الأخبار الرئيسية

مركز الاخبار

عدد من التوصيات يختتم بها المنتدى العربي للبحث العلمي بدورته التاسعه

تاريخ نشر الخبر :01/02/2023

اختتمت مساء أمس الثلاثاء أعمال المنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة في نسخته التاسعة والذي تستضيفه سلطنة عمان ممثلة بوزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وبالتعاون مع المنظمة العربية للترببية والثقافة والعلوم (الألكسو) على مدى يومين، وتم خلاله استعراض (40) ورقة علمية سلطت الضوء على أبرز القضايا في مجال التنمية المستدامة وبمشاركة أكثر من (150) باحثا وباحثة من مختلف الدول العربية.

ختام المنتدى

وشهد اليوم الختامي للمنتدى عقد (6) جلسات نقاشية استضيف خلالها باحثون بارزون على المستوى المحلي والإقليمي، وتقديم (27) ورقة علمية شارك فيها عدد من الباحثين كقيمة إضافية للحدث العلمي. وسلطت الأوراق العلمية الضوء على عدد من القضايا في الدول العربية والتي تتطلب المزيد من البحوث العلمية. تمحورت الجلسات حول دور الباحثات العربيات في البحوث الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي المستدام، ودورهن في قضايا الهندسة وعلومها المختلفة. فيما تناولت الجلسة الثالثة قصص نجاح ملهمة لباحثات ورائدات أعمال من سلطنة عُمان ودول عربية. وتناولت أوراق عمل الجلسة الرابعة دور الباحثة العربية في قيادة المؤسسات والمراكز البحثية العربية: التحديات والرؤى، وأبرزت الجلسة الخامسة مساهمات الباحثة العربية في ريادة الأعمال من أجل تحقيق التنمية المستدامة والجلسة السادسة دور الباحثة العربية في تطوير المنظومة التعليمية والعلمية. 

الباحثة العربية وتطويرالمنظومة التعليمية والعلمية

‏وقد أظهر المنتدى حجم الفجوة العميقة في المنظومة التعليمية والعلمية في أغلب الدول العربية في ضوء العولمة والمتغيرات المتسارعة والتطورات التقنية والتكنولوجية؛ الأمر الذي يتطلب اتخاذ الإجراءات المناسبة لتطوير المنظومة التعليمية والعلمية باستمرار وفقا لتلك المتغيرات. حول دور الباحث العلمي في تطوير المنظومة التعليمية والعلمية تحدثت د. وردية بنت أحمد بوقابة - عضو المجلس العربي للابداع والابتكار بالجزائر: " ‏تعتبر مساهمة المرأة العربية في تقدم المنظومة التعليمية والبحثية في الوطن العربي المقياس الأول لمدى تقدم مسيرة المرأة العربية، إلى جانب مدى إدراكها بأهمية هذه المساهمة والمشاركة الفعلية في التقدم العلمي والبحثي لها. ولإثراء الموضوع اشتملت مداخلتي دراسة حالة لعينة من الباحثين بمختلف الجامعات والمراكز البحثية بالجزائر لمعرفة مدى مساهمتها في تحقيق تقدم المنظومة التعليمية والبحثية، وكذا أهم المحافظات والعوائق والتحديات التي تواجهها لتعزيز هذي المساهمة الفعلية" وأضافت "إن المشاركة في اللقاءات العلمية التي تجمع الباحثين من مختلف الدول في مكان واحد تسهم في ‏تعزيز المعرفة حول الأهمية الكبيرة لدور المرأة العربية الباحثة في بناء المجتمع و إرساء ثقافة التنمية المستدامة من خلال البحوث العلمية و الابتكارية التنموية، وتؤكد على ضرورة تكاتف الجهود العربية لدعم المرأة العربية على أرض الواقع لتفعيل وتجسيد دورها ومكانتها في تنمية المجتمعات".

البحوث العلمية وتحقيق الأمن الغذائي المستدام

‏كما بينت أوراق عمل المنتدى المخاوف التي يواجهها العالم اليوم في مجال الأمن الغذائي العالمي لاسيما مع وجود النزاعات والصراعات في أماكن مختلفة من العالم و الآثار الناجمة عن وباء كورونا وتغير المناخ؛ لذلك بات من الضروري زيادة الاستثمار في أنشطة البحوث الزراعية والغذائية من أجل تحسين الإستدامة النظم الغذائية. حول الاستفادة من البحوث العلمية الزراعية لتفعيل دور الابتكار الصناعي لتحقيق أمن غذائي مستدام، قالت د. كوثر البلوشية - خبيرة برامج بحثية وابتكارية بمركز الابتكار التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: " يعتبر القطاع الزراعي والغذائي أحد أهم القطاعات ذات الأولوية الاستراتيجية لسلطنة عمان، وفي عصر الاقتصاد المبني على المعرفة فإن إمكانيات المؤسسات الصناعية في الابتكار تعتبر عاملا رئيسيا في زيادة التنافسية والنمو لهذه المؤسسات؛ ولذلك تعمل الحكومات على وضع الحوافز التشجيعية للربط بين مؤسسات البحث العلمي والتطوير والمؤسسات الصناعية للاستفادة من مخرجات البحوث الزراعية ولبناء القدرات الابتكارية للمؤسسات الصناعية، كما تم وضع برامج متعددة من خلال المنصات الالكترونية التعاونية الوطنية (الابتكار المفتوح) حيث يتم تبادل الخبرات المعرفية وطلبات السوق واحتياجه من المنتجات والخدمات المختلفة بين القطاعات الثلاثة الرئيسية القطاع الحكومي والقطاع الأكاديمي والقطاع الصناعي". وتابعت البلوشية "وبالنسبة لنا كباحثين، فإن هذه اللقاءات العلمية مع الباحثين من مختلف الدول العربية تسهم في اطلاعنا على آخر التطورات البحثية في قطاع الابتكار الصناعي (الزراعي- الغذائي) التي تشهدها دول المنطقة، ومناقشة أهم الحلول المشتركة للتحديات التي تواجه هذا القطاع ".

قصص نجاح ملهمة

واستعرض المنتدى قصص نجاح عدد من الباحثات اللاتي أدركن أهدافهن بطريقة جيدة وسعين إليها بكل جهد واصرار، إذ قدمت الباحثة سمية السيابية - أخصائية ابتكار وأولمبياد علمي بوزارة التربية والتعليم ورقة علمية لخصت فيها تجربتها في نجوم العلوم الموسم 14، وأفادت السيابية: "يعد المؤتمر فرصة لتشارك التجارب مع الباحثات من مختلف الدول العربية للاستماع لقصص الملهمات من الباحثات ورائدات الأعمال العربيات في شتى المجالات والتخصصات. فلابد من وجود التحديات عند خوض غمار أي مجال جديد إلا أن الرغبة والشغف وتحمل المسؤولية وحب الاطلاع على كل ما هو جديد والقدرة على تنظيم الوقت هي من أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها الباحثة لتحقيق النجاح".

الباحثات والقيادة: تحديات ورؤى

‏وشغلت عدد من الباحثات العربيات مواقع قيادية متقدمة في قيادة وإدارة العديد من المؤسسات والمراكز البحثية في عدد من الدول العربية، وقدمن مساهمة إيجابية لتطوير أداء تلك المؤسسات وتحقيق أهدافها رؤاها. الدكتورة سالي مبروك - مديرة مكتب مديرعام منظمة الإيسيسكو تقول حول ذلك: "تمضي سلطنة عمان قدما نحو التوسع في  مشاريع قطاع الاقتصاد الأخضر والطاقة المتجددة والذي يعد مجالا اقتصاديا واعدا لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام؛ حيث اتخذت الحكومة الرشيدة خطوات جادة لتمكين القيادات النسائية من العمل في هذا المجال خلال السنوات الثلاث الماضية وخلال الفترة الاخيرة شهدت الاستثمارات في هذا القطاع زيادة ملموسة‏". وترى مبروك أن "المنتدى يقدم فرصا لمراجعة الرؤى العربية المختلفة حول التنمية المستدامة ومدى أداء دول العالم الاسلامي في سبيل تحقيقها ومراجعة السياسات وخطط العمل المشتركة في هذا المجال".

وفي ختام أعمال المنتدى، أوصى المشاركون في الدورة التاسعة  للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة بوضع خطط عمل لتعزيز مساهمة المؤسسات ومراكز البحث العلمي والباحثين في القضايا التنموية العربية، وتمكين الشراكات بين الجامعات والمراكز البحثية مع شركات الإنتاج والتنمية بالدول العربية. كما اوصى المنتدى بتشجيع الباحثين والمبتكرين العرب وربطهم بالشركات المتخصصة من خلال تعزيز التعاون بين المؤسسات العربية المعنية بالتعليم والتدريب والبحث العلمي؛ بهدف تحويل الابتكارات العلمية إلى مشاريع اقتصادية وطنية فعليّة، وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم وتمويل أنشطة البحث العلمي، والاطلاع على التجارب والخبرات العربية والعالمية التي نجحت في ربط البحث العلمي بالتنمية المستدامة.