تاريخ نشر الخبر :23/12/2013
نظمت وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،ولجنة تطوير الأداء اللغوي بالوزارة صباح الأمس (الأربعاء) بفندق سيتي سيزن- الخوير،فعالية الإحتفال بأيام الألسكو والنهوض باللغة العربية وذلك تحت رعاية سعادة مصطفى بن علي بن عبداللطيف وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية،بمشاركة الأستاذ الدكتور محمد عبد الباري القدسي المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الألسكو)،حيث تستهدف هذه الفعالية أعضاء اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،وأعضاء لجنة تطوير الأداء اللغوي،والجهات ذات العلاقة بالتربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات من مؤسسات حكومية،وأهلية،وخاصة،والمشرفين والمعلمين المعنيين بتعليم اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم،والأكاديميين والمهتمين بالأدب واللغة العربية.
الأهداف
وجاء تنظيم هذا الاحتفال بهدف تعزيز أوجه التعاون بين السلطنة والألكسو في مجالات التربية والثقافة والعلوم،وإبراز الإنتاج الفكري للألكسو للجهات المستهدفة،والتعريف بدور الألكسو وبرامجها ومشاريعها في مجالات التربية والثقافة والعلوم للجهات ذات العلاقة بالسلطنة،والتركيز على"مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة" الذي تشرف عليه الألكسو،بجانب مشاركة دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية،والتعريف بدور وزارة التربية والتعليم في مجال النهوض بتعليمها وتعلمها،ودور الإعلام في سبيل النهوض باللغة العربية،حيث يأتي الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية بعد أن اعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته(190)،اعتبار يوم 18 ديسمبر من كل عام يوما عالميا للغة العربية،حيث تم الإحتفال به للمرة الاولى في العام الماضى2012م،وجاء اختيار 18 ديسمبر لأنه اليوم الذي أقرت به الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 اعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية لها ولكافة المنظمات الدولية المنضوية تحتها.
تعاون مستمر
اشتمل برنامج افتتاح الحفل على كلمة وزارة التربية والتعليم التي قدمها محمد بن سليم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،وتحدث من خلالها عن أهمية الإحتفال باليوم العالمي للغة العربية قائلا:إنه لمن دواعي الغبطة أن يكون احتفالنا بأيام الألكسو في هذا اليوم متزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ؛ فكلا المناسبتين لهما الأهمية البالغة؛ فالاحتفال باليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام ،تم اعتماده من قبل اليونسكو ،وجميع دول العالم مدعوة للاحتفاء بهذه المناسبة الغالية علينا كأمة عربية،وأما الاحتفال بأيام الألكسو فهو حلقة مهمة في سلسلة التعاون المستمر مع هذه المنظمة العريقة.
وحول أهمية التعاون بين منظمة الألسكو وسلطنة عمان،والبرامج والمشاريع التي تتبناها المنظمة أضاف محمد اليعقوبي،قائلاً: وفي سياق التعاون القائم بين السلطنة والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تحديداً؛فإن هنالك العديد من البرامج التربوية والثقافية والعلمية المشتركة،وبرامج للزيارات المتبادلة؛ ففي مارس الماضي استقبلت معالي الدكتورة رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بمكتبها معالي المدير العام الألكسو، وها نحن اليوم نستقبل المدير العام المساعد للألكسو، ونظمت زيارات للعديد من موظفي أمانة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم إلى مقر الألكسو بالجمهورية التونسية بدعم من المنظمة،وقد حظيت مسقط بشرف عاصمة الثقافة العربية في عام 2006م ، حيث يعتبر مشروع العواصم الثقافية العربية أحد أهم المشاريع الكبرى التي تتبناها الألكسو،وبالإضافة إلى مشروع العواصم الثقافية تضطلع الألكسو بالعديد من البرامج والمشاريع ذات الأهمية تحقيقا لأهدافها وفي مختلف المجالات التي تعنى بها المنظمة ومنها على سبيل المثال لا الحصر؛ "خطة تطوير التعليم في الوطن العربي " التي اعتمدتها القمّة العربيّة المنعقدة بدمشق عام 2008 وعهدت بتنفيذها إلى المنظمة العربيّة للتّربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدوّل العربيّة، كما تشرف الألكسو على انجاز موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين ،وهو مشروع علمي وثقافي الهدف منه هو التعريف بالدور الإيجابي الذي كان للأمة العربية في إغناء الحضارة البشرية، ويعتبر مشروع "النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة" من أهم المشاريع التي عهد إلى الألكسو تنفيذها بعد إقراره من مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، ويهدف المشروع إلى الحفاظ على الهوية العربية متمثلة في لغتها الأم "اللغة العربية" ، والاهتمام باللغة العربية على أنها وعاء للمعرفة وسبيل الأمة نحو التوجه إلى مجتمع المعرفة.
السياج الآمن
وفيما يتعلق بأهمية اللغة العربية أكد أمين اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم قائلا:عند الحديث عن اللغة، فإنه ما من شك فيه أن موقع اللغة في المنظومة الحضارية والفكرية للأمم والشعوب كموقع القلب من الجسد؛ لا تحدها مقاييس ولا تستوعبها مقادير؛ فهي السياج الآمن للأجيال كونها العمق الحضاري والامتداد الطبيعي الذي يربط الحاضر بالماضي، وهي صمام الأمان للأمة باعتبارها الهُوية المتأصلة لها،وهي الوعاء لنتاجهم العلمي وإسهامهم الفكري،واعتباراً لكل ذلك؛فإن أهميتها تتعاظم يوماً بعد آخر لتصبح عاملاً مؤثراً في كل مناحي الحياة وفي التنمية المستدامة بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على حد سواء،حيث يؤكد العلماء على أن للغة عدة وظائف وأدوار في عملية التنمية المستدامة؛فهي توفر تبادل ونقل المعرفة والخبرة بين أفراد المجتمع ومؤسساته، كما أنها وسيلة التواصل بين أجزاء منظومة العلوم والتكنولوجيا التي تعتبر من أهم الطرق المؤدية إلى مجتمع المعرفة والابتكار والإبداع.وبالتالي؛ فإن الأمم اليوم تدرك أن بقاءها وقوتها إنما هو في بقاء وقوة لغتها، وترسيخها بين أجيالها كلغة علم.
دور الإعلام للنهوض باللغة
وأضاف قائلا: لقد تم التخطيط لهذه المناسبة بأن تكون فاعلة وفريدة وذات قيمة علمية وعملية كبيرة؛ فهي بالإضافة إلى جانب طبيعتها الاحتفالية؛ إلا أنها تشتمل على أوراق عمل تتمحور حول اللغة العربية ودور الإعلام للنهوض بها، حيث المحور الرئيس لاحتفالات اليوم العالمي للغة العربية لهذا العام يركز على دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية، وتتسم أوراق العمل بالطرح العلمي المعمّق بمشاركة متحدثين متخصصين؛ إذ تتناول هذه الأوراق عدة جوانب في غاية الأهمية،وستشتمل احتفالية هذا اليوم تكريم مجموعة من المعلمين والمشرفين المطبقين لبرنامج "أقرأ وأفكر" والذي تبنته الوزارة بهدف تعزيز وتطوير الأداء اللغوي لدى الطلبة في كافة محافظات السلطنة،والأمل أن تستمر مثل هذه المشاريع والمسابقات للنهوض بلغتنا العربية.
حفظ الحضارة
عقب ذلك قدم سيف بن سليمان المعولي مشرف لغة عربية بتعليمية محافظة مسقط،وعضو اللجنة المحلية لتطوير الأداء اللغوي، كلمة المكرمين وتحدث من خلالها قائلا : إن اللغة العربية في الأمم صمام أمانها،وسبب بقائها اذا تنازعها تعدد الأديان أو اختلاف الأصول وتعدد المشارب، ولعل هذا ما حمل منظمة اليونسكو إلى تبني يوم للغة الأم ؛لتؤكد على أهمية اللغة العربية للشعوب والمجتمعات وواجب هذه الشعوب في المحافظة عليها ،أما تخصيص يوم عالمي للغة العربية وهو الثامن عشر من ديسمبر من كل عام، يستقي أهميته من كونه يوماً تشاركنا فيه الأرض كلها في الإحتفاء بلغتنا العربية الجميلة اعترافا من المنظمات العالمية بدور هذه اللغة في حفظ تراث حضارة عربية وإسلامية دامت ثمانمائة عام ويزيد،كما انه يمثل اعترافا بدور اللغة العربية في حفظ كنوز لا تقدر بثمن من نتاج الحضارات التي سبقتها وعاصرتها وذلك بفضل حركة الترجمة الرائدة التي كانت في الدولة العباسية والدولة الأندلسية،وعليه لا يليق بنا ان يمر علينا نحن أبناء العربية وحماتها هذا اليوم دون الوقوف فيه اجلالا وتقديرا للغتنا العربية الجميلة،وهاهم كوكبة من المعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات الذين ضحوا بأوقاتهم من أجل رفع المستوى اللغوي لأبنائهم الطلاب شعوراً منهم لأهمية اللغة ودورها في حاضر هؤلاء الطلاب ومستقبلهم. تلاه تقديم قصيدة شعرية حول أهمية اللغة العربية ومكانتها،ثم قام راعي الحفل بتكريم مجموعة من المعلمين والمشرفين المطبقين لبرنامج "أقرأ وأفكر" والذي تبنته الوزارة بهدف تعزيز وتطوير الأداء اللغوي لدى الطلبة في كافة المحافظات التعليمية بالسلطنة.
عقب ذلك قام راعي المناسبة بالتجول في المعرض المصاحب للإحتفال والذي تضمن مجموعة من الكتب المتنوعة المهتمة باللغة العربية،بجانب الكتب الخاصة لبرنامج(اقرأ وفكر).
النهوض باللغة العربية
ركزت أوراق العمل التي تم تقديمها في الفعالية على المحور الرئيسي لليوم العالمي للغة العربية في هذا العام وهو (دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية)،من خلال مجموعة من المحاور الفرعية منها:مدى مساهمة الإعلام في نشر اللغة العربية خارج حدود الوطن العربي،والنسخة العربية في القنوات الفضائية الأجنبية،ودوافعها،ودور الإعلام الجديد في إعادة الشباب العربي إلى لغته،وجاءت الورقة الأولى تحت عنوان (برامج ومشاريع الألسكو والنهوض باللغة العربية) والتي قدمها الإستاذ الدكتور محمد عبد الباري القدسي المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) وتحدث من خلالها عن أهمية اللغة العربية،وجهود المنظمة لدعمها.
عقب ذلك قدم الدكتور محمود بن سليمان الريامي،أستاذ مساعد بجامعة السلطان قابوس في علوم اللغة العربية ورقة العمل الثانية بعنوان (دور الإعلام في النهوض باللغة العربية) حيث تناولت الورقة تعريف اللغة كظاهرة إنسانية،ووظائفها التواصلية والفكرية والثقافية وأهم ما تميزت به اللغة العربية من خصائص وسمات جعلتها لغة القران الكريم والدين الاسلامي،كما وتحدثت الورقة عن العلاقة بين اللغة العربية والإعلام وخصائص اللغة الإعلامية ،وعن واقع اللغة العربية في الاعلام المعاصر في الصحافة والإذاعة والتلفاز والقنوات الفضائية،ونبهت الورقة إلى أهمية اللغة العربية ومكانتها في برامج الأطفال والبرامج الحوارية والإعلانات،ووصفت الورقة بعض الحلول لتطوير اللغة العربية.
فيما تناولت الورقة الثالثة عنوان( دور وزارة التربية والتعليم للنهوض بتعليم اللغة العربية وتعلمها) وألقتها سمية بنت سليمان السليمانية من المديرية العامة لتطوير المناهج وتحدثت في ورقتها عن منزلة اللغة العربية في المنظومة التربوية فهي لغة التدريس في كل المواد الاجتماعية والعلمية والتقنية والفنية في كل مراحل التعليم الأساسي وما بعده،وتناولت مقاصد تدريسها،ثم تحدثت عن جهود الوزارة لدعم اللغة العربية في مجالات المناهج،والبرامج والمشاريع التربوية،وفي مجال المسابقات والمشاركات المحلية والإقليمية والدولية.
