الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

كيف عزز مهرجان المسرح المدرسي السابع قيم الطلبة وإبداعاتهم على الخشبة السمراء؟

تاريخ نشر الخبر :03/04/2022

يعد المسرح المدرسي أحد الأنشطة المدرسية المهمة التي ترسخ القيم الوطنية والسلوكيات الحميدة في نفوس الطلبة، وتطوير الجوانب والحاجات الأساسية لديهم: "التعليمية والتربوية والنفسية" في البيئة المدرسية، فتتعزز شخصياتهم وقدراتهم على التعبير، وحل المشكلات في مختلف المواقف بطريقة متوازنة، من خلال مواجهة الجمهور على خشبة المسرح، فقيل قديمًا: "أعطني مسرحًا أعطيك أمة عظيمة"، لذا تسعى وزارة التربية والتعليم إلى ترسيخ مفهوم نشاط المسرح المدرسي، وتعزيز دوره التربوي في المدارس، وذلك بعودة إقامة مهرجان المسرح المدرسي في نسخته السابعة، وإشراك طلبة المدارس من مختلف المديريات التعليمية في محافظات السلطنة بالتنافس الشريف في تقديم العروض المسرحية، وما صاحبه من الورش التدريبية الهادفة ، والجلسات النقدية لكافة العروض المشاركة؛ لتكون لهم روافدًا متنوعة لتبادل الأفكار والخبرات، مما سينعكس على المدى البعيد في تطوير هذا النشاط الثري بشكل عام، وإثراء الحركة المسرحية والدرامية في سلطنة عمان بشكل خاص.

صقل وتطوير

وحول كيفية إثراء المسرح المدرسي لمهارات الطلبة وتعزيزها وتنمية شخصياتهم، قالت ريا بنت عامر الجابرية المديرة المساعدة بدائرة الأنشطة التربوية بالوزارة ورئيسة اللجنة الفنية بمهرجان المسرح المدرسي في نسخته السابعة: هذا المهرجان من المهرجانات التي تثري وتصقل مهارات الطلبة ومواهبهم، وتعزز لديهم القيم الإنسانية والانتماء الوطني والثقافي المعرفي، من خلال تنوع العروض المسرحية المقدمة فيه، ويتبادلون من خلالها الخبرات والمهارات والمعارف وتتوسع آفاقهم، ومداركهم.

تحسين مستمر

وأشارت الجابرية إلى كيفية الاستفادة من نجاحات هذه النسخة من مهرجان المسرح المدرسي في السنوات القادمة، قائلة: في نهاية هذا المهرجان نقوم بإعداد توصيات؛ للاستفادة من الإيجابيات وتلافي السلبيات، والعمل على تحسين النسخ القادمة، وسيتم تشكيل فريق من الفنيين والمختصين للوقوف على تحديات التطوير والتجديد.

الشغف بالخشبة السمراء

وحول أهمية الورشة التدريبية المصاحبة لهذا المهرجان، والتي كانت بعنوان: "أسرار الكتابة المسرحية"، ومدى استفادة الطلبة منها، قال نعيم بن فتح بن مبروك بيت نور الكاتب والمؤلف المسرحي: الورشة كان لها الدور الكبير في توجيه الطلبة الموهوبين في الكتابة المسرحية، فوقفوا فيها على القواعد والأسس في هذا الفن الجميل، لاسيما وأن من توصيات لجنة التحكيم: أن تكون العروض المقدمة في مهرجانات المسرح المدرسي القادمة من تأليف الطلبة أنفسهم، لذا لمست فيهم الشغف الكبير بالتمثيل على هذه الخشبة السمراء، فكانوا يتقبلون التوجيهات بكل حماس ويأخذونها على محمل الجد.

طاقات طلابية

وقالت الدكتور كاملة بنت الوليد الهنائية رئيسة لجنة التحكيم بالمهرجان حول العروض المسرحية التي تأهلت للمشاركة فيه، وأبرز ما لفت انتباهها: تأهلت خمسة عروض مسرحية من مختلف المديريات التعليمية بالمحافظات للمشاركة في هذا المهرجان، فتفاوتت في عناصر بنائها، سواء كان على مستوى النص، أو التمثيل، والإخراج ، وغيرها..، إلا نحن كلجنة التحكيم سُعدنا بهذه الطاقات والمواهب الطلابية التي جسدت ووقفت على خشبة المسرح، بكل ثقة وثبات، إلى جانب قيام بعضهم بأدوار مهمة فيها: مثل قيامهم بدور الماكيير الذي يُعنى بوضع المكياج للممثلين، كما أن كل نصوص العروض قدمت باللغة العربية الفصحى، وهذا أمر يحسب لمنظمي هذا المهرجان، كما اختلفت في مضامينها عما كانت عليه في السابق فأصبحت تناقش قضايا واسعة قد تكون مستوحاة من واقع الطلبة في البيئة المدرسية وخارجها، فقدمت رسائل إيجابية تربوية من تعميق القيم الدينية والأخلاق الحميدة، بينما في السابق كانت تُستوحى من قضايا المنهج الدراسي ( مسرحة المناهج الدراسية).

وأضافت الهنائية: أثناء تقييمنا لهذه النصوص، وجدنا بعضها لمؤلفين عمانيين وبعضها لكتّاب غير عمانيين، لذا كان من بين توصيات لجنة التحكيم عمل مسابقات طلابية في مجال التأليف المسرحي؛ لتكون العروض المقدمة مستقبلًا من تأليف الطلبة أنفسهم، فمن بين أهداف المسرح المدرسي اكتشاف المواهب الطلابية في كافة عناصر بناء العمل المسرحي، ومن بينها كتابة النصوص.

موضوعية معايير التقييم

كما أوضحت الدكتورة كاملة الهنائية المعايير التي من خلالها تم اختيار العروض الفائزة في هذا المهرجان، قائلة: اتفقنا كأعضاء لجنة التحكيم أن نضع نصب أعيننا معايير التحكيم في عروض المسرح المدرسي، منها: أن يكون محور العرض المسرحي هو الطالب سواء كان الممثل أو المشاهد، ومدى تفاعله لدى تقديم هذا العرض، إلى جانب عناصر بناء العمل المسرحي سواء كانت الإضاءة، والمؤثرات الصوتية، والديكور، والأزياء، ومدى الاشتغال على النص الأدبي وتجسيده على خشبة المسرح وغيرها من العناصر، فحرصنا على تقييم كل عنصر على حدة وتقييمه تقييمًا موضوعيًا.

رسالة حقيقية

وقال الدكتور ناصر بن سالم الغنبوصي المدير العام بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة جنوب الباطنة، وبعد حصول العرض المسرحي للمديرية" وسام الأنشطة" على جوائز عدة، منها: جائزة أفضل عرض مسرحي ثان، وجائزة أفضل نص مسرحي عماني، وجائزة أفضل إضاءة ، إلى جانب حصول الطالبة رنا عصام حسن على جائزة أفضل ممثلة دور ثان، وحصول الطالبة بلقيس الحمدانية على شهادة الإجادة في التمثيل : كل التهنئة والتبريكات لكل من كان له نصيب المشاركة والفوز في هذا المهرجان المسرحي في حلته السابعة، وأحييهم على ما أبرزوه من مهارات ومواهب سواء كان لدى الطلبة، أو المشرفين والمخرجين والمؤلفين، وغيرهم، فكل التوفيق لهم، ولا شك أن للمسرح المدرسي رسالة تربوية حقيقية توجه لكافة فئات المجتمع داخل المدرسة وخارجها، فكل الشكر والتقدير لمن وقف خلف هذه التظاهرة الجميلة، ونرجو في المهرجانات القادمة إبداعات وإنجازات متنوعة، لذلك سنكثف الاهتمام بمختلف الأنشطة المدرسية لاسيما النشاط المسرحي، ونوسع مشاركات المدارس في مختلف المراحل الدراسية.

قوة مؤثرة

من جانبه قالت عفراء بنت جابر المعولية مشرفة أنشطة مدرسية من تعليمية محافظة جنوب الباطنة، ومخرجة العرض المسرحي" وسام الأنشطة": يعد المسرح قوة مؤثرة فاعلة تجاه سلوكيات الأطفال، ولإخراج مسرحيات تستهدفهم، لابد من التركيز على عناصر أساسية، منها: الأزياء، والمكياج، والديكور، والمؤثرات الصوتية.

وأضافت المعولية: تُعزز المدارس مواهب الطلبة وقدراتهم في نشاط المسرح؛ ليكونوا نواة لمسرح المستقبل من خلال إشراكهم في المسابقات التربوية في الأنشطة المسرحية المختلفة سواء على مستوى المدرسة، أو المحافظة، أو على مستوى السلطنة، وخارجها، إلى جانب تقديم الورش التدريبية لهم في مختلفة برامج الأنشطة المدرسية، والاستفادة من خبرات الآخرين، إلى جانب تبادل الزيارات بين الطلبة الموهوبين في مختلف مدارس المحافظة التعليمية.

متنفس نعشقه

وحدثنا إبراهيم البلوشي الطالب في الصف العاشر من مدرسة كعب بن برشة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة شمال الباطنة عن أهمية النشاط المسرحي بالنسبة له، ودور أسرته ومدرسته في تنمية موهبته في مجال التمثيل: المسرح هو المتنفس الذي نعشقه، ونؤمن بأنه ينقلنا إلى سماء الإبداع، فما لدينا من مواهب مسرحية وقدرات إبداعية لن تكون حاضرة إلا على خشبة المسرح، فبه نصقلها ونحقق طموحاتنا ونرتقي بآمالنا وأحلامنا المسرحية. مضيفًا: في المدرسة اكتشفت وفي البيت تمت رعايتي وتشجيعي، والورشة التدريبية المصاحبة في هذا المهرجان فتحت لدي آفاقًا أرحب للمعرفة، فكنت بينها كما رأيتموني على خشبة مسرح المهرجان، فنلت "جائزة أفضل ممثل دور أول" وهي السُلّمة الأولى نحو إنجازات قادمة ـ بإذن الله ـ.

ألوان طيف جميلة

وشاركته القول أمل بنت عبدالله التميمية الطالبة في الصف السادس من مدرسة المعمورة للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة الداخلية، فقالت: المسرح بالنسبة لي حياة وإبداع وألوان الطيف الجميلة، فمن خلاله صقلت موهبتي، وتعززت ثقتي بنفسي، فطرتُ على خشبة مسرح هذا المهرجان كفراشة ضوئية، فكان لي الفوز بـ"جائزة أفضل ممثلة دور أول"، فكل الشكر لأسرتي التي دائمًا تقف إلى جانبي وتشجعني، والشكر لمعلماتي والمشرفين الذين وثقوا بي وبقدراتي وساندوني، وكل الشكر لمنظمي هذا المهرجان الذين عززوا طاقاتنا وإبداعاتنا في مجال التمثيل المسرحي.

الإجادة في التمثيل

من جانبه قال الوليد بن خالد العلوي الطالب في الصف الثامن من مدرسة الفاروق للتعليم الأساسي من تعليمية محافظة البريمي: حصلت على "شهادة الإجادة في التمثيل" لقيامي بدور (اليتيم سعد) في عرض "اليتيم"، والذي من خلاله أردنا إيصال وغرس قيمة إنسانية وهي الوازع الديني القيمي في النفوس، والمحافظة على أموال اليتامى، وعدم الطمع واستغلالها دون وجه حق، فالمسرح بالنسبة لي هو وسيلة لتقديم الأفكار والعبر والمواعظ للآخرين بطريقة ممتعة، فكل الشكر لأسرتي ومدرستي على تحفيزي المستمر؛ لإبراز موهبتي في مجال التمثيل المسرحي.

أحلام معلّقة

وقالت أميرة بنت سعيد الصبحية الطالبة في الصف الثاني عشر من مدرسة الأمل للتعليم الأساسي بتعليمية محافظة جنوب الباطنة حول عودة مهرجان المسرح المدرسي ودوره في تعزيز مواهبهم ومهاراتهم الفنية: نشاط المسرح بشكل عام ومهرجان المسرح المدرسي بشكل خاص هما أحلام معلقة، وجمال ومشاعر، وإبراز مواهب وطاقات إبداعية، ومواجهة الجمهور بروح قيادية، فالمسرح ليس حس فكاهي وكوميدي فقط، وإنما له أبعاد تعليمية وتربوية وإنسانية، وانطلاقته تبدأ من المدرسة إلى تحقيق الطموح والآمال، فشكرًا لك معلمتي ومدرستي اللتان كان لهما الفضل في بناء حسي الفني والفكري وتطلعاتي في مجال التمثيل المسرحي، وشكرًا لوزارة التربية والتعليم بإحياء مهرجان المسرح المدرسي وعودته من جديد.

أنا بطلة عظيمة

وتشاطرها مسك بنت عدي الخنبشية الطالبة في مدرسة المعمورة للتعليم الأساسي من تعليمية محافظة الداخلية، بقولها: المسرح المدرسي شيء عظيم فهو "أبو الفنون"، وأنا فيه بطلة عظيمة، فقد أكسبني القدرة على مواجهة الجمهور والتعبير بحرية، فكسر لدي حاجز الخوف والارتباك، فكل الشكر لكل من ساهم فيما أنا فيه من فرحة.

وأضافت: صحيح أنا لم أحصل على جائزة، ولكن فوزنا كفريق متكامل وحصولنا على جائزة أفضل عرض مسرحي أول هي الفرحة الكبرى، والشكر موصول لمديرة مدرستي ومعلماتي اللاتي وثقن بقدراتي، فلا أستطيع توفية حقهن، والشكر الجزيل للمخرج والمشرفين الذين كانوا عونًا وسندًا طوال فترة التدريب، وحتى تقديمنا لهذا العرض المسرحي الشائق.

وسيلة تربوية

وقالت زوان بنت سالم الدغيشية ولية أمر حول مدى تلبية المسرح المدرسي لاحتياجات الطلبة من مهارات وتنمية لشخصياتهم، ودور الأسرة في تعزيز مهارة التمثيل لدى أبنائهم: المسرح هو وسيلة تربوية، وفي الوقت نفسه هو متنفس لتعبير الطالب عن مواهبه في الإلقاء وإظهار طاقته المكبوتة، من خلال تشاركه مع زملائه في جو يسوده الألفة والتعاون على خشبة المسرح، فالمسرح هو لقاء مباشر بين الممثل والجمهور، ومن هنا تتعزز ثقته بنفسه، وتتعزز شخصيته، فيستطيع التعبير عما بداخله بأسلوب جميل، والتصرف الحسن في المواقف سواء داخل المدرسة وخارجها، لذا علينا نحن أولياء الأمور تعزيز هذه الموهبة لدى أبنائنا بشكل منظم ومتوازن مع تعزيزه في تحصيله الدراسي.

أساس المسرح

وعبرت الفنانة أمينة بنت عبد الرسول البلوشية عن فرحتها عما قدمه الطلبة في هذا المهرجان المسرحي، والطاقات الإبداعية التي أظهروها على خشبة المسرح، قائلة: مهرجان المسرح المدرسي بحد ذاته رائع وجميل، والتقاء الطلبة والمنافسة الشريفة والجميلة يعطيهم الدافع لتقديم الأفضل، فمن خلال مشاهدتي لعرض "وسام الأنشطة" لطلبة تعليمية محافظة جنوب الباطنة، وعلى الرغم من ضيق الوقت لدي إلا أني استمتعت كثيرًا بأداء الممثلات بل أقنعني أدائهم، وفكرة النص كانت رائعة تلامس الواقع المدرسي، لذا أتوجه برسالة لطيفة إلى الجهات المعنية بنشاط المسرح المدرسي بوزارة التربية والتعليم، وتتجلى بالدعم والاهتمام الأكبر بالمسرح المدرسي وبالطلبة ممن لديهم مهارات وطاقات متميزة في التمثيل المسرحي، فهو أساس المسرح، وهؤلاء الطلبة هم من سيكملون المشوار فيه، كما أن المسرح المدرسي هو بداية كل فن، وأبارك لجميع الطلبة فليست الجائزة هي الفوز، وإنما المشاركة في هذا المهرجان والوقوف على خشبة مسرحه هي الفوز الأكبر.