار إلى أن بيت فرنسا أو المتحف العماني الفرنسي ما هو إلا شاهدا على متانة التاريخ والعلاقات الضاربة في القدم حيث يعود تاريخ بيت فرنسا إلى عام1896حين أهداه السلطان فيصل بن تركي للقنصل الفرنسي انذاك . وأشار إلى أن هذه العلاقة قد ترجمة في الجانب الثقافي والتربوي بإنشاء المركز العماني الفرنسي في ضوء اتفاقية التعاون الثقافي والتقني بين السلطنة والجمهورية الفرنسية عام 1979م والتي تبعها بروتوكول تنظيم العمل في المركز عام1999م
الدراسات العليا
ويستهدف برنامج شهادة الدبلوم في اللغة الفرنسية – الدلف والدالف طلبة وطالبات والشباب العماني والمقيمين الراغبين في دراسة اللغة الفرنسية وتكمن أهمية شهادة الدبلوم في اللغة الفرنسية –الدلف والدالف- في كونها ليس لها تاريخ انتهاء بحاجة إلى تجديد بين فترة وأخرى، كما أنه يتاح للطلبة الحاصلين على دبلوم الدلفبي2 ودبلوم الدالف المستوى المتعمق الترشح للدراسة العليا في الجمهورية الفرنسية أو الدول الناطقة بها مثل كندا وبلجيكا وسويسرا يضاف إلى ذلك الرسوم البسيطة للدراسة حيث تكاد أن تكون الدراسة مجانية.
أحتفظ بالكثير من الذكريات
وقال أيمن بن حمدان الشرجي: درست اللغة الفرنسية والترجمة في جامعة نزوى. أعمل في المركز العماني الفرنسي وذلك منذ سنة من الآن. أحب عملي كثيراً لأنه يسمح لي بإقامة علاقات مع فرنسا ولغتها وكذالك ثقافتها.ذهبت إلى فرنسا في يوليو 2011 وفي أغسطس 2013 لأخذ دروس في اللغة الفرنسية. هذه الرحلات كانت بمثابة خبرات جميلة سواء من الناحية العملية أو الشخصية. أحتفظ بالكثير من الذكريات عن فرنسا, مدنها, أجواءها, شعبها المضياف وأطباقها الشهية.حصلت على شهادة الدلف المستوى الأولى متقدم "أ 2" وذلك عام 2011. وفي هذا العام نجحت في امتحان الدلف المستوى الثالث مبتدى "ب 1" وأطمح إلى اجتياز باقي المستويات.أنا سعيد جدا بالمشاركة في هذه العلاقة بين سلطنة عمان وجمهورية فرنسا وأتمنى أن تزدهر وتتطور عامًا بعد عام.
العمانيون مقبلون على الفرنسية
وقالت دعاء بنت عبدالله صخر العامرية: فخورة جدا بوجودي بين هذه المجموعة الكبيرة من الخريجين ، وإنه لفخر أن يقبل الطلبة العمانيون على تعلم الفرنسية بهذا العدد الذي أراه اليوم كلغة ثانية غير اللغة الانجليزية، وبالنسبة فقد دفعني حبي للفرنسية إلى تعلمها خاصة وأني كنت قد درستها وأنا على مقاعد الدراسة وكان لدي الحافز على إكمال الدراسة فيها خاصة وأنني أستطيع الاستفادة منها بشكل كبير سواء أكانت الفائدة على المستوى الوظيفي أم كان على المستوى الشخصي والحياة الخاصة ، ويكفي الحب الذي أشرت إليه ليكون دافعا لدراستها، كما أنني أحتاجها في السفر حيث أنها تسهل علي التعامل مع المتحدثين بها بشكل كبير ، وهي ليست بتلك اللغة السهلة ، فهي صعبة، وتحتاج إلى جهد كبير ولكن حبها يسهل دراستها والاستمتاع بها، ولقد أخذت شهادتين فيها إلى الآن وأطمح أن أصل إلى المستويات العليا خاصة مع الدعم الذي يقدمه لنا من حيث الدراسة، وإقامة المعارض، وحضور الندوات والمؤتمرات وهذا بحد ذاته حافز لنا لمواصلة تعلم اللغة.
طلاقة التحدث
وترى أروى بنت سالم الخصيبية أن لحظة التخرج لحظة سعيدة جدا خاصة وأنها تعمل في وظيفة تحتاج إلى متحدث باللغة الفرنسية وهي لم تكن تملكها في البداية، مما دعاها إلى دراسة الفرنسية متدرجة فيها من مستوى بسيط إلى آخر أعلى، وتأمل أن تجيد الفرنسية وتتحدثها بطلاقة في قادم الأيام، وهي الآن مهيأة لتدريس اللغة الفرنسية للمستويات التي تأتي بعدها، شغفها بهذه اللغة جعلها تصر على تعلمها، وهي تطمح الآن أن تستفيد من تعلمها للغة بالتدرج الوظيفي حيث تطمح أن تتقدم بالعمل في مكان مرموق يتناسب وامتلاكها للغة الفرنسية ، وهي تسعى إلى تحقيق هذا الطموح رغم الصعوبة التي تواجهها في تعلم الفرنسية وخاصة وأن طريقة نطق الأحرف فيها تختلف عن طريقة النطق في اللغات الأخرى وترى أن الاستماع الجيد يساعد على التعلم بشكل كبير بالإضافة إلى ممارستها مع المتحدثين بها سواء أكانوا من الطلبة الملتحقين بالمركز أم المتحدثين باللغة من الفرنسيين المقيمين في السلطنة أو الذين يلتقون بهم في المؤتمرات والمناسبات.
أطمح أن أصل إلى المستوى الأعلى
وقال الخريج سعيد بن سالم العرفاتي: لي الفخر أن أحصل في هذا اليوم على دبلوم اللغة الفرنسية، فقد دخلت برنامجا تدريبيا مضغوطا ونجحت فيه و زرت لذلك فرنسا وقد كان ذلك في الصيف الماضي ، في زيارتي رأيت البلد جميلة وسياحية بشكل كبير، وأناسها بسطاء ودودون من الممكن أن تتعامل معهم بكل بساطة، وهم بالمقابل يتفاعلون معك دون تكلف. وقد قررت أن أدخل هذا الدورة واخترت أن أدرس الفرنسية لأتعلم هذه اللغة بعد أن أحسست أن لغتي الإنجليزية جيدة وأنني بحاجة إلى تعلم لغة جديدة، وأنا الآن في سنتي الثالثة، وأطمح أن أصل في السنة القادمة إلى المستوى الأعلى.
الجدير بالذكر أن المركز العماني الفرنسي هو اللبنة الأساسية والقاعدة الجوهرية لنشر اللغة الفرنسية والتعريف بالثقافة الفرانكفونية بشكل عام في ربوع السلطنة والذي بدوره خرج العديد من الطلبة العمانيين وغير العمانيين، وتنطلق وزارة التربية والتعليم من أهمية تعلم اللغات الأجنبية وضرورة تدريسها للطلبة وتعزيزا للعلاقات العمانية الفرنسية في الجانب الثقافي والتربوي فقد أدخلت اللغة الفرنسية كمادة اختيارية في مدارس السلطنة لطلبة الحادي عشر والثاني عشر كمادة اختيارية، وبدأ المشروع الفعلي هذا العام بأربع مدارس بواقع مدرستين للذكور ومدرستين للإناث موزعة على تعليمتي محافظة مسقط وشمال الباطنة على أمل تعميم التجربة على مدارس السلطنة جميعها
2013-11-24
