تاريخ نشر الخبر :08/04/2015
نظمت دائرة البرامج التعليمية بالمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة الداخلية ممثلة بقسم التوعية التربوية ندوة الإرشاد النفسي وذلك تحت رعاية علي بن جابر بن علي الذهلي، مدير عام المديرية العامة للبرامج التعليمية بوزارة التربية والتعليم وبحضور ناصر بن سليم الخياري ،مدير عام مساعد للشؤون التربوية بتعليمة الداخلية وأمل بنت خليفة الشكرية ، نائب مدير دائرة البرامج التعليمية ورسمية بنت خلفان العبرية ،رئيسة قسم التوعية التربوية وعدد من مدراء الدوائر ورؤساء الاقسام بالمديرية وذلك بالمركز الترفيهي بمنح. حيث استهدفت الندوة ما يقارب 300 مشارك من الأخصائيين الاجتماعيين ومدراء المدارس الحكومية والخاصة و الأخصائيين النفسيين ومشرفي الإرشاد الاجتماعي و النفسي و رؤساء مجالس الآباء والأمهات و معلمات التربية الخاصة ومعلمات رياض الأطفال وممرضي الصحة المدرسية ومعلمات مراكز الوفاء الاجتماعي وصعوبات التعلم و جمعيات المرأة العمانية.
ونظرا لعدة مبررات دفعت قسم التوعية التربوية بدائرة البرامج بالتعليمية لتبني هذه الندوة منها تعيين أخصائيين نفسيين جدد بمدارس المحافظة وكثرة تحويل المدارس لعدد من الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسية إلى قسم التوعية التربوية بالمديرية . كذلك اكتشاف حالات جديدة مصابة باضطرابات نفسية عند ا جراء الفحص الشامل للطلبة المستجدين بالصف الأول و ضعف معرفة العاملين بالمدار س من أخصائيين اجتماعيين ومعلمين وهيئات إدارية بكيفية التعامل مع حالات الاضطراب النفسي. وأيضا بسبب قلة وعي أولياء الأمور بالأمراض والاضطرابات النفسية ومدى حاجتها للإرشاد والعلاج النفسي و ضعف معرفة المجتمع المدرسي والمحلي بجهات الاختصاص التي تقدم الرعاية اللازمة لذوي الاضطرابات النفسية.
استفتحت الندوة بكلمة قدمتها رسمية بنت خلفان العبرية، رئيسة قسم الرعاية التربوية بالمديرية حيث قالت فيها: يعتبر الإرشاد النفسي هو عملية مساعدة الفرد في فهم وتحليل استعداداته وقدراته وامكاناته وميوله والفرص المتاحة أمامه ومشكلاته وحاجاته ، واستخدام معرفته في إجراء الاختبارات واتخاذ القرارات لتحقيق التوافق بحيث يستطيع أن يعيش سعيدا. وأضافت العبري: وقد جاءت ندوة (الإرشاد النفسي تحت شعار لنعش بسعادة ) لتحقق العديد من الأهداف من أهمها : تسليط الضوء على أهم حالات الاضطراب النفسي عند الطالب في المراحل الدراسية المختلفة و نشر الوعي بين أفراد المجتمع بالأمراض والاضطرابات النفسية والمعتقدات الخاطئة المتعلقة بها. كذلك التعرف على طرق التشخيص والعلاج للحالات المحولة لقسم الطب السلوكي وتوعية الأسرة بطرق التعامل مع حالات الاضطراب النفسي. أيضا الوقوف على دور مؤسسات المجتمع المحلي الحكومية والخاصة لتقديم خدمات الرعاية النفسية لذوي الاضطرابات النفسية.
ففي اليوم الأول قدمت عدة أوراق العمل منها للأستاذ الدكتور سامر جميل رضوان ،رئيس قسم الدراسات الانسانية بكلية التربية بجامعة نزوى ورقة عمل بعنوان "الإرشاد النفسي العملية والتقنية" والتي ناقش فيها أهمية ترسيخ مهنة الإرشاد النفسي في المؤسسات التعليمية وذلك من خلال الاستعانة ببعض البيانات حول انتشار المشكلات النفسية والحاجة للإرشاد لدى الطلاب بشكل عام وأهم أنواع المخاطر والضغوط التي تواجه الطلبة. ثم تحدث عن مفهوم الإرشاد النفسي بشكل عام والمعوقات التي تواجه الإرشاد النفسي وتمييزه عن مهن المساعدة النفسية الأخرى، ومجالات تأثيره. كما تناولت الورقة المرتكزات الأساسية التي يقوم عليها الإرشاد النفسي ومضامين وأهداف الإرشاد النفسي وطرقه و شروط التأهيل في الإرشاد و معايير الجودة والتي تتمثل في ضرورة وجود ميثاق أخلاقي (إطار قانوني تنظيمي لمهن المساعدة النفسية).
بعده جاءت ورقة العمل "الفصام عند الطالب في المراحل الدراسية المختلفة" قدمتها الدكتورة مها عبد المجيد العاني، الاستاذ المساعد واخصائي ارشاد وتوجيه بمركز الارشاد الطلابي بجامعة السلطان قابوس ، فقد تحدثت عن مرض الفصام العقلي حيث انه احدى الامراض الذهانية يرتبط بمجموعة من الأمراض النفسية و العقلية التي تؤدى إن لم تعالج في بدايتها إلى اضطرابات أو تدهور واضح في الشخصية و السلوك في جوانبه المختلفة. وأضافت الدكتورة: يركز المتخصصون والباحثون في علم النفس والصحة النفسية على أهمية الاسرة والمدرسة في تنشئة الفرد في مراحل العمر الأولى والذي يساعده على تكوين شخصيته ونشر الوعي لفهم سلوك الطلبة المصابين بمرض الفصام العقلي وتعزيز الاتجاهات الإيجابية نحوهم فالاتجاهات السلبية قد تزيد من تكرار أنماط السلوك الغير المرغوب فيه.
كذلك قدم امير عزت عبد الحي ، اخصائي نفسي بدائرة التنمية الاجتماعية بولاية بهلاء ورقة عمل بعنوان " الاسرة دورها في رعاية الاطفال ذوي الاضطرابات النفسية" ، تحدث فيها عن أهمية التشخيص والتقييم في إعداد خطط العلاج والتأهيل والاكتشاف المبكر للاضطراب . كذلك ناقش أساليب تعديل السلوكيات للأطفال وارشادات لأولياء الامور والخطة المتبعة لتعديل واكساب السلوك.
أما باليوم الثاني من الندوة فقد قدم الدكتور إبراهيم طلحه مرسي حسن ،أخصائي الأمراض النفسية والعصبية ورئيس قسم الصحة النفسية بمجمع نزوي الصحي والمقرر الإقليمي للصحة النفسية بمحافظة الداخلية ورقة عمل عن الاضطراب النفسي والمفاهيم الخاطئة ، تحدث فيها عن أهمية تناول موضوع الاضطرابات النفسية وأسباب بطء الاستجابة لقبول مفهوم المرض النفسي .وكذلك تطرق إلى كيفية تغيير نظرة وموقف الناس من مفهوم الاضطراب النفسي وأسبابه وأعراضه وعلاقته بالمخدرات.
كذلك قدمت خولة بنت سالم بن ناصر الوهيبي ،اخصائي نفسي اجتماعي بمستشفى جامعة السلطان قابوس الطب السلوكي ورقة عمل بعنوان (الخدمات الطبية النفسية المقدمة للأطفال في عيادة الطب السلوكي) حيث يتم تشخيص الطفل من جميع الجوانب لمعرفة الحالة وبدأ معالجتها ، وقد أوصت الوهيبية في ورقتها ضرورة التدريب المستمر داخل وخارج السلطنة لفترات ما بين 3 اشهر الى 6اشهر حسب كفاءة الاخصائي والتقرب الى ميوله في الارشاد النفسي. كذلك التناوب بين الاخصائيين داخل المؤسسة وتعميم الارشاد النفسي في جميع المراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ودمج الاخصائي الاجتماعي مع النفسي في كل انواع الامراض اجتماعية المنشأ المؤدية الى الاضطراب النفسي. والجدير بالذكر أنه تخلل الندوة عدد من العروض لحالات مختلفة من الواقع المدرسي وطرق تشخيصها ومعالجتها قدمتها الإخصائيات بالمدارس.
