الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

السلطنة تقيم معرضا للوثائق والمخطوطات التاريخية بمقر اليونسكو

تاريخ نشر الخبر :16/04/2015

في إطار التعاون والصداقة القائمة بين سلطنة عُمان والجمهورية الفرنسية، وإبرازا لدور الحوار المتواصل بينهما ، والذي يأتي تماشياً مع القيم التي تدعو إليها منظمة اليونسكو، باعتباره تراثاً ذات قيمة علمية وإنسانية يجسد ذاكرة البشرية  لصالح الأجيال الحالية والمقبلة، افتتحت سعادة السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى ،المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو مساء يوم الاثنين 13 ابريل 2015م في مقر اليونسكو بباريس معرض لوثائق والمخطوطات التاريخية بمقر اليونسكو في باريس حول العلاقات التاريخية الفرنسية العمانية، بحضور معالي إيرينا بوكوفا- المديرة العامة لليونسكو، وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني- رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وسعادة السفير فيليب ليليو - المندوب الدائم لفرنسا .
  وقد اشتمل المعرض على وثائق تاريخية ومخطوطات وصور سلطت الضوء على مدى عمق جذور العلاقات المميزة بين سلطنة عمان والجمهورية الفرنسية الصديقة، والتي تعود إلى الحقب التاريخية بداية من القرن السادس عشر وحتى القرن الواحد والعشرين. كما ضمت جنبات المعرض صورا تجسد العلاقات العمانية الفرنسية، من أهمها صور لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- مع عدد من الرؤساء الفرنسيين، إضافة إلى نسخ لوثائق قديمة لرسائل ومقالات ومستندات تاريخية أبرزت تاريخ التواصل الدبلوماسي بين السلطنة وفرنسا ، وحرص البلدين على ترسيخ أركان هذه العلاقة . 
       في الكلمة الافتتاحية لسعادة السفيرة المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو عرضت لمحة مختصرة عن العلاقات التاريخية بين سلطنة عمان والجمهورية الفرنسية منذ العــام 1660م وإلى عصرنا الحالي، والتي تطورت عندما أصبحت  السلطنة تمتلك امبراطورية بحرية أدت إلى تبادل دبلوماسي بين البلدين، كما أبرزت دور السفن البحرية التي كانت أساسا محوريا لبداية قيام تلك العلاقة المتميزة بين السلطنة وفرنسا، والتي يعود تاريخها الى القرنين السابع عشر والثامن عشر، مشيرة إلى البعد الثقافي للعلاقة الوطيدة بين سلطنة عمان والجمهورية الفرنسية، وعلى أهمية تفعيلها لتعزيز الحوار والتعاون الثقافي بينهما. كما تحدثت سعادتها إلى المعاهدات التي وقعت في ذلك الحين بين السلطنة وفرنسا وبدء الزيارات المتبادلة منذ عهد نابليون الأول، مستندة إلى أن أول ممثلية دبلوماسية افتتحت في السلطنة كانت في مسقط في العام ١٨٩٤والتي تحولت بعد ذلك وإلى يومنا الحالي إلى متحف "بيت فرنسا"، كما أشارت إلى زيارة الرئيس فرنسوا ميتران - أحد رؤساء الجمهورية الفرنسية - للعاصمة مسقط في العام 1992م والتي اعتبرت سلطنة عمان على أثرها مثالا للتطور والانفتاح في الخليج ، نتج عن ذلك تطوير التعاون بين البلدين في مجالات التربية والثقافة والمتاحف والمسرح وغيرها. واختتمت سعادة السفيرة  كلمتها التي ألقتها باللغة الفرنسية لتؤكد على أن معرفة اللغات تمثل جسرا ثقافيا يحقق التواصل بين الدول، مثمنة الدور الذي تقوم به منظمة اليونسكو  في تقارب هذه الثقافات.
 
     كما ألقى سعادة السفير فيليب ليليو المندوب الدائم لفرنسا لدى اليونسكو كلمة فرنسا، والتي عبّر فيها عن سعادته بالمشاركة إلى جانب سعادة السفيرة الدكتورة سميرة بنت محمد الموسى المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو، مشيرا إلى أن الصور والوثائق والمخطوطات المعروضة والرسائل الدبلوماسية المتبادلة بين البلدين موجودة بين البلدين منذ القدم ، منوها إلى أن العلاقات الأولى بين البلدين كانت منذ القرن السابع عشر عندما كانت السفن الهندية تبحر للتجارة وترسي كمحطة في مسقط التي كانت أول ميناء تجاري في الخليج. ومن ثم تطورت العلاقات التجارية طوال القرن الثامن عشر بين عمان والجزر الفرنسية في ذلك الحين، كما تحدث سعادته أيضاً عن تطور العلاقات بعد الثورة الفرنسية بين فرنسا والامبراطورية البحرية العمانية وذلك حتى الحرب العالمية الأولى، مؤكدا إلى  أن علاقات البلدين على مدى الحقب التاريخية لم تقف عند حد معين ، مدللا في ذلك تلك الرسائل المتبادلة التي تمت بين لويس الخامس عشر وحكام عمان آنذاك. 

        وفي ختام حفل الافتتاح ألقت معالي إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة اليونسكو كلمة رحبت فيها بالحضور، مشيرة إلى أن هذا المعرض يعد مميز وفريد  لتسليطه الضوء على العلاقة الفرنسية- العمانية عبر الأجيال من خلال الوثائق والصور والطوابع البريدية، واعتبرته كرحلة سفر علمية وثقافية، شاكرة البلدين لإتاحة هذه الفرصة لليونسكو للمشاركة في هذا المعرض، مشيرة  إلى العلاقة القوية التي تربط السلطنة بفرنسا تتشابه بما تقوم به منظمة اليونسكو في خلق لُحمة بين الدول الأعضاء على الصعيد الثقافي والتربوي والعلاقات الدبلوماسية، كما تطرقت إلى تعاون البلدين سلطنة عمان وفرنسا مع المنظمة على الصعيدين التربوي والثقافي، منوهة إلى بيان  مسقط 2014 في مجال التربية،  مشيدة في الوقت نفسه بتعاون السلطنة مع اليونسكو والإيكوموس في مجال الحفاظ على التراث.