الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

وزيرة التربية والتعليم تلقي كلمة السلطنة أمام اليونسكو

تاريخ نشر الخبر :30/10/2011

ألقت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم كلمة السلطنة يوم أمس  أثناء انعقاد أعمال  المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو بباريس، وذلك خلال مشاركتها والوفد المرافق لها في أعمال الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر المذكور في الفترة من 25أكتوبر-إلى 10نوفمبر 2011م .

وقد أشادت معاليها بالجهود الرائدة لمنظمة اليونسكو والتي جعلت منها شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية العالمية بمختلف جوانبها، مثمنة تبنيها قرار اعتبار العقد الأول من القرن الجديد هو العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف لأطفال العالم، وتخصيص يوم عالمي للسلام .

كما أشارت معاليها إلى الاعتزاز بوجود عدد من المواقع العمانية ضمن قائمة التراث العالمي، وتسجيل فن البرعة كأحد فنون عُمان التراثية ضمن قائمة التراث غير المادي.

وتطرقت معاليها لجهود وزارة التربية والتعليم في العديد من المجالات منها تنظيم مؤتمر عالمي للتربية من أجل التنمية المستدامة أوائل هذا العام 2011 ، لدعم التنوع الثقافي والبيولوجي، شارك فيه العديد من الخبراء والأكاديميين على مستوى العالم ، وتناول المناهج العمانية موضوع السلام من كل نواحيه.

وفيما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقتها معالي الوزيرة يوم أمس في مقر منظمة اليونسكو بباريس:

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة رئيسة المؤتمر العام لليونسكو

سعادة رئيسة المجلس التنفيذي

معالي المديرة العامة لليونسكو

أصحاب المعالي والسعادة رؤساء وأعضاء الوفود

أيها الحضور الكريم

تحية طيبة... وبعد،،

بداية يسرني أن أتقدم بالشكر الجزيل لمنظمة "اليونسكو" ولمعالي المديرة العامة والعاملين معها على جهودهم الرائدة التي جعلت من اليونسكو شريكاً فاعلاً في مسيرة التنمية العالمية بمختلف جوانبها، متمنية لمعاليها التوفيق في إدارتها الحالية لهذه المنظمة العريقة. كما يسرني أن أتقدم بالتهنئة لسعادة كاتالين بوجياي، المندوبة الدائمة للمجر على انتخابها رئيسة للمؤتمر العام للعامين القادمين، متمنية لها النجاح والتوفيق.

سعادة الرئيسة:

إن إعلان اليونسكو عام 2000 سنة دولية لثقافة السلام، ومن قبله تبنيها للقرار باعتبار العقد الأول من القرن الجديد هو العقد الدولي لثقافة السلام واللاعنف لأطفال العالم، وإعلانها تخصيص يوم عالمي للسلام، جاء من أجل بناء السلام والقضاء على الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، وإقامة حوار بين الثقافات من خلال التربية والعلم والثقافة والاتصال.

وعليه فقد عملت الحكومة العمانية على بناء وتوطيد العلاقات السلمية مع مختلف دول العالم، وغرس مفهوم السلام والتعايش بين الثقافات. كما أسهم جلالة السلطان المعظم في غرس هذه الثقافة من خلال الكراسي العلمية والأدبية والفكرية المنتشرة باسمه في العديد من بقاع العالم، مما حدا بعدد من المراكز الدولية منح جوائز السلام لجلالته تقديرا منها لهذه الإسهامات، كما تناولت المناهج العمانية موضوع السلام من كل نواحيه، مشجعة الطلبة على نشر هذا المفهوم وتطبيقه. كما تتبنى السلطنة حالياً إقامة معرض متنقل يجوب دول العالم المختلفة، ينقل تجربتها في التسامح الديني والتعايش السلمي الذي يتمتع به شعبها بمختلف أطيافه وجنسياته وشعائره.

وفي هذا الصدد، فإننا نؤكد على أهمية مواصلة اليونسكو جهودها للحضّ على نشر هذه الثقافة، وذلك بابتكار سبل خلاقة  يمكن إدراجها في المناهج التعليمية بأساليب جديدة ومشوقة. حيث قمنا  في السلطنة بمبادرات عديدة في هذا المجال، مثلما هو كائنٌ في ملتقى مسقط السنوي للشباب، وكذلك رحلات تواصل الثقافات، والتي بدأت منذ عام 2007.

والحديث عن الشباب يقودنا إلى الإشارة إلى التحديات التي يواجهونها، مما يؤكد على ضرورة الاهتمام بهذه الفئة، والأخذ برأيها عند بناء السياسات المختلفة. ولقد وفقت المنظمة في اختيارها عنوان (الشباب والتغيير) أساساً للملتقى الشبابي الذي عقد قبل أيام، آملين بلورة رؤاهم وتطلعاتهم السلمية القابلة للتنفيذ إلى واقع ملموس.

أصحاب المعالي والسعادة:

إننا إذ ندرك أهمية إيلاء التراث العالمي بشقيه المادي وغير المادي أهمية خاصة، والاعتناء به عناية فائقة، لنشيد حقيقة بما تضطلع به اليونسكو في مجال صون هذا التراث الإنساني، والعمل على تسجيله في قوائم فريدة، تسهم في متابعة المعالم والفنون التراثية والثقافية أولاً بأول، وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء في مجال الحفاظ عليها.

ونسجل هنا اعتزازنا بوجود عدد من المواقع العمانية ضمن قائمة التراث العالمي، ونفتخر بتسجيل فن البرعة كأحد فنون عُمان التراثية ضمن قائمة التراث غير المادي، وهو تأكيد على ما تزخر به السلطنة من فنون ثقافية وفلكلورية عدة، وعلى حرص الحكومة وقيادتها على تأصيل هذه الفنون في نفوس أبنائها. ولعلكم سمعتم عن افتتاح دار الأوبرا السلطانية في الرابع عشر من شهر أكتوبر الجاري، والذي يقف إلى جانب مركز عمان للموسيقى التقليدية شاهدا على الذوق الفني الراقي الذي تزخر به السلطنة، وعلى إيمانها بأهمية التواصل الثقافي والحضاري.

وفي مجال الحديث عن التراث وصونه، فلا يفوتني هنا التأكيد على وجوب قيام اليونسكو باتخاذ التدابير اللازمة لحماية المسجد الأقصى، ومتابعة تنفيذ القرارات المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية والتعليمية في فلسطين، كما نؤكد على دعمنا للتوصية المرفوعة من قبل المجلس التنفيذي بشأن انضمام فلسطين إلى عضوية المنظمة. 

سعادة الرئيسة:

من منطلق التزام السلطنة بالعمل في إطار الشراكة الدولية واستجابة للجهود الدولية من خلال عقد الأمم المتحدة للتربية من أجل التنمية المستدامة، فقد نظمت وزارة التربية والتعليم في أوائل هذا العام 2011 مؤتمراً عالمياً للتربية من أجل التنمية المستدامة، لدعم التنوع الثقافي والبيولوجي، شارك فيه العديد من الخبراء والأكاديميين على مستوى العالم، وحظي بتشريف المديرة العامة لليونسكو له بالحضور. وقد ساهم هذا المؤتمر في إبراز جهود السلطنة وإستراتيجياتها المتعلقة بدعم التنمية المستدامة والتنوع الثقافي والبيولوجي.

أيها الحضور الكريم:

لقد أصبحت المشكلات الطبيعية التي تحدث اليوم كالاحتباس الحراري والتلوث البيئي والكوارث الطبيعية وشح الموارد المائية والتغير المناخي من أهم المشكلات التي تعاني منها جميع الدول، وأصبح واضحاً التأثير السلبي لذلك على الموارد المائية في المناطق الجافة، وكذلك الخطر  الناجم من جراء الفيضانات على المنشآت والأرواح ، مما يحتم إعطاء هذا الموضوع الاهتمام الأكبر من قبل اليونسكو، بإنشاء مراكز رصد بحثية، وتوفير خبراء وقواعد بيانات، إضافة إلى توحيد القوانين والتشريعات المائية في كل منطقة جغرافية، من أجل التخفيف من آثار هذه الظواهر الخطيرة وإيجاد الحلول الناجعة لها. ونشيد هنا بجهود المنظمة الخاصة ببناء قاعدة المعارف المتعلقة بتغير المناخ وإتاحتها والحفاظ عليها.

وسلطنة عمان شأنها شأن العديد من الدول تسعى سعيا حثيثا من أجل الحفاظ على بيئة متزنة، بعيدة عن الأخطار، مصانة عن المهددات، وخالية من الملوثات، حيث عملت على إنشاء وزارة مستقلة للبيئة والشؤون المناخية، وتأسيس جائزة السلطان قابوس لحماية البيئة التي ترعاها اليونسكو والتي سيتم منحها للفائزين بها خلال الأيام القادمة بالتزامن مع احتفال اليونسكو باليوم العالمي للعلوم.

أصحاب المعالي والسعادة:

إن تعاون الدول الأعضاء على تعزيز الجهود للقضاء على الفجوة الرقمية والحفاظ على التراث الرقمي في إطار توصية مؤتمر القمة العالمي لمجتمع المعلومات، وبلوغ أهداف عام 2015، يعدّ ضرورة ملحة يجب أن تتكاتف الجهود جميعاً من أجلها تحقيقا لتقدم وازدهار الشعوب.

وعليه فقد خطت الحكومة خطوات جادة في هذا المجال سعيا لتحويل السلطنة إلى مجتمع معرفي قائم على تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة، كإنشاء هيئة مستقلة لتقنية المعلومات، وصياغة الإستراتيجية الوطنية لتنمية قدرات المواطنين ومهاراتهم في التعامل مع تقنية المعلومات، وإنشاء جائزة السلطان قابوس للإجادة في الخدمات الحكومية الإلكترونية، ومركز عمليات أمن المعلومات الذي تم تدشينه قبل أيام، والذي يعد الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط.

سعادة الرئيسة .. أصحاب المعالي والسعادة .. الحضور الكريم:

إن الإيمان برسالة هذه المنظمة يزداد، والتمسك بأهدافها مطلب أساسي، وإن الآفاق أمامنا مفتوحة لنعمل معا من أجل التقدم والخير والسلام لأجيالنا الحالية والمستقبلية، ويسرني أن أجدد مرة أخرى باسم وفد بلادي تمسكنا بأهداف المنظمة وغاياتها النبيلة، مؤكدين تواجدنا في مختلف الأصعدة التي تدعو إليها، وأن نعمل بروح من الانفتاح والإيجابية والحوار البنّاء.

وفقكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته