الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار


تاريخ نشر الخبر :07/02/2016
  • ·      الشيبانية: "المؤشرات التربوية" تُمكِّن كافة العاملين من مسؤولين، وإدارات مدارس ومشرفين من تقييم جوانب المنظومة التربوية
  • ·      سعود البلوشي: نظام المؤشرات التربوية نظام الكتروني ذكي متصل بقواعد بيانات سلطنة عمان التعليمية
  • ·      سليمان الكندي: نتطلع أن تصبح المؤشرات لغة مشتركة بين قطاع التعليم بأكمله، لدعم تطوير العمل التربوي"
  • ·      بدر الخروصي: يتكون نظام المؤشرات التربوية من ثماني مؤشرات وعلى رأسهم التحصيل الدراسي
  • ·      ديمة الشحية: بضغطة زر نستطيع متابعة مواضيع المدرسة لدى المسؤولين
  • ·      جيهان عقل: حل النظام العديد من الصعوبات التي كنا نعاني منها واختصرالكثير من الوقت والجهد

 

أوضحت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم قائلة: "إن الأنظمة التعليمية على مستوى العالم يجب أن تكون متمكنة من قياس أدائها، ولاشك أن نظام المؤشرات التربوية أداة قوية جدا تمكن كافة العاملين من مسؤولين، وإدارات مدارس، ومشرفين، من تقييم كافة جوانب المنظومة التربوية وعملية التعليم والتعلم، والجوانب الإدارية المختلفة باستخدام أدلة وأدوات إدارية مقننة لعملية التعليم والتعلم والجوانب الإدارية المختلفة والتي ستسهم في الاستفادة من التجارب الناجحة وتعميمها، وفي الوقت نفسه تقديم الدعم المطلوب من المدارس أو الفئات التي تحتاج إلى مزيد من الدعم الفني".
صرحت بذلك بعد تدشينها نظام المؤشرات التربوية على مسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية، بحضور أصحاب السعادة الوكلاء، والمستشارين، ومديري عموم مديريات ديوان عام الوزارة وتعليميات المحافظات، ومديري دوائر الموارد البشرية، وعدد من المشرفين والإداريين ومديري المدارس ومديراتها والمعلمين الأوائل.
تضمن برنامج الحفل كلمة الوزارة ألقاها سليمان بن سيف الكندي مدير عام المديرية العامة لتقنية المعلومات قال فيها:"إن استمرار وتيرة التجديد والتطوير في العمل التربوي يفرضه الواقع بمختلف ظروفه، إلا أن الجودة في هذا التطوير بحاجة ماسة إلى تظافر الجهود بين كافة القطاعات، وإلى إحساس بأهمية مقتضيات المرحلة الراهنة، ولأن السيل المتدفق من البيانات يزيد من حجم البحر الذي لا تدرك نهايته، ولأن العلاقة بين المعلومات الإدارية والفنية لأي حالة تكون وطيدة إلى حد لا يستغني صانع القرار عن أي منهما، ومن هنا تبلورت الأفكار وتزاحمت الهمم للدفع بما من شأنه أن يساهم في تحقيق الأهداف العليا للمؤسسة التعليمية من خلال معالجة كافة البيانات المتوفرة، وعليه فإن نظام المؤشرات التربوية جاء داعما لكل عمل تطويري في الحقل التربوي ـ سواء كان هذا العمل يستهدف الطالب بشكل مباشر، أو أي عنصر من عناصر العملية التعليمية ". 
وتابع الكندي قائلا: "إن نظام المؤشرات في حلته الأولى جاء مركزا على مجموعة من المؤشرات، وسيكون مهيئا؛ لاستيعاب أي تطور مستقبلي بإضافة مؤشرات أخرى وفق ما تفتضيه مصلحة العمل، وقد اجتهدت الوزارة لجعله نظاما يقدم الوصف الدقيق لمختلف عناصر العملية التربوية، ومراحلها وأساليبها؛ مساهما في تقديم مادة إحصائية تتيح المقارنة بين مستويات الأداء وفق متغير الزمن، والجنس، والمراحل وغيره. وهي بذلك تستطيع تقديم وصف لواقع النظام ومدى التزامه بالمعايير والمستويات المعتمدة". 
واختتم المدير العام للمديرية العامة لتقنية المعلومات كلمته قائلا: "إن معالجة البيانات في نظام المؤشرات التربوية بنيت من زخم الحاجة إليها، فهناك أوجه عديدة للاستفادة منها، فعلاوة على كونها تصف الواقع، فهي كذلك تشكل منطلقات ومرتكزات لبعض المهام مثل: المتابعات الإشرافية، وتحديد أولوياتها المكانية، والموضوعية، كما تساعد على جمع الشواهد، والقرائن في بيانات الأداء من حيث النظام والانضباط، وتساهم في تحديد المتغيرات التي قد تكون مؤثرة على المستوى التحصيلي من خلال معادلات الربط بين هذه المتغيرات، وفي مجال علاج المشكلات والتحديات في العمل التربوي، وبالتالي فإن نظام المؤشرات يختصر على الباحثين مراحل منهجية مثل مبررات البحث والبدء في دراسة الاسباب بعد معرفة الواقع علميا، وبطبيعة الحال فإن هذا النظام سيشكل الدعامة الأقوى لصياغة السيناريوهات والخطط القادمة، وبناء عليه فإننا نتطلع أن تصبح المؤشرات لغة مشتركة بين قطاع التعليم بأكمله والمساعدة على استشراف المستقبل والمساهمة في غرس القناعات الايجابية؛ لتبني ودعم تطوير العمل التربوي".
عقب ذلك دشنت معالي الكتورة وزيرة التربية والتعليم النظام، تلاه تقديم عرض مرئي يتطرق إلى النظام ومكوناته المختلفة، ومن ثم قدم خالد بن على العادي مدير دائرة نظم المعلومات شرحا مفصلا لمكونات الشعار الخاص بنظام المؤشرات التربوية ومدلولاته المختلفة والتي تتمثل في الأبعاد تالأربعة الخاصة بـ(المؤشرات، والتربية، والتعليم، والتقنية)، ومن ثم قدم د.بدر بن حمود الخروصي مدير عام المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية وفيصل بن علي البوسعيدي المدير العام المساعد للمديرية العامة لتقنية المعلومات شرحا تفصيليا للخدمات المختلفة التي يوفرها نظام المؤشرات التربوية من خلال النوافذ المختلفة التي تتوفر في هذا النظام، مبينين مميزات وطرق الاستفادة من كل أداة من أدوات نظام المؤشرات التربوية.
 يهدف نظام المؤشرات التربوية إلى تمكين متخذي القرار من استقراء مستويات الأداء على مختلف نطاقات العمل بالوزارة، ومن خلال عمليات الاستقراء يمكن بلورة الرؤى وتقييم الوضع؛ لاتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل الاستمرار بعملية التطوير والارتقاء بمستويات الأداء العام على كافة الأصعدة التي توفرها وتقيسها المؤشرات، ومن ضمن الجوانب التي تتناولها المؤشرات وهي: التحصيل الدراسي، وانتظام وانضباط الطلاب، والزيارات الإشرافية، والإجازات الإلكترونية، والسجلات الإدارية وغيرها من المؤشرات.
ويأتي تدشين نظام المؤشرات التربوية للاستفادة من قاعدة بيانات البوابة التعليمية وكافة الخدمات المتوفرة بها، وتوظيف المؤشرات التربوية في تحليل الواقع وبناء الخطط المستقبلية، كما أنها مهمة في تقييم الخطط والبرامج التربوية التي تقوم بها الوزارة وتقديم التغذية الراجعة حيالها وفقا لألويات التطوير، كما تكمن أهميتها كذلك في متابعة الاداء التعليمي بالمدارس وفقا لمعايير ومؤشرات محددة، والمساهمة في رفع جودة العملية التعليمية في ضوء التحسين المستمر لمنطلقات وأبعاد المؤشرات التربوية المتكاملة.
 وأشار سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية قائلا: "تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تقديم خدمات تعليمية نوعية للطلبة والمعلمين من خلال قياس مستوى أداء العاملين في المؤسسات التعليمية، والبناء عليه في تطوير قدراتهم، وبالتالي التمكن من ربط أداء الأفراد بالأهداف والاستراتيجيات الموضوعة للمؤسسة التعليمية، ولهذا تم بناء نظام المؤشرات التربوية الذي يعد نظاما الكترونيا ذكيا متصل بقواعد بيانات بوابة سلطنة عمان التعليمية التي تعد مصدرا رئيسيا وغنيا للبيانات التي يرتكز عليها في استسقاء المعلومات وقراءتها إلكترونيا عبر نظام المؤشرات، بحيث يتم إتاحتها بصورة إلكترونية ذكية في صورة مؤشرات، وإحصائيات، ورسوم بيانيةــ سواء على مستوى المدرسة، أوالمديريات التعليمية، أو ديوان عام الوزارة."
وأضاف سعادته: "يتناول نظام المؤشرات التربوية عدة مؤشرات في مرحلته الأولى وهي: مستوى تحصيل الطالب، والانتظام والانضباط الطلابي والزيارات الإشرافية، وانتظام الموظفين، وتطوير الأداء المدرسي والجدول المدرسي ونظام الاجازات الإلكتروني والسجلات الإدارية، حيث يوفر النظام بيانات ومعلومات تمكن إدارات المدارس والفئات الإشرافية الأخرى من توظيفها بمنهجية علمية؛ لتطوير الأداء وكشف جوانب القوة وأولويات التطوير فيه، وبالتالي قياس مؤشرات أدائها التربوي على مستوى السلطنة والمحافظات والولايات وعلى حسب المدرسة والمواد الدراسية وغيرها، والذي بدوره يعطي صورة واقعية لمستويات الأداء في المدارس، وبالتالي تستطيع كل مدرسة من بناء، وتحديد مستوى أدائها، ووضع خطط تطويره بما يتماشى مع إمكاناتها وواقعها الفعلي". 
وقال الدكتور بدر بن حمود الخروصي المدير العام للمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية: "يعد نظام المؤشرات التربوية من أحدث الخدمات الرقمية التي تدشنها الوزراة كجزء من التزامها إلى التحول الرقمي، ورفع المستويات التحصيلية للطلاب، وتجويد العملية التعليمية بشكل عام. 
وأضاف الخروصي: "خلال السنوات القليلة الماضية نجحت الوزارة في بناء قاعدة ضخمة جدا من البيانات المفصلة لأكثر من نصف مليون طالب وأكثر من ثمانين ألف موظف في مختلف المواقع الوظيفية التربوية في السلطنة، ومن هنا يمكن أن نتصور حجم هذه البيانات والوصول إليها بكفاءة، وسرعة؛ لخدمة متخذ القرارــ سواء أكان على مستوى الوزارة، أو المديرية التعليمية، أو المدرسة أو المعلم في الغرفة الصفية ــ، ومن هنا جاءت الحاجة إلى هذا النظام. 
وعن النظام أشار الخروصي إلى أنه يتكون من ثماني مؤشرات رئيسية: "يأتي على رأسها التحصيل الدراسي فاليوم ومن خلال هذا النظام نستطيع الوصول إلى الطلاب الأكثر تميزا في السلطنة، سواء أكنا نبحث عنهم في صف معين، أو في مدرسة معينة، وذلك بضغطة زر، كما أننا نستطيع بضغطة أخرى أن نصل إلى الطلبة الذين يحتاجون إلى رفع مستواهم، ومن هنا نلاحظ أننا نصل إلى أدق التفاصيل من خلال هذه الضغطات التي من الممكن أن تصل بنا إلى أدق التفاصيل، أما المؤشر الثاني فيتعلق بنظام تطوير الأداء المدرسي: وهذا نظام دشنته الوزارة منذ سنوات طويلة، وتقوم فكرته الأساسية على مساعدة الوزارة على تطوير أداءها بشكل ذاتي بحيث أنها تستطيع تحديد حاجتها الفعلية للتطوير المستمر من خلال جملة من الاستمارات، فهذا المؤشر يستطيع أن يميز في عمان بأكملها حاجات التطوير وأولوياتها في كل مدرسة، كما يستطيع كل مدير أن يرى موقعه وحاجته للتطوير، ولدينا أيضا مؤشرات تتعلق بالزيارات الإشرافية، وهو مؤشر للمشرفين التربويين والإداريين، ويقوم من المنطلق نفسه الذي تحدثنا عنه سابقا وهو الوزارة والمديرية والمدرسة، فعن طريق هذا المؤشر يستطيع المشرف معرفة الطلاب ذوي الحاجة للوصول إليهم، ومعرفة المعلمين المحتاجين إلى الدعم والمساندة مقارنة بمستويات الطلبة، حتى يقوم الدعم على ترتيب الأولويات والزيارات، ولدينا مؤشر يهتم بزمن التعلم ومعرفة معدلات غياب الطلاب ومعرفة فقدان الطالب لزمن التعلم وهذا يشير إلى ملاحظة أهمية إسناد لأي سبب كان غياب هذا الطالب، وهناك مؤشرات أخرى موازية للنظام التعليمي".     
وحول آراء وانطباعات الهيئات التدريسية والادارية المستفيدة من تطبيق هذا النظام في الحقل التربوي، ومدى استفادتهم من تطبيقه، قالت حليمة بنت عبدالله الشحية مديرة مدرسة ليما للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة مسندم: البرنامج مفيد جدا، فمن خلاله يستطيع مدير المدرسة متابعة جميع بنود هذا النظام على البوابة التعليمية وهو جالس في مكتبه، فمدرستنا مثلا:  وهي مدرسة تقع في منطقة بحرية كانت تعاني من صعوبة وصول البريد إلى المدرسة، أما الآن  فبضغطة زر نستطيع أن نرى هذا البريد ونرد عليه مباشرة، كما يمكنني من خلال النظام متابعة مواضيع المدرسة لدى المسؤولين، فعن طريقه استطيع معرفة المسؤول الذي وصل إليه البريد، أو توقف عنده، وإذا ما تم التعليق عليها أم لا، يضاف إلى هذه الفوائد العديدة من الفوائد المكتسبة، فأنا أتابع التحصيل الدراسي والحضور والغياب والانصراف، وأرى برامج الأخصائي الاجتماعي، كما أني أدخل على مختلف الأنظمة ومنها نظام عتاد، ونطام آفاق المعرفة على سبيل المثال لا الحصر، وأستطيع أن أقول أن كل ما يخص المدرسة موجود على هذا النظام، فقط نعاني من ضعف الشبكة في المحافظة بشكل عام ولأننا نريد ونطمح أن نصل فلن يقف هذا عائقا أماما واختتمت حديثها بقولها:"سننجز".
وقال عدنان بن خير المكدمي مشرف أول مجال أول بدائرة الاشراف التربوي بالوزارة: "النظام نقلة نوعية في الوزارة؛ لأنه يعطي معلومات  كافية للزائر عن المدارس المزورة، سواء أكانت هذه الزيارات تخصصية أو تشاركية، فالمشرف يعرف كل المعلومات عن المدرسة قبل زيارتها، وهذا من شأنه أن يمكن من إيجاد رؤية حقيقية وتغذية راجعة كافية للمدارس المزورة في المحافظات".  
وقالت جيهان عقل أمين إسماعيل مديرة مدرسة هيماء للتعليم الأساسي من إدارة التربية والتعليم  بمحافظة الوسطى: "حل  النظام منذ بداية تطبيقه العديد من الصعوبات التي كنا نعاني منها سابقا، فهو الآن يعطينا مؤشرات للعديد من السجلات الإدارية مثل: الخطط، وحصر الاجازات بأنواعها ــ سواء أكانت مرضية أم طارئة ــ، ويكفينا أنه وفر لنا الوقت والجهد، وفي المقابل يعطي المؤشر كاملا عن كل السجلات الإدارية التي منها: غياب الطلاب، وحضورهم وانصرافهم، وانتظامهم وانضباطهم، والخطط الدراسية، ومواطن القوة ومواطن الضعف فيها، وأولويات التطوير التي من الممكن أن نطبقها في أي بند من هذه البنود والبنود الأخرى، مضيفة:  "لقد كنا سابقا نقضي وقتا كبيرا من أجل ذلك، أما اليوم وبفضل البرنامج فقد اختصرنا الكثير من الوقت والجهد، وانتهى بهذا النظام عهد المؤشرات الورقية الصعبة، ودخلنا على المؤشرات الإلكترونية السهلة.
وأشار أحمد بن محمد السالمي معلم أول فيزياء من تعليمية محافظة شمال الشرقية: إلى أن البرنامج سهل الكثير من المهام، بفضل إدخال وعرض المؤشرات إلكترونيا، فعن طريقها نتعرف على الاحتياجات الفعلية للطالب، ونعرف مناطق القوة والضعف، وأتمنى التغلب على الصعوبات التي تواجههم  عند إدخال الزيارات الاشرافية.
من جهتها قالت موزة بنت علي الشيادية، مشرفة تقويم أداء مدرسي بتعليمية شمال الباطنة: سنوات مضت وقد عملنا فيها باجتهاد كبير نحو تجويد وتطوير العمل التربوي، ولكن لا يمكننا أن نطلق عليه كتقييم بأنه عملا ذو جودة، فالجودة تأتي من خلال أدوات ومؤشرات تتجه نحو الطريق السليم، كما يسرت هذه المؤشرات ــ التي باتت تستقيها إدارات المدارس من التحليل العميق، وسرعة الوصول الى المعلومات الإحصائية المختلفة عن طريق البوابة التعليمية، وساعدت في بناء خطط علمية مقننة ذات جودة عالية، لذا نحن نسير في طريق الجودة اذا ما استفدنا من هذه المؤشرات بشكل فاعل وعلمي".
وشاطرها الرأي نجيب بن حمود القلهاتي عضو دراسات ومتابعة بتعليمية محافظة جنوب الشرقية قائلا: يقدم هذا النظام  خدمات رقمية كبيرة ــ اذا ما تم تطبيقه وفقا لما خطط له ــ سواء  كان في مختلف مدارس السلطنة، أو حتى في تنمية الموارد البشرية، فقد وفر لنا الكثير من الوقت والجهد في العمليات الإحصائية لزيارات المدارس وانتظام الطلبة فيها، والذي نرجو من هذا البرنامج الاستمرار والتطور بما يخدم العملية التعليمية والتربوية على حد سواء".

أوضحت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم قائلة: "إن الأنظمة التعليمية على مستوى العالم يجب أن تكون متمكنة من قياس أدائها، ولاشك أن نظام المؤشرات التربوية أداة قوية جدا تمكن كافة العاملين من مسؤولين، وإدارات مدارس، ومشرفين، من تقييم كافة جوانب المنظومة التربوية وعملية التعليم والتعلم، والجوانب الإدارية المختلفة باستخدام أدلة وأدوات إدارية مقننة لعملية التعليم والتعلم والجوانب الإدارية المختلفة والتي ستسهم في الاستفادة من التجارب الناجحة وتعميمها، وفي الوقت نفسه تقديم الدعم المطلوب من المدارس أو الفئات التي تحتاج إلى مزيد من الدعم الفني".
صرحت بذلك بعد تدشينها نظام المؤشرات التربوية على مسرح وزارة التربية والتعليم بالوطية، بحضور أصحاب السعادة الوكلاء، والمستشارين، ومديري عموم مديريات ديوان عام الوزارة وتعليميات المحافظات، ومديري دوائر الموارد البشرية، وعدد من المشرفين والإداريين ومديري المدارس ومديراتها والمعلمين الأوائل.
تضمن برنامج الحفل كلمة الوزارة ألقاها سليمان بن سيف الكندي مدير عام المديرية العامة لتقنية المعلومات قال فيها:"إن استمرار وتيرة التجديد والتطوير في العمل التربوي يفرضه الواقع بمختلف ظروفه، إلا أن الجودة في هذا التطوير بحاجة ماسة إلى تظافر الجهود بين كافة القطاعات، وإلى إحساس بأهمية مقتضيات المرحلة الراهنة، ولأن السيل المتدفق من البيانات يزيد من حجم البحر الذي لا تدرك نهايته، ولأن العلاقة بين المعلومات الإدارية والفنية لأي حالة تكون وطيدة إلى حد لا يستغني صانع القرار عن أي منهما، ومن هنا تبلورت الأفكار وتزاحمت الهمم للدفع بما من شأنه أن يساهم في تحقيق الأهداف العليا للمؤسسة التعليمية من خلال معالجة كافة البيانات المتوفرة، وعليه فإن نظام المؤشرات التربوية جاء داعما لكل عمل تطويري في الحقل التربوي ـ سواء كان هذا العمل يستهدف الطالب بشكل مباشر، أو أي عنصر من عناصر العملية التعليمية ". 


وتابع الكندي قائلا: "إن نظام المؤشرات في حلته الأولى جاء مركزا على مجموعة من المؤشرات، وسيكون مهيئا؛ لاستيعاب أي تطور مستقبلي بإضافة مؤشرات أخرى وفق ما تفتضيه مصلحة العمل، وقد اجتهدت الوزارة لجعله نظاما يقدم الوصف الدقيق لمختلف عناصر العملية التربوية، ومراحلها وأساليبها؛ مساهما في تقديم مادة إحصائية تتيح المقارنة بين مستويات الأداء وفق متغير الزمن، والجنس، والمراحل وغيره. وهي بذلك تستطيع تقديم وصف لواقع النظام ومدى التزامه بالمعايير والمستويات المعتمدة". 

واختتم المدير العام للمديرية العامة لتقنية المعلومات كلمته قائلا: "إن معالجة البيانات في نظام المؤشرات التربوية بنيت من زخم الحاجة إليها، فهناك أوجه عديدة للاستفادة منها، فعلاوة على كونها تصف الواقع، فهي كذلك تشكل منطلقات ومرتكزات لبعض المهام مثل: المتابعات الإشرافية، وتحديد أولوياتها المكانية، والموضوعية، كما تساعد على جمع الشواهد، والقرائن في بيانات الأداء من حيث النظام والانضباط، وتساهم في تحديد المتغيرات التي قد تكون مؤثرة على المستوى التحصيلي من خلال معادلات الربط بين هذه المتغيرات، وفي مجال علاج المشكلات والتحديات في العمل التربوي، وبالتالي فإن نظام المؤشرات يختصر على الباحثين مراحل منهجية مثل مبررات البحث والبدء في دراسة الاسباب بعد معرفة الواقع علميا، وبطبيعة الحال فإن هذا النظام سيشكل الدعامة الأقوى لصياغة السيناريوهات والخطط القادمة، وبناء عليه فإننا نتطلع أن تصبح المؤشرات لغة مشتركة بين قطاع التعليم بأكمله والمساعدة على استشراف المستقبل والمساهمة في غرس القناعات الايجابية؛ لتبني ودعم تطوير العمل التربوي".عقب ذلك دشنت معالي الكتورة وزيرة التربية والتعليم النظام، تلاه تقديم عرض مرئي يتطرق إلى النظام ومكوناته المختلفة، ومن ثم قدم خالد بن على العادي مدير دائرة نظم المعلومات شرحا مفصلا لمكونات الشعار الخاص بنظام المؤشرات التربوية ومدلولاته المختلفة والتي تتمثل في الأبعاد تالأربعة الخاصة بـ(المؤشرات، والتربية، والتعليم، والتقنية)، ومن ثم قدم د.بدر بن حمود الخروصي مدير عام المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية وفيصل بن علي البوسعيدي المدير العام المساعد للمديرية العامة لتقنية المعلومات شرحا تفصيليا للخدمات المختلفة التي يوفرها نظام المؤشرات التربوية من خلال النوافذ المختلفة التي تتوفر في هذا النظام، مبينين مميزات وطرق الاستفادة من كل أداة من أدوات نظام المؤشرات التربوية.

 
 يهدف نظام المؤشرات التربوية إلى تمكين متخذي القرار من استقراء مستويات الأداء على مختلف نطاقات العمل بالوزارة، ومن خلال عمليات الاستقراء يمكن بلورة الرؤى وتقييم الوضع؛ لاتخاذ الإجراءات المناسبة من أجل الاستمرار بعملية التطوير والارتقاء بمستويات الأداء العام على كافة الأصعدة التي توفرها وتقيسها المؤشرات، ومن ضمن الجوانب التي تتناولها المؤشرات وهي: التحصيل الدراسي، وانتظام وانضباط الطلاب، والزيارات الإشرافية، والإجازات الإلكترونية، والسجلات الإدارية وغيرها من المؤشرات.ويأتي تدشين نظام المؤشرات التربوية للاستفادة من قاعدة بيانات البوابة التعليمية وكافة الخدمات المتوفرة بها، وتوظيف المؤشرات التربوية في تحليل الواقع وبناء الخطط المستقبلية، كما أنها مهمة في تقييم الخطط والبرامج التربوية التي تقوم بها الوزارة وتقديم التغذية الراجعة حيالها وفقا لألويات التطوير، كما تكمن أهميتها كذلك في متابعة الاداء التعليمي بالمدارس وفقا لمعايير ومؤشرات محددة، والمساهمة في رفع جودة العملية التعليمية في ضوء التحسين المستمر لمنطلقات وأبعاد المؤشرات التربوية المتكاملة.

 وأشار سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية قائلا: "تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تقديم خدمات تعليمية نوعية للطلبة والمعلمين من خلال قياس مستوى أداء العاملين في المؤسسات التعليمية، والبناء عليه في تطوير قدراتهم، وبالتالي التمكن من ربط أداء الأفراد بالأهداف والاستراتيجيات الموضوعة للمؤسسة التعليمية، ولهذا تم بناء نظام المؤشرات التربوية الذي يعد نظاما الكترونيا ذكيا متصل بقواعد بيانات بوابة سلطنة عمان التعليمية التي تعد مصدرا رئيسيا وغنيا للبيانات التي يرتكز عليها في استسقاء المعلومات وقراءتها إلكترونيا عبر نظام المؤشرات، بحيث يتم إتاحتها بصورة إلكترونية ذكية في صورة مؤشرات، وإحصائيات، ورسوم بيانيةــ سواء على مستوى المدرسة، أوالمديريات التعليمية، أو ديوان عام الوزارة."
وأضاف سعادته: "يتناول نظام المؤشرات التربوية عدة مؤشرات في مرحلته الأولى وهي: مستوى تحصيل الطالب، والانتظام والانضباط الطلابي والزيارات الإشرافية، وانتظام الموظفين، وتطوير الأداء المدرسي والجدول المدرسي ونظام الاجازات الإلكتروني والسجلات الإدارية، حيث يوفر النظام بيانات ومعلومات تمكن إدارات المدارس والفئات الإشرافية الأخرى من توظيفها بمنهجية علمية؛ لتطوير الأداء وكشف جوانب القوة وأولويات التطوير فيه، وبالتالي قياس مؤشرات أدائها التربوي على مستوى السلطنة والمحافظات والولايات وعلى حسب المدرسة والمواد الدراسية وغيرها، والذي بدوره يعطي صورة واقعية لمستويات الأداء في المدارس، وبالتالي تستطيع كل مدرسة من بناء، وتحديد مستوى أدائها، ووضع خطط تطويره بما يتماشى مع إمكاناتها وواقعها الفعلي". 


وقال الدكتور بدر بن حمود الخروصي المدير العام للمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية: "يعد نظام المؤشرات التربوية من أحدث الخدمات الرقمية التي تدشنها الوزراة كجزء من التزامها إلى التحول الرقمي، ورفع المستويات التحصيلية للطلاب، وتجويد العملية التعليمية بشكل عام. وأضاف الخروصي: "خلال السنوات القليلة الماضية نجحت الوزارة في بناء قاعدة ضخمة جدا من البيانات المفصلة لأكثر من نصف مليون طالب وأكثر من ثمانين ألف موظف في مختلف المواقع الوظيفية التربوية في السلطنة، ومن هنا يمكن أن نتصور حجم هذه البيانات والوصول إليها بكفاءة، وسرعة؛ لخدمة متخذ القرارــ سواء أكان على مستوى الوزارة، أو المديرية التعليمية، أو المدرسة أو المعلم في الغرفة الصفية ــ، ومن هنا جاءت الحاجة إلى هذا النظام. وعن النظام أشار الخروصي إلى أنه يتكون من ثماني مؤشرات رئيسية: "يأتي على رأسها التحصيل الدراسي فاليوم ومن خلال هذا النظام نستطيع الوصول إلى الطلاب الأكثر تميزا في السلطنة، سواء أكنا نبحث عنهم في صف معين، أو في مدرسة معينة، وذلك بضغطة زر، كما أننا نستطيع بضغطة أخرى أن نصل إلى الطلبة الذين يحتاجون إلى رفع مستواهم، ومن هنا نلاحظ أننا نصل إلى أدق التفاصيل من خلال هذه الضغطات التي من الممكن أن تصل بنا إلى أدق التفاصيل، أما المؤشر الثاني فيتعلق بنظام تطوير الأداء المدرسي: وهذا نظام دشنته الوزارة منذ سنوات طويلة، وتقوم فكرته الأساسية على مساعدة الوزارة على تطوير أداءها بشكل ذاتي بحيث أنها تستطيع تحديد حاجتها الفعلية للتطوير المستمر من خلال جملة من الاستمارات، فهذا المؤشر يستطيع أن يميز في عمان بأكملها حاجات التطوير وأولوياتها في كل مدرسة، كما يستطيع كل مدير أن يرى موقعه وحاجته للتطوير، ولدينا أيضا مؤشرات تتعلق بالزيارات الإشرافية، وهو مؤشر للمشرفين التربويين والإداريين، ويقوم من المنطلق نفسه الذي تحدثنا عنه سابقا وهو الوزارة والمديرية والمدرسة، فعن طريق هذا المؤشر يستطيع المشرف معرفة الطلاب ذوي الحاجة للوصول إليهم، ومعرفة المعلمين المحتاجين إلى الدعم والمساندة مقارنة بمستويات الطلبة، حتى يقوم الدعم على ترتيب الأولويات والزيارات، ولدينا مؤشر يهتم بزمن التعلم ومعرفة معدلات غياب الطلاب ومعرفة فقدان الطالب لزمن التعلم وهذا يشير إلى ملاحظة أهمية إسناد لأي سبب كان غياب هذا الطالب، وهناك مؤشرات أخرى موازية للنظام التعليمي".     

وحول آراء وانطباعات الهيئات التدريسية والادارية المستفيدة من تطبيق هذا النظام في الحقل التربوي، ومدى استفادتهم من تطبيقه، قالت حليمة بنت عبدالله الشحية مديرة مدرسة ليما للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة مسندم: البرنامج مفيد جدا، فمن خلاله يستطيع مدير المدرسة متابعة جميع بنود هذا النظام على البوابة التعليمية وهو جالس في مكتبه، فمدرستنا مثلا:  وهي مدرسة تقع في منطقة بحرية كانت تعاني من صعوبة وصول البريد إلى المدرسة، أما الآن  فبضغطة زر نستطيع أن نرى هذا البريد ونرد عليه مباشرة، كما يمكنني من خلال النظام متابعة مواضيع المدرسة لدى المسؤولين، فعن طريقه استطيع معرفة المسؤول الذي وصل إليه البريد، أو توقف عنده، وإذا ما تم التعليق عليها أم لا، يضاف إلى هذه الفوائد العديدة من الفوائد المكتسبة، فأنا أتابع التحصيل الدراسي والحضور والغياب والانصراف، وأرى برامج الأخصائي الاجتماعي، كما أني أدخل على مختلف الأنظمة ومنها نظام عتاد، ونطام آفاق المعرفة على سبيل المثال لا الحصر، وأستطيع أن أقول أن كل ما يخص المدرسة موجود على هذا النظام، فقط نعاني من ضعف الشبكة في المحافظة بشكل عام ولأننا نريد ونطمح أن نصل فلن يقف هذا عائقا أماما واختتمت حديثها بقولها:"سننجز".


وقال عدنان بن خير المكدمي مشرف أول مجال أول بدائرة الاشراف التربوي بالوزارة: "النظام نقلة نوعية في الوزارة؛ لأنه يعطي معلومات  كافية للزائر عن المدارس المزورة، سواء أكانت هذه الزيارات تخصصية أو تشاركية، فالمشرف يعرف كل المعلومات عن المدرسة قبل زيارتها، وهذا من شأنه أن يمكن من إيجاد رؤية حقيقية وتغذية راجعة كافية للمدارس المزورة في المحافظات".  



وقالت جيهان عقل أمين إسماعيل مديرة مدرسة هيماء للتعليم الأساسي من إدارة التربية والتعليم  بمحافظة الوسطى: "حل  النظام منذ بداية تطبيقه العديد من الصعوبات التي كنا نعاني منها سابقا، فهو الآن يعطينا مؤشرات للعديد من السجلات الإدارية مثل: الخطط، وحصر الاجازات بأنواعها ــ سواء أكانت مرضية أم طارئة ــ، ويكفينا أنه وفر لنا الوقت والجهد، وفي المقابل يعطي المؤشر كاملا عن كل السجلات الإدارية التي منها: غياب الطلاب، وحضورهم وانصرافهم، وانتظامهم وانضباطهم، والخطط الدراسية، ومواطن القوة ومواطن الضعف فيها، وأولويات التطوير التي من الممكن أن نطبقها في أي بند من هذه البنود والبنود الأخرى، مضيفة:  "لقد كنا سابقا نقضي وقتا كبيرا من أجل ذلك، أما اليوم وبفضل البرنامج فقد اختصرنا الكثير من الوقت والجهد، وانتهى بهذا النظام عهد المؤشرات الورقية الصعبة، ودخلنا على المؤشرات الإلكترونية السهلة.

وأشار أحمد بن محمد السالمي معلم أول فيزياء من تعليمية محافظة شمال الشرقية: إلى أن البرنامج سهل الكثير من المهام، بفضل إدخال وعرض المؤشرات إلكترونيا، فعن طريقها نتعرف على الاحتياجات الفعلية للطالب، ونعرف مناطق القوة والضعف، وأتمنى التغلب على الصعوبات التي تواجههم  عند إدخال الزيارات الاشرافية.

من جهتها قالت موزة بنت علي الشيادية، مشرفة تقويم أداء مدرسي بتعليمية شمال الباطنة: سنوات مضت وقد عملنا فيها باجتهاد كبير نحو تجويد وتطوير العمل التربوي، ولكن لا يمكننا أن نطلق عليه كتقييم بأنه عملا ذو جودة، فالجودة تأتي من خلال أدوات ومؤشرات تتجه نحو الطريق السليم، كما يسرت هذه المؤشرات ــ التي باتت تستقيها إدارات المدارس من التحليل العميق، وسرعة الوصول الى المعلومات الإحصائية المختلفة عن طريق البوابة التعليمية، وساعدت في بناء خطط علمية مقننة ذات جودة عالية، لذا نحن نسير في طريق الجودة اذا ما استفدنا من هذه المؤشرات بشكل فاعل وعلمي".وشاطرها الرأي نجيب بن حمود القلهاتي عضو دراسات ومتابعة بتعليمية محافظة جنوب الشرقية قائلا: يقدم هذا النظام  خدمات رقمية كبيرة ــ اذا ما تم تطبيقه وفقا لما خطط له ــ سواء  كان في مختلف مدارس السلطنة، أو حتى في تنمية الموارد البشرية، فقد وفر لنا الكثير من الوقت والجهد في العمليات الإحصائية لزيارات المدارس وانتظام الطلبة فيها، والذي نرجو من هذا البرنامج الاستمرار والتطور بما يخدم العملية التعليمية والتربوية على حد سواء".