الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

التربية والتعليم تشارك الدول العربية احتفالها باليوم العربي لمحو الأمية

تاريخ نشر الخبر :09/01/2012

تحتفل السلطنة في الثامن من يناير من كل عام باليوم العربي لمحو الأمية،والذي يعد حدثا بارزا في تفعيل مكافحة الأمية،وتكثيف جهود التوعية وإبراز أنشطة ومشاريع السلطنة المتعلقة بمحو الأمية وتعليم الكبار وتعريف العالم العربي بها، والسعي لبذل المزيد من العطاء لإيجاد

أفضل  السبل  في مكافحة الأمية،والتي تعد تحديا يواجه التحولات الاجتماعية،والاقتصادية،والثقافية في معظم دول العالم ومن بينها الدول العربية والإسلامية،ومن هذا المنطلق وتجسيدا لهذه المعاني،وتقديرا للجهود المبذولة في محو الأمية بشقيها الأبجدي والحضاري،جاء الإقرار من مجلس الجامعة  العربية  في الثامن من يناير عام  1966م ،بإنشاء الجهاز  العربي لمحو الأمية  كأحد الأجهزة  المتخصصة  التابعة  للمنظمة  العربية  للتربية  والثقافة والعلوم ومن ثم تم اختيار اليوم الذي  أنشئ فيه الجهاز،ليصبح  يوماً عربياً لمحو الأمية.

وقد سعت وزارة التربية والتعليم ممثلة بدائرة التعليم المستمر منذ بداية نشاط محو الأمية بالسلطنة لمواكبة  كل ما يستجد في مجالات محو الأمية،وتعليم الكبار،والتعليم الموازي ِمن خلال التجديد والتحديث للمواد الدراسية والبرامج والمشاريع وأساليب التدريب وطرق  التدريس وتقنيات التعليم ؛بما يؤدي إلى  تنامي المردود الكمي والنوعي،ويحقق الأهداف المنشودة  في ظل  خطة الوزارة الرامية لتوفير خدمات التعليم للجميع ،وتحقيقاً لمبدأ التنمية المهنية المستدامة،والوصول بمستويات محو الأمية إلى النسب المرجوة.

ومن خلال هذا الاستطلاع،سنسلط الضوء على عدد من المشاريع المهمة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار،بجانب عدد من اللقاءات مع المسؤولين بالوزارة وعدد من المعلمات القائمات بعملية التدريس ومجموعة من الدارسات والمتحررات من الأمية ..

القرية المتعلمة

يعد مشروع القرية المتعلمة إحدى الصيغ المبتكرة للتغلب على الأمية بأنواعها المختلفة،وقد تم البدء بهذا المشروع في العام الدراسي 2004/2005م،ويهدف إلى مساهمة المجتمع المحلي بكل شرائحه بتضافر الجهود للإسهام في محو الأمية عن قناعة راسخة،ويتم ذلك من خلال تحديد قرية محدودة الجغرافية ليس لها أطراف خارج محيطها ذات ارتفاع في نسبة الأمية،وتوجد بها أو بالقرب منها عدد من المؤسسات الخدمية ،حيث يتم التحديد من قبل المديرية العامة للتربية والتعليم بالمحافظة التعليمية وبالتعاون مع مكتب والي الولاية التي تقع فيها القرية،ويقومون بدراسات مسحية شاملة لمختلف الجوانب المتعلقة بالقرية ،ويأتي هذا البرنامج بهدف محو أمية الأميين القاطنين في القرية ذكورا وإناثا،وتعميق روح التعاون والمشاركة الجماعية من خلال العمل التطوعي،ورفع مستوى الوعي الاجتماعي والاقتصادي والبيئي خلال فترة زمنية محددة،وإيجاد حلول للمشكلات والظواهر والمعتقدات الخاطئة في المجتمع،والعناية والاهتمام بالمرأة ورفع كفاءتها وحجم مشاركتها في المجتمع.

وحول أهمية هذا المشروع ومدى الاستفادة منه،حدثتنا الدارسة عائشة بنت محمد بن سعيد الوهيبية  قائلة:مشروع القرية المتعلمة من المشاريع المهمة لي ولجميع الأمهات اللاتي فاتهن قطار التعليم،فما إن سمعنا أن هنالك مشروعاً مطبقاً في محافظة مسقط لتعليم الدارسات والدارسين القراءة والكتابة إلا وقمنا بالتسجيل مباشرة والالتحاق بالصف الأول،حيث كان عددنا في البداية حوالي( 23) دارسة،ثم ازداد العدد ليبلغ حوالي (44)دارسة،وفي السابق لا نعرف القراءة و لا الكتابة و لا نعرف كتابة اسمنا،أما الآن وبفضل من الله تعالى وبعد التحاقنا بهذا المشروع بتنا نعرف الكتابة والقراءة والحساب،وحفظنا سور من القرآن الكريم، وتعلمنا الصلاة بالطريقة الصحيحة بعدما كنا نقرأ قصار السور خطأً في صلاتنا،كما وأن هذا المشروع فسح لنا المجال لنلتقي مع صديقاتنا،ونتناقش معهن في الأمور التي ندرسها،ولم تبخل وزارة التربية والتعليم بتوفير متطلباتنا من نقل،ومستلزمات مدرسية من كراسي وطاولات وسبورة وأقلام ودفاتر وكتب ووسائل تعليمية متنوعة وغيرها،بجانب المعلمات اللاتي أشرفن على تعلمينا اللغة العربية والتربية الإسلامية والرياضيات واللغة الإنجليزية والمهارات الحياتية،كما ولم يبخل علينا مشرف المركز بالاهتمام والمتابعة ،واكتسبنا مهارات مختلفة من خلال الرحلات والمحاضرات والندوات،بجانب تعلم مهارات الحياكة والتفصيل،ومهارات الحاسب الآلي،وطريقة حفظ القرآن الكريم وتجويده ولا أنسى أيضا أنهم أكرمونا ببعض الهدايا التحفيزية في كل حفل ختامي.

مشروع الاستعانة بجمعيات المرأة العمانية

تعد مسؤولية محو الأمية والقضاء عليها مسؤولية وطنية تتطلب تعاون  المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة بالسلطنة،ونتيجة لأهمية الدور الذي تمثله وزارة التنمية الاجتماعية ومؤسساتها المجتمعية المختلفة وخاصة جمعيات المرأة العمانية في خدمة المجتمع العماني،جاءت فكرة مشروع التعاون والاستفادة من جمعيات المرأة العمانية المنتشرة في ربوع محافظات السلطنة للإسهام في محو الأمية ،حيث أنه  لا تخلو ولاية من ولايات  السلطنة  من هذه الجمعيات التي تتميز بالقدرة الكبيرة على التواصل مع المجتمع بمختلف شرائحه وخاصة الفئة الأمية من النساء،كما يسهل وصول هذه الفئة إليها بحكم طبيعة دور هذه الجمعيات  وقربها من التجمعات السكانية ،وقامت فكرة المشروع على تبنى هذه الجمعيات فتح شعب محو الأمية (سواء داخل الجمعية  أو خارجها) والإشراف على  إدارتها أو تطوع أعضائها بالتدريس فيها مقابل مكافأة مالية  تحسب بالحصة،وتوعية المجتمع وحثه على التعاون من أجل التصدي لهذه المشكلة الخطيرة.

ويهدف هذا المشروع إلى مد جسور التواصل والتعاون بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية،والاستفادة من جمعيات المرأة العمانية  في محو أمية جميع الأميين القاطنين  في المناطق التي تخدمها هذه الجمعيات،وتعزيز التعاون  بين جمعيات المرأة العمانية والمجتمع المحلي،والوصول بالأميين غير المتمكنين من القراءة والكتابة في المناطق التي تخدمها الجمعية إلى المستوى التعليمي الذي يمكنهم من مواصلة التعلم  والتعليم المستمر ،ومساعدة الأميين في المجتمع على تحقيق حاجاتهم والرفع من مستواهم التعليمي،وغرس أسس المشاركة  الفاعلة في المجتمع ومبدأ  المسؤولية للجميع،وتفعيل مبدأ التطوع في التعليم بين أعضاء الجمعية والمجتمع المحيط بها وإيجاد روح التعاون بين أبناء البلدة وإشعارهم بالمسؤولية المشتركة،والإسهام في خفض نسبة الأمية في السلطنة ،والتوسع في نشاط محو الأمية ،وقد بلغت عدد الشعب التي تم افتتاحها في جمعيات المرأة العمانية في العام الدراسي الماضي 2010/2011م  حوالي (56) شعبة تضم عدد ( 888) دارسة ، مقارنة مع  عدد (7 ) شعب بإجمالي عدد(77 ) دارسة  في العام الدراسي 2009/2010م.

محو أمية ذوي الحالات الخاصة

لم تقتصر جهود وزارة التربية والتعليم على فتح الفصول الدراسية للأميين داخل المدارس والأحياء والمناطق الريفية البعيدة فحسب بل تعدت ذلك لتشمل محو أمية ذوي الحالات الخاصة ،ومن ذلك التعاون المشترك بين وزارة التربية والتعليم وشرطة عمان السلطانية،بهدف محو الأمية الأبجدية والحضارية لنزلاء السجون ،حيث تم فتح فصول للأميين من نزلاء السجن المركزي،وحول هذا الموضوع أوضح وائل بن محمد سنبل معلم بالمركز الخاص بنزلاء السجن المركزي قائلاً: يتيح هذا المشروع لنزلاء السجن الفرصة للاستمرار وإكمال مراحلهم التعليمية، والذي سينعكس إيجابا على عقلياتهم وتفكيرهم ويغير من سلوكياتهم نحو الأفضل، ويخرجهم من النزل متعلمين،ومهيئين لخدمة مجتمعهم،وقادرين على مواصلة حياتهم،والتعايش مع المجتمع، والاستفادة من الشهادة الممنوحة لهم للانخراط بعمل ما،كما ويقدم المشروع كل المستلزمات من توفير معلمين لتدريس مختلف المواد،وقاعات مجهزة على مستوى راق،بجانب الكتب الملائمة والدفاتر والأقلام والوسائل التعليميـة.

وحول الصعوبات التي واجهت هذا المشروع أضاف وائل محمد: في  بداية الأمر لم يكن هناك إقبال  بذلك المستوى المأمول فقد كان عدد الملتحقين بسيطاً،لا يكاد يتعدى عشرات الدارسين، ولكن  التحفيز والتوعية،أفرز  لنا ستة صفوف دراسية من الصف السابع إلى الصف الثاني عشر مقارنة بثلاثة  صفوف في البداية ،ليصل عدد الدارسين حاليا إلى ما يقارب ال(140) دارسا،وكل ذلك بفضل التعاون المشترك بين شرطة عمان السلطانية ووزارة التربية والتعليم بحيث يحرص كل طرف على القيام بمهامه على أفضل أوجه.

محو أمية العاملين بوزارة التربية والتعليم

 جاء هذا المشروع  بهدف محو أمية العاملين بوزارة التربية والتعليم  ممن لا يعرفون القراءة والكتابة، والبالغ عددهم ( 1318)  أمي وأمية،وذلك في مدة عام دراسي كامل حسب مواقع عملهم ،حيث يتم تدريسهم عدداً من المواد الأساسية وهي: التربية الإسلامية،واللغة العربية،والرياضيات وتحديد مواضيع للتربية الوطنية من مادة الثقافة العامة  وذلك على مدى ساعتين في اليوم بواقع (15)  حصة دراسية في الأسبوع كل حصة دراسية مدتها (40دقيقة )،حيث يتم تدريسهم من قبل متطوعين من المعلمين والعاملين بوزارة التربية والتعليم،وحملة المؤهلات الجامعية ، والدبلوم العالي ، وخريجي دبلوم التعليم العام ،ثم  يمنح بعدها المتحررون شهادة التحرر من الأمية بعد خضوعهم لاختبار تحديد مستوى يقيس قدرتهم على القراءة والكتابة والعمليات الحسابية.

  وحدثنا حسين الهنائي مشرف محو أمية بدائرة التعليم المستمر بالوزارة عن أهداف هذا المشروع قائلاً: يهدف هذا المشروع إلى الوصول بالعاملين الأميين إلى المستوى الذي يمكنهم من القراءة والكتابة والقيام ببعض العمليات الحسابية، ويساهم في تحررهم من الأمية،وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في رفع مستواهم الوظيفي،بجانب تفعيل مبدأ التطوع من قبل موظفي الوزارة،وتعميم المشروع على جميع الوزارات والهيئات الحكومية والمؤسسات الأهلية والخاصة،حيث بلغ إجمالي عدد المراكز لهذا المشروع حوالي (176) منهم حوالي (69) مركزاً  للذكور،وحوالي(107) مركزاً للإناث،كما وبلغ إجمالي الدارسين حوالي(719  ) دارساً،منهم (304) ذكور،و(415) إناث.

البيانات الإحصائية

بلغ عدد المتحررين من الأمية منذ بدء النشاط  في العام الدراسي 1973/1974وحتى العام الدراسي  2010/2011م  حوالي(   18504    )، بينما بلغت أعداد الشعب حوالي (992)شعبة خاصة بمحو الأمية،وحوالي(181)شعبة خاصة لتعليم الكبار،بينما بلغ عدد الدارسين في محو الأمية حوالي(10595)دارس وعدد (1959)دارس منتظم في تعليم الكبار،وعدد(27181) دارس حر في تعليم الكبار،وبلغ عدد المعلمين في نشاط محو الأمية حوالي(1578)معلم،بينما بلغ إجمالي القرى المتعلمة في كافة أنحاء السلطنة (23) قرية.

انخفاض نسبة الأمية في السلطنة

وحول أهم  مؤشرات  انخفاض محو  الأمية بالسلطنة ،وأهمية  إعداد المعلمين الذين يقومون بعملية التدريس قالت ليلى بنت أحمد  بن عوض النجار المديرة العامة للمديرية العامة للبرامج التعليمية بوزارة التربية والتعليم:إن اهتمام السلطنة ببرامج محو الأمية  وأنشطتها المختلفة  واضح وجلي كما تشير إلى  ذلك المؤشرات  المتعلقة بهذا الشأن ،حيث أشارت الإحصائيات الأخيرة للتعداد العام للسكان والمساكن والمؤسسات لعام 2010م إلى انخفاض الأمية بنسبة (   12%)، بعد أن كانت ( 23 %) وفقاً لإحصائيات التعداد العام للسكان والمساكن والمؤسسات لعام 2003م، بل إن السلطنة تُعد وفقاً لهذه الإحصائيات من الدول التي استطاعت وبسرعة وجيزة تحقيق التزاماتها الدولية فيما يتعلق بتحقيق تحسين نسبته (50%) في مستويات محو الأمية بحلول عام 2015م،وفقاً لما جاء في توصيات مؤتمر التعليم للجميع  الذي نظمته اليونسكو ( داكار 2000م) ، ونظراً للإقبال على التعليم في مراكز محو الأمية وخاصة من الأمهات وربات البيوت في القرى والأرياف العمانية ارتأت الوزارة أن تتيح المجال لمخرجات دبلوم التعليم العام (الصف الثاني عشر)، الراغبات في التطوع لتدريس هذه الفئة في المناطق اللاتي ينتمين إليها، بعد أن يتم إلحاقهن قبل ممارسة عملية التدريس في دورة تدريبية  في مجال  العمل،وقد بدأ هذا البرنامج  في العام الدراسي ( 2000/ 2001) م  ومن الأهداف التي حققها التوسع في فتح مراكز للأميين في المناطق الريفية البعيدة التي لم يمتد إليها النشاط بالصورة المطلوبة، وكذلك إتاحة  الفرصة للراغبين في الدراسة من الأميين للدراسة  في الأوقات التي تتناسب مع ظروفهم، في حين إن هذه المراكز كانت فقط في الفترة المسائية ؛ نظرا لاعتمادها على المعلمين والمعلمات الذين يدرسون في الفترة الصباحية. 

مكافأة القائمين على التدريس

 من جهته أضاف علي بن جابر بن علي الذهلي مدير دائرة  التعليم المستمر بالوزارة قائلاً: لقد سعت الوزارة إلى رفع المكافأة المالية الخاصة بالمتطوعين الذين قاموا بالتدريس في مجال محو الأمية خلال هذا العام ،وبالتنسيق مع الجهات ذات للعلاقة  بمبلغ وقدره (150) ريال شهريا، ومكافأة  العاملين في مجال تعليم الكبار (الدراسة المنتظمة ) للصفوف من ( 7 -12) بمبلغ وقدره (3)  ريالات للحصة ،ومكافأة المكلفون بإدارة  مراكز محو الأمية ب (45)  ريال  ومكافأة مديري مراكز تعليم الكبار ( الدراسة المنتظمة ) بالإضافة لمكافأة التدريس ومكافأة المشرفين الفنيين والإداريين الذين يقومون بزيارات إشرافية لهذه المراكز بمبلغ ( 3) ريالات عمانية  عن كل زيارة ومكافأة فني مختبر العلوم  بمبلغ ( 3) ريالا عمانية  عن كل  حصة.

مناهج محو الأمية

 وحول المناهج الخاص بمحو الأمية أشار مدير دائرة التعليم المستمر قائلاً: تسعى الوزارة  لضمان الجودة في برامج محو الأمية ، من خلال وضع  المعايير  التعليمية  المناسبة  حتى تضمن أن الدارسين يتلقون تعليما يضاهي مستويات التعلم المراد الوصول إليه ، لذا سعت الوزارة إلى بناء وثيقة لمناهج محو الأمية توضح المعايير التي  يمكن الاستعانة  بها عند تطوير مناهج محو الأمية بما يضمن تحقيق قدر  عال من التعلم ، فقد عقدت ندوة  مناهج محو الأمية  والتي أوصت بأهمية بناء وثيقة  لمناهج  محو الأمية  بما يتوافق والتوجهات الحديثة  في مجال محو الأمية وحرصا على  إيجاد معايير تضمن الجودة  عند تأليف مناهج محو الأمية  وتطويرها وتقويمها،وسعت الوزارة إلى  تحقيق ذلك من خلال عقد حلقة عمل خاصة بإعداد فريق بناء وثيقة مناهج محو الأمية في عام 2010م   بهدف تكوين فريق لإعداد  تلك الوثيقة ويضم الفريق أعضاء من دائرة التعليم المستمر والمديرية العامة  لتطوير المناهج والمديرية العامة  للتقويم التربوي .

تجارب ناجحة

سماح بنت عبدالله بن يعقوب الخروصية،معلمة محو أمية بمركز العين بولاية نزوى حدثتنا عن دوافع مشاركتها في هذا البرنامج قائلة: بعد تقديمي لطلب الالتحاق بالتدريس في مراكز محو الأمية بالمحافظة نفذ المختصون بقسم التعليم المستمر بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة الداخلية  دورة تدريبية شملت جانبين النظري والعملي حيث شمل الجنب النظري التعريف بالمواد الدراسية وكيفية التحضير،وكيفية التعامل مع الدارسين الكبار والخصائص النفسية لهم وطرق تدريسهم، إضافة إلى طرائق التقويم المختلفة وتم تعريفنا على نظام محو الأمية بالسلطنة وأهم المشاريع المنفذة من قبل الوزارة وتم تنفيذ تدريب عملي لبعض الحصص الدراسية  وهذا التدريب كان له الأثر الكبير في تكوين شخصيتي كمعلمة،وقد كان لهذا التدريب الذي اشتمل على مهارات التعامل مع الدارسين الكبار وخصائصهم النفسية وطرق تدريسهم  أثر كبير في تسهيل مهمتنا وتذليل الصعاب أمامنا،وأنا سعيدة بتجربة التدريس في نشاط محو الأمية،والتي كان لها تأثير كبير في حياتي الشخصية والاجتماعية فمن خلالها استطعت أن انضم في قافلة المعلمات المتطوعات لخدمة هذا الوطن الغالي ،بجانب اكتسابي لمهارة التعامل مع الآخرين والمهارات الخاصة بالتعليم ، لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل من ساهم وشجعني في الالتحاق بالتدريس بمراكز محو الأمية.

أما سلامة بنت أحمد السيفية متحررة من الأمية من مركز العين بولاية نزوى فقد روت لنا تجربتها في محاربة الجهل قائلة : لقد اهتم الإسلام بالمرأة ،وشجع رسولنا الكريم على العلم،وأوصانا بطلبه دون تحديد للجنس،ومن هنا جاء دافعي الأكبر للالتحاق بمراكز محو الأمية،مع رغبتي الشديدة على التخلص من الجهل، وتحسين تلاوتي للقرآن الكريم، ومعرفة تعاليم الدين الحنيف وعلى رأسها الصلاة،بجانب تعلم أساسيات العد والحساب،والتي نتعامل معها في حياتنا اليومية ،وقد كان لأسرتي دور عظيم في مساندتي من خلال تشجيعهم لي أثناء الدراسة ،بجانب الدور الكبير للمعلمات اللواتي بذلنا معي  ومع بقية الدارسات جهوداً لا يمكن أن توفيها الكلمات،وكذلك المسؤولين من خلال متابعتهم لنا وتشجيعنا على الصبر والاجتهاد فبتكاتف جهود الجميع،تأكدنا أن الجاهل مثل الأعمى يكون ضالاً للطريق

وأضافت سلامة السيفية قائلة:بدخولي مركز محو الأمية تغيرت حياتي للأفضل فأصبحت أجيد تلاوة  القران الكريم، وكذلك بت اعتمد على نفسي  أثناء مراجعتي للمستشفى من خلال قراءة  أسماء العيادات بجانب تعلمي لمادة اللغة الانجليزية في محو الأمية  والتي استطعت من خلالها التعامل مع متطلبات حياتي ،وبعلمي أصبحت امرأة لها دور نافع  في المجتمع .

من جهتها قالت  أمينة بنت محمد بن علي الشكيلية  بأن حاجتها لتعلم القراءة والكتابة  وتصدي الأمية  وطموحها لمتابعة أبنائها جعلتها تسعي للالتحاق بمراكز محو الأمية ،ولم تبخل عليها العائلة بالتشجيع وخاصة من زوجها وعائلتها  وصديقاتها،بجانب التعاون الذي لمسته من المعلمات والمسؤولين كان له عظيم الأثر في مواصلتها التعليم،ومن خلال تعلمي اكتسبت القدرة على القراءة والكتابة،والمقدرة على متابعة دراسة أبنائي والإشراف عليهم ،وأنا سعيدة بذلك.