الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

انطلاق الندوة الوطنية

تاريخ نشر الخبر :11/05/2022

بدأت صباح يوم أمس ـ الثلاثاء ـ بفندق كراون بلازا بمدينة العرفان أعمال الندوة الوطنية: الثقافة محرك الاقتصاد البنفسجي، والتي تنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، وعدد من المؤسسات الوطنية المعنية، وتستهدف ممثلي الجهات المعنية بالاقتصاد البنفسجي، بالإضافةِ إلى الأكاديميين والباحثين (محليين ودوليين)، والمهتمين من القطاعين الحكومي والخاص، والمجتمع المدني. وتستمر ليومين.

يأتي تنفيذ هذه الندوة انطلاقاً من حرص اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم على الاستفادةِ من البرامجِ التي تقدمها المنظمات الدولية والإقليمية في نشرِ الوعي بالاقتصادِ البنفسجي كأحد أفرع الاقتصادات المستدامة؛ الذي يَتَّخِذُ من الثقافة المحلية منطلقا لنموه. كما تهدف الندوة إلى التعريفِ بالاقتصاد البنفسجي، ومجالات عمله، وإبراز دور التعليم في تنمية الوعي به، وعرض بعض النماذج والتجارب العُمانية الرائدة التي تبنت الاقتصاد البنفسجي لدعم التنمية المستدامة، وتجارب دُولية مماثلة، وكذلك استشراف مستقبل الاقتصاد البنفسجي في ضوء رِؤية عُمان 2040.

حفل افتتاح الندوة

رعى حفل افتتاح الندوة سعادة الأستاذ الدكتور عبدالله بن خميس أمبوسعيدي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم، وتضمن برنامج الافتتاح كلمة اللجنة الوطنية العُمانية، ألقتها آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة، قالت فيها: " ... يُعدُّ الاقتصاد البنفسجي أحد مكونات الاقتصاد المستدام، وأحد القاطرات المساهمة في التنويع الاقتصادي، إلى جانب استقطابه لأصحاب الخبرات من المستثمرين، وإحياء الكثير من المِهَن التقليدية والإبداعية، مما ينعكس بشكل إيجابي على تَوَفُّر فرص العمل، والتقليل من معدَّلات البطالة. فالاستثمار في الثقافة يُشكِّلُ جزءًا من مرتكَزات حفظ التراث الثقافي؛ فتوظيف المباني التراثية واستثمارها سياحيًّا له مردود اقتصادي ينعكس بدوره في تحسين المستوى المعيشي لِلسُّكَّان، ودعم الاقتصاد الوطني".

وأكدت أمينة اللجنة في كلمتها بأن سلطنة عُمان تتفرّد بالكثير من الجوانب الثقافية والمعالم الأثرية، يجعل منها محطة مهمة ومحفزة لدعم الاقتصاد البنفسجي، والذي بدوره يُشكل محركاً للنمو الاقتصادي؛ فالقلاع والحصون، والنزل التراثية، والحرف التقليدية والصناعات الإبداعية، والمأكولات العُمانية، ماهي إلا نماذج تضرب لنا أروع الأمثلة في التعبير عن أصالة سلطنة عُمان وتراثها العريق. ومن هنا فإن إعادة النظر فيها بالشكل الذي يضمن الحفاظ على ديمومتها والاستثمار فيها يعد مطلبًا أساسيًا ؛ لا سيما وأنها تتوافق مع استراتيجيات وخطط رؤية عُمان 2040.

كلمة منظمة العالم الإسلامي

ثم ألقى الدكتور محمد زين العابدين رئيس قطاع الثقافة والاتصال بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) كلمة المنظمة، أكدّ فيها بأن الثقافة أصبحت مورداً مهما لتنمية الإنسان والبيئة المحيطة به، وأن منظمة الإيسيسكو تؤكدُ على أهمية استثمار جميع المكونات الثقافية للدول الأعضاء؛ بما تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في التنمية المستدامة.

أوراق رئيسة

وعرض رسول سمادوف خبير قسم الثقافة بمكتب اليونسكو الإقليمي في الدوحة خلال افتتاح الندوة ورقة رئيسة بعنوان: "الثقافة المحرك والعامل التمكيني للتنمية المستدامة"، أكدّ فيها بأن السلع والخدمات لها قيمة اقتصادية، فهي مصدر هام للوظائف والدّخل للأفراد، والحدِّ من الفقر، ويعدُّ الاقتصاد البنفسجي أكثر الاقتصادات استحداثا للوظائف وأسرعها نمواً في العالم؛ مما يجعله صناعة المستقبل.

فيما عرض الدكتور حمد بن محمد المحرزي أستاذ مساعد بقسم السياحة في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس الورقة الرئيسة الثانية، بعنوان "استشراف مستقبل الاقتصاد البنفسجي على سلطنة عمان ودوره في تحقيق رؤية عُمان 2040"، تطرق فيها حول مفهوم الاقتصاد المستدام، والذي يقوم على ثلاث مرتكزات أساسية الجانب الاجتماعي، والبيئي، والاقتصادي. ويعتبر الاقتصاد البنفسجي أحد أوجه الاقتصاد المستدام. كما استعرض مفهوم الاقتصاد البنفسجي، ومدى ارتباط أبعاده ومرتكزاته برؤية عُمان ٢٠٤٠، ومستقبل الاقتصاد البنفسجي، وارتباطه بالأولويات الاقتصاد الوطني.

واختتم المهندس غالب بن علي العبري من شركة قمم حفل افتتاح الندوة بعرض تجربة لأحد النماذج الوطنية القائمة على فكرة الاقتصاد البنفسجي، وهو مشروع الجولات السياحية بالعربات الكلاسيكية في حارات ولاية الحمراء التراثية القديمة مروراً بالمزارع والأفلاج.

جلسات وأوراق عمل

تضمن اليوم الأول للندوة جلستي عمل، ترأست الأولى الدكتورة منال بنت حميد الخنبشية من وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، وتمحورت حول دور التعليم والإعلام في تعزيز الوعي بالاقتصاد البنفسجي، واشتملت على أربع جلسات عمل.

قدّم الورقة الأولى د. نامي صاليحي من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) حول دور الإيسيسكو في تعزيز الاقتصادات ذات البعد الثقافي في الدول الأعضاء، أكدّ فيها بأن الثقافة أحد ركائز الاقتصادات المستدامة، وهناك كنوز ثقافية كالمعارف التقليدية، والإبداعات المتعددّة، وكذلك التراث الرقمي بمختلف أشكاله؛ يمكن استثمارها في تنمية الأنظمة الاقتصادية سواء المحلية أو الإقليمية.

ثم استعرض الدكتور سيف بن ناصر المعمري أستاذ مشارك في كلية التربية بجامعة السلطان قابوس الورقة الثانية حول جهود مؤسسات التعليم العالي العمانية في تعزيز الاقتصاد البنفسجي: الممارسات الكامنة والفرص المستقبلية المتاحة.

دور التعليم في تعزيز الوعي بالاقتصاد البنفسجي الورقة الثالثة في هذه الجلسة من تقديم الدكتورة هدى بنت مبارك الدايرية أخصائية شؤون ثقافية باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، تناولت فيها دور التعليم في تعزيز الوعي بالاقتصاد البنفسجي، من خلال تضمين أبعاده في العملية التعليمية.

واختتمت شيخة بنت أحمد المحروقية رئيسة قسم المتابعة البرامجية بقناة عُمان الثقافية الجلسة الأولى بورقة رابعة عن دور الإعلام في إبراز الاقتصاد البنفسجي، عبر ترسيخ مفاهيمه، والتعريف به، وتسليط الضوء على المبدعين العمانيين في هذا النوع من الاقتصاد واستضافتهم، وتنفيذ برامج وفقرات حول تراث عمان المادي وغير المادي.

جلسة عمل ثانية

فيما ترأس بدر بن سعيد الذهلي من كلية السياحة جلسة العمل الثانية وكانت حول جهود المجتمع في تعزيز الاقتصاد البنفسجي، وتضمنت الجلسة أربع أوراق عمل، كانت الأولى حول دور الشباب في النهوض بالاقتصاد البنفسجي، من تقديم مالك بن سيف الغافري أخصائي أنشطة وفعاليات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب.

تلا ذلك الورقة الثانية، وأبرزت مساهمة الاقتصاد البنفسجي في الاقتصاد الوطني، ألقاها حمد بن راشد المشرفي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة داتا مايننج.

أما تجربة جمعية المرأة العمانية بمسقط في استثمار الاقتصاد البنفسجي فاستعرضتها الدكتورة بدريه بنت ناصر الوهيبية مديرة مركز المعلومات والبحوث بمجلس الدولة ـ عضوة جمعية المرأة العمانية، وتحدثت فيها عن إنجازات جمعية المرأة العمانية بمسقط في مجال استثمار الاقتصاد البنفسجي، والدعم الذي توفره الجمعية للصناعات الثقافية والإبداعية، وإيجاد بيئة داعمة لصاحبات الأعمال الصغيرة والمشاريع المنزلية، وتسويق وعرض منتجاتهم في الأسواق والمعارض التسويقية المختلفة.

واختتمت الطالبة جواهر بنت ناصر بن سالم الخروصية من جامعة العلوم التطبيقية بنزوى جلسة العمل بورقة عمل تناولت فيها الرؤية الاستشرافية للبيوت الأثرية العمانية في ضوء أبعاد الاقتصاد البنفسجي: منزل الشيخ ناصر بن راشد الخروصي أنموذجاً.

وتتواصل اليوم أعمال الندوة، وتتضمن عقد ورش عمل لمناقشة كيفية الاستفادة من الاقتصاد البنفسجي لرفد الاقتصاد الوطني، يقدمها مختصين من وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة التراث والسياحة، واللجنة الوطنية العُمانية وتتمحور حول تعزيز الاقتصاد البنفسجي من خلال عناصر التراث الثقافي المادي وغير المادي، والصناعات الإبداعية








اقرأ المزيد