الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

بمشاركة موسعة من الحقل التربوي التربية والتعليم تستعد لتنظيم ندوة افتراضية

تاريخ نشر الخبر :17/04/2021

 

  • يأتي تنظيم الندوة بمشاركة موسعة من قبل فئات الحقل التربوي والمؤسسات التعليمية وعدد من المنظمات الدولية.
  • تهدف الندوة إلى تشخيص الواقع الفعلي للفاقد التعليمي في السلطنة للحد من الآثار السلبية وإيجاد حلول مبتكرة وناجعة لتدارك الفاقد التعليمي خلال الفترة القريبة المقبلة.
  • الفاقد التعليمي سيظهر جليا في المراحل الأولى من التعليم، نظرًا لمحدودية تواجد الطلبة داخل بيئة تفاعلية اجتماعية مدرسية محفزة وثرية.
  • ستعمل الجهات المختصة بالوزارة بالتعاون مع الهيئات التدريسية والإشرافية وأولياء أمور الطلبة على معالجة الفاقد التعليمي.

 

في ضوء الاهتمام العالمي الذي تسعى إليه الأنظمة التعليمية والمنظمات الدولية للوقوف على انتشار جائحة كورونا (كوفيد19) وما خلفته من آثار اجتماعية واقتصادية وتعليمية  لا سيما الفاقد التعليمي من المهارات والمعارف الأساسية لدى طلبة المدارس تستعد وزارة التربية والتعليم في الفترة القادمة لتنظيم ندوة وطنية افتراضية لمناقشة موضوع " فاقد التعليم في ظل جائحة كورونا... آثاره وطرق معالجته"؛ بمشاركة موسعة من قبل جميع فئات الحقل التربوي، والمؤسسات التعليمية في السلطنة، وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية.

وفي هذا الجانب أصدرت الوزارة يوم الأربعاء الموافق 14/أبريل/2021م قرارا وزاريا رقم (83/2021) قضى بتشكيل لجنة رئيسية وفريق عمل فني وفريق للدعم التقني والإعلامي لتنظيم الندوة الوطنية بإشراف وزيرة التربية والتعليم.

أهداف الندوة

تهدف الندوة إلى تشخيص الواقع الفعلي للفاقد التعليمي في السلطنة للحد من الآثار السلبية قريبة وبعيدة المدى، وتحديد الأولويات والاحتياجات وطرق العلاج، ومسار السياسات المرتبطة بهذا الموضوع في المرحلة المقبلة، وتسعى الندوة إلى تحقيق عدد من الأهداف المنبثقة من الهدف العام هي: مناقشة الفاقد التعليمي في السلطنة خلال جائحة كوفيد ( 19)، وإيجاد حلول مبتكرة وناجعة لتداركه خلال الفترة القريبة المقبلة، والحد من آثاره على المستوى البعيد، وتحديد دور المعلمين والمشرفين في معالجته، وتوضيح أدوار كل من المديريات التعليمية بالوزارة والهيئات التدريسية والإشرافية والإدارية وأولياء الأمور والقطاع الخاص ومسؤولياتهم عن الفاقد التعليمي خاصة في عمليات التعليم عن بعد، والتعرف على أفضل التجارب والممارسات الدولية في هذا الشأن، وكذلك الاستفادة من الموارد التقنية والفنية والامكانات المالية المتاحة لتجسير الفجوة الناتجة من الفاقد التعليمي، إضافة إلى تحديد الأولويات والأهداف التعليمية والمهارات والمعارف المراد إكسابها للطلبة خلال العام الدراسي القادم، وتستهدف الندوة جميع فئات الحقل التربوي والمجتمع المحلي.

محاور الندوة

من المتوقع أن تتناول الندوة عدة محاور أهمها: أسباب وحجم الفاقد التعليمي وآثاره جراء جائحة كوفيد-19، من حيث مفهوم الفاقد التعليمي، وكيفية تقييمه والفئة الأكثر تضررا من جرائه، إضافة إلى التجارب والمبادرات الدولية في تقييم ومتابعة الفاقد التعليمي، وصولا إلى محور آخر يتعلق بالحلول والخطط المناسبة لمعالجة الفاقد التعليمي في السلطنة، حيث يتناول هذا المحور دور المختصين في المناهج، والتقويم، والإشراف والمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين، وكذلك دور المعلمين والمشرفين وأولياء الأمور في معالجة الفاقد التعليمي، كما سيتطرق إلى تحديد الأولويات والأهداف التعليمية في المرحلة القادمة، ودور القطاع الخاص في تقليل فجوة الفاقد التعليمي.

تحديات التعليم في ظل كورونا

وعلى الرغم من كل المكتسبات التي صاحبت جائحة كورونا ( كوفيد 19)، وفي مقدمتها الدفع بعجلة التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني إلى الأمام، إلا أنها خلّفت في الوقت نفسه أكبر انقطاع للنظم التعليمية في التاريخ؛ إذ تضرر أكثر من 190 بلدًا في كل قارات العالم، وأثرت عمليات إغلاق المدارس على 94% من طلاب العالم،  ومع وجود عدد من التحديات التي كانت تواجه الأنظمة التعليمية قبل جائحة كوفيد 19؛ إلا أنها أفرزت تحديات أخرى كبيرة مرتبطة بإتاحة التعليم كحق أساسي يتسم بالإنصاف والشمولية، وبالنظر إلى حجم الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية سواء في الالتحاق أو في جودة الخدمات التعليمية المقدمة، إلا أن الجائحة أظهرت تحديات عدة أبرزها: استمرارية التعليم والتعلم أثناء إغلاق المدارس، والفاقد التعليمي نتيجة لذلك أو نتيجة عمليات التعليم عن بُعد، وهذا بدوره سيتضح جليا في المراحل الأولى من التعليم، نظرًا لمحدودية تواجد الطلبة داخل بيئة تفاعلية اجتماعية مدرسية محفزة وثرية.

 وتشير الدراسات إلى أن طلبة المدارس يفقدون ثلث ما ينبغي تعلمه في حال عدم اتخاذ إجراءات تصحيحية، مما يترتب على ذلك انقطاعهم عن المدرسة عند وصولهم للصف العاشر، أو عدم إكسابهم المهارات المطلوبة، كما تشير تقديرات منظمة اليونسكو إلى أن الأثر الاقتصادي للجائحة وحده قد يؤدي إلى انقطاع 23.8 مليون طفل وشاب إضافيين (ابتداء من مرحلة ما قبل الأساسي وحتى مرحلة التعليم العالي).

ولتسليط الضوء على هذه المشكلة ظهرت بعض المبادرات الدولية للحد من آثارها، من خلال إقامة الندوات وعقد الاجتماعات الوزارية لعل أبرزها الندوة الإقليمية لليونسكو بعنوان " الفاقد التعليمي في ظل جائحة كورونا والطريق إلى الأمام"، بتاريخ 16 مارس 2021م، وكذلك الاجتماع الوزاري رفيع المستوى والذي نظمته اليونسكو بتاريخ 29 مارس 2021م، بعنوان " بعد مرور عام على كوفيد-19، إعطاء الأولوية لاستعادة التعليم، لتجنب عواقب كارثية للأجيال القادمة".

جهود الوزارة لاستدامة التعليم

على الرغم من التحديات التي واجهت الأنظمة التعليمية من جراء جائحة فيروس كورونا (كوفيد19) إلا أن النظام التعليمي بالسلطنة استطاع وبالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة المعنية بسرعة التجاوب مع المعطيات الوبائية باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة، والتعاطي مع مختلف التحديات التعليمية والتقنية التي أفرزتها هذه الأزمة، وذلك من خلال تطوير التعليم الإلكتروني، وتعزيز التحول الرقمي للبيئة المدرسية ضمانا لاستمرار الطلاب والطالبات في تلقي تعليمهم بكل سهولة ويسر، مستفيدة من أفضل التجارب والممارسات الإقليمية والدولية التي اتبعتها النظم التعليمية في هذا المجال.

وتأتي الندوة المقترحة تماشيا مع ما أفرزته هذه الجائحة على المستوى العالمي والمحلي، لا سيما موضوع الفاقد التعليمي الذي تتسابق الدول لمحاولة حلحلته والوقوف على أسبابه وآثاره.

ولقد قطعت الوزارة شوطا كبيرا في استثمار التعليم الإلكتروني للحد من هذا الفاقد وإيجاد بيئة تعليمية بديلة تعتزم الوزارة البناء عليها في المرحلة القادمة ومن أهمها: التأكد من جاهزية النظام التعليمي في السلطنة في توظيف التعليم الإلكتروني، ويشمل ذلك الاستفادة من المنصات التعليمية في عملية التعليم للأعوام الدراسية القادمة، ومستوى وصول الطلبة إلى العالم الرقمي، واستعدادهم لهذا النوع من التعليم، وتمكن المعلمين وامتلاكهم للمهارات اللازمة في هذا المجال، بالإضافة إلى تبني الوزارة استراتيجية واضحة للتعليم الإلكتروني في النظام التعليمي في السلطنة وإطار تنفيذي (البنية الأساسية، والبوابة التعليمية، والمحتوى الإلكتروني التفاعلي، والفصول الافتراضية، والخدمات الإلكترونية، والمكتبة الإلكترونية، والتدريب) يجمع مكونات العملية التعليمية من خلال استخدام المصادر والأدوات التعليمية من أنظمة إدارة تعلم، ومناهج إلكترونية تفاعلية، والمكتبات الرقمية، والمصادر والمواد الاثرائية للاستفادة منها في العملية التعليمية في الأعوام الدراسية القادمة.