الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

الحراصي ..يفتتح فعاليات ندوة اللغة العربية (القراءة تعليما وتعلما)

تاريخ نشر الخبر :20/12/2011

رعى معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون صباح أمس حفل افتتاح فعاليات ندوة اللغة العربية المنعقدة بفندق جراند حياة مسقط، وذلك بحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم،وأصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين وعدد من  الخبر اء والمختصين في مجال اللغة العربية والمشرفين التربويين والمعلمين. 

وحول الندوة صرحت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم:تأتي هذه الندوة في إطار جهود الوزارة للاهتمام باللغة العربية وتطوير الاداء اللغوي لدى أبنائنا الطلبة ويأتي التركيز خلال هذا العام على مفاهيم القراءة تحديداُ ولذلك جاءت الندوة شعار القراءة تعليماُ وتعلماُ ،والكل يعرف بأن القراءة مفتاح المعرفة إذا أجاد الطالب القراءة تصبح الآفاق واسعة أمامه وإذا تعرقل في المراحل الاولى ولم يتمكن من اتقان مهارات القراءة فسيجد صعوبات خلال مراحل التعليم الأخرى ،والوزارة ركزت على هذا الجانب بشكل كبير لان قضايا صعوبات القراءة أو التحديات التي تواجه عملية القراءة تعليماُ وتعلماُ هي قضايا عالمية تواجه كافة الأنظمة التعليمية ولا بد من تسليط الضوء عليها .
وأضافت معاليها :موضوع القراء تحديداُ له شقين فني متعلق باستراتيجيات التدريس وطرق التدريس وهذا بحد ذاته علم وبه متخصصون في جانب القراءة ،وشق اجتماعي متعلق بنشر ثقافة القراءة وتعزيز حب المطالعة لدى الطالب ،وفي هذا الجانب تأمل الوزارة بتفعيل شراكة مع كافة جهات المجتمع المحلي والقطاع الخاص  ومجالس الآباء والامهات والأسرة في مجال تعزيز ثقافة القراءة.
بدأت فعاليات ندوة اللغة العربية والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم بكلمة الوزارة التي ألقاها سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية، المكلف بتسيير أعمال وكيل الوزارة للتعليم والمناهج قال فيها:تمثل القراءة في كل لغة  أفضل مظهر فكري وأعظم إنجاز حضاري، فالقراءة  مفتاح المعرفة وطريق الرقي، وما من أمة تقرأ إلا ملكت زمام القيادة ، وكانت في موضع الريادة ، وتبرز أهمية القراءة في أنها الوسيلة الأولى التي ينتقل عبرها الفكر الإنساني والتراث الحضاري   والدعامة الأساسية لتوسيع مدارك الإنسان وقدراته، والأداة التي يغرف بها من مناهل العلم  وينابيع المعرفة ، فبالقراءة  تنمو الأفكار، وتتسع الرؤى، وتبزغ  المواهب، وتنبلج الابتكارات، وتبرز الاكتشافات، كما أنها تساعد في بناء شخصية الإنسان،وتعزيز ميوله واتجاهاته، وترتقي بفكره وعواطفه، وتثري خبراته، وذلك بما تزوده من أفكار وحقائق وآراء تغذي عقله، وتبعث في روحه ملكات النقد والتحليل والاستنتاج والتفسير.

العناية بالقراءة
وأضاف سعادته قائلا: لقد عنيت التربية الحديثة بموضوع تعليم القراءة أبلغ عناية، فجعلتها أساس كل عملية تعليمية تعلمية، فهي مفتاح التعلم لجميع المواد الدراسية، وعنصر أساسي في تطوير  قدرات الطالب على التعلم الذاتي  والمستمر مدى الحياة، وهي جزء من مهارات اللغة الأساسية المتمثلة في الاستماع والتحدث والقراءة والكتابة، وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى الارتباط الوثيق بين التمكن في القراءة والنجاح في المواد الدراسية  الأخرى، وعدتها من أهم عوامل نجاح المتعلم وأساس تفوقه، ومؤشرا بينا للتعلم المثمر، ومن ثم تلعب القراءة دور ا بارزا في  تنويع خبرات المتعلم،ورفد قاموسه اللغوي بثروة من المفردات والجمل والأساليب،وتمكينه من اكتساب المعارف والفنون، وتساعده في حل المشكلات، وتزوده بالأفكار والمعلومات التي يحتاج إليها في نشاطه التعليمي والتربوي ، وتؤهله لمواكبة التطور العلمي والفني والتقني.

توجيه المناهج
وأشار سعادة سعود بن سالم البلوشي وكيل وزارة التربية والتعليم للتخطيط التربوي وتنمية الموارد البشرية في كلمته قائلاً: لقد جعلت الوزارة  مهارة القراءة  من  أولويات الخطط التعليمية ومن الأهداف الأساسية التي يجب على المتعلم اكتسابها منذ مراحله التعليمية الأولى، لذا سعت جاهدة إلى تذليل الصعوبات التي قد تواجه المتعلمين أثناء تعلمها، فوجهت المناهج التعليمية إلى اتباع  أنجع السبل وأسهل الطرق لتعلمها والتمكن فيها، وعملت على تدريب وتأهيل المعلمين لإبداع أفضل أساليب التعليم وطرق التدريس في اكتسابها .
مؤكدا :أنه وبالرغم  من الجهود التي يبذلها القائمون على العملية التربوية، والمهتمون بتطوير التعليم، وتحديث طرائقه وتجويد مخرجاته، لمواجهة الصعوبات التي قد تعترض العملية التعليمية التعلمية، إلا أن هناك  ظواهر  ما زالت تؤرق التربويين والمربين، لذا جاءت هذه الندوة  لتحمل عنوان (القراءة تعليما وتعلما) انطلاقا من وعي الوزارة بأهمية  تذليل  الصعوبات التي تعوق  اكتساب هذه المهارة اللغوية، وإيمانا منها بضرورة الاستفادة من الخبرات التربوية والتجارب العالمية  للمساهمة في الحد من تلك الصعوبات، وللاطلاع على  الأساليب الحديثة في تسهيل اكتساب هذه المهارة، آملا أن تثمر هذه الندوة بمقترحات وتوصيات تعزز العملية التعليمية وتجود مخرجاتها، وذلك من خلال مناقشاتكم وحواراتكم وعرض تجاربكم وإبداء آرائكم.


استقطاب الخبرات
بعد ذلك ألقت الدكتورة معصومة بنت حبيب العجمية  الخبيرة التربوية بمكتب معالي الوزيرة ورئيسة لجنة تنظيم ندوة اللغة العربية كلمة اللجنة المنظمة لفعاليات ندوة اللغة العربية قالت فيها: إن وزارة التربية والتعليم تنظر بعين الرعاية إلى أبنائها وهم يبدأون مشوار التعليم والتعلم، وهي تستنهض الهمم، وتستشعر الواجب، وتستقطب الخبرات من أجل تحقيق غايات التعليم ومراميه في ضوء فلسفة التربية والتعليم في السلطنة التي يأتي في صدارتها حب تعلم اللغة العربية وتعليمها؛ والتمكن من مهارات القراءة والكتابة، فقد شهدت الوزارة خلال السنوات الماضية تطورات واسعة سعت إلى الرقي بالمستوى اللغوي عند الناشئة يعاضدها في ذلك المؤسسات التعليمية الخاصة من جهة والمؤسسات الاجتماعية العامة والخاصة من جهة أخرى، واستحداث برامج ومشاريع من شأنها تقديم الرعاية الحقيقة لفئات المتعلمين المختلفة كما ونوعا.
وأضافت د. معصومة العجمية في كلمتها قائلة: لقد كان انعقاد ندوة اللغة العربية الأولى في العام الدراسي2009/2010م غيز فاضت مياهه بأوراق سطرت على دفتيها تجارب في تعليم اللغة العربية، واليوم ترسم ملء هذه الندوة الثانية ملامح التطوير في تعلم مهارة القراءة وتعليمها، وأسمى ما تبغي أن تقرأ أمة اقرأ حروف لغتها الخالدة يسعفها في ذلك تشبثها بقراءة القرآن الكريم.


الارتقاء بالمهارات
مؤكدة: لقد أتى انعقاد هذه الندوة اليوم قناعة من وزارة التربية والتعليم، وإيمانا منها بأهمية القراءة كمهارة أساسية، ووسيلة رئيسية للتعلم الناجع، والتحصيل الدراسي والعلمي الأمثل، وحتمية الاستمرار في تطويرها، وتجويدها، والارتقاء بمهارتها وبجميع العناصر التعليمية المعنية بها، سواء أكانت هذه العناصر طلابا، أو معلمين، أو مشرفين تربويين، أو كتبا ومناهجَ دراسية، أو طرائقَ تدريسٍ، ليتاحَ لمتعلمينا وأجيالنا، ولنا جميعا جني ثمارها، وتحصيل فوائدها المنشودة.
وأكملت: كما أتى انعقاد هذه الندوة مسايرا للجهود الدولية في مجال المحافظة على اللغة وخاصة جهود اليونسكو التي خصصت يوم الحادي والعشرين من شهر فبراير من كل عام يوما للغة الأم، ولأن اللغة العربية أساس القومية العربية وعنوان شخصيتها، وذاتيتها الثقافية، ومستودع التراث العربي، فقد خصصت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو) كذلك يوما للاحتفاء باللغة العربية والذي يصادف  الأول من شهر مارس من كل عام، كما جاء انعقاد هذه الندوة داعما لجهود وزارة التربية والتعليم، وخططها لتطوير التعليم بوجه عام، والارتكاز على إتقان اللغة العربية، وتجويد أداء الطلاب لمهاراتها الأساسية، من خلال العديد من البرامج والمشاريع التعليمية. وفي هذا السياق يجب الإشارة إلى جهود المحافظات التعليمية في الاهتمام بتطوير اللغة العربية وما قدمته من أفكار وأعمال ترقى بالمستوى القرائي للطلبة والطالبات وخاصة الحلقة الأولى من التعليم الأساسي.


الجلسة الأولى
بعد ذلك تم عرض فيلم تسجيلي عن جهود وزارة التربية والتعليم في تعليم القراءة وتعلمها، عقبه بدأت فعاليات الندوة بالجلسة الأولى والتي تضمنت تقديم أربع ورقات عمل، حملت الورقة الأولى عنوان (التقرير الوطني للجنة القراءة- النتائج والتأثيرات)قدمتها لينيا سي.أهري من مركز الخريجين بجامعة نيويورك،تناولت فيها دعوة الكونغرس الأمريكي في عام 1997 لتشكيل لجنة وطنية لتقييم حال وأوضاع البحوث التربوية بناءً على المعرفة بفعالية الطرق المختلفة لتعليم الأطفال القراءة، وقامت بدراسات علمية حول القراءة، واستمر عمل اللجنة لمدة عامين للبحث في المواد المنشورة ومراجعتها وتحليل النتائج،وإعداد التقرير الذي تم نشره في عام 2000م بعنوان "تعليم الأطفال القراءة:تقييم البحوث العلمية حول القراءة وتأثيراتها على تعليم القراءة "،وكان الجو مهيئا لاستقبال مثل التقرير لوجود اختلاف حاد بين التربويين حول أكثر الطرق فعالية لتدريس القراءة للمبتدئين،حيث أُطلق على هذه الاختلافات "حروب القراءة "،ولم يكن مثل هذا الاختلاف جديدًا حيث أنّه قد ظل موجودًا في هذا الميدان لعددٍ من العقود حيث كان يتأرجح بين الطرق الكلية لتعليم القراءة المبنية على المعاني من جهة،والطرق الصوتية لتعليم القراءة،بدون أن يكون هنالك أمل كبير في تحقيق التقارب بين وجهتي النظر،وفي غضون ذلك، قامت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بتمويل دراسات بحثية عديدة لدراسة الكيفية التي يتعلّم بها الأطفال القراءة،التعليم.وتم تحقيق قدر كبير من التقدم في فهم عمليات اكتساب القدرة على القراءة وأشكال التعليم الفعال،بالرغم مما أظهرته من نتائج محدودة على نوع ومستوى وجودة برامج تعليم القراءة التي تم إعدادها واستخدامها في المدارس.إلا أنها لا تتسق مع نتائج البحوث والدراسات التي تم إجراؤها.ولذلك تم تشكيل اللجنة الوطنية للقراءة لتحاول تغيير هذه المفاهيم،وقدمت اللجنة الوطنية للقراءة الأمل في حل الاختلافات بين التربويين،من خلال تحديدها للنتائج التي تمخضت عن البحوث والدراسات التي تم إجراؤها حول التعليم الفعال للقراءة،ومن خلال نشرها لتقرير وتوزيعه على نطاق واسع على المعلمين ومدربي المعلمين ومصممي المناهج وواضعي السياسات التربوية.وكان يتوقع من التقرير تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الطرق الفعّالة لتعليم القراءة،وتسريع الانتقال من نتائج البحوث إلى الممارسة الفعلية،وتطوير جودة تعليم القراءة في المدارس،وبالتالي رفع مستوى الإنجازات التي يحققها الطلاب في القراءة.
أما الورقة الثانية فجاءت بعنوان (تحديد أهداف المناهج واستراتيجيات التدريس) قدمهاتيموثي شاناهان تطرق فيها إلى أن هنالك اعتراف متزايد بقيمة تعلّم القراءة والكتابة."تعلّم القراءة والكتابة هو أحد السمات التي ترتبط بخفض مستويات الفقر،وبالنمو الاقتصادي والثروة.كما يرتبط تعلّم القراءة والكتابة بالمشاركة المدنية وبصحة الفرد والأسرة ،وتم ربط ضعف التحصيل في القراءة والكتابة بكمية ومستوى جدية الجرائم وإلى احتمالية حدوث النزاعات المسلحة على أسس وطنية وإقليمية ودولية ونظرًا لأهمية تعلّم القراءة والكتابة،دعمت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية سلسلة من فرق البحوث النوعية الذي ظل مألوفاً في مجال الطب.وتمثلت الفكرة في تشكيل لجنة من الباحثين الذين يعملون بدون أي مقابل مادي للنظر في نتائج محددة،وتكليفهم بمراجعة البحوث باستخدام إجراءات مقبولة لتحديد نتائج البحوث التي يُمكن أنْ تكون مثار جدل.وقامت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية خلال الأثني عشر عاماً الماضية بإجراء أربع عمليات مراجعة لدراسات بحثية :الأولى كانت حول تعليم الرياضيات،وثلاث حول تعليم القراءة والكتابة ،وتُلخص هذه الورقة أحد هذه التقارير وهو الذي أعدته اللجنة الوطنية لتعليم القراءة والكتابة في فترة الطفولة المبكرة.وركّز ذلك التقرير على القيمة المبدئية للممارسات التعليمية في المنازل أو أوضاع تعليم الطفولة المبكرة التي يُمكن استخدامها لتعزيز جاهزية واستعداد الأطفال الصغار(من الميلاد وحتى عمر 5 سنوات)للاستفادة من التعليم في صفوف المرحلة الابتدائية.ونظرًا لأهمية تعلّم القراءة والكتابة،وللوصول بالأطفال إلى مستويات عليا في تعلمهما،فإنّ الفكرة تتمثل في جعل سنين الأطفال الأولى مثمرة ومفيدة لأقصى درجة ممكنة بحيث يكونوا قادرين على الاستفادة من مقررات تعليم القراءة عندما يلتحقون بالمدارس النظامية.
فيما كانت الورقة الثالثة عن (تنمية المعارف المطبوعة في الأطفال الصغار: تعزيز النجاح في القراءة مستقبلاً) قدمتها د. لورا جاستس، وتطرقت فيها إلى أنه يُمكن وصف العديد من الأطفال، منذ ميلادهم وحتى بداية تعلّمهم المنهجي للقراءة (ويكون ذلك عند بدء التحاقهم بالمدارس وبدء تعلّم مبادئ الأبجدية) بأنّهم في فترة بداية تنمية قدراتهم في القراءة والكتابة. وتصف هذه الورقة المهارات التي يتم تطويرها خلال هذه الفترة والتي يُمكن الإشارة إليها مجتمعة بمصطلح المعرفة بالمواد المطبوعة. وتعني معرفة المواد المطبوعة المهارات والمعارف التي يكتسبها الأطفال حول أشكال ووظائف المواد المطبوعة والتي يُمكن تعريفها أكثر بأنّها معرفة (أ) تنظيم الكتاب والمادة المطبوعة (ب) معنى المادة المطبوعة (ج) الحروف (د) الكلما. وتوضح الدراسات الممتدة باستمرار أنّ الأطفال الذين يطورون معارفهم جيدًا حول المادة المطبوعة يصبحون قرّاء أفضل من غيرهم في الصفوف الأولى من دراستهم النظامية مقارنةً بالأطفال الذين يحصلون على معرفة محدودة في هذا الموضوع.
كما ناقشت الورقة الإنجازات الرئيسية التي يُمكن ملاحظاتها لدى الأطفال منذ ميلادهم وحتى التحاقهم بالدراسة النظامية وحصولهم على تعليم منهجي في مجال القراءة، وسوق تُقدّم بعض الطرق والأساليب التي يُمكن بها تقويم المعرفة بالمادة المطبوعة. وبالإضافة إلى ذلك، تهتم الورقة بالكيفية التي يُمكن بها تنمية المعرفة بالمواد المطبوعة لدى الأطفال الصغار الذين يعانون من صعوبات في تنمية معرفتهم بالمواد المطبوعة بسبب عدم قدرتهم أو بسبب معرفتهم المحدودة بهذه المواد. وستصف الورقة التدخلات العلاجية التي تُحقق فوائد على المدى الطويل لتنمية مهارات القراءة لدى الأطفال.
فيما كانت الورقة الرابعة والتي قدمتها جيل أم.بنتيمونتي عن (تنمية المعرفة الأبجدية وتقويمها)تناولت فيها أن بحوثا كثيرة تشير إلى أنّ معرفة الأبجدية تُعتبر أفضل مؤشر للتنبؤ باكتساب الطفل في وقت مبكر لمهارات القراءة والكتابة،كما تُعتبر مكوّنًا رئيسيًا في تعلّم القراءة والكتابة. وبدقة أكثر،فإنّ تعلّم الأطفال لمعاني أصوات الحروف يعتمد على معرفتهم بأسماء الحروف ،وفي ذلك يستخدم الأطفال معرفتهم بأسماء الحروف في تعلّم أصواتها.وفي المقابل،فإنّ معرفة الأطفال للعلاقات بين الحروف والأصوات يُعتبر متطلباً أساسيًا وضروريًا في تنمية إدراك الأطفال ومعرفته بالكلمات.وتمثل معرفة الأبجدية  بناءً وحدويًا مفردًا ليس فقط باعتباره قابلا للقياس ومستقرٌا في تطوره في نفوس الأطفال ، وإنّما لتأثيره كحدث فاصل في تطوير قدرات الأطفال المستقبلية في تنمية مهارات القراءة، ومعرفة الكلمات.ويُنظر إلى معرفة الأبجدية في الوقت الحاضر على أنّها إحدى الوسائل الأكثر دقة للتحديات التي سيواجهها الطفل لاحقًا في مجال صعوبات القراءة.وتُشير نتائج البحوث إلى أنّ الأطفال من خلفيات ثقافية واجتماعية واقتصادية متباينة تختلف مستوياتهم في معرفة الأبجدية عند الالتحاق برياض الأطفال ، وبناءً على العلاقة بين معرفة الأبجدية وتنمية معرفة القراءة والكتابة،فإنّه من الأهمية بمكان وضع اعتبار للمؤشرات التي ربّما تؤثر على تنمية المعرفة الأبجدية لدى الأطفال،لذا أصبح من المهم تحديد أكثر الطرق فعالية لتقويم وتطوير معرفة الأبجدية لدى الأطفال الصغار.


حلقات العمل
فيما تم خلال جلسة العمل الثانية تقديم مجموعة من حلقات العمل التي قدمها عدد من المختصين، حيث تناولت حلقة العمل الأولى موضوع (استيعاب الأطفال للنصوص في ضوء معايير النصية) قدمها خليل بن ياسر البطاشي أوضح فيها أن اللغة ظاهرة إنسانية، يرتبط وجودها بسدّ حاجات أساسية للإنسان في الاتصال والتفاعل؛ لذلك ينبغي أن تراعي عملية تعليم اللغة وإكسابها للأطفال هذه الحاجات الاتصالية، وأن لا يقف تعليمها عند تشريح المادة اللغوية إلى قدرات وتدريسها في مهارات مجتزأة، بل يجب أن يهدف تعليم اللغة إلى تحقيق القدرة الاتصالية.ويعد استيعاب النصوص (التلقي) أحد مظهري العملية الاتصالية (يتمثل المظهر الآخر في إنتاج النص)، ويكون من طريقين القراءة والاستماع، وتهدف هذه الورقة إلى التركيز على الاستيعاب القرائي.
كما تناولت حلقة العمل تدريبا عمليا للمختصين لبناء أنشطة تنمي الاستيعاب القرائي على مجموعة من النصوص في أدب الأطفال، وقد تمنح الورقة المعلم فرصة للتدرب الذاتي بعد ذلك على تطبيق المعايير السبعة للنصية في تطوير القدرة على الاستيعاب القرائي لدى الأطفال بعيدا عن العشوائية والتكرار.
أما حلقة العمل الثانية فقدمها د.بشير وسلاتي بعنوان(الوعي الفونيمي والفونولوجي) استعرض خلالها أن البحوث العلمية أثبتت أن المهارات الصوتية أساسية لبداية تعلم القراءة مما جعلها أحد المكونات الخمس الكبرى لما يعرف الآن بعلم القراءة.فنحو  90 % من الأطفال ذوي الصعوبات في القراءة يعانون من صعوبات في تمييز الأصوات.وأدت هذه النتائج إلى جعل المهارات الصوتية عنصرا أساسيا في تدريب المعلمين وبناء المناهج وتقويمها في رياض الأطفال والصفوف الأولى.ويتكون الوعي الفونيمي من مهارات متعددة تسمح بتعزيز قدرة الأطفال على القراءة وتتعلق بالقدرة على تقسيم الكلمات المسموعة إلى أصوات،ودمج أصوات لتكوين كلمات ونطقها وتعويض أصوات لتكوين كلمات حقيقية أو غير موجودة، وحذف أصوات ونطق الكلمات المتبقية.
وعملت حلقت العمل على تعريف المعلمات بالفونيم والوعي الفونيمي والوعي الفونولوجي وممارساتهن الصفية لتطوير الوعي الفونيمي عند الطلاب،وتصحيح معتقدات خاطئة حولهما (استخدامهما كمرادفين،الخلط مع تدريس علاقة الصوت بالحرف)،وتوضيح أهميتهما للقراءة الناجعة،كما ركزت الحلقة على عرض عينة من التمارين الخاصة بتطوير الوعي الفونيمي وإعطاء فرصة للمشاركات للقيام بتطبيقات عملية على البعض منها. 
أما حلقة العمل الثالثة فجاءت بعنوان (تنمية المعرفة الأبجدية) قدمهاجيل بنتمونتيتطرق فيها:إلىالمتطلبات الوجستية التي تشتمل عليها الندوة من خلال محاضرة طولها 10 دقائق حول طرق تدريس الأبجدية التي لا تتم من خلال النصوص أو السياقات المحددة،تتبعها 10 دقائق أخرى تتم فيها مناقشة حول الموضوع في مجموعات عمل صغيرة،ثمتلخيص لما تم تنفيذه ثم طرح الأسئلة من قبل الحاضرين،كما تطرق عن الهدف الذي ستناقش هذه الندوة الطرق الفعالة لتدريس المعرفة بالحروف الأبجدية.وستشمل هذه الطرق الممارسات التدريسية التي تتم في سياقات محددة وتلك التي لا تتم من خلال نص أو سياق محدد،كذلكالأساليب التي سيتم إتباعها:الطريقة الأولى في تعليم الأبجدية ستُركّز على أسماء الحروف وتمييز الأصوات المقترنة بها(طريقة خارج السياقات المحددة).أمّا طريقة التدريس الثانية التي ستتم مناقشتها فهي تدريس الأبجدية من خلال قراءة قصة (الطريقة القائمة على سياق محدد).كما تناول المخرجات المتوقعة التي سيتم اكتسابها بواسطة المشاركين في الندوة تتمثل في اكتسابهم المعرفة حول التقنيات الفعّالة لتدريس الأبجدية. وسيتعرفون على طريقتين محددتين لتدريس الأبجدية دون الاعتماد على نصوص أو سياقات محددة.وستُتاح لهم الفرصة للمناقشة وطرح الأسئلة حول كل تقنية من التقنيات المُشار إليها. 
واختتمت الجلسة الثانية بحلقة عمل قدمها الدكتور ماهر شعبان عبد الباري عن (التفكير جهريًا وإستراتيجيات تدريس القراءة) تناول خلالها تطبيق فنية التفكير الجهري في إستراتيجيات تدريس القراءة؛ولتحقيق الهدف السابق عرض الباحث باختصار لتاريخ التفكير الجهري وأنه نبع أساسًا من استخدام منهج الاستبطان في علم النفس,ثم عرج بعد ذلك لتحديد ماهية التفكير الجهري,وأهمية استخدامه مع إستراتيجيات تدريس القراءة,وعلاقة التفكير الجهري بما وراء المعرفة , والإجراءات التنفيذية المتبعة لاستخدام هذه الفنية مع القراءة ,مع تقديم نموذج عملي لكيفية تنفيذ ذلك،ثم تناول الباحث إستراتيجية من إستراتيجيات تنمية مهارات الفهم القرائي توظف فيها فنية التفكير الجهري وهي إستراتيجية التدريس التبادلي,حيث دار الحديث حول مفهومها،وأسس هذه الإستراتيجية,مع تحديد أهم المبادئ التي تقوم عليها,وإجراءاتها التنفيذية,مع تقديم نموذج إجرائي لتنفيذ هذه الإستراتيجية وتوظيف فنية التفكير جهريًا في هذه الإستراتيجية مع كل إستراتيجية فرعية من إستراتيجيات التدريس التبادلي.