الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

الطفولة المبكرة ثروة لمستقبل الوطن

تاريخ نشر الخبر :20/09/2021

الطفولة المبكرة هي مرحلة الغرس لبذور العلم والمعرفة يحصد الإنسان ثمارها في مراحل حياته اللاحقة، فإذا لاقى الغرس يدا خضراء خبيرة بفنون التنوير والإرواء من المنابع الأصيلة الصافية بالتأكيد سوف تجد الطفولة طريقها سالكة نحو المستقبل الإنساني الحافل بالعطاء والإنتاجية والإبداع، وقد أكدت الأبحاث والدراسات الحديثة ما للخبرات المبكرة لدى الطفل من تأثير بارز على طبيعة النمو لديه، فالطفل في هذه الفترة قابل للمرونة والتشكل من خلال الأحداث والخبرات التي يتعرض لها.

والتعليم المبكر يهتم بإكساب الأطفال الصغار أهم المهارات والخبرات والمعلومات التي يحتاجونها. فتأخذ تلك الخبرات بأيديهم نحو النمو والتطور بشكل منظم على الصعيد الفكري والعاطفي والاجتماعي وتتشكل لديهم أدوات بناء الشخصية الإنسانية على صعيد التواصل واللغة.

والمجتمع الدولي يعي ما للتعليم المبكر من أهمية حيث أفردت اتفاقية حقوق الطفل مساحة من بنودها لضمان حق الطفل في التعليم المبكر، كما أنه أصبح من بين الأهداف الستة التي تضّمنتها المبادرة العالمية "التعليم للجميع" حيث ينص هذا الهدف على التوسُّع وتحسين العناية والتعليم للطفولة المبكرة خصوصا" بالنسبة لفئات الأطفال الأكثر ضعفا والأقل حظا من حيث توفر الفرص، لهذا نجد الدول عند تقديم تقاريرها التنافسية للمنظمات الدولية تذكر التعليم المبكر باعتباره أحد الأجزاء المهمة في تقريرها الوطني حول حقوق الطفل.

وتأخذ مؤسسات التعليم قبل المدرسي أهميتها من أهمية التعامل مع الأطفال في السنوات المبكرة، حيث خلصت العديد من الدراسات التربوية في مجال الطفولة على أن غالبية المعارف المكتسبة لدى الفرد يبدأ غرسها في الطفولة المبكرة، وأن التكوين الشخصي لسمات الفرد تتحدد في السنوات الأولى من عمره، فهي مؤسسات تربوية واجتماعية تقدم للطفل تأهيلاً سليماً وتعده للالتحاق بمراحل التعليم اللاحقة.

وفي السلطنة تفرد تعليم الاطفال في مرحلة الطفولة المبكرة باهتمام مبكر ضمن خطط تطوير التعليم في السلطنة ، حيث قامت الكتاتيب ومدارس القرآن الكريم منذ القدم بدورها في تعليم الأطفال إكسابهم المهارات الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم ، ثم خصصت بالمدارس النظامية في السنوات الأولى من عمر النهضة المباركة صفوف تستقبل الأطفال الصغار وتعنى بتقديم مناهج تم اختيارها لملاءمتها لخصائص الاطفال وحاجاتهم بهذه المرحلة ، وبعد تطور التعليم الخاص في السلطنة  من خلال افتتاح المدارس الخاصة أصبح التعليم الخاص معنيا بشكل كبير بتقديم خدمات التعليم قبل المدرسي من خلال افتتاح رياض الاطفال التي تستقبل الاطفال من عمر بين 3-6 سنوات.

وتعمل وزارة التربية والتعليم على الاستفادة من خريجات تخصص التربية المكرة ضمن برامج تمكين الكوادر الوطنية من الحصول على المهارات المهنية من خلال إلحاقهن ببرنامج تدريبي شامل لإلحاقهن بوظيفة معلم مجال اول تنفيذا للاهتمام السامي لمولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاة بملف تشغيل الشباب العماني، وتأكيده على الاستفادة من الشباب فهم ثروة الأمم وموردها.

 

 

 

د.عامر بن محمد بن عامر العيسري

أستاذ مساعد بقسم التربية المبكرة

جامعة السلطان قابوس/ كلية التربية