الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

تحت شعار:

تاريخ نشر الخبر :18/12/2022

احتفلت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالمديرية العامة للإشراف التربوي "دائرة إشراف العلوم الإنسانية" صباح اليوم (الأحد) باليوم العالمي للغة العربية والذي يوافق 18 من ديسمبر من كل عام، وذلك برعاية سليمان بن حمود الحراصي مستشار الوزيرة للبحوث والدراسات، إذ يأتي الاحتفال في هذا العام تحت شعار: "مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية"، وذلك بمدرسة بوابة المعرفة العالمية.

حدث مرموق

بدأ الاحتفال بتلاوة أفلح بن محمد الرواحي الطالب بمدرسة بوابة المعرفة العالمية لآيات من الذكر الحكيم، بعده ألقت نيفين حسنين البلوشية مساعدة مديرة مدرسة بوابة المعرفة العالمية كلمة ترحيبية، قالت فيها: "يسعدنا حضوركم الكريم في هذا اللقاء الممتع، وعلى ساحة صرحنا العلمي بما تقدمونه من عطاء في سبيل خدمة لغتنا العربية والنهوض بها، وفي هذا اليوم المشهود في مدرستنا التي دأبت على الاهتمام باللغة العربية والسعي إلى تطوير أدائها في المدرسة وتشجيع أبنائنا الطلبة الذين حقق منهم 80 % المستوى ( أ ) في اختبارات الشهادة البريطانية والمستوى المتقدم حقق 100 % ( أ موجب) وكذلك في نتائج الدبلوم العام في مادة اللغة العربية، وجزيل الشكر لوزارة التربية والتعليم لإتاحة الفرصة لنا في مثل هذا الحدث المرموق" .

يوم عالمي

وألقى درويش بن مسلم الكيومي مدير دائرة إشراف العلوم الإنسانية بالوزارة كلمة الدائرة، قال فيها:" إنه لمن دواعي الغبطة والسرور أن نلتقي بكم اليوم تحت مظلة هذا الصرح التعليمي الراقي، ونشارك العالم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام.. هذا اليوم الذي خصصته منظمة اليونسكو؛ ليكون يومًا عالميًا للغة العربية؛ اعترافًا بمكانتها وتقديرًا لدورها الفاعل في نشر العلم والمعرفة والثقافة بين الشعوب على مر العصور.

لغة سامية

وأشار الكيومي بقوله:" إن شعار هذا العام يدور في بيان مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية، ولعل من بيان القول أن نبرز أهم سمات وخصائص هذه اللغة، والتي جعلتها تتبوأ هذه المكانة وتلقى هذا الاهتمام العالمي، فاللغة العربية من أكثر اللغات السامية المتحدث بها، ورغم عدم وجود إحصائيات دقيقة، إلا أن أكثر الإحصائيات تتحدث عن سبعمائة وواحد وعشرين مليونًا، ناهيك بأن نصف هذا العدد يدرك اللغة ويتعبد بها، وتمتاز اللغة العربية بسمات وخصائص تنفرد بها عن بقية اللغات؛ فهناك خصائص لغوية وصوتية ونحوية واشتقاقية وأخرى متعلقة بعلم اللغة وغيرها؛ مما جعل الدارسين والمستشرقين يهتمون بدراستها ويحاولون الغوص في أعماقها؛ لاستخراج بعض دررها ومكنوناتها".

اللغة الخالدة

وأكد مدير دائرة إشراف العلوم الإنسانية بالوزارة في ختام كلمته على تأثير اللغة العربية في الحضارة الإنسانية، وإسهامها في إبراز الفكر والثقافة الإنسانية على مدى الأزمان، وحرص وزارة التربية والتعليم على الاحتفاء بيومها العالمي، فقال: "لقد كان تأثير اللغة العربية في الحضارة الإنسانية عميقا ومؤثرا، فيكفي أن نعلم بأن الكثير من علوم الحضارات القديمة كاليونانية، والفارسية، والهندية، ما كان لها أن تتقدم لولا مساهمة العربية، فالعرب والمسلمون نقلوا بلغتهم علوم الفلسفة والطب والهندسة والرياضيات والفنون بأنواعها، ولم يكتفوا بذلك بل أضافوا الكثير، وأسهموا في تطور الحضارة الإنسانية، كما أن الحديث عن مساهمة اللغة العربية في الفكر والثقافة الإنسانية طويل ومتشعب، ولا يسعنا في هذه العجالة أن نورد جميع إسهاماتها، فهذه اللغة الخالدة خدمت الإنسانية ومدت يد العون ونشرت السلام والمحبة بين الشعوب والحضارة الإنسانية، ولاشك بأن وزارة التربية والتعليم تولي اهتمامًا كبيرا بلغة المجتمع الأم والاحتفاء بيومها العالمي، فهناك الكثير من الفعاليات والبرامج التي ستنفذ هذا الأسبوع في مختلف مدارسنا على امتداد وطننا العزيز احتفالًا باليوم العالمي للغة العربية".

اللغة العربية وإسهامها في الحضارة الإنسانية

عقب ذلك قدم الدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي محاضرة بعنوان:" مساهمة اللغة العربية في الحضارة والثقافة الإنسانية"، وقد ناقش فيها أربعة محاور، فتطرق المحور الأول إلى مفهوم التواصل الحضاري والإنساني، وجاء المحور الثاني حول : دور اللغة في التواصل الحضاري والإنساني، والذي تناول فيه بالحديث عن مفهوم اللغة؛ كونها من خصائص الإنسان، وهي تعبر عن الانتماء، وكذلك الحال مع اللغة العربية التي تعبر عن الانتماء للأمة العربية، وعلى أبنائها تطويرها وتنميتها، أما المحور الثالث فتطرق إلى اللغة العربية والتواصل الحضاري والإنساني، على الرغم من أن اللغة العربية حفظت بحفظ القرآن الكريم، إلا أننا لا نجد في التاريخ كله مثالًا صادقا على التوحيد اللغوي كما نجده في الحضارة العربية الإسلامية، التي دخلت في مختلف الشعوب والثقافات، فأصبحت لغة الحضارات ومثلت مجالًا خصبًا للتفاهم بين أبناء هذه الشعوب ونقل المعارف المختلفة، لذا كان من أهم منجزات هذه اللغة اليوم إقبال الكثير من غير الناطقين بها إلى تعلمها وسبر أغوارها، بينما تطرق المحور الرابع إلى صورتان مشرقتان من التواصل الحضاري للغة العربية، فالصورة الأولى من الأندلس التي حكمها المسلمون ما يقارب ثمانية قرون وخلق فيها نوع عجيب من التوافق بين الأديان والثقافات، أما الصورة الثانية من زنجبار وعلاقة العرب بها تعود إلى ماقبل التاريخ وقبل الإسلام ، وتعمقت بشكل أكبر بعد نشر العمانيين للإسلام فيها وبالتالي انتشرت اللغة العربية أيضًا، هذا إلى جانب الهجرات الكثيرة من سلطنة عمان إلى شرق أفريقيا واختراعهم للغة السواحيلية التي مزجت بين لغات أولئك الشعوب اللغة العربية.

بعد ذلك ألقى أحمد بن سليم السعدي مشرف مادة اللغة العربية بتعليمية محافظة جنوب الباطنة قصيدة شعرية بعنوان:" خيل القداسة"، كما قدمت غنية بنت علي الشبيبية معلمة اللغة العربية بمدرسة شمس الهدى للتعليم الأساسي (5-9) بتعليمية محافظة جنوب الباطنة عرضًا مرئيًا لمبادرتها والتي جاءت بعنوان:" في ضوء الحكاية"، والتي هدفت بها رفع مستوى الأداء اللغوي لطالبات الصف الخامس، وتحسين مهاراتهن في القراء والكتابة الإبداعية، وغرس حب اللغة العربية في نفسهن.

كما ألقى قاسم بن منير الزدجالي الطالب بمدرسة بوابة المعرفة العالمية قصيدة بعنوان:" لغة الضاد".

وفي ختام الحفل قام سليمان بن حمود الحراصي مستشار وزيرة التربية والتعليم للدراسات والبحوث راعي المناسبة بتكريم المشاركين في فقرات هذا الحفل وأعضاء اللجنة المنظمة، كما قدم الدكتور معتصم بن راشد البلوشي المدير العام المساعد بالمديرية العامة للإشراف التربوي بالوزارة هدية تذكارية لراعي المناسبة.