الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

المشاركون في ندوة فاقد التعلم في ظل جائحة كورونا: آثاره وطرق معالجته

تاريخ نشر الخبر :29/05/2021

 

 د.يحيى الحارثي: إعداد خطة توضح أدوار جميع المعنيين حول معالجة فاقد التعلم منطلقين من أفكار ومقترحات وتجارب الندوة.

Ø أهمية التكامل والتكافل بين دور الوزارة وأدوار كل من: القطاع الخاص،ومجلس الشورى،وأولياء الأمور؛للمساهمة في معالجة الفاقد التعليمي لدى الطالب.

Ø من المؤمل أن تتضمن خطة المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين خلال الفترة القادمة سلسلة من البرامج التدريبية القصيرة للمعلمين والمشرفين للتعامل مع فاقد التعلم لدى الطلبة.

 

عقدت وزارة التربية والتعليم مؤخرا وعلى مدار يومين متواليين، أعمال الندوة الافتراضية" فاقد التعلم في ظل جائحة كورونا: آثاره وطرق معالجته"،وذلك عبر منصة(Microsoft Teams) ،والتي استهدفت (700) مشاركا من المعنيين في الحقل التربوي،بجانب الطلبة وأولياء أمورهم من مختلف محافظات السلطنة،وعدداً من المكرمين بمجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، والمعنيين بالجهات الحكومية والخاصة،بمشاركة متحدثين دوليين من كل من الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA) ،ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)،ومنظمة اليونسيف (UNICEF). ركزت الندوة الافتراضية على ثلاث محاور أساسية هي: أسباب وحجم فاقد التعلم وآثاره جراء جائحة كورونا كوفيد -19،والتجارب والمبادرات المحلية والدولية في تقييم ومتابعة فاقد التعلم،والحلول والخطط المناسبة لمعالجة فاقد التعلم لدى الطلبة في السلطنة.

 

تحديد الأولويات

وحول أهمية عقد الندوة الافتراضية " فاقد التعلم في ظل جائحة كورونا: آثاره وطرق معالجته"،أوضح الدكتور يحيى بن خميس الحارثي المدير العام للمديرية العامة لتطوير المناهج ورئيس اللجنة الفنية للندوة،بإن هذه الندوة جاءت لمناقشة وتشخيص فاقد التعلم وطرق علاجه، وتحديد الأولويات والاحتياجات التعليمية المستقبلية، ورسم مسار السياسات المرتبطة بهذا الجانب في المرحلة القادمة من خلال الاستماع لمقترحات وآراء كافة المعنيين والمهتمين بالشأن التربوي في موضوع فاقد التعلم، والحد من وطأته وآثاره ؛للوصول إلى أنجع الحلول لتعليم جيد،وإبراز أدوار المعنيين من الحقل التربوي والجهات الشريكة من القطاعين العام والخاص في معالجة فاقد التعلم،حيث تسعى الوزارة حاليا من خلال اللجان المتخصصة بالعمل على إعداد خطة وفق إطار محدد يوضح أدوار جميع المعنيين بديوان عام الوزارة والحقل التربوي حول معالجة فاقد التعلم منطلقين فيها مما خرجت به الندوة من أفكار ومقترحات وتجارب.

اختبارات تشخصية،وخطة علاج

وحول أبرز المقترحات التي خرجت بها هذه الندوة الافتراضية تحدث الدكتور يحيى بن خميس الحارثي: من خلال النقاش الواسع الذي تم عبر القاعات الافتراضية الستة التزامنية والتي تناولت كل منها محورا مختلفا من محاور فاقد التعلم،وآثاره وطرق معالجته، فقد خرجت هذه المناقشات بمجموعة من المقترحات من أبرزها: إجراء اختبارات تشخيصية للطلبة في بداية العام الدراسي، خاصة لطلبة الحلقة الأولى لإكسابهم المهارات الأساسية المفقودة مثل: الكتابة والقراءة والحساب،وتحديد مستويات طلبة التربية الخاصة،ووضع خطة للمنهج التكميلي وفق مستوياتهم، والاستفادة من خبرات الأكاديميين في إعداد اختبارات تشخيصية لمهارات التعلم،بجانب إعداد أنشطة وتدريبات إلكترونية تفاعلية يستعين بها الطلبة لتعويض الفاقد التعليمي في هذه المهارات،مع التأكيد على أهمية التقييم المستمر لمستوى تعلم الطلبة وتطور مستواهم بعد مرحلة التشخيص والعلاج، وتدريب المعلمين وإدارات المدراس والمشرفين على تطبيقات تساعد في التقليل من أثر فاقد التعلم، وتمكين التواصل المستمر بين المدرسة والبيت حول مستوى الطالب، وتفعيل أدوار مجالس أولياء الأمور في معالجة الفاقد التعليمي،والاستفادة من إمكانات مؤسسات التعليم العالي في إنشاء منصات تعلّم ذات جودة عالية.

مهارات مفقودة

ويرى سعيد بن محمد المحرزي،مشرف أول كيمياء،من المديرية العامة للإشراف التربوي بوزارة التربية التعليم بإن من أهم المهارات التي افتقدها الطالب في فترة التعلم عن بعد بسبب عدم وجود تواصل مباشر بين الطالب والمعلم : مهارات لغوية،وحسابية،ومخبرية وعملية،ومهارات ترتبط بالعمل الجماعي التعاوني،وأخرى ترتبط بالجانب الوجداني كالذكاء العاطفي،وأوضح سعيد المحرزي بأن من أبرز آليات التشخيص التي من

الممكن تطبيقها لتحديد هذه المعارف بصورة دقيقة :تحليل المهارات الموجودة في المحتوى التدريسي المحذوف،وتحديد المهارات العملية التي لم يتم تناولها أثناء التعليم عن بعد،وتحليل الاختبارات النهائية في نهاية العام الدراسي،وتنفيذ مقابلات أو عمل استبانات لأخذ وجهة نظر المعلمين والمشرفين وأولياء الأمور في تحديد المهارات التي بها فاقد تعليمي.

دور المشرف التربوي

ثم تحدثت الدكتورة فايزة بنت محمد الغيلانية،مشرفة تربوية أولى لمادة اللغة العربية بالمديرية العامة للإشراف التربوي بوزارة التربية والتعليم عن أهمية دور المشرف التربوي في معالجة فاقد التعلم لدى الطالب وتقديم الدعم اللازم للمعلم للتعامل مع هذا الجانب فقالت: يسهم المشرف التربوي بدور كبير في إعداد الاختبارات التشخيصية لتحديد المهارات التي لم يكتسبها المتعلم في الصّف الحالي،وتدريب المتعلمين على المعارف والمهارات المختلفة التي لم يتمكنوا منها على النحو المطلوب،ومتابعة توظيفهم لهذه المهارات من خلال الأنشطة الصفيّة وغير الصّفية،والتركيز على تدريب المتعلمين على أسئلة القدرات العليا التي تستهدف المعارف والمهارات التي لديهم بها فاقد تعليمي،وأوضحت الدكتورة فايزة الغيلانية بأنه ينبغي الحرص على معالجة الفاقد التعليمي لدى المتعلمين من خلال الدروس المباشرة التي يقوم المعلم بشرحها،وبالأخص لطلبة الحلقة الأولى من التعليم الأساسي ولا سيّما الصفوف (1 -2) في مهارتي القراءة والكتابة، والرياضيات لما تتطلبه هذه المهارات من تأسيس مباشر لدى المتعلم،وأهمية إدماج اللعب مع التعليم من خلال البرامج التّقنية التي تدعم خاصيّة الألعاب، والرّسوم الكرتونيّة، والنماذج الميسّرة للتعليم حتى لا يشعر الطالب بالملل،والمرونة في تقويم الطلبة، وإفساح المجال لإنجاز الفروض المختلفة، ومتابعة الأنشطة على مدد زمنيّة كافية، لإفساح المجال للتدريب على المهارات والمعارف المفقودة.

التكامل بين الأدوار

وأكدت الدكتورة أمينة بنت راشد الراسبية،مشرفة إدارة مدرسية بتعليمية محافظة جنوب الشرقية،على أهمية التكامل والتكافل بين دور القطاع الخاص،ومجلس الشورى وولي الأمر؛ للعمل على تحقيق الأهداف المرجوة،والمساهمة في معالجة الفاقد التعليمي،فيأتي دور القطاع الخاص من خلال تبني مبادرات ومشاريع لبرامج تعليمية رقمية،كبرامج خاصة للقراءة والكتابة لرفع مستوى التحصيل والمحافظة على المهارات الأساسية لدى الطالب، وبرامج تعزز من دافعية التعلم،والمساهمة بصورة فاعلة في توفير متطلبات وأدوات التعليم عن بعد للطالب، ولخصت الدكتورة أمينة الراسبية أهمية دور مجلس الشورى ممثلا في لجنة التعليم والبحث العلمي لمعالجة فاقد التعلم، من خلال وضع استراتيجية وطنية بالتعاون مع المختصين بوزارة التربية والتعليم تتضمن أهداف،وإجراءات التنفيذ،ونتائج دراسات وبحوث مرتبطة بفاقد التعلم،وآليات تقييم؛لتكون حجر الأساس،وخارطة طريق لمعالجة هذا الجانب وبالتالي تعزيز الطالب والمعلم والمساهمة في دعم معارفهم،كما وتشجع ولي الأمر أن يكون شريكا مع المديريات التعليمية للمساهمة في معالجة الفاقد التعليمي من خلال تقديم المبادرات الداعمة والتي من الممكن تطبيقها خلال وقت غير متزامن مع وقت تنفيذ المنهج الأساسي ضمن خطة تكميلية لتعويض الفاقد،وذكرت مثالا على ذلك (مبادرة القاعدة النورانية لمعالجة الضعف القرائي والكتابي) والتي تنفذها اللجنة التعليمية بمجلس أولياء أمور ولاية الكامل والوافي، وتتبنى المبادرة لدعمها وضمان استمرارية تنفيذها شركة الغاز الطبيعي المسال، والشركة العمانية الهندية للسماد،كشراكة مجتمعية بين مؤسسات القطاع الخاص ومجلس أولياء الأمور.

التقانة في معالجة فاقد التعلم

أما فهد بن سالم بيت سعيد، مشرف مجال ثان مادة الرياضيات والعلوم،من تعليمية محافظة ظفار فقد تحدث عن أهمية الاستفادة من التقانة في معالجة فاقد التعلم، من خلال توظيف المنصات الافتراضية لعقد لقاءات بين المدرسة والمجتمع والمشاركة في وضع التوصيات واقتراح الإجراءات التطويرية المناسبة في مجال فاقد التعلم ومتابعة أثرها،بجانب تصميم برامج أو تطبيقات يتم دعمها من قبل شركات القطاع الخاص؛ لمتابعة الطلبة وأعمالهم من خلالها بحيث تتضمن تطبيقات ذكية للهواتف أو منصات تعليمية تحتوي برامج ودروس تفاعلية ،ومقاطع تعليمية وتدريبات بمستويات متعددة تتناسب واختلاف مهارات وقدرات الطلبة،مع تزويدها بمجسات لمعرفة التقدم في المستوى التحصيلي،واقتراح مواد تعليمية لتطبيقات تفاعلية لمختبرات (افتراضية) تحاكي الواقع للقيام بالتجارب في مادة العلوم أو مشاهد افتراضية تشبع فضول الطلاب نحو المعرفة وتحقق الأهداف في اكتساب مهارات الاستقصاء العلمي التي لم تتمكن المدرسة من توفيرها بسبب بيئة التعلم عن بعد.

برامج تدريبية

وأكد عوض بن سالم الناصري،مساعد مدرب بالمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين بوزارة التربية والتعليم إلى أن المعلم سيكون هو أساس المرحلة القادمة،وحتى يتمكن من القيام بدوره على أكمل وجه في معالجة الفاقد التعليمي فلا بد أن يتم تزويده بعدد من المعارف والاحتياجات التدريبية المتخصصة بهذا المجال، ومن أبرزها:الجوانب المتعلقة بمهارات البحوث الإجرائية والتي ستعين المعلم على تحديد وتشخيص المعارف والمهارات المفقودة لدى طلبته،بجانب تدريبه على بعض الأساليب التأملية لتطبيقها في الغرفة الصفية، وستمثل هذه النقطة الخطوة الأولى في عملية معالجة فاقد التعلم، وتدريبه على استراتيجيات حديثة، وابتكار طرق

ووسائل جديدة لتعزيز تفاعل الطلبة مع بعضهم البعض، ومن جانب آخر فإن التجارب الدولية ستكون محورًا مهما في هذا الجانب؛ للاستفادة من أبرز الممارسات العالمية في معالجة الفاقد التعليمي.

وأضاف عوض الناصري: من المؤمل أن تتضمن خطة المعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين خلال الفترة القادمة سلسلة من البرامج التدريبية القصيرة والتي ستعين المعلمين والمشرفين على حد سواء في التعامل مع فاقد التعلم لدى الطلبة.

احتياجات تعليمية ومعرفية

أما شهد بنت مهنا الربخية، طالبة من مدرسة المعمورة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الداخلية فأوضحت بأنها سعيدة بتخصيص مساحة للطلبة للمشاركة في هذه الندوة الافتراضية بعرض آرائهم وطرح مقترحاتهم والحديث عن احتياجاتهم التعليمية والمعرفية في المرحلة القادمة ،ثم تحدثت عن أبرز التحديات التي واجهتها خلال مرحلة تطبيق التعلم عن بعد فقالت: هنالك بعض المواد الدراسية التي وجدت تحديًا في الإلمام بمعارفها ومهاراتها عن طريق التعليم عن بعد ومن أهمها: مواد الرياضيات والتربية الإسلامية واللغة الإنجليزية، كما أني أقترح أن يستمر تدريس مواد تقنية المعلومات والدراسات الاجتماعية عن بعد؛ حيث أن هذه المواد خرجت من إطار التلقين إلى استخدام العديد من الأساليب التدريسية التقنية الشيقة التي شدت انتباهنا للمادة وقدمت لنا المعلومات بصورة أفضل.