الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

 ملتقى تربوي إقليمي لمسؤولي المناهج ومعدي المقررات المدرسية حول التحول الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية

تاريخ نشر الخبر :24/10/2016

تواصلت صباح اليوم أعمال الملتقى التربوي الإقليمي لمسؤولي المناهج ومعدي المقررات المدرسية حول التحول الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية والذي انطلقت فعالياته صباح امس بفندق – إيبيس-  وتنظمه اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- ويستمر ثلاثة أيام. 

رعى حفل افتتاح الملتقى سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم، وبحضور الدكتور عبدالعزيز الجبوري ممثل الإيسيسكو وبمشاركة عدد من المتخصصين في إدارات المناهج والمقررات المدرسية، والمخططين التربويين والمتخصصين في تقنيات المناهج والمقررات المدرسية الرقمية من مختلف الدول العربية بالإضافة إلى مشاركين من المديرية العامة لتطوير المناهج بالإضافة الي مشاركين من مختلف المحافظات التعليمية بالسلطنة، يهدف الملتقى من خلال محاوره إلى بحث ودراسة الأطر العلمية لمناهج التحويل الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية في إطار توفير التعليم التفاعلي، ومناقشة التحديات والصعوبات التي تواجهها عملية التحويل الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية في العالم الإسلامي، والوقوف على المستجدات العالمية في مجال التعليم التفاعلي الرقمي، وكذلك الاطلاع على التجارب العالمية الناجحة في مجال التحويل الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية .  

كلمة الإيسيسكو

تضمن حفل افتتاح الملتقى كلمة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) ألقاها الدكتور عبد العزيز الجبوري خبير المكتب الإقليمي للإيسيسكو بالشارقة قال فيها: " تؤكد التجارب والدراسات المعاصرة الكثيرة اهمية التحول إلى المحتوى الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية؛ مما ينعكس على ما النتاج العملي والتعليمي للمخرجات، من خلال حسن الاستخدام والاستفادة من التقدم المتسارع لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، والتوسع الهائل للشبكات العنكبوتية، التي فرضت واقعا ومنظورا متطورا للحياة بعامة والعملية التعليمية بخاصة، بنقل عملية التعليم والتعلم من التلقين والحفظ إلى التوظيف الفاعل لتلك التقنيات في إطار السعي إلى بناء

تعلم قائم على الاستيعاب المفاهيمي، وتطوير قدرات المتعلمين على الاستكشاف والتفكير المنطقي في حل المشكلات التعليمية.

وقال أيضا: تشير العديد من الدراسات العلمية عن واقع الجهود المبذولة في العالم الإسلامي في إطار التحويل الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية على الرغم من الصعوبات والتحديات الجوهرية التي تعاني منها هذه الجهود، حيث يعزوا الكثير من الباحثين ذلك إلى عوامل هيكلية تتعلق بأساليب التدريب والتأهيل الكفيلة بتمكين المتعلمين من الاستمرار والتواصل في تطوير إمكاناتهم وقدراتهم العلمية والعملية في هذا المجال، كذلك بسبب الافتقار غلى رؤية واضحة وصحيحة عن الأساليب المتطورة لعملية التأهيل والتدريب المعرفي الأكاديمي والعملي.

واختتم كلمته قائلا: وانطلاقا من هذه الرؤية العلمية، فقد عبرت منظمة الإيسيسكو عن اهتمامها الكبير ورؤيتها الاستراتيجية التربوية والتعليمية في خططها الثلاثية المتتالية والتي ترجمتها إلى برامج وأنشطة هادفة إلى تطوير الواقع التربوي والتعليمي للعالم الإسلامي، وفقا للتطورات العالمية المتسارعة والفاعلة في مجال استخدام تكنولوجيا الاتصال وتقنياتها، ودمجها في العملية التعليمية بكافة مراحلها.  

كلمة اللجنة

وألقى محمد بن سليّم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم كلمة اللجنة قال فيها: "لقد فرضت تداعيات العلوم وتقنيات العصر تحديات كبيرة على الدول دفعتها إلى إحداث تغيرات سريعة ومتتابعة في نظمها التربوية، وجعلتها تعيد النظر في مناهجها التربوية والتعليمية، ولمجابهة هذه التحديات تضاعفت الحاجة إلى تطوير بنية التعليم بتحديث طرائقه وأساليبه ومناهجه كي يتقبلها ويستفيد منها المتعلم الذي تحيط به وسائل تقنية المعلومات والاتصال من كل جانب ويتعرض للمعلومات في كل زمان ومكان، ويستدعي هذا التحديث الاعتماد على الوسائل الإلكترونية بديلاً ملحاً ومتطلباً آنياً يتيح للطلاب إمكانية اكتساب المهارات الأساسية التي تعينهم في تعاملهم مع العصر الرقمي الذي يجتاح مناحي الحياة كلها، فدون الاستثمار الجدي والفعال لهذه المهارات ستعجز المدارس والمناهج الدراسية عن إعداد جيل ممسك بمعطيات المعرفة العلمية .

أسلوب جديد

وأضاف "....واليوم يمكن اعتبار التعليم الإلكتروني أسلوباً جديداً من أساليب التعليم يعتمد في تقديم المحتوى التعليمي وإيصال المهارات والمفاهيم للمتعلم على تقنيات المعلومات والاتصالات ووسائطهما المتعددة بشكل يتيح للطالب التفاعل النشيط مع

المحتوى ومع المدرس والزملاء بصورة متزامنة أو غير متزامنة في الوقت والمكان والسرعة التي تناسب ظروف المتعلم وقدرته، وإدارة كافة الفعاليات العلمية التعليمية ومتطلباتها بشكل إلكتروني من خلال الأنظمة الإلكترونية المخصصة لذلك".

خطوات حثيثة

وأكد اليعقوبي في كلمته أن وزارة التربية والتعليم في السلطنة قد خطت خطوات حثيثة في مجال التحول الرقمي للمناهج الدراسية بتوفير كافة الامكانات اللازمة لهذا التحول سواء كانت امكانات بشرية أو فنية أو تقنية، وذلك من خلال  وجود مديرية عامة تعنى بتقنية المعلومات والاتصال في مجال التعليم، ووجود دائرة متخصصة للمحتوى الالكتروني تتبع المديرية العامة لتطوير المناهج بالوزارة تعمل على  توفير محتويات تعليمية تفاعلية تساند المناهج الدراسية، ووجود مكتبة الكترونية للمناهج الدراسية، ومكتبة صوتية للمناهج الدراسية، فضلاً عن استخدام وسائل أخرى في المدارس كالسبورات التفاعلية والشبكة العالمية لأغراض التدريس.

بناء السياسات

واختتم كلمته قائلاً:" ان بناء السياسات لقطاع التعليم يجب أن يكون بمنهجية علمية ترتكز على دراسة الواقع الراهن للأداء وتحليله والنظر الى المستقبل. وتضع وزارة التربية والتعليم نصب أعينها رسم سياسات وخطط متناسقة لإحداث تغيير حقيقي ومستدام في النظام التعليمي ووضع استراتيجيات تعليمية متينة وملائمة وإدارة تنفيذها على نحو فعال، وإن كل ذلك لن يتأتى إلا من خلال بناء ورفع قدرات المختصين، خاصة فيما يتعلق بتطوير المناهج والمحتوى الرقمي والتحول إلى مجتمع المعرفة الذي يستمد قوته ووجوده من الثورة التقنية المعرفية.  وتؤكد جميع الدراسات أن موقع التعليم في المنظومة المجتمعية تغير في ضوء الثورة المعرفية، مما أدى إلى إعادة النظر في دور المؤسسات التعليمية وأهدافها حتى تتأقلم مع مقتضيات الإقتصاد الجديد . وإن التعاون بيننا وبين منظمة الايسيسكو اليوم هو أكبر دليل على حرص القائمين على التعليم في السلطنة على تطوير القدرات وتنمية العنصر البشري". 

فيلم

ومن ثم تم عرض فيلم قصير يوضح كيفية الانتقال من النظم التربوية والتعليمية التقليدية إلى نظم تعليمية أكثر فاعلية لضمان مخرجات تعليمية تتفق مع التطورات التي تشهدها المجتمعات على المستوى الرقمي وتحقق أهدافها المستقبلية.

تفكير جديّ

وفي ختام حفل الافتتاح صرح سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم بأن تنظيم هذا الملتقى يأتي في فترة مهمة فيما يتعلق بالتحول الرقمي للمناهج والمقررات الدراسية، حيث أن الكثير من الدول قطعت شوطا مهما في هذا المجال، وحان الأوان لوزارات التربية والتعليم في الوطن العربي عموما والسلطنة خصوصا للتفكير جديا في التحول الرقمي للمناهج وتطبيقه فعليا، وتوفير مادة علمية رقمية تواكب معطيات العصر وتلبي احتياجات الجيل الحاضر؛ لأنه كثيرا ما يتعامل مع التقنيات الحديثة، مما يؤدي إلى توفير تعليم رقمي مواكب للتغيرات الحاصلة على المستوى العالمي. كما نأمل أن نرى شيئا قابلا للتطبيق للمناهج والمقررات الدراسية بصورة رقمية. 

جلسات وأوراق عمل 

تضمن اليوم الأول للملتقى جلستي عمل أُلقى خلالهما عدد من أوراق العمل، ترأس الجلسة الأُولى د. سلام غازي مستشارة شركة التعليم والتدريب عن بعد ( DLT ) بالمملكة العربية السعودية وكانت بعنوان استراتيجيات التعليم التفاعلي والمناهج الرقمية (كيف يتحقق التعليم التفاعلي؟)، أُلقى خلالها ثلاث أوراق عمل، قدم الأولى الدكتور عماد عبد العزيز جاب الله من جامعة الشارقة، تحدث فيها عن الهدف الأساسي من الملتقى وهو الخروج بنموذج لخطة استراتيجية لترسيخ وتطبيق مفهوم التعليم التفاعلي والرقمي عن طريق خارطة طريق واضحة تتضمن تطبيق المعرفة التقنية، وإنشاء مستودع تربوي رقمي، وطرق قياس فاعلة للمخرجات.

أما الورقة الثانية ألقتها الدكتورة سميرة المصعب من دولة الكويت تناولت فيها الإطار العام للمناهج والمقررات المدرسية الرقمية (المناهج والمقررات المدرسية التفاعلية) وخطط النهوض التربوي والتعليمي لدولة الكويت.

بينما تناولت الأستاذة مهين محمد من مملكة البحرين في الورقة الثالثة "دليل معايير إنتاج المحتوى التعليمي الرقمي في التعليم المطبق في مدارس البحرين"، ودور المحتوى التعليمي الرقمي في تحقيق أهداف برنامج التعليم الرقمي في التعليم، ومصادر الحصول على المحتوى الرقمي في التعليم، كما تحدثت عن الجهود المبذولة لإكساب المعلمين مهارة تضمين المحتوى التعليمي الرقمي وفقا لمعايير عالمية، وأيضا تناولت في ورقتها الدليل الذي أعدته وزارة التعليم البحرينية لضمان جودة المحتوى التعليمي.

جلسة عمل ثانية

 وترأس الدكتور عبد العزيز الشهري من المملكة العربية السعودية جلسة العمل الثانية التي كانت بعنوان "التعليم الذكي (المدرسة الذكية) ودورها في تطوير المهارات

والكفايات التعليمية"، ألقي فيها عدد من أوراق العمل، كانت الأولى من تقديم الدكتورة سلام غازي معايعه مستشارة بشركة التعليم والتدريب عن بعد ((DLT بالمملكة العربية السعودية، تطرقت خلالها عن المدرسة الذكية، وهو مصطلح حديث نسبيا ظهر نتيجة التقدم التكنولوجي الحديث في عصرنا الحالي، وبعض القضايا المرتبطة بالانتقال السلس نحو المدرسة الذكية، حيث أن المدرسة الذكية مصطلح يجمع بين عدة صفات تجعلها (ذكية)، وأضافت، أننا كأشخاص يجب أن نتعامل بذكاء مع جميع القضايا المرتبطة بهذا المصلح لتكون عونا لنا في مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، والمساهمة في إيجاد جيل متكامل ومتجانس، محافظين على قيمنا الأخلاقية وهويتنا لتخريج جيل أكثر مهارة.

والورقة الختامية قدمتها الأستاذة عائشة المنصوري من دولة قطر بعنوان أهداف دولة قطر في تفعيل التعليم الذكي (المدرسة الذكية)، وتحدثت فيها عن تحقيق رؤية دولة قطر 2030 والتي تعتمد على استخدام التكنولوجيا بالتعليم، ومواكبة الدول المتقدمة في التطور الإلكتروني في مجال التعليم والتعلم، كما تحدثت عن كيفية تمكين الطالب من التعلم في اي وقت وأي مكان، وتوفير آفاق واسعة للتعلم الذاتي مما ينمي مهارات الطلبة المتعددة.

ويتواصل الملتقى

هذا وتتواصل صباح اليوم أعمال الملتقى، حيث يواصل المشاركون إلقاء عدد من أوراق العمل من خلال ثلاث جلسات عمل، الأولى منها بعنوان الإمكانات التكنولوجية والتقنية المطلوبة في التحويل الرقمي للمناهج والمقررات المدرسية، يتحدث خلالها كل من الدكتور خالد السعدي من  جامعة السلطان قابوس، والدكتور عماد عبد العزيز من جامعة الشارقة والأستاذ محمد اليحمدي من المديرية العامة لتطوير المناهج بوزارة التربية والتعليم.

أما الجلسة الثانية بعنوان أبعاد الاستفادة من التقنيات والتكنولوجيا الاتصالية الحديثة لتحقيق التكامل بين المستوى التعليمي وعناصر العملية التعليمية (ماذا تحقق تلك التقنيات ؟) ويتحدث فيها كل منالدكتورة الأستاذ إيهاب سميح، والدكتورة إنعام عبد الوكيل أبو زيد من جمهورية مصر العربية والأستاذ عبدالعزيز الشهري من المملكة العربية السعودية.

والجلسة الأخيرة حملت عنوان خصائص المناهج والمقررات المدرسية الرقمية، ومكوناتها بين التفاعلية والتقليد، وأثرها في بناء مجتمع المعرفة، ويتحدث فيها كل من

الأستاذ إبراهيم محمود عليان من دولة فلسطين، والأستاذ عبدالعزيز الجبوري خبير من الإيسيسكو.