الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

  المرهون يرعى افتتاح ندوة اللغة العربية

تاريخ نشر الخبر :03/03/2015
  • ·       الشيبانية: تأتي الندوة ضمن اهتمام الوزارة للارتقاء بمستوى الطلاب في التحصيل الدراسي بشكل عام وفي القراءة والكتابة بشكل خاص
  • ·       الحارثي: ساهمت مناهج اللغة العربية في تطوير إمكانات ومهارات الطلاب فيما يتعلق باللغة وآدابها بشكل عام
  • ·       العجمية: ستبذلُ الوزارة خلال الفترة القادمة جهودها لتطوير مهارة القراءة وفقا لخطط ترتكز على مفاهيمَ عصريةٍ، تلبيةً للحاجات، ومواكبة للمتغيرات والمستجدات المعرفية
  • ·       تدشين استراتيجية نشر ثقافة القراءة في المجتمع العماني الهادفة إلى تنمية مهارات القراءة، والكتابة لدى الطلاب، وتشجيعهم على القراءة الحرة المستمرة. 
  • ·       جلستين عامتين وحلقتي عمل في اليوم الأول من الندوة

تهدف الندوة إلى تحقيق العديد من الأهداف أهمها: الوقوف على آخر المستجدات البحثية في مجال تعليم الكتابة وتعلمها، والاطلاع على تجارب بعض الدول في مجال تعليم مهارات الكتابة وتعلمها، والتعرف على مبادرات كتّاب أدب الطفل في الكتابة للطفل ومع الطفل، وتزويد المعلمين بنماذج لمبادرات محلية لتعليم الكتابة وتعلمها من خلال مشاركة الحقل التربوي، وتقديم مقترحات عملية لحل مشكلة الصعوبات الكتابية لدى الطلاب، و تبادل وجهات النظر والمعلومات والخبرات في مجال تعليم اللغة العربية وتعلمها خاصة ما يتعلق بتعليم مهارات الكتابة، وعرض التحديات التي تواجه تعليم الكتابة والسبل المناسبة لمواجهتها، ومناقشة تجارب تطوير تعليم الكتابة وآثارها المستقبلية، ومشاركة الحقل التربوي في بلورة استراتيجية هدفها النهوض بالكتابة للطفل ومع الطفل من خلال توصيات نابعة من القائمين على تدريس اللغة العربية. 

رعى معالي وزير الخدمة المدنية الشيخ خالد بن عمر المرهون صباح أمس (الاثنين) بفندق كراون بلازا مسقط افتتاح ندوة اللغة العربية الثالثة "الكتابة تعليما وتعلما" بحضور وزيرة التربية والتعليم معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وأصحاب السعادة المستشار والوكلاء بالوزارة وبمشاركة عدد من المعنيين باللغة العربية من داخل السلطنة وخارجها. 
وفي نهاية الحفل صرحت معالي وزيرة التربية والتعليم قائلة: تأتي الندوة ضمن اهتمام الوزارة بالارتقاء بمستوى الطلاب في التحصيل الدراسي بشكل عام وفي القراءة والكتابة بشكل خاص، وخصصت ندوة هذا العام للحديث عن "الكتابة تعليما وتعلما" وجاء تدشين "استراتيجية القراءة" تنفيذا لتوصيات الندوة السابقة التي خرج منها المشاركون بضرورة وضع استراتيجية للقراءة يشارك فيها كافة فئات المجتمع تعزيزا لثقافة القراءة، وأضافت معاليها: سعداء جدا بتدشين هذه الاستراتيجية والاهتمام بالكتابة لأهمية هذا الجانب في فتح آفاق أوسع للطالب من خلال مهارة الكتابة.
وأشارت معاليها إلى اهتمام الوزارة بتطوير اللغة العربية والأدوات المصاحبة لها، وإلى اهتمامها بالمعلم والطالب والمنهج الدراسي، وأكدت على أن الكتابة تواجه تحديا كبيرا في جميع اللغات في ظل توظيف التقنيات الحديثة التي وجهت الطالب إلى استسهال العبارات القصيرة، واللجوء إلى هذه التقنيات للحصول على المعلومة عوض استخراجها من أمهات الكتب بهدف أخذ المعلومة من مصدرها، والتعمق في القراءة.
وحول المناهج الدراسية ومنهاج مادة اللغة العربية والرؤية التطويرية لوزارة التربية والتعليم في هذا الجانب قال سعادة وكيل الوزارة للتعليم والمناهج الدكتور حمود بن خلفان الحارثي : اللغة بشقيها الكتابة والقراءة هي أساس العلم إضافة إلى الرياضيات والحساب، وما نقوم به حاليا في وزارة التربية والتعليم هو إعادة مراجعة منظومة التعليم بشكل عام ومن بينها ما يتعلق بأساسيات التعليم، وأضاف سعادته: انتهينا من معايير الحلقة الأولى ونعمل حاليا على الحلقة الثانية  ونركز على اللغة التي هي أساس التعلم. وأشار سعادته أنه خلال  السنوات الماضية انصب تركيز الوزارة على تطوير الكتب الحالية للغة العربية للحلقة الأولى وجاءت النتائج بأثر طيب حيث ساهمت هذه المناهج في تطوير إمكانيات ومهارات الطلاب فيما يتعلق باللغة وآدابها بشكل عام.
 وحول مشاركة السلطنة في العديد من المسابقات العربية والدولية المتعلقة باللغة العربية قال الحارثي: حق طلابنا العديد من الانجازات في المسابقات على المستوى الدولي، ولدينا العديد من المسابقات على المستوى المحلي، وما هذه المسابقات والاهتمام بالمشاركة فيها إلا دليل على الاهتمام باللغة العربية، اللغة الأم.
بدأ برنامج حفل الافتتاح بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ألقت بعدها مستشارة وزيرة التربية والتعليم لتطوير الأداء اللغوي ورئيسة اللجنة المنظمة للندوة الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية كلمة الوزارة قالت فيها: لقد كان انعقاد ندوة اللغة العربية الأولى في العام الدراسي2009/2010م بداية لسلسلة من الندوات تعنى بلغة الضاد، ففيها عرضت تجارب عربية ودولية في تعليم اللغة العربية وتعلمها، ثم تلتها الندوة الثانية، والتي عقدت في العام الدراسي 2011/2012م لتعرض ملامح التطوير في تعلم مهارة القراءة وتعليمها. وها هي الندوة الثالثة تعقد اليوم بعنوان "الكتابة تعليما وتعلما" قناعة من وزارة التربية والتعليم، وإيمانا منها بالكتابة كمهارة أساسية لا تقل أهمية عن مهارة القراءة، فالكتابة هي أداة اللغة ووسيلة حفظها، فلولا الكتابة ما حفظ لأي أمة تراث ولا نجا من الضياع لها موروث حضاري. كما إن الكتابة وسيلة رئيسية للتعلم الناجع، والتحصيل الدراسي والعلمي الأمثل. 
وأضافت: إن تخصيص هذه الندوة لمهارة الكتابة جاء مسايرا لجهود المنظمات العربية والدولية المبذولة في مجال المحافظة على اللغة، وخاصة جهود اليونسكو التي خصصت يوم الثامن عشر من ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، وقد خصت الحرف العربي كمحور للتركيز والاهتمام لاحتفائية هذا العام. كما أنها  خصصت  الحادي والعشرين من شهر فبراير من كل عام يوما للغة الأم، ولأن اللغة العربية أساس القومية العربية وعنوان شخصيتها، وذاتيتها الثقافية، ومستودع تراثها، فقد خصصت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليكسو كذلك يوما للاحتفاء باللغة العربية والذي يصادف  يوم الأول من شهر مارس من كل عام، وهو الشهر الذي جاء فيه انعقاد ندوتنا الثالثة. كما أن سلطنة عمان في هذه الأيام تحتفل بإعلان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الأيسيكو) نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2015م، وقد تم اختيار نزوى لتمثل السلطنة نظرا لمكانتها الدينية والتاريخية والحضارية، فهي مدينة العلم والعلماء.                 
وأكدت الدكتورة إلى أن الوزارة ستبذلُ خلال الفترة القادمة جهودها لتطوير مهارة القراءة وفقا لخطط ترتكز على مفاهيمَ عصريةٍ، تلبيةً للحاجات، ومواكبة للمتغيرات والمستجدات على صعيد عصرنا وثورته المعرفية، من خلال استراتيجية لنشر ثقافة القراءة في المجتمع المحلي وتشجيع أفراد المجتمع بجميع أطيافه على القراءة باعتبارها مفتاح العلوم والمعارف، وسيواكب هذه الندوة تدشينا لاستراتيجية القراءة ليبدأ تفعيلها في المدارس والمجتمع.  
تم بعدها عرض فيلم قصير يتحدث عن الصعوبات الكتابية التي يواجهها الطلبة وأهمية تكامل أدوار كل من الأسرة والمدرسة في رفع المستوى التحصيلي والمعرفي للطالب. دشن بعدها راعي الحفل استراتيجية نشر ثقافة القراءة في المجتمع العماني، وتتمثل رؤية الاستراتيجية في تمكين الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي من القراءة، وتنمية ميولهم القرائية. وتهدف الاستراتيجية إلى تنمية مهارات القراءة، والكتابة لدى الطلاب، وتشجيعهم على القراءة الحرة المستمرة، وتوظيف التقنيات الحديثة في تنمية مهارات القراءة، وتطوير مهارات المعلم في تعليم القراءة، والكتابة، وتفعيل دور أولياء الأمور في تشجيع أطفالهم على القراءة، وتعزيز دور المدرسة في نشر ثقافة القراءة، وتفعيل دور المجتمع في دعم برامج القراءة. 
قدم بعدها المتحدث الرئيسي للندوة الدكتور محمد حسان الطيان ورقة عمل بعنوان"جوانب مجهولة من تاريخ الكتابة العربية". أشار فيها إلى أن العرب أولو الكتابة أهمية كبيرة منذ مجيء الإسلام فقد نزل من ضمن ما نزل من القرآن " اقرأ باسم ربك الذي خلق" ثم أقسم بالقلم في سورة حملت اسمه. وأشارت الورقة إلى أن القرنان الأول والثاني للهجرة شهدا تطورا سريعا في رسم الحروف العربية، وإعجامها أو تنقيطها، ضبطها أو تشكيلها، كما شهدا تطورا في أنواع الخطوط، وتنوع أساليب الكتابة، ونشوء الكتابة الفنية وفن الترسل، وأدب الكتابة، وأدب الكتَّاب.
 وأشار إلى وجود جوانب ما زالت مجهولة يحاول البحث أن يسلط الضوء عليها، ويبرز اثنين منها وهي: الكشف عن الرموز الكتابية للغات القديمة البائدة كاليونانية والسريانية والمصرية (الهيروغليفية) والهندية والفارسية...وغيرها. والكتابة السرية بالعربية، وهو ما يدعى بعلم التعمية واستخراج المعمى عند العرب (الشفرة وكسر الشفرة)، وقد شارك الباحث مع اثنين من زملائه في إخراج سفرين في تاريخ هذا العلم وتحقيق أهم مخطوطاته، اشتملا على أحد عشر مخطوطا من مخطوطات التعمية، مع تحليلها تحليلا علميا موازنا بأحدث ما جد في دنيا التعمية أو التشفير. 
 بعدها بدأ المحور الأول من الجلسة وجاء بعنوان "نتائج البحوث والدراسات في مجال تعليم الكتابة وتعلمها"  ترأسها الدكتور سيف المعمري وقدم فيها الدكتور أنطوان صياح ورقة بعنوان "تعليم الكتابة وتعلمها والمناهج التعليمية المسلّمات والانعكاسات" تضمنت الورقة على دراسة الارتباط التلازمي بين المسلّمات التي تقوم عليها عمليّة الكتابة وبين الانعكاسات التي تتجلّى في المناهج التعليميّة في المراحل والحلقات التي ينتظم فيها النظام التعليمي بصورة عامّة في سائر أنحاء العالم.
وأشارت الورقة أن المناهج التعليميّة للغة العربيّة تفصل بين النشاطات اللغويّة من قراءة وتعبير شفهي ومطالعة ومحفوظات وقواعد وتعبير كتابيّ، وأكدت على أن المسّلم الأوّل النابع من الدراسات العلميّة يؤكّد على وحدة نشاطات تعليم اللغة العربيّة من خلال النشاطات المتنوّعة. واستشهدت على أن الكتابة التي تشكّل الهدف البعيد المدى لتعلّم اللغة، لا يمكن تعليمها وتعلّمها إلاّ في ارتباطها مع سائر النشاطات اللغويّة، وفي تجنّدها لخدمة هذا الهدف. إذ إنّ التعبير الشفهيّ لا يشكّل نشاطاً قائماً في ذاته، إنّما هو نشاط خادم للوصول الى تعليم الكتابة، والوضع عينه بالنسبة الى سائر أنشطة تعليم اللغة العربيّة.
ودعت إلى الأخذ بمفهوم الأهداف النهائيّة الاندماجية، الذي تسير عليه الدول المتقدّمة في وضع مناهجها التعليميّة، وهو القائم على عدم الاكتفاء بالأهداف التربويّة، وعدم بناء المناهج على الكفايات التعليميّة فقط، إنّما على دمج الأهداف والكفايات في ما يسمّى الأهداف النهائيّة الاندماجية التي تقوم على توظيف النشاطات التعليميّة في وضعيّات حياتيّة يلاقيها المتعلّم في حياته، يفرض على المتعاطين بالمناهج التعليميّة، إعداداً وتقويماً وتعديلاً، تعميم هذا المفهوم على سائر النشاطات التعليميّة بما فيها تعليم اللغة العربيّة في بلداننا بالدرجة الأولى، والانطلاق من مواقع الحياة العمليّة التي يحياها المتعلّم في منزله وحيّه ومدرسته وفي سائر مواقف حياته لتشكّل المادّة اللغويّة التي تبنى عليها نشاطات تعليم وتعلّم اللغة العربيّة الشفهيّة والكتابيّة على حدّ سواء.
وكانت الورقة الثانية بعنوان "تعليم الكتابة بين النظرية والتطبيق.. التجربة الجزائرية نموذجا" قدمها الأستاذ الدكتور الحواس مسعودي حيث أشارت الورقة إلى أن المنظومة الجزائرية الحالية حصيلة لإصلاحات وتجارب متتالية بحكم تأثرها المباشر بما يستجد في المنظومات الأوروبية القريبة منها. وأشارت إلى تميزها باعتمادها على سياسة تربوية تتبنّى المقاربة بالكفاءات إطارا والمقاربة النصية منهجا؛ فالمقاربة بالكفاءات هي طريقة تخص إعداد الدروس والبرامج التعليمية من حيث هي تحليل لوضعيات المتعلمين وتحديد للكفاءات المطلوبة ثم ترجمتها إلى أهداف وأنشطة تعلّمية، منها التحكم في الكتابة. وأما المقاربة النصية فهي تجعل من النص (وليس الجملة) محورا تدور حوله مختلف الفعاليات. وبناء على هذا لا تتحقق كفاءة الكتابة، بالصفة المرجوة، إلا بالتدرب على إنتاج نصوص شبيهة بتلك التي درسها المتعلم من حيث الاتساق والانسجام، سواء كان هذا التعبير الكتابي وظيفيًا أو تواصليًا (كتابة الرسائل والبطاقات والتلخيص، الخ)، أو إبداعيًا (الشعر والقصة، الخ).
وركزت الورقة على الدراسات التأسيسية التي تناولت تعليم الكتابة والتي أدت إلى تغييرات جذرية كان من نتائجها هذه المقاربة، المُطبقة في دول كثيرة، وعرضت محاور تعليم الكتابة (التعبير الكتابي) وفق هذه المقاربة، من التحضيري (تعلّم كتابة الحروف) إلى الإعدادي (كتابة نصوص متنوعة) عرضا نقديا يبرز إيجابياتها وسلبياتها تمهيدا لإمكانية تحسينها والاستفادة منها، مستفيدين من الدراسات النظرية والميدانية المرجعية التي كانت سببا في تبنّيها. وختمت الورقة بعرض مركّز للدراسات التي تناولت بالنقد هذه التجربة في الجزائر، خصوصا ما تعلّق بتعليم الكتابة أو ما يُعرف بـ (التعبير الكتابي).
أما المحور الثاني فكان عبارة عن "حلقات عمل متزامنة" تعرض تجارب دولية وعربية في تعليم الكتابة وتعلمها، وانقسم المشاركون إلى مجموعتين متوازيتين، كل مجموعة تناقش في ساعة موضوعا معينا، وكان عنوان الحلقة الأولى "استراتيجيات عمل وطرق ناشطة لتنمية مهارات الكتابة" قدمتها الأستاذة كريس جبران أبو خالد هدفت إلى تعريف الحاضرين باستراتيجيّات عمل وطرق ناشطة تنمّي عند الطلاّب القدرة على امتلاك مهارات الكتابة الأساسيّة، انطلاقًا من الصّفوف الدّنيا وصولاً إلى العليا منها، ومن هذه الاستراتيجيّات "منهجيّة الكتابة" المرتكزة على ما يقوم به أيّ كاتب محترف من خطوات في الحياة العمليّة، والّتي تساعد الطّلاّب على اكتساب منهجيّة عمل تمكّنهم من الكتابة في أيّ موضوع يُعرض عليهم. وهي عبارة عن خمس خطوات عمليّة يُمكن اختصارها بالعناوين الآتية: العصف الذّهنيّ وتحضيرات ما قبل الكتابة، المحاولة الأولى، المراجعة والتّدقيق، المحاولة الثّانية، النّشر. هذا فضلاً عن نماذج تمارين تعرض خطوات عمل سهلة وبسيطة تساعد المعلّم، ولاسيّما المبتدئ، على كيفيّة تخطيط وحدة عمله، وعلى كيفيّة التّدرّج بمهارات الكتابة للوصول بطلاّبه إلى برّ الأمان. على سبيل المثال لا الحصر، كيفيّة التّحضير لكتابة جملة وتوسيعها وصولاً لكتابة فقرة أو موضوع متكامل. كيفيّة التّدرّج من كتابة مقدّمة قصّة أو جسمها أو خاتمتها وصولاً إلى كتابة قصّة متكاملة، وكذلك الأمر في الشّريط المصوّر وإنشاء حوار، أو كتابة موضوع يتناول بالوصف شخصًا أو مكانًا أو غرضًا ما، أو نصًّا وثائقيًّا يقدّم معلومات، وغيرها من الأمور الحياتيّة العامّة كالحديث عن سير لعبة ما أو كتابة وصفة طعام أو إعطاء معلومات عن كيفيّة استعمال غرض ما. مع التّركيز على أهمّيّة شبكات التّقويم الذّاتيّ المناسبة لكلٍّ من الموضوعات أو أنواع النّصوص. إضافةً إلى تقديم طرق عمل ناشطة ترتكز إلى استعمال مستندات مختلفة من حياتنا اليوميّة من مثل الموسيقى، الأفلام القصيرة، أرقام الهاتف، الرّسوم، الصّور... كما يمكننا استغلال كلّ ما يُحيط بنا، ما نراه، ما نعيشه وما نقوم به ليكوّن مواضيع حيّة للعمل عليها، لإكساب الكتابة صفة الواقعيّة ولإظهار أهمّيّة إتقانها لطلاّبنا، بوصفها جزءًا ضروريًّا من حياتهم اليوميّة. بواسطتها يستطيعون التّعبير عن أنفسهم، والتّواصل بوضوح مع الآخرين، وصولاً إلى إثبات وجودهم.هذا مع التّركيز على ربط الكتابة بالقراءة وبامتلاك المعارف اللّغويّة، وعلى أهمّيّة المطالعة لتنمية المخزون اللّغويّ، ما يسهّل عمليّة الكتابة. 
وكان عنوان الحلقة الثانية " كيف نجعل من الكتابة متعة" قدمها الأستاذ بيتر لاكنتوني وقال فيها: إن قراءة الأدب عملية ممتعة، تجذب الأطفال وتلبي حاجاتهم، وتتماشى مع كيفية تعلمهم. فالأدب يوفر خبرات غنية للأطفال، حيث يتفاعلون مع ما تتضمنه قصة جميلة من أحداث تثيرهم لتتبعها وشخصيات ينشدون إليها كما تسحرهم بأجوائها، وتساعدهم على فهم مجتمعهم والعالم من حولهم. ويعطيهم الأدب - قصة وقصيدة- فسحة للولوج في عالم الخيال وتلمَّس عناصر الجمال.  فالأدب بقدر ما يحاكي عقل الأطفال يمس مشاعرهم في آن. إن هذه الميزات الخاصة تجعل من الأدب وسيلة فاعلة لتنمية مهارات ذهنية وعلمية ورياضية وإبداعية، بقدر ما توفر وسيلة ذات معنى لتنمية المهارات اللغوية، حيث يتعلمها الأطفال ضمن سياق شائق وليست كرموز مجردة.
كيف يمكن للمعلم أو أمين المكتبة أن يجعل قراءة قصة ما أكثر متعة، وبالتالي أكثر فائدة للطفل القارئ؟ كيف يمكن للمعلم أو أمين المكتبة أن يطلق العنان لإبداع الأطفال وخيالهم، وأن يثير إبداعه وخياله كفرد في آن؟ وكيف يمكن أن يتشاركوا معاً في التخطيط لقصتهم، من بناء شخصياتها وتصميم المكان والظروف التي تدور فيه أحداثها ومن ثم صياغتها؟
 وتدرب المشاركون على تحليل مكونات القصة ووضع خريطتها (من حبكة وشخصيات وقرينة وفكرة رئيسية ووجهة نظر وأسلوب)، ومن ثم سيستمتعون بالتدرب على نشاطات حيوية حول القصص بدءاً من نشاطات تمهيدية تبدو وكأنها لعب بالقصص ومعها، إلى تأليفها، وانتهاء بعرضها ومناقشتها مع زملائهم . ويتلمسون من خلال ذلك شروط القصة الناجحة. مما يجعلهم يتحمسون لتطبيقها مع الأطفال مباشرة بعد الورشة.                   

رعى معالي وزير الخدمة المدنية الشيخ خالد بن عمر المرهون صباح أمس (الاثنين) بفندق كراون بلازا مسقط افتتاح ندوة اللغة العربية الثالثة "الكتابة تعليما وتعلما" بحضور وزيرة التربية والتعليم معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وأصحاب السعادة المستشار والوكلاء بالوزارة وبمشاركة عدد من المعنيين باللغة العربية من داخل السلطنة وخارجها. 
وفي نهاية الحفل صرحت معالي وزيرة التربية والتعليم قائلة: تأتي الندوة ضمن اهتمام الوزارة بالارتقاء بمستوى الطلاب في التحصيل الدراسي بشكل عام وفي القراءة والكتابة بشكل خاص، وخصصت ندوة هذا العام للحديث عن "الكتابة تعليما وتعلما" وجاء تدشين "استراتيجية القراءة" تنفيذا لتوصيات الندوة السابقة التي خرج منها المشاركون بضرورة وضع استراتيجية للقراءة يشارك فيها كافة فئات المجتمع تعزيزا لثقافة القراءة، وأضافت معاليها: سعداء جدا بتدشين هذه الاستراتيجية والاهتمام بالكتابة لأهمية هذا الجانب في فتح آفاق أوسع للطالب من خلال مهارة الكتابة.وأشارت معاليها إلى اهتمام الوزارة بتطوير اللغة العربية والأدوات المصاحبة لها، وإلى اهتمامها بالمعلم والطالب والمنهج الدراسي، وأكدت على أن الكتابة تواجه تحديا كبيرا في جميع اللغات في ظل توظيف التقنيات الحديثة التي وجهت الطالب إلى استسهال العبارات القصيرة، واللجوء إلى هذه التقنيات للحصول على المعلومة عوض استخراجها من أمهات الكتب بهدف أخذ المعلومة من مصدرها، والتعمق في القراءة.
وحول المناهج الدراسية ومنهاج مادة اللغة العربية والرؤية التطويرية لوزارة التربية والتعليم في هذا الجانب قال سعادة وكيل الوزارة للتعليم والمناهج الدكتور حمود بن خلفان الحارثي : اللغة بشقيها الكتابة والقراءة هي أساس العلم إضافة إلى الرياضيات والحساب، وما نقوم به حاليا في وزارة التربية والتعليم هو إعادة مراجعة منظومة التعليم بشكل عام ومن بينها ما يتعلق بأساسيات التعليم، وأضاف سعادته: انتهينا من معايير الحلقة الأولى ونعمل حاليا على الحلقة الثانية  ونركز على اللغة التي هي أساس التعلم. وأشار سعادته أنه خلال  السنوات الماضية انصب تركيز الوزارة على تطوير الكتب الحالية للغة العربية للحلقة الأولى وجاءت النتائج بأثر طيب حيث ساهمت هذه المناهج في تطوير إمكانيات ومهارات الطلاب فيما يتعلق باللغة وآدابها بشكل عام. وحول مشاركة السلطنة في العديد من المسابقات العربية والدولية المتعلقة باللغة العربية قال الحارثي: حق طلابنا العديد من الانجازات في المسابقات على المستوى الدولي، ولدينا العديد من المسابقات على المستوى المحلي، وما هذه المسابقات والاهتمام بالمشاركة فيها إلا دليل على الاهتمام باللغة العربية، اللغة الأم.

بدأ برنامج حفل الافتتاح بتلاوة عطرة من القرآن الكريم، ألقت بعدها مستشارة وزيرة التربية والتعليم لتطوير الأداء اللغوي ورئيسة اللجنة المنظمة للندوة الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية كلمة الوزارة قالت فيها: لقد كان انعقاد ندوة اللغة العربية الأولى في العام الدراسي2009/2010م بداية لسلسلة من الندوات تعنى بلغة الضاد، ففيها عرضت تجارب عربية ودولية في تعليم اللغة العربية وتعلمها، ثم تلتها الندوة الثانية، والتي عقدت في العام الدراسي 2011/2012م لتعرض ملامح التطوير في تعلم مهارة القراءة وتعليمها. وها هي الندوة الثالثة تعقد اليوم بعنوان "الكتابة تعليما وتعلما" قناعة من وزارة التربية والتعليم، وإيمانا منها بالكتابة كمهارة أساسية لا تقل أهمية عن مهارة القراءة، فالكتابة هي أداة اللغة ووسيلة حفظها، فلولا الكتابة ما حفظ لأي أمة تراث ولا نجا من الضياع لها موروث حضاري. كما إن الكتابة وسيلة رئيسية للتعلم الناجع، والتحصيل الدراسي والعلمي الأمثل. وأضافت: إن تخصيص هذه الندوة لمهارة الكتابة جاء مسايرا لجهود المنظمات العربية والدولية المبذولة في مجال المحافظة على اللغة، وخاصة جهود اليونسكو التي خصصت يوم الثامن عشر من ديسمبر يوما عالميا للغة العربية، وقد خصت الحرف العربي كمحور للتركيز والاهتمام لاحتفائية هذا العام. كما أنها  خصصت  الحادي والعشرين من شهر فبراير من كل عام يوما للغة الأم، ولأن اللغة العربية أساس القومية العربية وعنوان شخصيتها، وذاتيتها الثقافية، ومستودع تراثها، فقد خصصت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليكسو كذلك يوما للاحتفاء باللغة العربية والذي يصادف  يوم الأول من شهر مارس من كل عام، وهو الشهر الذي جاء فيه انعقاد ندوتنا الثالثة. كما أن سلطنة عمان في هذه الأيام تحتفل بإعلان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ( الأيسيكو) نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2015م، وقد تم اختيار نزوى لتمثل السلطنة نظرا لمكانتها الدينية والتاريخية والحضارية، فهي مدينة العلم والعلماء.                 وأكدت الدكتورة إلى أن الوزارة ستبذلُ خلال الفترة القادمة جهودها لتطوير مهارة القراءة وفقا لخطط ترتكز على مفاهيمَ عصريةٍ، تلبيةً للحاجات، ومواكبة للمتغيرات والمستجدات على صعيد عصرنا وثورته المعرفية، من خلال استراتيجية لنشر ثقافة القراءة في المجتمع المحلي وتشجيع أفراد المجتمع بجميع أطيافه على القراءة باعتبارها مفتاح العلوم والمعارف، وسيواكب هذه الندوة تدشينا لاستراتيجية القراءة ليبدأ تفعيلها في المدارس والمجتمع.  


تم بعدها عرض فيلم قصير يتحدث عن الصعوبات الكتابية التي يواجهها الطلبة وأهمية تكامل أدوار كل من الأسرة والمدرسة في رفع المستوى التحصيلي والمعرفي للطالب. دشن بعدها راعي الحفل استراتيجية نشر ثقافة القراءة في المجتمع العماني، وتتمثل رؤية الاستراتيجية في تمكين الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي من القراءة، وتنمية ميولهم القرائية. وتهدف الاستراتيجية إلى تنمية مهارات القراءة، والكتابة لدى الطلاب، وتشجيعهم على القراءة الحرة المستمرة، وتوظيف التقنيات الحديثة في تنمية مهارات القراءة، وتطوير مهارات المعلم في تعليم القراءة، والكتابة، وتفعيل دور أولياء الأمور في تشجيع أطفالهم على القراءة، وتعزيز دور المدرسة في نشر ثقافة القراءة، وتفعيل دور المجتمع في دعم برامج القراءة. 


قدم بعدها المتحدث الرئيسي للندوة الدكتور محمد حسان الطيان ورقة عمل بعنوان"جوانب مجهولة من تاريخ الكتابة العربية". أشار فيها إلى أن العرب أولو الكتابة أهمية كبيرة منذ مجيء الإسلام فقد نزل من ضمن ما نزل من القرآن " اقرأ باسم ربك الذي خلق" ثم أقسم بالقلم في سورة حملت اسمه. وأشارت الورقة إلى أن القرنان الأول والثاني للهجرة شهدا تطورا سريعا في رسم الحروف العربية، وإعجامها أو تنقيطها، ضبطها أو تشكيلها، كما شهدا تطورا في أنواع الخطوط، وتنوع أساليب الكتابة، ونشوء الكتابة الفنية وفن الترسل، وأدب الكتابة، وأدب الكتَّاب. وأشار إلى وجود جوانب ما زالت مجهولة يحاول البحث أن يسلط الضوء عليها، ويبرز اثنين منها وهي: الكشف عن الرموز الكتابية للغات القديمة البائدة كاليونانية والسريانية والمصرية (الهيروغليفية) والهندية والفارسية...وغيرها. والكتابة السرية بالعربية، وهو ما يدعى بعلم التعمية واستخراج المعمى عند العرب (الشفرة وكسر الشفرة)، وقد شارك الباحث مع اثنين من زملائه في إخراج سفرين في تاريخ هذا العلم وتحقيق أهم مخطوطاته، اشتملا على أحد عشر مخطوطا من مخطوطات التعمية، مع تحليلها تحليلا علميا موازنا بأحدث ما جد في دنيا التعمية أو التشفير. 

 بعدها بدأ المحور الأول من الجلسة وجاء بعنوان "نتائج البحوث والدراسات في مجال تعليم الكتابة وتعلمها"  ترأسها الدكتور سيف المعمري وقدم فيها الدكتور أنطوان صياح ورقة بعنوان "تعليم الكتابة وتعلمها والمناهج التعليمية المسلّمات والانعكاسات" تضمنت الورقة على دراسة الارتباط التلازمي بين المسلّمات التي تقوم عليها عمليّة الكتابة وبين الانعكاسات التي تتجلّى في المناهج التعليميّة في المراحل والحلقات التي ينتظم فيها النظام التعليمي بصورة عامّة في سائر أنحاء العالم.وأشارت الورقة أن المناهج التعليميّة للغة العربيّة تفصل بين النشاطات اللغويّة من قراءة وتعبير شفهي ومطالعة ومحفوظات وقواعد وتعبير كتابيّ، وأكدت على أن المسّلم الأوّل النابع من الدراسات العلميّة يؤكّد على وحدة نشاطات تعليم اللغة العربيّة من خلال النشاطات المتنوّعة. واستشهدت على أن الكتابة التي تشكّل الهدف البعيد المدى لتعلّم اللغة، لا يمكن تعليمها وتعلّمها إلاّ في ارتباطها مع سائر النشاطات اللغويّة، وفي تجنّدها لخدمة هذا الهدف. إذ إنّ التعبير الشفهيّ لا يشكّل نشاطاً قائماً في ذاته، إنّما هو نشاط خادم للوصول الى تعليم الكتابة، والوضع عينه بالنسبة الى سائر أنشطة تعليم اللغة العربيّة.ودعت إلى الأخذ بمفهوم الأهداف النهائيّة الاندماجية، الذي تسير عليه الدول المتقدّمة في وضع مناهجها التعليميّة، وهو القائم على عدم الاكتفاء بالأهداف التربويّة، وعدم بناء المناهج على الكفايات التعليميّة فقط، إنّما على دمج الأهداف والكفايات في ما يسمّى الأهداف النهائيّة الاندماجية التي تقوم على توظيف النشاطات التعليميّة في وضعيّات حياتيّة يلاقيها المتعلّم في حياته، يفرض على المتعاطين بالمناهج التعليميّة، إعداداً وتقويماً وتعديلاً، تعميم هذا المفهوم على سائر النشاطات التعليميّة بما فيها تعليم اللغة العربيّة في بلداننا بالدرجة الأولى، والانطلاق من مواقع الحياة العمليّة التي يحياها المتعلّم في منزله وحيّه ومدرسته وفي سائر مواقف حياته لتشكّل المادّة اللغويّة التي تبنى عليها نشاطات تعليم وتعلّم اللغة العربيّة الشفهيّة والكتابيّة على حدّ سواء.


وكانت الورقة الثانية بعنوان "تعليم الكتابة بين النظرية والتطبيق.. التجربة الجزائرية نموذجا" قدمها الأستاذ الدكتور الحواس مسعودي حيث أشارت الورقة إلى أن المنظومة الجزائرية الحالية حصيلة لإصلاحات وتجارب متتالية بحكم تأثرها المباشر بما يستجد في المنظومات الأوروبية القريبة منها. وأشارت إلى تميزها باعتمادها على سياسة تربوية تتبنّى المقاربة بالكفاءات إطارا والمقاربة النصية منهجا؛ فالمقاربة بالكفاءات هي طريقة تخص إعداد الدروس والبرامج التعليمية من حيث هي تحليل لوضعيات المتعلمين وتحديد للكفاءات المطلوبة ثم ترجمتها إلى أهداف وأنشطة تعلّمية، منها التحكم في الكتابة. وأما المقاربة النصية فهي تجعل من النص (وليس الجملة) محورا تدور حوله مختلف الفعاليات. وبناء على هذا لا تتحقق كفاءة الكتابة، بالصفة المرجوة، إلا بالتدرب على إنتاج نصوص شبيهة بتلك التي درسها المتعلم من حيث الاتساق والانسجام، سواء كان هذا التعبير الكتابي وظيفيًا أو تواصليًا (كتابة الرسائل والبطاقات والتلخيص، الخ)، أو إبداعيًا (الشعر والقصة، الخ).وركزت الورقة على الدراسات التأسيسية التي تناولت تعليم الكتابة والتي أدت إلى تغييرات جذرية كان من نتائجها هذه المقاربة، المُطبقة في دول كثيرة، وعرضت محاور تعليم الكتابة (التعبير الكتابي) وفق هذه المقاربة، من التحضيري (تعلّم كتابة الحروف) إلى الإعدادي (كتابة نصوص متنوعة) عرضا نقديا يبرز إيجابياتها وسلبياتها تمهيدا لإمكانية تحسينها والاستفادة منها، مستفيدين من الدراسات النظرية والميدانية المرجعية التي كانت سببا في تبنّيها. وختمت الورقة بعرض مركّز للدراسات التي تناولت بالنقد هذه التجربة في الجزائر، خصوصا ما تعلّق بتعليم الكتابة أو ما يُعرف بـ (التعبير الكتابي).

أما المحور الثاني فكان عبارة عن "حلقات عمل متزامنة" تعرض تجارب دولية وعربية في تعليم الكتابة وتعلمها، وانقسم المشاركون إلى مجموعتين متوازيتين، كل مجموعة تناقش في ساعة موضوعا معينا، وكان عنوان الحلقة الأولى "استراتيجيات عمل وطرق ناشطة لتنمية مهارات الكتابة" قدمتها الأستاذة كريس جبران أبو خالد هدفت إلى تعريف الحاضرين باستراتيجيّات عمل وطرق ناشطة تنمّي عند الطلاّب القدرة على امتلاك مهارات الكتابة الأساسيّة، انطلاقًا من الصّفوف الدّنيا وصولاً إلى العليا منها، ومن هذه الاستراتيجيّات "منهجيّة الكتابة" المرتكزة على ما يقوم به أيّ كاتب محترف من خطوات في الحياة العمليّة، والّتي تساعد الطّلاّب على اكتساب منهجيّة عمل تمكّنهم من الكتابة في أيّ موضوع يُعرض عليهم. وهي عبارة عن خمس خطوات عمليّة يُمكن اختصارها بالعناوين الآتية: العصف الذّهنيّ وتحضيرات ما قبل الكتابة، المحاولة الأولى، المراجعة والتّدقيق، المحاولة الثّانية، النّشر. هذا فضلاً عن نماذج تمارين تعرض خطوات عمل سهلة وبسيطة تساعد المعلّم، ولاسيّما المبتدئ، على كيفيّة تخطيط وحدة عمله، وعلى كيفيّة التّدرّج بمهارات الكتابة للوصول بطلاّبه إلى برّ الأمان. على سبيل المثال لا الحصر، كيفيّة التّحضير لكتابة جملة وتوسيعها وصولاً لكتابة فقرة أو موضوع متكامل. كيفيّة التّدرّج من كتابة مقدّمة قصّة أو جسمها أو خاتمتها وصولاً إلى كتابة قصّة متكاملة، وكذلك الأمر في الشّريط المصوّر وإنشاء حوار، أو كتابة موضوع يتناول بالوصف شخصًا أو مكانًا أو غرضًا ما، أو نصًّا وثائقيًّا يقدّم معلومات، وغيرها من الأمور الحياتيّة العامّة كالحديث عن سير لعبة ما أو كتابة وصفة طعام أو إعطاء معلومات عن كيفيّة استعمال غرض ما. مع التّركيز على أهمّيّة شبكات التّقويم الذّاتيّ المناسبة لكلٍّ من الموضوعات أو أنواع النّصوص. إضافةً إلى تقديم طرق عمل ناشطة ترتكز إلى استعمال مستندات مختلفة من حياتنا اليوميّة من مثل الموسيقى، الأفلام القصيرة، أرقام الهاتف، الرّسوم، الصّور... كما يمكننا استغلال كلّ ما يُحيط بنا، ما نراه، ما نعيشه وما نقوم به ليكوّن مواضيع حيّة للعمل عليها، لإكساب الكتابة صفة الواقعيّة ولإظهار أهمّيّة إتقانها لطلاّبنا، بوصفها جزءًا ضروريًّا من حياتهم اليوميّة. بواسطتها يستطيعون التّعبير عن أنفسهم، والتّواصل بوضوح مع الآخرين، وصولاً إلى إثبات وجودهم.هذا مع التّركيز على ربط الكتابة بالقراءة وبامتلاك المعارف اللّغويّة، وعلى أهمّيّة المطالعة لتنمية المخزون اللّغويّ، ما يسهّل عمليّة الكتابة. 


وكان عنوان الحلقة الثانية " كيف نجعل من الكتابة متعة" قدمها الأستاذ بيتر لاكنتوني وقال فيها: إن قراءة الأدب عملية ممتعة، تجذب الأطفال وتلبي حاجاتهم، وتتماشى مع كيفية تعلمهم. فالأدب يوفر خبرات غنية للأطفال، حيث يتفاعلون مع ما تتضمنه قصة جميلة من أحداث تثيرهم لتتبعها وشخصيات ينشدون إليها كما تسحرهم بأجوائها، وتساعدهم على فهم مجتمعهم والعالم من حولهم. ويعطيهم الأدب - قصة وقصيدة- فسحة للولوج في عالم الخيال وتلمَّس عناصر الجمال.  فالأدب بقدر ما يحاكي عقل الأطفال يمس مشاعرهم في آن. إن هذه الميزات الخاصة تجعل من الأدب وسيلة فاعلة لتنمية مهارات ذهنية وعلمية ورياضية وإبداعية، بقدر ما توفر وسيلة ذات معنى لتنمية المهارات اللغوية، حيث يتعلمها الأطفال ضمن سياق شائق وليست كرموز مجردة.كيف يمكن للمعلم أو أمين المكتبة أن يجعل قراءة قصة ما أكثر متعة، وبالتالي أكثر فائدة للطفل القارئ؟ كيف يمكن للمعلم أو أمين المكتبة أن يطلق العنان لإبداع الأطفال وخيالهم، وأن يثير إبداعه وخياله كفرد في آن؟ وكيف يمكن أن يتشاركوا معاً في التخطيط لقصتهم، من بناء شخصياتها وتصميم المكان والظروف التي تدور فيه أحداثها ومن ثم صياغتها؟ وتدرب المشاركون على تحليل مكونات القصة ووضع خريطتها (من حبكة وشخصيات وقرينة وفكرة رئيسية ووجهة نظر وأسلوب)، ومن ثم سيستمتعون بالتدرب على نشاطات حيوية حول القصص بدءاً من نشاطات تمهيدية تبدو وكأنها لعب بالقصص ومعها، إلى تأليفها، وانتهاء بعرضها ومناقشتها مع زملائهم . ويتلمسون من خلال ذلك شروط القصة الناجحة. مما يجعلهم يتحمسون لتطبيقها مع الأطفال مباشرة بعد الورشة.