تاريخ نشر الخبر :11/12/2011
رعى سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي مستشار وزارة التربية والتعليم، الاجتماع إلاقليمي حول السواحل والاستخدام المستدام لمصادر البحار وذلك بفندق مجان بمحافظة مسقط والذي نظمته اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم،بالتعاون مع المكتب الإقليمي للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)
واستمر الاجتماع لمدة ثلاثة أيام،وشاركت فيه بالإضافة إلى السلطنة ثماني دول عربية وهي الإمارات العربية المتحدة،والأردن،والبحرين،وقطر،والكويت،واليمن،والسعودية،ومصر،وسوريا.
كلمة اللجنة الوطنية العمانية
بدا حفل الافتتاح بكلمة المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم – ايسسكو – ألقاها الدكتور غسان صالح ممثل المنظمة قال فيها:لقد وهب الله منطقتنا بيئة متنوعة وغنية بمواردها ومصادر طبيعتها البرية والبحرية غير المستثمرة في قسم منها وما هو مستثمر منها غالبا ما يفتقر في استخدامه للأدوات والوسائل المنهجية والعلمية بحيث تضفي على بعض جوانب هذا الاستخدام وظاهر الجور والعشوائية وعدم الاستفادة القصوى من عمليات استثمار هذه الموارد كما انها تراكم من مخاطر تهديد النظام البيئي المتكامل في توازنه واستمراريته وعدم امكانية تجنب التبعات السلبية المحتملة جراء ذلك في المستقبل تلا ذلك كلمة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ألقاها محمد بن بن سليم اليعقوبي أمين عام اللجنة قال فيها:تعد المشاكل والمخاطر البيئية من الهموم العالمية المشتركة التي باتت تهدد كيان الكرة الأرضية،ولعل الاهتمام والتعاون العالمي للتصدي لهذه المشاكل من الدلائل البارزة على الوضع البيئي الخطير المحدق بكوكبنا الأزرق.ومن البديهي بأن المشاكل البيئية لا تعترف بالسلطات ولا بالحدود،وهي تؤثر علينا جميعا بلا استثناء. ولذلك أدركت كافة الحكومات والمنظمات والجمعيات أهمية التعاون للوصول إلى حلول مشتركة تحد من تدهور البيئة وتقلص مكوناتها والتصدي لآثارها.
وأضاف:من هذا المنطلق تسعى المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع الدول الأعضاء إلى تنفيذ الكثير من البرامج والأنشطة المشتركة لمناقشة القضايا البيئية وما تواجهه من تحديات، وهذا ما يبدو جليا في خطتها الاستراتيجية في مجال العلوم، ولعل اجتماع الخبراء الإقليمي حول السواحل والاستخدام الأمثل لمصادر البحار الذي نحن بصدده الآن يعد أحد الأمثلة البارزة للتعاون في المجال البيئي بين السلطنة ممثلة في اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، كما نظمنا سوية قبل أيام قلائل ورشة العمل الإقليمية حول الدراسات والبحوث في مجال التنوع الأحيائي. وقد أضحى هذا التعاون جليا لدى مختلف المؤسسات المعنية بالبيئة في السلطنة.
وقال:نشأت الحضارات القديمة وازدهرت في مناطق مصاب الأنهار والسواحل، وأدى ذلك إلى وجود الموانئ التي مثلت نقطة الانفتاح والتواصل بين الشعوب المختلفة، فكانت الشواطئ مصدرا للثروات الغذائية، والموانئ منطلقا للتجارة العالمية، وللحملات البحرية التي سعت لاكتشاف أبعاد كوكبنا الأرضي، سعيا للمعرفة العلمية أو لإحراز مكاسب اقتصادية أو لأغراض وفي وقتنا الحاضر تعززت الأهمية الاستراتيجية للشواطئ والسواحل، فمع زيادة التبادل التجاري بين الدول، والتحديات التي تواجه الأمن الغذائي، والتناقص المتسارع في مصادر الطاقة الناضبة، أصبحت الشواطئ والسواحل والمياه الإقليمية هي الملاذ الآمن لمواجهة الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إلا إنه مع تزايد أهمية السواحل برزت الكثير من المشاكل بل المخاطر التي تهدد البيئة البحرية والتي كان الإنسان مسببها الأساسي، مما يستدعي ذلك السعي إلى حلها أو التقليل من آثارها. ولعل من أبرز التحديات التقليدية التي أثرت على البيئة البحرية التسربات النفطية، وعوادم المخلفات الصناعية التي تلقى في مياه البحار والأنهار، وكذلك مياه المجاري غير المعالجة، بالإضافة إلى الاستنزاف الجائر وغير المقنن للثروات الغذائية البحرية. كما أضحى للتغيرات المناخية أثرا جليا على السواحل والثروات البحرية والجزر والمدن الشاطئية، فظاهرة الاحتباس الحراري وما ينتج عنها من كوارث مثل العواصف والفيضانات والأعاصير أصبحت تهدد مستقبل مصير جزر ومدن بأكملها، كما أن ذلك يؤثر على البيئة البحرية نفسها بما نشاهده من نفوق الأسماك والانتحار أو الجنوح الجماعي للحيتان وغيرها من الظواهر المتكررة.
إن من الأحداث العالمية الكبرى المرتقبة التي ستحشد جهود العالم لصالح البيئة مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة "ريو + 20" والذي سوف تركز مناقشاته على كيفية بناء اقتصاد أخضر من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وكيفية تحسين التنسيق الدولي من أجل التنمية المستدامة، بحضور عدد من زعماء العالم، جنبا إلى جنب مع آلاف المشاركين من القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية والمجموعات الأخرى، من أجل تقييم الوضع البيئي بعد مضي عشرين عاما على مؤتمر قمة الأرض من أجل التعاون لضمان حماية البيئة على كوكب الأرض أكثر من أي وقت مضى.
إن سلطنة عمان تتميز بسواحل طويلة تزيد على الثلاثة آلاف كيلو متر في مجمل أطوالها،مما أعطاها ميزة الانفتاح على العالم منذ القدم، فقد اشتهرت عمان بأساطيلها البحرية، وبتجارتها الخارجية، وعلاقاتها العالمية بفضل انفتاح شواطئها، وشهرة موانيها التي بلغت جميع أنحاء العالم. كما إن الامتداد الطويل للشواطئ العمانية وما تتميز به هذه السواحل من بيئات وتضاريس متنوعة أكسب السلطنة شهرة واسعة وجعلها وجهة سياحية متميزة، ومصدرا للكثير من الثروات المائية التي تحظى بطلب عالمي متزايد. وإدراكا من الجهات المعنية بالسلطنة منذ وقت مبكر بالتحديات التي باتت تهدد السواحل والبيئة البحرية بمختلف نواحيها، فقد سنت القوانين والتشريعات التي تضمن سلامة هذه البيئات واستدامة مواردها. فعلى سبيل المثال حددت وزارة الزراعة والثروة السمكية مواسم معينة لصيد بعض الثروات البحرية، كما وضعت وزارة البيئة والشؤون المناخية الخطط والاستراتيجيات التي تكفل حماية السواحل والمياه الإقليمية من الملوثات، كما سعت أيضا إلى تعزيز هذه الشواطئ وصونها من خلال مشاريع استزراع أشجار القرم وحملات التوعية والتنظيف. كما سنت وزارة السياحة القوانين والتشريعات الكفيلة بحماية المناطق الساحلية عند قيام المشاريع السياحية، وبذلك استحقت العاصمة العمانية مسقط لتكون عاصمة السياحة العربية للعام 2012.
وقال : إن الاجتماع الإقليمي حول السواحل والاستخدام الأمثل لمصادر البحار سيتطرق إلى الكثير من المواضيع المهمة،وسيناقش العديد من القضايا التي ستؤدي إلى تعزيز بيئة السواحل إن شاء الله. فسوف يتم في هذا الاجتماع التناقش حول أشكال ومصادر الملوثات البيئية،ومخاطر التغيرات المناخية والاحتباس الحراري وأثرها على السواحل والبيئة البحرية،ودور السواحل ومصادر البحار في التنمية المستدامة، وكيفية تذليل الصعوبات والمعوقات المتعلقة باستدامة وتنمية السواحل والبيئة البحرية. كما سيكون هناك يوم عمل ميداني تتعاون في تنظيمه مشكورة وزارة البيئة والشؤون المناخية حول أشجار القرم وأهميتها الاستراتيجية في صون وتعزيز البيئة الساحلية..
أهداف الاجتماع
ويأتي تنظيم هذا الاجتماع في إطار الجهود الحثيثة لدعم التنمية المستدامة في الدول الأعضاء بالإيسيسكو باعتبارها أبرز المقومات الرئيسية للتنمية الشاملة التي تسعى هذه الدول إلى تحقيقها خدمة لتطوير مجتمعاتها وتقدمها وتحقيق مستويات أفضل للعيش لأبنائها، ومن منطلق حرص المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو)على مساعدة الدول على إيجاد آليات فاعلة للمحافظة على هذه الثروة الطبيعية وتنميتها وإدامتها وحمايتها من المخاطر ويهدف الاجتماع إلى الوقوف على واقع السواحل ومصادر البحار في البلدان العربية ودراسة معوقات وصعوبات حمايتها، ومناقشة الأطر العلمية لتنمية السواحل في البلدان العربية والاستفادة من مصادر البحار باعتبارها مصادر تنموية مهمة، ومناقشة القوانين والأنظمة والتشريعات الدولية والإقليمية ذات العلاقة بالسواحل ومصادر البحار وآليات تفعيلها، وعرض ومناقشة التجارب للدول المشاركة للاستفادة منها في تعزيز الخبرات العلمية العربية في هذا المجال.
محاور الاجتماع
ويناقش هذا الاجتماع عدد من المحاور ومن أهمها، مكانة السواحل ومصادر البحار في التنمية الشاملة والمستدامة، والصعوبات والمعوقات التي تواجهها الدول نحو إدامة وتنمية السواحل ومصادر البحار، ونظم وقوانين وتشريعات حماية السواحل والبيئة البحرية، وأشكال ومصادر الملوثات البيئية وأثرها على السواحل ومصادر البحار وطرق معالجتها، ومخاطر التغيرات المناخية والاحتباس الحراري على السواحل ومصادر البحار، كما يناقش الاجتماع تجارب الدول العربية المشاركة في سعيها إلى المحافظة على الثروة الطبيعية البحرية وتنميتها وإدامتها.
