الأخبار الرئيسية

 

· انطلاقا من أن المفاهيم العامة والمعارف والمهارات المرتبطة بالتربية البيئية تعدّ ركيزة أساسية في المناهج الدراسية فقد دَأَبَت وزارة التربية والتعليم في التأكيد على أهمية ترسيخها وإدماجها في المناهج الدراسية والبرامج التعليمي.

· اعتمدت وزارة التربية والتعليم في إدخال مفاهيم وموضوعات تتعلق بالتربية البيئية ومعالجته على المدخل الإندماجي ومدخل الوحدات الدراسية بشكل رئيسي في معظم المواد الدراسية

· اهتمت وزارة التربية والتعليم بشكل خاص بالتربية البيئية حيث وضعت وثيقة خاصة باسم وثيقة التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في سلطنة عمان لتكون مرجعا لمعدي المناهج.

· تم إعداد دراسة تحليلية للمناهج للخروج بمصفوفة خاصة بالتربية البيئية وكيفية معالجة المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية لجميع المواد التعليمية.

· شاركت وزارة التربية والتعليم في مراجعة وثائق خاصة بالبيئة مع هيئة البيئة منها برنامج العمل الوطني لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.

· فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية لتضمين تلك المفاهيم وغيرها من المفاهيم في المناهج الدراسية، فإن الوزارة تسعى إلى مواكبة كل المستجدات المتعلقة بالمفاهيم العامة ومنها مفاهيم التربية البيئية من خلال إعدادها "وثيقة المفاهيم العامة" التي حصرت وصنفت كل المفاهيم العامة.

 

 

يعد مفهوم التربية البيئية أحد المفاهيم الحديثة التي أولتها جميع المؤسسات التربوية والاجتماعية والاقتصادية جل اهتمامها في جميع مناطق العالم.

ومهما تعددت تعريفات التربية البيئية إلا أنها ستظل عبارة عن عملية تربوية منظمة لإكساب المتعلمين قيماً واتجاهات ومهارات وسلوكيات صحيحة لفهم العلاقات المعقدة التي تربط الإنسان وحضارته بالبيئة المحيطة به، وتقديرها والمحافظة على توازنها ومصادرها المتنوعة.

ومن هذا المنطلق أصبحت التربية البيئية تربية من أجل التنمية المستدامة في مجال البيئة بأشكالها المختلفة الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والمعلوماتية والتقنية، التي نحفظ للإنسان حياته الكريمة وتوفر له ولأجيال المستقبل معيشة عزيزة.

وبناءً على ذلك فإن التربية البيئية تسهم في تكوين شخصية المتعلم وتنمي لديه القدرة على التعامل مع البيئة المحلية والعالمية ومشكلاتها بوعي، من خلال تزويدهم بالمعارف البيئية العلمية الصحيحة وتنمية مهارات التفكير العليا، والحس النقدي، والقدرة على حل المشكلات، وتنفيذ المشاريع العملية البيئية بغية اتخاذ القرارات المناسبة التي تراعي المحافظة على البيئة وديمومتها وتحقيق المواطنة البيئية لديهم، وبهذا أصبحت التربية البيئية أسلوباً تربوياً وتعليمياً يتمثل في تحقيق مجموعة من الأهداف العامة من خلال اعتماد المقاربة المشتركة متعددة الاختصاصات.

وبما أن المفاهيم العامة والمعارف والمهارات المرتبطة بالتربية البيئية تعدّ ركيزة أساسية في المناهج الدراسية فقد دَأَبَت وزارة التربية والتعليم في التأكيد على أهمية ترسيخها وإدماجها في المناهج الدراسية والبرامج التعليمية، وتدرك الوزارة بأن المناهج الدراسية دائمًا بحاجة وبشكل مستمر إلى المراجعة، والتصحيح، والتعديل، والتقويم، والتطوير، وخاصة في ظل تنامي المفاهيم العامة وتشعبها، وارتباط أهميتها بالإنسان محرك التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل المجتمع.

التقرير التالي يوضح أهم المداخل المتبعة من قبل الوزارة لإدخال المفاهيم العامة بشكل عام ومفاهيم التربية البيئية بشكل خاص ومن ثم يقدم تحليلا حول الوضع الحالي للمناهج الدراسية ومدى تضمينها لموضوعات التربية البيئية، والرؤية المستقبلية في هذا الجانب للمناهج الدراسية العمانية.

طرائق إدماج مفاهيم التربية البيئية في المناهج الدراسية

توجد عدة مداخل يتم من خلالها إدماج مفاهيم التربية البيئية في المناهج المدرسية العمانية والبرامج التعليمية ولعل من أهم هذه المداخل:

المدخل الاندماجي:

ويهتم هذا المدخل بتضمين أو تشريب أو دمج المفاهيم العامة بأنواعها الاجتماعية، البيئية والسكانية والتنموية والمواطنية والتكنولوجية والمهنية والمعلوماتية ... وغيرها في المناهج؛ لتكون بشكل متكامل مع المواد الدراسية وبشكل متنام مع الحلقات التعليمية. وإذا طرأت مستجدات أخرى خلال فترة تطبيق المناهج كالتركيز بشكل أكبر على التربية البيئية فيمكن دمجها في المواد الدراسية في المكان المناسب فنيًا وتربويًا عند تطويرها وتتنوّع طرائق معالجتها لتأخذ عدة أشكال، مثل: موضوعات أو دروس أو أنشطة أو أمثلة أو صور حسب المادة الحاملة للمفهوم. ويمكن تطبيق هذا المدخل دون عبء على المنهج، ولا تثقله بمضامين جديدة تمدِّد اليوم الدراسي، ولا يسهم في إضافة مادة دراسية أخرى، وإنما بما يتوافق مع النظرة الشمولية أو التكاملية للعديد من المستجدات التربوية، التي تجمع في غالبيتها بين المعارف والقيم والمهارات.

مدخل الوحدات الدراسية:

يعالج مدخل الوحدات المستقلة المفاهيم العامة على أنها وحدة دراسية متكاملة، ضمن زمن محدد ويتم تناول المجال من جميع أبعاده الاجتماعية والاقتصادية والطبيعية، ويكون غالبًا في المواد الحاملة لها أو في المراحل التعليمية الأولى.

والمتتبع لمنهجية بناء المناهج الدراسية العمانية، يجد اعتماد المدخلين، فالمدخل الاندماجي يناسب صفوف الحلقة الثانية من مرحلة التعليم الأساسي وما بعد الأساسي في بعض المواد الدراسية، بينما يناسب مدخل الوحدات الدراسية المستقلة مع المواد الحاملة للمفاهيم كما في بعض الصفوف العليا، أو في المراحل الدراسية الأولى، إذ يفترض الإحاطة بموضوع المجال، وتقدّيمه بشكل ملائم ومناسب، مما يقتضي تزويد الدروس بشروح ورسومات ومواقف تعليمية وتربوية تبين السلوك الصحيح.

مدخل الأنشطة غير الصّفيّة:

ويقوم هذا المدخل على إخضاع المتعلمين لبرنامج خارج المنهج الدراسي وتوزع هذه البرامج على المراحل وفقًا لاهتمامات المتعلمين وميولهم واتجاهاتهم. فقد يشارك الطالب في جماعات الإذاعة المدرسية أو المسرح المدرسي أو التصوير الضوئي أو .... الخ. أمّا الهدف من اعتماد هذا المدخل هو لتحقيق المكتسبات والسلوكيات المناسبة خارج الصّف وفي فضاءٍ من الحرية والارتياح خصوصًا إذا كانت الأنشطة قائمة على اكتشاف المعرفة وعلى تطبيقها المباشر وممارستها في موقفها الطبيعي.

مدخل المشاريع التربوية:

يعتمد هذا المدخل على التربية بالمشاريع والتي تشكّل مراكز الاهتمام عند المتعلمين، وعلى التعلّم المقرون بالعمل مثلها مثل التربية بالممارسة. وهي بذلك تأخذ بُعدًّا حياتيًا وظيفيًا. يحفِّز المشروع المتعلّمين بشكل دائم ومتواصل ويقوم على التضامن داخل المجتمع المدرسي وبينه وبين مؤسسات المجتمع المحلي. ويعلِّم المشروع المتعلمين على المفاوضة والحوار والتخطيط والتنفيذ وفقًا لمعايير معينة.

 

 

الوضـــــــــــــــــــــــع الحـــــــــــــــــــــــــــــــــالي

وثيقة المفاهيم العامة في المناهج الدراسية:

اهتمت المناهج الدراسية باختلاف تخصصاتها بهذه المفاهيم، وقد ظهرت بصورة أكبر في المواد الحاملة لها، والمجالات التي تتعلق بالمفاهيم البيئية في وثيقة المفاهيم العامة هي كالتالي:

§ النظام البيئي.

§ الكوارث الطبيعية.

§ إدارة الكوارث.

§ الموارد المائية.

§ الكوارث الطبيعية.

ويوضح الجدول التالي قائمة المفاهيم الرئيسية والفرعية في وثيقة المفاهيم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وثيقة التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في سلطنة عمان:

اهتمت وزارة التربية والتعليم بشكل خاص بالتربية البيئية حيث وضعت وثيقة خاصة باسم وثيقة التربية البيئية من أجل تنمية مستدامة في سلطنة عمان لتكون مرجع لمعد المناهج، حيث أنها تحتوي على المفاهيم الخاصة بالتربية البيئية، كما تم إعداد دراسة تحليلية للمناهج للخروج بمصفوفة خاصة بالتربية البيئية وكيفية معالجة المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية لجميع المواد التعليمية.

تم إعداد هذه الوثيقة لعدة أهداف:

1. أعادة استثمار المفاهيم الخاصة بمكونات البيئة الطبيعية أو المشيدة وتفاعلاتها وتعقيداتها أهمية توازنها في وضعيات تعليمية جديدة ترتكز على طريقة حل المشكلات والاستقصاء.
2. اقتراح حلول لمشكلات بيئية آخذة بعين الاعتبار التفاعلات المعقدة بين الأوجه المختلفة للبيئة (الطبيعية، الاقتصادية، والاجتماعية، والأخلاقية، والتقانية، والسياسية والصحية،...).
3. إبراز دور التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة، من خلال تنمية السلوك الإيجابي للبيئة والقيم الأخلاقية لدى المتعلمين، وفهم تأثير أنشطة الإنسان على البيئة المحيطة، والتحديات الإيدلوجية والثقافية للمشاكل البيئية، ووسائل التحرك الممكنة، والأدوات المتوافرة لإدارة البيئة.
4. تكوين الاتجاهات العلمية لدى المتعلمين واكسابهم المهارات اللازمة من خلال الممارسات العلمية ضمن مشاريع علمية محلية، والمساهمة بمشاريع وطنية وعالمية تهدف لحل المشاكل البيئية والوقاية والحفاظ عليها وإدارة مواردها بشكل أفضل.
5. تنمية الوعي الناقد لدى المتعلمين حول المشاكل البيئية، من خلال تفعيل العلاقات بين الافراد والمجتمع والبيئة وتنميتها وتوضيح أهميتها وقيمتها.
6. حث الطلاب على التفكير في المشكلات البيئية وإيجاد حلول جديدة لتلك المشكلات (تنمية التفكير الإبداعي).
7. تعريف الطلاب بأهم الحلول الجديدة في مواجهة مشاكل البيئة (مثل التكنولوجيا الخضراء).

 

 

 

 

أمثلة من المعالجات التي تمت في المناهج الدراسية

 

مناهج العلوم الإنسانية

 

 

 

 

 

 

مناهج العلوم التطبيقية

مناهج المهارات الفردية

 

 

كما شاركت وزارة التربية والتعليم في مراجعة وثائق خاصة بالبيئة مع هيئة البيئة منها برنامج العمل الوطني لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والجفاف في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.

 

الرؤية المستقبلية فيما يتعلق بالمفاهيم البيئية

فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية لتضمين تلك المفاهيم وغيرها من المفاهيم في المناهج الدراسية، فإن الوزارة ممثلة في المديرية العامة لتطوير المناهج تسعى إلى مواكبة كل المستجدات المتعلقة بالمفاهيم العامة ومنها مفاهيم التربية البيئية، ويتجلى ذلك من خلال إعدادها وثيقة متكاملة حصرت وصنفت كل المفاهيم العامة، وهي "وثيقة المفاهيم العامة".

وتتمثل أهميتها في كونها وثيقة مرجعية لمعديَ المناهج الدراسية العمانية، حيث تقدَم منهجية لآليات إدماج المفاهيم العامة في المناهج الدراسية، وفق الأهداف الآتية:

§ حصر وتصنيف وتبويب المفاهيم العامة في مجالات خاصة اشتملت عليها الوثيقة.

§ دراسة المفاهيم، ومراجعتها، وتصحيحها، وتعديلها، وتطويرها بما يتوافق مع أهداف إعداد الوثيقة.

§ تقديم قائمة خاصة بمجالات المفاهيم العامة، وتوزيعها في شكل محاور، وتقسيم المحاور إلى مفاهيم رئيسية وفرعية ومفردات تتعلق بها.

§ تزويد معدَي المناهج الدراسية بالمفاهيم العامة التي ينبغي إدماجها في محتوى المواد الدراسية بشكل منطقي مع مراعاة التكامل الرأسي والأفقي والمادة الحاملة لها.

§ تقديم إجراءات وأنموذجات تساعد معدَي المناهج على إدماج المفاهيم العامة في المواد الدراسية المختلفة.

 

لقد اعتمدت وزارة التربية والتعليم في إدخال مفاهيم وموضوعات تتعلق بالتربية البيئية ومعالجته على المدخل الإندماجي ومدخل الوحدات الدراسية بشكل رئيسي في معظم المواد الدراسية فهما الأهم ضمن تلك الأشكال؛ إذ يمثلان مسارًا تكامليًا مهمًا، في توجهات التعليم المستقبلي، الذي يركز على مواكبة المستجدات ويعول عليه في تهيئة المتعلمين للتعامل مع مجالات الحياة كافة. كما يتجلى مع المدخلين السابقين مدخل الأنشطة غير الصّفيّة ومدخل المشاريع التربوية فهما مرتبطان بشكل مباشر في تناول المفاهيم العامة، والتي تعدّ مجالا واسعًا لإكساب المتعلمين بعض المفاهيم العامة من خلال الممارسة العملية.